استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، كيم يونج هيون، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى مصر، بمقر وزارة التعاون الدولي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك في إطار اللقاءات التي تعقدها مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لمواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الجانبين ومواصلة جهود تطوير أطر التعاون الإنمائي، بحضور المسئولين من الجانبين.

وفي مستهل اللقاء أعربت وزيرة التعاون الدولي، عن تقدير جمهورية مصر العربية للعلاقات الاقتصادية المشتركة مع كوريا الجنوبية، والتي تعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين الصديقين، حيث انعكست تطور تلك العلاقات في زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكوريا الجنوبية، واختيار مصر شريكًا استراتيجيًا على مستوى خطط التعاون الإنمائي للفترة من 2022-2026، وهو الأمر الذي سيعزز جهود تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين لتلبي متطلبات وأولويات التنمية في مصر، وينعكس على مختلف مستويات التعاون الثنائي.

وخلال زيارة الرئيس الكوري لمصر في يناير 2022، وقعت مصر وكوريا الجنوبية اليوم مذكرة تفاهم بقيمة مليار دولار في إطار التعاون التنموي بين البلدين، وتتعلق المذكرة بالتعاون المالي مع صندوق التعاون الإنمائي الاقتصادي خلال الفترة من عام 2022 وحتى 2026 بقيمة مليار دولار.

وناقش الجانبان مختلف أوجه تعزيز التعاون المشترك، وزيادة استثمارات الشركات الكورية في تنفيذ المشروعات القومية في مصر، لاسيما البنية التحتية، والطاقة، والصناعة، والسكك الحديد، والتكنولوجيا، كما أكدا على تجديد الالتزام بتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، والحرص على بناء مستقبل أفضل للبلدين.

وفي هذا الصدد أكدت وزيرة التعاون الدولي، استعداد الحكومة لتقديم كافة أشكال الدعم لتحقيق نجاح هذه المشروعات وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وتحفيز الشركات الكورية على زيادة استثماراتها في مصر.

ومن جانبه أشاد السفير الكوري بالعلاقات المشتركة مع مصر، مشيرًا إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل تشجيع المزيد من الشركات الكورية للاستثمار في مصر. كما أكد دعمه لتلك الجهود في ظل ما تتمتع به مصر من مكانة كبيرة تجعلها بوابة لقارة أفريقيا.

كما تطرق الجانبان، إلى القمة الكورية الأفريقية، وهي المبادرة الجديدة التي أطلقتها كوريا الجنوبية لدعم التعاون مع دول القارة في ظل التحديات التي تواجهها دول العالم، لاسيما على مستوى الأمن الغذائي، والتحديات المناخية، ومشكلات سلاسل التوريد، في ضوء ما تتمتع به مصر من مكانة كبيرة في قارة أفريقيا، حيث أكد السفير الكوري سعي بلاده لتدشين شراكة استراتيجية مع قارة أفريقيا تقوم على ثلاثة محاور هي تعزيز التجارة والاستثمار لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي، وتعزيز السلام والأمن والتعاون في المحافل الدولية.

جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية تعتبر من أهم شركاء التنمية الآسيويين لمصر، حيث بدأت العلاقات الاقتصادية عام 1987 وتبلغ حجم محفظة التعاون الإنمائي 1.3 مليار دولار من بينها نحو 85 مليون دولار في صورة منح تنموية من خلال الوكالة الكورية للتعاون الدولي KOIKA في مجالات التعليم العالي، الملكية الفكرية، والتدريب المهني، وتكنولوجيا المعلومات، وإنشاء نظام إلكتروني للمشتريات الحكومية، والتمكين الاقتصادي للمرأة، ومكافحة العنف، بينما التمويلات التنموية الميسرة تتنوع في مجالات السكك الحديدية، وتصنيع عربات قطار مترو الأنفاق، وبرامج نقل الخبرة والمعرفة وبرامج تنمية قدرات الكوادر الحكومية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القمة الكورية الأفريقية رانيا المشاط كوريا الجنوبية وزيرة التعاون الدولي وزیرة التعاون الدولی التعاون الإنمائی کوریا الجنوبیة تطویر العلاقات بین البلدین فی مصر

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد سان بطرسبرغ؟!

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

مُشاركة عُمان كضيف شرف في مُنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي تفتح الباب لفرص وإمكانيات مُتعددة يُمكن أن تُعزز علاقاتها مع روسيا وتساهم في تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية؛ ابتداءً من تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وفتح أبواب جديدة للتجارة؛ حيث يمكن لعُمان أن تستفيد من زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا من خلال تصدير منتجاتها المحلية، مثل: الأسماك والزراعة والصناعات الغذائية، واستيراد السلع والمواد الخام الروسية وتشجيع الشركات الروسية على الاستثمار في مشاريع البنية الأساسية في عُمان؛ مثل: الموانئ والمطارات والطرق، مما يُعزز من قدرات السلطنة اللوجستية ويزيد من قدرتها التنافسية.

وأحد القطاعات المهمة التي يُمكن التعاون فيها هو قطاع الطاقة واستكشاف فرص التعاون في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة؛ مما يُمكن أن يُعزِّز من مسيرة دعم الطاقة النظيفة في عُمان ويُساهم في تحقيق الأهداف البيئية حسب رؤية "عُمان 2040".

كما يُمكن تطوير التَّعاون الثقافي والسياحي وترويج السياحة العُمانية في روسيا، من خلال تنفيذ برامج سياحية مشتركة خاصة لجذب السياح الروس، وفهم احتياجات السائح الروسي وتقديم عروض سياحية مخصصة تتضمن الجولات الثقافية وزيارة المعالم التاريخية والطبيعية في عُمان. خاصةً بعد إجراءات تسهيل التأشيرات التي اتخذتها السلطنة مؤخرًا لتعزيز تدفق السياحة بين البلدين، علاوة على تنظيم فعاليات ثقافية ومعارض فنية في كلا البلدين، بما يُعزِّز التفاهم الثقافي وزيادة التبادل الثقافي.

وتبادل الخبرات والمعرفة جانب مُهم أيضًا ينبغي عدم تجاهله؛ فالتعاون في التعليم وتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في عُمان وروسيا، سيكون له دور كبير في صقل مهارات الشباب وبناء خبرات في مختلف المجالات مثل تعزيز الخبرات في مجال التكنولوجيا والابتكار بالتعليم والتعاون مع الشركات الروسية في مجال التكنولوجيا والابتكار لتطوير حلول تقنية متقدمة يمكن استخدامها في مختلف القطاعات في عُمان والعالم.

ويترتب على هذا التعاون إنشاء مراكز أبحاث مشتركة تركز على تطوير التكنولوجيا والابتكار، مما يُعزز من القدرات البحثية والعلمية في السلطنة.

ومن القطاعات التي نجحت فيها روسيا في العقود الأخيرة، تعزيز الأمن الغذائي؛ إذ يُمكن فتح مجالات لاستيراد التقنيات الزراعية والاستفادة من الخبرات الروسية في تطوير الزراعة وتقنيات الري، ومن ثمَّ يُمكن تعزيز الأمن الغذائي في عُمان وإنشاء مشاريع زراعية مشتركة والتصنيع الزراعي بالاستفادة من التجارب الروسية في تحسين إنتاجية الزراعة واستدامتها.

في المقابل، هناك العديد من المجالات التي يمكن لروسيا الاستفادة منها والاستثمار فيها للوصول الى الأسواق العالمية، ألا وهو موقع سلطنة عُمان المُهم، وموانئها المتطورة؛ حيث يُمكن تطوير البنية الأساسية والخدمات اللوجستية والتعاون في تطوير الموانئ والبنية الأساسية البحرية في عُمان؛ مما يعزز من قدرتها على استقبال وتصدير البضائع وزيادة دورها كمركز لوجستي إقليمي. والعمل على تحسين الخدمات اللوجستية والنقل لتسهيل حركة التجارة بين البلدين وتعزيز التبادل التجاري.

ختامًا.. إنَّ مشاركة عُمان ضيفَ شرفٍ في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في روسيا، فتح أمامها آفاقًا واسعة للتعاون مع روسيا في مختلف المجالات، ويمكن لعُمان الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز اقتصادها، وتنويع مصادر دخلها، وزيادة تأثيرها في الساحة الدولية من خلال تطوير شراكات استراتيجية مع روسيا، ولا شك أن هذه الخطوات من شأنها أن تعزز من التنمية المستدامة وتفتح أفقًا جديدًا من التعاون والتفاهم بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد سان بطرسبرغ؟!
  • وزير البترول يستقبل السفير الياباني لبحث التعاون في الطاقة النظيفة والتحول الرقمي
  • وزيرة التعاون الدولي: مصر حريصة على تنويع علاقاتها الاقتصادية مع شركاء التنمية ومختلف بنوك التنمية متعددة الأطراف
  • تكالة يلتقي وزير الدولة القطري لشؤون الخارجية
  • وزيرة التعاون الدولي: ملتقى بنك التنمية الجديد ينعقد في توقيت بالغ الأهمية
  • وزيرة الهجرة تستقبل سفير هولندا في مصر لبحث التعاون (صور)
  • كوريا الجنوبية تطلق طلقات تحذيرية بعد عبور جنود من نظيرتها الشمالية حدودها
  • وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • مباحثات ليبية جزائرية لتعزيز التعاون الأمني على الحدود المشتركة
  • الأركان المشتركة الكورية الجنوبية: جيشنا لديه القدرة على الرد على أي استفزاز كوري شمالي