قال الدكتور أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي لحقوق الإنسان، إنّ الدولة المصريّة بذلت جهودًا كبيرة لدعم القضية الفلسطينية، منذ بداية الحرب، وعملت في أكثر من اتجاه إنساني وسياسي وحواري.

دور مصر في دعم القضية الفلسطينية 

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه على الصعيد الإنساني عملت مصر على تحضير وإرسال مساعدات إغاثية للقطاع، فضلا عن جهودها من اليوم الأول للضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح معبر رفح البري، وتسهيل نفوذ المساعدات للمستحقين داخل القطاع، أما على الصعيد السياسي فقد عملت القاهرة على الوصول لقرار وقف إطلاق النار، واستعملت في ذلك كل السبل وما زالت الجهود مستمرة، وتعتبر هي الدولة الوحيدة التي بذلت هذا المجهود أمام مجلس الأمن.

 

وأشار إلى جهود مصر في دعم القضية الفلسطينية على المستوى الحقوقي، بما في ذلك إنشاء سفير مصر لدى الأمم المتحدة، بالمجلس الدولي لحقوق الإنسان، تحالفًا ضخمًا مكونًا من قرابة 71 بعثة في الأمم المتحدة، وقد أصدروا بيانًا على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان 54، طالبوا فيه المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وقف العدوان، وطالبوا الدول الأعضاء بإدانة الجانب الإسرائيلي، وقد تمكن التحالف من تحقيق صدى هام، مما يؤكد أن مصر، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمكنت على المستوى الدولي والحقوقي من استعمال أدواتها لحماية الشعب

محاولات التشويش على دور مصر دليل على قوة تأثيره في القضية 

وبين أن الإدارة السياسية المصرية أكدت بشكل صريح منذ بداية العدوان الحالي على قطاع غزة، رفضها التام لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين.

 وأضاف أن الدولة المصرية تحركت بمفردها في ملف حماية الفلسطينيين، وبالرغم من التحديات المختلفة لم يتوتر موقف مصر تجاه القضية، واستمرت في بذل الجهود الكبيرة في هذا الملف.

ولفت إلى أن الإدارة السياسية تسعى ليكون هناك حلا دائمًا للقضية، مؤكدًا أن استمرار الدولة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، بالرغم من وجود تحديات داخلية، يدل على دورها الريادي في المنطقة.

وفي سياق متصل، قال ضياء الدين شمري، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان لوسط أوروبا في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن الدولة المصرية هي خط الدفاع الوحيد والأقوى للعروبة، وموقفها في القضية الفلسطينية جاء جريئًا، كما أنها تعمل على تحسين أوضاعها الداخلية وتحقيق تنمية شاملة في مجتمعها إلى جانب عملها على نصرة فلسطين.

كما لفت إلى أنه نظرًا لكون دور الدولة المصرية في القضية قويًا ومؤثرًا، كان هناك العديد من المساعي للتشويش عليه وتزييف الحقيقة، وتوجيه اتهامات باطلة لمصر: «محاولات تزييف دور مصر القوي في القضية خير دليل على نجاح تأثير دورها على الأصعدة المختلفة». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حدث آخر 10 سنوات القضیة الفلسطینیة الدولة المصریة فی القضیة القضیة ا

إقرأ أيضاً:

دعوة تأبين.. للقانون الدولي الإنساني

أبو الخطّاب سُلطان اليحيائي

 

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾.

تكريمٌ إلهيٌّ لم يُفرِّق بين لونٍ أو لسان ولا بين شِمالٍ وجنوب ولا بين مسلمٍ وغير مسلم.

لكنّ هذا التكريمَ اليوم يُهان جهارًا في غزّة ويُغتال بصمتٍ دوليّ وتُطوى معه آخر ورقةٍ من أوراق "الضمير العالمي".

 

فهل ثمّة قانونٌ بعد حيّ يُذكَر؟!

 

إنّها دعوةُ تأبينٍ رسميّة نرفعها للعالم أجمع.

فقانونُكم الإنسانيُّ لم يُقتَل برصاصة، بل طُمر حيًّا تحت الأنقاض وجُرِّد من معناه وتحوّل إلى مسوّدةٍ جوفاء لا تحمي طفلًا ولا تردع مجرمًا، بل تُستخدم غطاءً للخراب.

هل يُعقَل أن يُشرَّع قانونٌ باسم "الإنسانيّة" ثم لا يكون الإنسانُ المسلمُ العربيُّ فيه شيئًا مذكورًا؟

هل يُعقَل أن تُبجَّل معاهداتٌ تُجرِّم العدوان وتحظر استهداف المدنيين وتكفل الحمايةَ للنساءِ والأطفالِ ثم تُنتهك هذه كلُّها في كلّ غارة ويتبادل المجرمون والمطلوبون للعدالةِ الدوليّة التهاني على الهواء مباشرة من منهم الأحقُّ بجائزة نوبل للسلام؟!

أين الإنسانيّةُ التي تتغنّون بها؟

أين مبادئُكم حين تُقطَع المياهُ عن الأطفال وتُنسف المستشفياتُ على رؤوس المرضى ويُدفن الناسُ أحياءً تحت الركام ولا يُسعفهم أحدٌ إلّا الدّعاء؟!

أيُّ خزيٍ هذا الذي تجرّعته الأنظمةُ العربيّة بصمتها؟!

