لجريدة عمان:
2025-07-04@08:38:55 GMT

العندليب الفرنسي

تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT

العندليب الفرنسي

القراءة عن الحرب من وجهة نظر الشعب المنسي -في وقت الصراع العسكري- لطالما كانت موجعة، وهذه الرواية ما هي إلا فصل من فصول بشاعة الحرب، وقسوتها.

إننا نقرأ حكايات الحروب، فترتسم في أذهاننا صورة الجنود المُتعبين، وأراضٍ ممتدة شاسعة، يغلب عليها اللون البني والرمادي، وينفجر فيها الدم فجأة، لتكسر الحمرة المتطايرة رتابة المشاهد، حيث ليس للمرأة حضور واضح أو مذكور سوى في الصور الباهتة والرسائل الذابلة المخبأة في دفاتر الجنود الصغيرة المتهالكة.

إن هذه الرواية التي تخبئ شراستها وراء اسم «العندليب» ستؤذيك، وتُشجيك. «العندليب» رواية تاريخية، للكاتبة والروائية الأمريكية كرستن هانا صدرت نسختها الأولى في عام 2015م.

وقد صدرت النسخة العربية منها عن دار ممدوح عدوان للنشر في عام 2023م، إنها رواية عن النساء في الحروب، وشجاعتهن الممزوجة بالتهور، تلك التي تدفعهن إلى فعل الذي لا يُتوقع فعله يومًا، تابعات قلوبهن التي يقويها الخوف وقسوة الأحداث.

تقوم هذه الرواية على أحداث الحرب العالمية الثانية في فرنسا، وقصة الشابة الشجاعة التي نجحت في إيجاد طريق جبلي لتهريب الطيارين الإنجليز والأمريكيين، والثوار المطلوبين من فرنسا إلى إسبانيا خلال الحرب. وفيها سترى الأوضاع التي عاشتها فرنسا في تلك الفترة، من خلال تتبع حياة الأختين فيان وإيزابيل، اللتين فصلت بينهما ظروف الحياة وقسوتها بعد موت الأم، وغرق الأب في العزلة فهجر ابنتيه وهما طفلتان، ثم ربطت الحرب بينهما مرة أخرى.

إيزابيل بطلة الرواية، الشابة المتمردة، التي تم طردها من مدرستها الداخلية، وأعيدت للسكن مع والدها بباريس، حيث قرر الأب إرسالها إلى أختها بعد اشتعال الحرب في العاصمة الفرنسية. وفيان الأخت الكبرى، ربة البيت التي تقيم في أحد أقاليم فرنسا بعيدة عن باريس، منشغلة بتعليم الصغار وتربية ابنتها صوفي حتى تباغتها الحرب، فتُجبر على قبول سكن ضابط نازي في بيتها، في الوقت الذي كانت تقوم فيه بعمل بطولي من خلال إخفاء الأطفال اليهود وحمايتهم بتغيير أسمائهم وهوياتهم بمساعدة الكنسية.

إن وجود الضابط الألماني ببيت فيان أجبرها على إبعاد أختها إيزابيل مجددا حيث كانت بسلوكها وتمردها تشكل خطرا على فيان وابنتها الصغيرة. الأمر الذي دفع إيزابيل لدخول عالم المقاومة والعودة إلى باريس كامرأة مستعدة للقتال بعد أن غادرتها كفتاة عنيدة حالمة.

تستعرض «العندليب» تغير الأحداث في أقاليم فرنسا بعد دخول الألمان، وكيف تشكّلت المقاومة التي أعادت للفرنسيين الأمل بعد استسلام الحكومة. فستدخل من خلال الرواية باريس بقلب وجِّل، وستمشي في القرى البعيدة بقدمين ثقيلتين جدًا خوفًا ووجعًا.

الحرب نار مستعرة تأكل كل شيء في طريقها ثم تمضي تاركة خرابًا، وحزنًا، وفراغًا في الروح لا يمكن سدّه، وبقايا حياة. هي موجة عظيمة تسحق كل ما أمامها، وتمحو معالم المكان وملامح أهله.

إنها رواية عن الجوع، والتخلي، والظلم، والبرد القارس، والانتظار الثقيل، والألم المستفحل، والصراخ المكتوم، والشوق، والحب المخبأ، والقتل، وذبول الروح، والعصيان، والهجر، والخوف. رواية تجسّد الوجع، وترسم الفقد، وتُرينا بشاعة الحرب.

«العندليب» رواية مؤثرة ستفكر فيها كثيرا بعد إنهائها، ولن تشعر بالصفحات التي تتجاوز الستمائة صفحة وأنت تقرأ.

