أفاد مقال في صحيفة واشنطن بوست أن الدعم الدولي الذي حظيت به إسرائيل إثر هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تحوّل إلى غضب واتهام دولة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب.

وبحسب كاتبة المقال كارين دي يونغ كبيرة مراسلي واشنطن بوست لشؤون الأمن القومي، فإن كثيرين يرون أن دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية فضح الإدارة الأميركية أخلاقيا، حيث ظهرت متواطئة في الدمار والموت الذي طال قطاع غزة، وفق الصحيفة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غارديان: نتنياهو يريد حظر قناة الجزيرة لإخفاء أهوال غزةlist 2 of 4ديفيد هيرست: بالنسبة للمدافعين عن حرب إسرائيل على غزة انتهت اللعبةlist 3 of 4تلغراف: إيران "نمر من ورق" لا تستطيع الرد على إسرائيلlist 4 of 4الغارديان: على حلفاء إسرائيل أن يقولوا لها “كفى”end of list

وقد وجد الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه عالقا، في الداخل، بين مطالبة أعضاء في الحزب الجمهوري له بدعم إسرائيل مهما كان الثمن، وبين حث أعداد متزايدة من أنصار الحزب الديمقراطي له على وقف إرسال الأسلحة المطرد إلى إسرائيل، وفقا لكارين دي يونغ.

ونقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن الأمور كانت ستزداد سوءا لو أنهم لم ينجحوا في الضغط من أجل إحداث تغييرات في أساليب الحرب الإسرائيلية، وإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع الحظر الذي تفرضه حكومته على إدخال إمدادات الغذاء والماء والوقود إلى قطاع غزة.

مشاكل داخلية

وذكرت الكاتبة أن الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بزعامة نتنياهو يواجه مشاكل داخلية، مضيفة أن معظم الإسرائيليين، "الذين يتملكهم الغضب والشعور بالصدمة" من هجمات حركة "حماس"، يريدون رؤية غزة مدمرة.

لكن الكثيرين من الإسرائيليين أيضا يلقون باللائمة على رئيس حكومتهم بسبب تلك الهجمات في المقام الأول، ويتهمونه بخذلان الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

وقدمت يونغ في مقالها لمحة تاريخية عن مواقف الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل منذ تأسيسها في مايو/أيار 1948، حيث كانت أول دولة في العالم تعترف بها.

غير أن الكاتبة تقول إن ظروف الصراع الحالي، وما أحدثه من دمار في غزة، وطول أمد الحرب، كلها تطورات سلطت ضوءا ساطعا على القيود التي ربما رأت واشنطن أنها تملكها للسيطرة على تصرفات إسرائيل.

ويعتقد آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والدبلوماسي السابق، أن تأثير أي طرف خارجي -بما في ذلك الطرف الذي يتمتع نظريا بقدر هائل من النفوذ على إسرائيل- يبقى محدودا.

وقال إن "الشرق الأوسط لا يزال، فعلا، تحت تأثير ما تبقى من نفوذ للقوى العظمى، التي اعتقدت أن بإمكانها كبح جماح" تصرفات دول المنطقة.

التزام أميركي تجاه إسرائيل

ووفقا لمقال واشنطن بوست، فإن ثمة عوامل كثيرة تجعل الوضع في المنطقة فريدا، إذ يقال إن الرئيس الأميركي لديه التزام راسخ وعميق الجذور تجاه إسرائيل، يعود إلى بواكير عضويته في مجلس الشيوخ، وذلك بغض النظر عن علاقته التي تتسم بالتعقيد مع نتنياهو.

وعلى عكس تدخلات واشنطن السابقة لتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، فإن الولايات المتحدة ليس لديها أي نفوذ البتة على حركة "حماس"، حسب قول يونغ.