وأيُّ سقوطٍ أخلاقيٍّ هذا الذي جعل بعضَها شريكًا في الحصار وبعضَها الآخر يُبرِّر المجازرَ تحت شعار "مكافحة الإرهاب" وكأنّ الصهاينة يقصفون شياطين لا بشرًا من بني آدم؟!

 

العربُ اليوم ليسوا على الحياد.. فلم تُحرِّكهم دماءُ الأطفال، ولا صرخاتُ الأمهات، ولا نداءاتُ الجرحى، بل حرّكتهم "قوائمُ التطبيع" ومناصبُ الدبلوماسيّة وخوفُهم المزمن من غضب البيت الأبيض وضياعِ دُوَلِهم إن دخلوها حربًا مع واشنطن.

غزّة ليست مجرّد مدينةٍ تُقصف، بل مرآةٌ عاكسة عرّت الأنظمة والمنظمات وكشفت أن القانونَ الدوليَّ ليس أكثر من وثيقةٍ هشّة لا تقوى على حماية طفلٍ واحدٍ في بيت حانون أو رفح.

غزّة قتلت الكذبة الكبرى أن "العالم المتحضّر يحمي الإنسان" فبانت حقيقة الإنسانُ العربيُّ المسلم، دمه رخيصٌ في الميزان الغربي، وحقُّه مُعلّقٌ على توقيع الفيتو.

نحن لا نرثي القانونَ الدولي فقط، بل نرثي منظومةَ القيم التي صدّع بها الغرب رؤوسنا.

تلك القيم التي سقطت أمام مشهدِ أمٍّ تحت الأنقاض، تُمسك يد رضيعها وقد توقّف نبضه، بينما ترفع إحدى السفارات علم "حقوق الإنسان" في احتفالٍ مشبوهٍ مخزٍ.

كفى خضوعًا للسرديّات الكاذبة.

كفى تبريرًا للقهرِ باسم "الشرعيّة الدوليّة".

فلا شرعيّةَ لشيءٍ يقتلُ الإنسانَ باسم القانون ولا قانونَ يُحترم إذا فُصِّل على مقاس الدم الغربي فقط.

لا تظنّوا أنّنا نبكي ضعفًا، بل نصرخ من شدّة القهر والغيظ.

نحن لا نرثي القانون، بل نغضب لكرامةٍ تُهدَر، ولإخوانٍ مسلمين يُبادون، والذي يتحسّس من هذا الوصف الربّاني، فليضرب رأسه على جدار المبكى المزعوم فليس هو منهم ببعيد.

وفي المقابل تنعقد القممُ العربيّة تحت القبب المكيّفة وتخرج ببياناتٍ باهتةٍ مزيّفة لا تُسمن من الحقّ شيئًا ولا تُغني غزّة عن دمعة أو شهيد.

إنّهم لا يملكون شجاعة أن يُسمّوا الجريمة جريمة، ولا أن يوصّفوا المجزرة مذبحة، بل يخطّون بياناتهم بمداد الخزي تصلح لدفن القضيّة لا لنُصرتها.

غزّة لم تَكفُر، بل آمنت بحقّها وصبرت وثبّتت ووقفت على ثغرٍ من ثغور الإسلام.

وأرادت أن تُعيد تعريف الإنسان بوجهه الحقيقي، لا بتصريحات اليونسكو، ولا بمعايير مجلس الأمن، بل بقول الله تعالى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ فهل بعد هذا تكريم؟!

 

هذا العالمُ الذي لم يَعُد يرى لا يستحقّ أن يُرى.

وهذا القانونُ الذي لا يحمي إخوانَنا المسلمين لا يستحقّ أن يُحترم.

وغزّة التي تسكن في كلّ قلبٍ حرّ ستُحرِّر القوانين من نفاقها كما حرّرتنا من أوهامنا.

 

فيا مَن تحمّلتم أمانةَ الحفاظ على أوطانكم حرّة وكرامةَ شعوبكم محفوظة.

إمّا أن تنهضوا بما عليكم من واجبٍ شرعيٍّ وتاريخيّ.

وإمّا أن تلحقوا بمأتم القانون الدولي الإنساني وتُدفنوا معه في حفرةِ النسيان.

فلا أنتم مأسوفٌ عليكم ولا هو قانونٌ يُبكَى عليه.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ؟ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾.

مقالات مشابهة

  • السفير الفلسطيني يُشيد بدور المملكة الريادي ومواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية
  • شعب مصر: جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية تجسد معاني العروبة والإنسانية
  • أحمد الخشن: مصر تثبت يومًا بعد يوم ريادتها في دعم القضية الفلسطينية ومساندة شعب غزة
  • ورشة بوزارة العدل وحقوق الإنسان لتعزيز جهود مكافحة جرائم الاتجار بالبشر
  • الاتحاد يستعرض دور التأمين في دعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي
  • نشأت الديهي: مصر لم تخن القضية الفلسطينية يومًا .. وحسبي الله في كل من يهاجمنا زورًا
  • دعوة تأبين.. للقانون الدولي الإنساني
  • العفو الدولية وأحزاب يطالبون بوقف تدهور حقوق الإنسان بتونس ووضع حد للانقلاب
  • قيادي بحزب مستقبل وطن: دعوات التجمهر أمام السفارات المصرية عبث سياسي ومحاولة لتشويه الدولة
  • كاتب سياسي: تغير رأي العالم حيال الدولة الفلسطينية جاء نتيجة جهود الدبلوماسية السعودية الجبارة