الطيران العماني في الطريق الصحيح
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تكتسب مرحلة تصحيح الأوضاع وخطة التحول لشركة الطيران العماني أهمية بالغة على المستوى الوطني، وذلك لأن نجاحها يفتح آفاقا من الإيجابية، تجاه مشروعات (الشركات الحكومية)، وإيجاد بصيص أمل لتحول «الطيران العماني» من الخسائر المتواصلة إلى تحقيق (صفر خسائر)، كما يفتح نجاح الخطة المجال لمعالجة أوضاع العديد من الشركات الحكومية التي تعيش أوضاعا مشابهة لأوضاع الطيران العماني، خاصة فيما يتعلق بالخسائر المالية الكبيرة رغم كل الدعم الحكومي الذي يقدم منذ سنوات.
إن خطة التحول التي تقودها الحكومة لهذا الكيان الاقتصادي والعزم على تغيير واقعه إلى الأفضل، تحتاجان إلى تفهم ووقفة من المجتمع، خاصة في هذا التوقيت المهم من عمر (خطة التحول)، حيث يرتبط نجاح الخطة بنجاح المساعي الوطنية لانتشال هذه المؤسسة من عمق الخسائر، إلى رحاب النمو وتحقيق الأرباح، وبالتالي فإن النتائج الإيجابية التي ستخرج بها هذه الخطة، ستكون قابلة للتطبيق لانتشال شركات حكومية أخرى، ويضع الطيران العماني وغيره في المسار الصحيح، ومن ثم الوصول إلى الأهداف الوطنية المنشودة من الشركات الحكومية.
الطيران العماني كان في واقع مغاير عما هو عليه اليوم، والحديث عن المستقبل يكون ذا أهمية أكبر من العودة أو التندم على ما فات ولكن ـ مع أخذ العبر مما مضى ـ فإن المرحلة الحالية، وبطبيعة الحال قد تواجه بعض التحديات، ومن بين هذه التحديات إثارة بعض السلبيات بين الحين والآخر عن الخطط التي تقوم بها إدارة الطيران العماني، وهذا أمر طبيعي بأن تكون مثل هذه الخطط محل نقد من بعض المنتفعين من جوانب معينة في وقت مضى، وإصلاح تلك الجوانب أو تعديلها قد يضر بمصالحهم، لكن يبقى تغليب المصلحة الوطنية هو الأهم والغالب، وعلى المجتمع أن يقف مع الخطة الوطنية لإعادة مسار الطيران العماني وأوضاعه المالية والإدارية إلى الطريق الصحيح، ليكون رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، ومسارا من مسارات استيعاب القوى الوطنية العاملة.
وقد كشف اللقاء الإعلامي الذي عقد يوم السبت الماضي عن انخفاض صافي خسائر الشركة بنهاية عام 2023 بنحو 36 %، وارتفاع إيراداتها لقرابة 30 %، مقارنة بعام 2022، وهذه المؤشرات دليل على بدء تحقيق النجاحات للوصول إلى الغايات المنشودة، وهذه مؤشرات إيجابية بدأت تتحقق.
لقد تبنت المرحلة الثانية من برنامج التحول للطيران العماني العديد من الاستراتيجيات كخفض عدد الرحلات على الخطوط ذات الأداء الضعيف دون الحاجة إلى إغلاق أي خطوط أو وقف تشغيل أي طائرة أو بيعها، ووقف جميع أوجه المصروفات غير الضرورية في جميع الدوائر المختلفة بالشركة مثل: الرعايات، وتخفيض وإلغاء عدد من عقود الخدمات غير الضرورية للشركة، وفي مثل هذه المرحلة تعد هذه الخطوات والاستراتيجيات شجاعة، وهذا ما يحتاج إليه أي قطاع حيوي يراد منه تغيير واقعه من الخسائر إلى تحقيق الأرباح، فالقرارات الصعبة والمصيرية تحتاج إلى شجاعة وسرعة في اتخاذ القرار.
وأغلق الطيران العُماني السنة المالية 2023 دون الحصول على أي قروض بنكية إضافية أو ضمانات حكومية، كما تحسنت عوامل الحمولة لأسطول الطيران العُماني بنسبة 9 %، واستطاع الطيران نقل أكثر من 6 ملايين مسافر عبر وجهات الشركة المختلفة، وتشغيل أكثر من 45 ألف رحلة مجدولة، كل هذه المؤشرات الإيجابية، نعدها بداية السير في الطريق الصحيح، وخطوات ناجحة سوف يكون لها معطياتها الإيجابية على عدة مستويات، وأهمها المستوى الوطني.