وتتابع دي يونغ بأن الضغوط المتعارضة التي عصفت بالسياسة الأميركية منذ نشوب الأزمة الحالية تجلت في حدثين متزامنين، وهما أول زيارة لبايدن بعد الحرب -تحديدا في 18 أكتوبر/تشرين الأول- التي التقى فيها نتنياهو لإظهار دعم واشنطن له، مع تذكيره بأن "الديمقراطيات مثل إسرائيل والولايات المتحدة تكون أقوى وأكثر أمانا عندما نتصرف وفقا لسيادة القانون".

والحدث الثاني -وفق المقال- الذي تزامن مع تلك الزيارة، أن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي اعترضت على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار، مستخدمة حق النقض (الفيتو).

ولاحظت دي يونغ في مقالها أن فحوى مناشدات الإدارة الأميركية لإسرائيل تغيرت، بعد مرور 6 أشهر على القتال في غزة، من التأنيب إلى الاستياء المفعم بالغضب.

ورغم كل ذلك، فإن البيت الأبيض يتشبث بالأمل في إمكانية التوصل إلى هدنة في القتال، والدليل على ذلك وجود كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية والأميركية في القاهرة لمواصلة التفاوض على وقف مؤقت جديد لإطلاق النار، وإتاحة المجال للإفراج عن الأسرى، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة واشنطن بوست دی یونغ

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُعطّل اجتماع الرباعية في واشنطن.. تعرف على الأسباب!

الإمارات تُعطّل اجتماع الرباعية في واشنطن.. تعرف على الأسباب!
• كان هناك اتفاق أبرمته الرباعية بعدم قيام ميليشيا الدعم السريع وظهيرها السياسي (تأسيس) بإعلان أي حكومة، تفادياً لتفاقم الأوضاع.

• نقضت الإمارات هذا الاتفاق، وحثّت – كلاب صيدها – ميليشيا الدعم السريع لتسريع إعلان حكومتهم الانفصالية، لتسافر إلى واشنطن وهي تحمل ألغامًا تُفجّر الاجتماع، بهدف استمرار الحرب.

• سعت الإمارات إلى إشعال الخلافات بين الدول الوسيطة وتعطيل الجهود في صياغة خارطة طريق لوقف إطلاق النار والانتقال السياسي.

• طالبت الإمارات، قبل يومين، بعدم مشاركة الجيش خلال الفترة الانتقالية في أي سلطة سياسية، وأشارت إلى احتمال عدم مشاركة الدعم السريع أيضًا في تلك الفترة. ويرى الخبراء أن خطوة الإمارات التصعيدية تنبع من أسباب استراتيجية تتعلق بمصالحها في البحر الأحمر ومصادر المياه من نهر النيل والذهب في السودان.

• تشير تقارير أمنية من دول صديقة للسودان إلى أن موقف الإمارات من استبعاد القوات المسلحة من أي دور في الفترة الانتقالية يعكس دعمها المستمر غير المحدود لميليشيا الدعم السريع، عبر شبكات إمدادات عسكرية قادمة من تشاد وليبيا وجنوب السودان.

• توضح التقارير أن تداعيات تأجيل الاجتماع قد تعقد جهود الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم والانتقال السياسي في السودان، لا سيما مع استمرار الأزمة الإنسانية التي أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص، وحصار المدنيين في الفاشر، حيث بات الناس يموتون من الجوع ويطهون علف الحيوانات.

• أشارت التقارير أيضًا إلى أن واشنطن وتل أبيب يساندان أبوظبي في مؤامرتها لإضعاف الجيش السوداني، وأن هذه الخلافات تعكس أجندات إقليمية متداخلة تؤثر على الجهود الدولية لإنهاء الأزمة في السودان.
Ataf Mohamed

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “هذه أسماؤهم”.. واشنطن بوست توثق أسماء أكثر من 18,500 طفل استُشهدوا في غزة
  • بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل ينجو نتنياهو من تصاعد الضغط الدولي؟
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • واشنطن بوست" تنشر قائمة بأسماء أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني قُتلوا في غزة
  • تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
  • واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامب
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • الإمارات تُعطّل اجتماع الرباعية في واشنطن.. تعرف على الأسباب!
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • واشنطن بوست: نتنياهو يستغل عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة