وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، تعود روسيا لتطرح نفسها كوسيط محتمل، محاولة استثمار موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها مع كلا الطرفين لإخماد نيران مواجهة قد تنفجر في أي لحظة. وبينما تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تتكثف التحركات الدولية، مع دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة عبر الرئيس دونالد ترامب، ما يضيف بُعدًا إضافيًا للأزمة المعقدة.

الكرملين يعيد طرح مبادرة تخزين اليورانيوم

أعلن الكرملين أن روسيا لا تزال مستعدة للعب دور الوسيط في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وأكد أن مقترحاتها السابقة، والتي تشمل تخزين اليورانيوم الإيراني داخل الأراضي الروسية، لا تزال قائمة على الطاولة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ترى أن تصاعد الأعمال القتالية زاد من تعقيد المشهد، إلا أن فرص الحل السلمي لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن روسيا تحتفظ بقنوات تواصل مفتوحة مع الأطراف كافة.

ريابكوف: إيران تمارس حقها في الدفاع عن النفس

من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن بلاده تعتبر أن ما تقوم به إيران يدخل ضمن إطار "الدفاع عن النفس"، في ظل ما وصفه بـ"الهجمات الإسرائيلية المتكررة". وأشار إلى أن موسكو تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الأزمة، كما أنها على تواصل مباشر مع كل من طهران وتل أبيب.

ترامب وبوتين.. وساطة محتملة!

في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انفتاحه على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط بين إيران وإسرائيل. وأوضح ترامب خلال مقابلة مع شبكة "ABC News"، أن بوتين تواصل معه هاتفيًا وعبّر عن استعداده للتدخل من أجل وقف التصعيد.
وبحسب ما صدر عن الكرملين، فإن الاتصال بين الرئيسين تناول "التصعيد الخطير في الشرق الأوسط"، مما يشير إلى احتمالية تحريك دبلوماسي قوي من الطرفين في الأيام المقبلة.

التصعيد العسكري.. المواجهة الأولى من نوعها

منذ 13 يونيو، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، في محاولة لمنع طهران من تطوير برنامجها النووي. وتعد هذه المواجهة أول اصطدام مباشر وواسع النطاق بين الدولتين بعد عقود من الحروب غير المباشرة والضربات المحدودة.
ووفقاً للتقديرات الرسمية، أدت الضربات حتى الآن إلى مقتل 24 شخصًا في إسرائيل، وأكثر من 250 في إيران.

الخبير العسكري سمير فرج: إسرائيل اخترقت الداخل الإيراني

في هذا السياق، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن ما يحدث الآن هو "اختراق ممنهج" من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران. وأكد أن عملية اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية بقنبلة داخل منزل تابع للحرس الثوري الإيراني هي أحد الأدلة الدامغة على هذا التغلغل الأمني الخطير.

وأضاف فرج أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران لم تنطلق من المجال الجوي الإيراني بل نُفذت من خارج أراضيه، وتحديداً من فوق الأجواء العراقية، حيث عبرت الصواريخ مسافات طويلة لتصل إلى أهدافها في عمق إيران، مما يشير إلى دقة استخباراتية وخطة عسكرية محكمة.

جهود دولية لوقف التصعيد.. وقلق روسي متزايد

وفي ظل هذا التصعيد، أشار فرج إلى أن روسيا تبذل جهوداً مكثفة لحلحلة الوضع، خشية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة. كما تشارك تركيا والدول الأوروبية في المساعي السياسية نفسها، كل من موقعه. وأكد أن الإدارة الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي، حيث أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تكرار تجربته الناجحة في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، لعلها تنجح بين إيران وإسرائيل.

 بين وعي الشعوب وحسابات الدول

وسط لعبة معقدة من التحركات الاستخباراتية والتدخلات العسكرية والوساطات السياسية، يبقى الوعي الشعبي عاملاً حاسماً في مواجهة الاختراقات وزعزعة الأمن الداخلي. وفي حين تتسابق الدول الكبرى لنزع فتيل الأزمة، فإن المنطقة بأسرها تقف على مفترق الطرق، إما نحو التصعيد والانفجار، أو نحو التهدئة والحلول السياسية التي تأخرت كثيراً.