إن الخسائر التي كان الطيران العماني يتكبدها، والخسائر التي تعلن عنها الكثير من الشركات الحكومية، أوجدت نوعا من السلبية لدى شريحة واسعة من المجتمع، تجاه بعض الشركات الحكومية، وفي حقيقة الأمر فإن المجتمع ـ لا يلام ـ على تلك السلبية تجاه تلك الشركات، لأن واقعها كان لا يوحي بأي جانب إيجابي نظرا لما تحققه من خسائر.
لذلك فإن نجاح خطة التحول في الطيران العماني ستنعكس مؤشراته الإيجابية على محاور عدة، ومن بينها تأكيد الثقة في «الإدارة العمانية» وقدرتها على إدارة قطاعات حيوية لها المردود الإيجابي الكبير للبلاد، متى ما تمت إدارتها بالطريقة الصحيحة والمناسبة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشرکات الحکومیة الطیران العمانی
إقرأ أيضاً:
مصر وأوزبكستان تبحثان التعاون لدعم الشركات التكنولوجية وتعزيز الاستثمارات المتبادلة
استقبلت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وفدًا رفيع المستوى من منطقة تكنولوجيا المعلومات IT Park Uzbekistan، ضم Azizbek Yusupov، رئيس التصدير والاستثمار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و Abdurahman Karimberdiev، مدير الشراكات والاستثمار لنفس المنطقة، وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة العامة للاستثمار.
ويأتي هذا اللقاء في إطار بحث آفاق التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات دعم الشركات التكنولوجية الناشئة، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، واستكشاف فرص فتح أسواق جديدة أمام الشركات المصرية في دول آسيا الوسطى، خاصة في ظل الإمكانات التكنولوجية المتقدمة التي يتمتع بها الطرفان.
وتناول الاجتماع سبل بناء شراكات بين الشركات المصرية ونظيراتها الأوزبكية، وتبادل الخبرات في مجالات ريادة الأعمال وتطوير بيئة الابتكار، فضلًا عن مناقشة الفرص المتاحة لجذب الشركات العالمية للعمل في البلدين من خلال منصات وخدمات تيسير الأعمال التي يوفرها كل طرف.
ورحب حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بالوفد الأوزبكي، معربًا عن تطلعه لتعزيز التعاون المشترك بين مصر وأوزبكستان. وأكد أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة في فتح آفاق جديدة للاستثمارات المتبادلة وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية، مشيرًا إلى الفرص الواعدة المتاحة في البلدين، خاصة في القطاعات التكنولوجية والرقمية.
وقال حسام هيبة، ان الهيئة حريصة على تعزيز التعاون الدولي في القطاعات التكنولوجية الواعدة، بما يسهم في دعم الاقتصاد الرقمي، وجذب استثمارات جديدة، وتمكين الشركات المصرية من التوسع في الأسواق الإقليمية والدولية. كما أوضح أن منظومة الاستثمار في مصر تعتمد على تعدد الأنظمة الاستثمارية، مثل المناطق الحرة، والمناطق الاستثمارية، والمناطق التكنولوجية، بما يدعم دور القطاع الخاص ويحفّز تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأكد السيد حسام هيبة على أهمية استمرار التواصل بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، لمتابعة ما تم بحثه والبناء عليه، واستكشاف سبل تعزيز التعاون الاستثماري بين مصر وأوزبكستان ودعم جهود جذب الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية لدى البلدين.
تطور ملحوظ في بيئة الأعمال المصريةمن جانبه، أعرب السيد Azizbek Yusupov عن تقديره لاستضافة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مؤكدًا أن هذا اللقاء يعكس رغبة حقيقية في تعزيز التعاون بين الجانبين.
وأشاد بالتطور الملحوظ في بيئة الأعمال المصرية، معتبرًا أنه يمثل دافعًا قويًا للتوسع في مجالات التعاون، مضيفًا أن مصر ستكون أول دولة إفريقية ينطلق منها IT Park Uzbekistan لدعم الشركات التكنولوجية في التوسع والاستثمار داخل القارة.
كما استعرض الجانب الأوزبكستاني خلال الاجتماع أبرز الحوافز الاستثمارية التي تقدمها حكومة أوزبكستان للشركات الأجنبية، وخاصة العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT، مشيرًا إلى أن IT Park Uzbekistan يوفر منظومة متكاملة من المزايا تشمل الإعفاءات الضريبية، وتسهيلات تأسيس الشركات، ومنح تراخيص التشغيل بسرعة ومرونة عالية. وأكد الوفد الأوزبكي جاهزية IT Park لتقديم كل سبل الدعم للشركات المصرية الراغبة في الاستثمار أو التوسع داخل السوق الأوزبكستاني.
ويُعد IT Park Uzbekistan مجمعًا تكنولوجيًا رائدًا وحاضنة رسمية تابعة لوزارة التكنولوجيا الرقمية في جمهورية أوزبكستان، ويختص بدعم شركات تكنولوجيا المعلومات وتطوير الصناعات الرقمية وتعزيز التوسع التصديري، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا.