الوطن:
2025-05-10@21:48:39 GMT

«ميتا» تعلن العودة الجزئية لعمل خدماتها بعد تعطلها

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

«ميتا» تعلن العودة الجزئية لعمل خدماتها بعد تعطلها

بعد ورود أنباء عن تعطل بعض منصات «ميتا» بعدة مناطق حول العالم، أعلنت الشركة عن العودة الجزئية لعمل الخدمات بعد تعطلها، حسبما أفاد نبأ عاجل عرضته «القاهرة الإخبارية».

.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ميتا واتساب عطل ميتا

إقرأ أيضاً:

قرار العودة إلى السودان أو الإستقرار بمناطق النزاع

في كل مرة يُعلن أحدهم عن نيته العودة إلى السودان أوالمواصلة في الإستقرار بمناطق النزاعات والحرب رافضا الخروج، تتبدل الملامح، وتبدأ العيون في التفتح وكأن القرار ضرب من الجنون، حيث أن المحيطون به سرعان ما يطلقون سيلاً من السرديات السلبية، تحليلات مشحونة بالخوف، ومشاهد محبطة تتزاحم على ألسنتهم، مثل (الوضع صعب)، (مافي حياة)، (راجع لي شنو؟) وهكذا…، قبل أن يسألوه في الأساس لماذا قرر العودة، ثم ينهمكون في وضع الخطط البديلة وتقديم النصائح، هكذا يتم إشعاره كأنما الوطن الذي ينوي العودة إليه مكان غير مأهول بالبشر، وكأن هناك معاناة تُشابه معاناتهم فقط، ولا يوجد أٌناس يعيشون الحياة بكامل تفاصيلها!، هذا المشهد المتكرر يكشف عن سلوك اجتماعي عميق في العقلية السودانية، حيث تختلط الرغبة في الحماية بالتنظير السطحي، ويتداخل الإحباط الجمعي مع نوع من الوصاية النفسية غير المباشرة.

لكن، ما يغفل عنه الكثيرون هو أن قرار العودة إلى السودان في هذا الوقت العصيب ليس مجرد مغامرة أو فعل عاطفي، بل هو قرار فردي بحت، ففي ظروف الحرب والانهيار، يبقى العودة قرارا مشروعا يرتبط بتجربة شخصية قد تكون مختلفة تماما عن تجارب الآخرين، والتعايش في مناطق النزاع، على سبيل المثال، يكشف لنا أن الخوف الذي نتخيله من بعيد يختلف تماما عن التجربة الفعلية، ففي قلب الحرب، يبدأ الإنسان في التكيف مع الواقع، ويفهم سلوك المسلحين، ويكتسب مهارات النجاة، إذ أن لحظات كثيرة يصبح التعايش مع الخطر المعلوم أرحم من العيش في ظل الغموض واللايقين في مكان آخر، حتى وإن كان خارج الوطن.
الغريب في الأمر أن من خاضوا تجربة المغادرة أو عايشوا النزاع هم الأكثر جرأة في إصدار الأحكام بشأن العودة، وكأنهم يمتلكون الحق في تصنيف قرارات الآخرين؛ هؤلاء يتحدثون عن أماكن لم يعودوا يعرفونها، وقرارات لم يتخذوها، ويقدمون نصائحهم بناءً على تصورات سطحية محملة بانفعالاتهم ومراراتهم الشخصية فتتحول تلك النصائح التي يُفترض أن تكون تعبيرا عن العناية، إلى ضغط نفسي غير مباشر، يجعل الشخص يشعر أن قراره خاطئ لمجرد أنه لا يتوافق مع قناعاتهم.

هذه الظاهرة الاجتماعية تحتاج إلى تفكيك، لأنها تكشف عن سلوك غير واع يعزز من الوصاية بطريقة مبطنة، مما يجعل الشخص المعني يشعر بأن قراره بحاجة إلى مبرر، في الحقيقة، كثير من الناس يعتقدون أنهم يقدمون النصيحة الأفضل، لكنهم في واقع الأمر يمارسون نوعا من الإملاء، يعبر عن رغبتهم في فرض الحل الصحيح كما يرونه، دون أن يعترفوا بأن لكل شخص ظروفه النفسية، واحتياجاته الوجدانية، وتجربته الشخصية التي لا يمكن اختزالها في معايير ثابتة.
من خلال تجربتي الشخصية في الحرب، تعلمت أن الخوف النظري لا يمكن مقارنته بالخوف الذي نعيشه بشكل مباشر. عندما كنت في مناطق النزاع، بدأت أتكيف مع الظروف، وأصبح عندي من السهل علي فهم سلوك المسلحين والتعامل مع المواقف، اكتشفت أن التهديد الذي نتخيله من بعيد يختلف تماما عن الواقع؛ بل إن فكرة المغادرة نفسها، مع عبور الحواجز، أصبحت أكثر رعبا من الاستمرار في مواجهة الواقع ذاته، وعندما قمت بتقييم الوضع، أدركت أن البقاء في قلب الخطر قد يكون أكثر راحة وأمانا من السعي وراء مجهول لا نعلم تفاصيله، الإ أن تأتي لحظة مشابهة في الدفع بالخروج مبنية أيضا على القراءات الشخصية.