طباعة شارك إسرائيل إيران الولايات المتحدة الشرق الأوسط روسيا الدول الأوروبية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل إيران الولايات المتحدة الشرق الأوسط روسيا الدول الأوروبية بین إیران وإسرائیل

إقرأ أيضاً:

من التصعيد إلى التهدئة: كيف ساهم اتصال ترامب في وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا؟

أكدت "رويترز"، نقلاً عن مصادر حكومية تايلاندية وكمبودية، أن هذه المكالمة كانت نقطة التحول، وأسفرت عن اتفاق الطرفين على المشاركة في مفاوضات الهدنة التي استضافتها ماليزيا. اعلان

أفادت وكالة "رويترز" أن جهود وساطة متتالية من رئيس وزراء ماليزيا والصين لم تفلح في دفع تايلاند للجلوس إلى طاولة التفاوض مع كمبوديا، إلى أن أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي، ما أدى إلى كسر الجمود وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.

وأكدت "رويترز"، نقلاً عن مصادر حكومية تايلاندية وكمبودية، أن هذه المكالمة كانت نقطة التحول، وأسفرت عن اتفاق الطرفين على المشاركة في مفاوضات الهدنة التي استضافتها ماليزيا، منهية بذلك أعنف مواجهة عسكرية بين البلدين منذ أكثر من عشر سنوات.

وبحسب تقرير "رويترز"، الذي استند إلى مقابلات أجرتها الوكالة مع أربعة مسؤولين من الجانبين، فإن تايلاند كانت قد اشترطت أن يكون الاجتماع بين رئيسي الوزراء فقط، وفي موقع محايد، واقترحت ماليزيا لإبقاء المسألة ضمن الإطار الإقليمي.

Related تايلاند تتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار "عمدًا" بعد ساعات من دخوله حيز التنفيذبعد ساعات من دعوة ترامب لوقف إطلاق النار.. القصف يتواصل على الحدود التايلاندية الكمبوديةبعد خمسة أيام من القتال.. تايلاند وكمبوديا تتفقان في ماليزيا على وقف إطلاق النار

وأشارت "رويترز" إلى أن تايلاند كانت تُفضّل في البداية محادثات ثنائية دون أي تدخل خارجي، لكنها وافقت على المحادثات بعد ضغوط أميركية مباشرة.

ونقل التقرير عن مصدر حكومي تايلاندي قوله: "أبلغنا ترامب أننا نرغب أولاً في محادثات مباشرة قبل وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن موقف بانكوك تغيّر بعد تهديد ترامب بتعليق المفاوضات التجارية مع البلدين.

ووفقًا للمسؤول الكمبودي ليم مينغهور، الذي تحدث إلى "رويترز"، فإن بلاده كانت قد وافقت منذ البداية على عرض الوساطة الماليزي، وحافظت على قنوات تواصل منتظمة مع بكين، مضيفًا: "كنا نتبادل الاتصالات بشكل منتظم مع الصين".

وفي تقريرها، أوضحت "رويترز" أن اللقاء بين الزعيمين التايلاندي والكمبودي جرى في العاصمة الإدارية الماليزية بوتراجايا، يوم الإثنين، برعاية رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، حيث أُعلن رسميًا بدء وقف إطلاق النار اعتبارًا من منتصف الليل، مع التزام بمواصلة الحوار السلمي.

وبحسب الوكالة، فإن وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا حتى صباح الخميس، رغم استمرار التوترات العسكرية على الأرض.

كما نقلت "رويترز" أن ترامب أعلن لاحقًا استئناف المفاوضات التجارية مع البلدين، في حين قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن اتفاقات تجارية أُبرمت بالفعل، لكنها لم تُعلن بعد.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • نحو التصعيد.. ترامب يأمر بتمركز غواصات نووية قرب روسيا
  • تصعيد غير مسبوق وحرب تلوح في الأفق| ترامب ينشر غواصتين نوويتين ردًا على تهديدات روسيا.. ماذا يعني ذلك؟
  • تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب إيران وإسرائيل كشفت المستور
  • اختراق أمني خطير في الفاشر.. و”المشتركة” تفتح تحقيقا عاجلا
  • كاتب إسرائيلي: فشل عسكري وعزلة دولية وحرب بلا أفق وبلا نصر وبلا نهاية
  • تصعيد تجاري جديد تقوده إدارة ترامب يشمل كندا وإسرائيل ودولاً أخرى
  • حلف قبائل حضرموت يقيم عرضًا عسكريًا تزامنًا مع التصعيد الشعبي
  • الانتقالي يعتبر مقتل مواطن في تريم تصعيد خطير ويحمل السلطة المحلية وجماعة الهضبة المسؤولية
  • من التصعيد إلى التهدئة: كيف ساهم اتصال ترامب في وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا؟
  • تصعيد خطير في حضرموت: مقتل مواطن برصاص الأمن خلال احتجاجات غاضبة على تردي الخدمات