تقول كرِسْتِن هانا في العندليب: «... في الحب نكتشف من نريد أن نكون، أما في الحرب، فنكتشف من نكون. ولعلنا في بعض الأحيان لا نريد أن نعرف ما يمكن أن نفعله كي ننجو بحياتنا» ملخصة بذلك كل الأحداث التي عاشتها الشخصيات الأنثوية في الرواية.

وختامًا.. يجب أن أشيد بترجمة المترجم أحمد المعيني لهذه الرواية الرائعة، حيث كانت ترجمة متقنة وانسيابية، حافظت على رونق النص.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75%

أعلنت السلطات الفرنسية اليوم الخميس أن الأعمال المعادية للمسلمين المسجلة حتى منتصف 2025 زادت بنسبة 75% مقارنة بالعام السابق، مع تضاعف الهجمات على الأفراد 3 مرات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الداخلية قولها إن 145 عملا معاديا للمسلمين تم تسجيلها في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، مقارنة بـ83 خلال الفترة نفسها من عام 2024.

وارتفع عدد الاعتداءات على الأفراد بنسبة 209% ليصل إلى 99 إجمالا، مقارنة بـ32 اعتداء خلال الفترة نفسها من العام 2024، وهي "تمثل أكثر من ثلثي الأعمال المعادية للمسلمين"، بحسب المصدر نفسه.

وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي قُتل شاب مالي يدعى أبو بكر في مسجد بجنوب فرنسا، وهذا أثار غضبا شديدا في البلاد.

ويشكل المسلمون ما يقرب من 9% من سكان فرنسا التي تضم أيضا أكبر جالية يهودية في أوروبا، حيث يبلغ عدد اليهود حوالي 500 ألف نسمة.

وفي الفترة نفسها، تم تسجيل ما مجموعه 504 أعمال "معادية للسامية"، مقارنة بـ662 خلال الفترة نفسها من العام 2024، بانخفاض بنسبة 24%، في حين تم تسجيل 322 عملا معاديا للمسيحيين في عام 2025، مقارنة بـ284 عملا خلال الفترة نفسها من العام 2024، بزيادة قدرها 13%، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومطلع الشهر الماضي، سلّط تقرير لمجلة "جاكوبين" الأميركية الضوء على تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة تطال الجالية المسلمة في البلاد.

واستند التقرير إلى نتائج وردت في كتاب بعنوان "فرنسا تحبها ولكنك تغادرها"، من تأليف 3 كُتّاب هم: أوليفييه إستيف، وأليس بيكار، وجوليان تالبان، ويسلط الضوء على أجواء العداء المتزايدة ضد المسلمين، والتي دفعت آلاف المسلمين الفرنسيين إلى الهجرة.

ويقدر المؤلفون أن نحو 200 ألف مسلم فرنسي معظمهم من ذوي المؤهلات التعليمية العالية، قد غادروا البلاد إلى ما سماها دولا متعددة الثقافات مثل بريطانيا وكندا.

إعلان

واتهم التقرير قادة سياسيين فرنسيين بلعب دور في تفاقم الإسلاموفوبيا، إذ أقدمت السلطات في ظل رئاسة إيمانويل ماكرون على حل منظمات مناهضة للإسلاموفوبيا، وسنت سياسات تستهدف المسلمين بذريعة محاربة "الانعزالية المجتمعية".

وفي مايو/أيار الماضي شدد آلاف المتظاهرين في باريس على وجوب أن تكون محاربة الإسلاموفوبيا في قلب أي سياسة مناهضة للعنصرية تنتهجها الدولة، مستنكرين حل الجماعات المناهضة للإسلاموفوبيا في البلاد، كما نددوا باستمرار بعض وسائل الإعلام في تشويه الإسلام والمسلمين لغايات سياسية وأيديولوجية.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75%
  • 18 رواية من 10 دول عربية على القائمة الطويلة لـ "كتارا"
  • وثائقي غزة: أطباء تحت النار.. القناة 4 تكسر احتكار الرواية الإسرائيلية ببريطانيا
  • وكيل الأزهر: ختم "شرح علل الترمذي "دليل على عناية الأزهر بالسنة رواية ودراية
  • مبلغ كبير.. إسدال الستار على قضية إعلان «دقوا الشماسي» وتعويض ورثة العندليب
  • وكيل الأزهر: ختم «شرح علل الترمذي» دليل على عناية الأزهر بالسنة رواية ودراية
  • مصطفى محمد يقترب من الرحيل عن نانت الفرنسي
  • مصمم سويدي يبتكر حقيبة لخبز الباغيت الفرنسي في باريس
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • رسميًا.. نيوم يعلن تعاقده مع الفرنسي لاكازيت