عليه فأن قرار العودة أو الخروج، رغم الظروف الصعبة، هو حق فردي يتشكل من تفاعل الشخص مع واقعه الخاص واحتياجاته النفسية والروحية، ليس من العدل فرض معايير خارجية قد لا تتناسب مع التجربة الشخصية لكل فرد.

في مثل هذا المناخ الاجتماعي، نجد أنفسنا، في أغلب الأحيان، مطالبين بالتبرير وكأنما قرارنا هو فعل شائن يجب محاكمته علنا. لكن اللافت أن من يمارس هذا الضغط قد يكون قد تعرض لضغوط مشابهة عند اتخاذ قراره بالرحيل أو العودة، ومع ذلك، يعيدون إنتاج نفس السلوك تجاه الآخرين دون وعي، كما أن المثير في هذا السياق أن الوصاية المقنعة التي يمارسها البعض تتسم بمزيج من الحرص الشخصي والمرارة، ففي الكثير من الأحيان، قد يحسدك البعض على قرارك، أو على شجاعتك في مواجهة ما قرروا الهروب أو التنحي منه، ويقولون لك (ابقوا مارقين أحسن ليكم) أو (اطلعوا نحنا مرقنا بعد ما سلت روح)، أو (راجعين ليه) !؟, وهي عبارات توحي بالتجربة القاسية، لكنها تحمل في طياتها أيضا نوعا من النرجسية السلبية التي تسعى لتكريس تجربتهم كالـمعيار الذي يجب أن يُحتذى، وكأن من لم يمر بنفس المسار، يفتقر للفهم أو النضج.

الواقع أن هذا السلوك الجمعي، الذي يدفع كثيرين إلى إصدار أحكام قاطعة وتقديم النصيحة بصيغة الأمر، لا يخلو من ضرر نفسي، بدلاً من أن يكون دعما، يصبح نوعا من الضغط الذي يتلبس عباءة الحرص، ويثقل كاهل الشخص بمشاعر الذنب والتهور. هذا السلوك، بعيدًا عن كونه مجرد تنظير، يعكس افتقادا لثقافة الاعتراف بالجهل، ففي مجتمعنا، قليل من يقول (لا أعرف)، بينما يكثر من يتحدث بثقة عن أوضاع لم يعشها.

العودة إلى السودان أو الإستقرار بمناطق النزاع، إذاً، ليست مجرد فعل عبثي أو خيار عاطفي، بل هي استجابة منطقية لظروف نفسية وروحية معينة، حيث أن هناك من لا يجد في الغربة سوى وحدة قاسية، ولا في الهروب سوى امتداد للضياع، وفي المقابل، هناك من يرى في ظل بيته البسيط ما لا توفره أرقى عواصم العالم، لذا يجب أن نُدرك أن القرار لا يُقاس دائما بمنطق الربح والخسارة، ولا يُفهم إلا من خلال تجربة كل شخص وحياته، والقرار، مهما كان ظاهره غير منطقي، يجب أن يُحترم لأنه منسجم مع الذات؛ لذلك آن الأوان لإعادة النظر في سلوكياتنا الاجتماعية، ولنتعلم متى نتكلم ومتى نصمت، ومتى علينا أن نتعلم كيف نقول (لا أعرف) بكل تواضع، لأن هذه ليست عيبا، بل هي علامة نضج ووعي.

Muataz Moh Bashir Trotsky‎‏

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قرار العودة إلى السودان أو الإستقرار بمناطق النزاع
  • قمم بغداد... من المنفى السياسي إلى العودة للمسرح العربي
  • الأفواج الأمنية تستعرض خدماتها في مهرجان المانجو بجازان
  • غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
  • 167 مليون دولار غرامة على شركة NSO بعد معركة قضائية مع ميتا
  • أخبار التكنولوجيا| ميتا تحذف 23 ألف حساب على فيسبوك.. تحذير من زيادة أسعار الهواتف والحواسيب 34% بسبب رسوم ترامب
  • احذر الرسائل الاستثمارية المغرية.. ميتا تحذف 23 ألف حساب على فيسبوك
  • ابورغيف يبحث مع “ميتا” التنسيق المشترك لرصد المحتوى المضلل والمسيء
  • كيفية منع ميتا إيه آي من التدريب بواسطة البيانات الشخصية
  • هيئة الاعلام تدعو ميتا إلى إنشاء مركز دعم إقليمي خاص بالعراق