ردا على مقال كمال حامد (ماجري في تهجير قري الجزيره لا يشبه تهجير قري دارفور)
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
سامي محمد علي يونس
ردا على مقال كمال حامد
في ما جاء بمقاربة ماجري في تهجير قري الجزيره لا يشبه تهجير قري دارفور ، ويري المقاربه فقط في تهجير عرب فلسطين في ٤٨
ما قاله كمال حامد في مقدمة مقاله
اقتباس
"شلت معاك مفتاح بيتك ؟ … تمام …
كفى كذبا … كفى إفكا …
أولا : لا ينفك بعض الشامتين من أبناء دارفور يقارنون بين حروبهم وبين ما يحدث في الوسط ويبررون بأن هذه مثل تلك.
لا مقارنة فالحروب التي كانت بين عرب دارفور وزرقتها وعربها وعربها وزرقتها وزرقتها وماكان يتلوها من نهب وتهجير متبادل كانت بسبب صراعات الحواكير وثأرات وأحقاد تاريخية بينهم واستخدامها لتبرير ما يحدث لأهل الجزيرة إفك وبهتان وأحط دركات الكذب.
ثانيا : صور تهجير سكان قرى الجزيرة لا يشبهها في التاريخ القريب سوى تهجير عرب فلسطين في 48 وقد حملوا معهم مفاتيح بيوتهم وقد طمأنوهم إنها كلها شهرين وتعيدكم الجيوش العربية ثم توزعوا في مهاجر العالم في كندا والأرجنتين وأستراليا وغيرها ولا تزال مفاتيح بيوتهم معهم تتوارثها الأجيال.
#كمال_حامد ????" انتهي مقاله .
في حقيقة الأمر وددت الرد علي مقاله بمقال يوضح بعض الحقائق ,ويجلي النظر عن بعض ماجاء في مقاله من تغبيش للرأي العام اليك المقال ارجو قرائته بتمعن لتعرف ردي اريد أن انشره لوسمحتم
ردا علي مقال كمال حامد
في ما جاء بمقاربة ماجري في تهجير قري الجزيره لا يشبه تهجير قري دارفور ،ويري المقاربه فقط في تهجير عرب فلسطين في ٤٨
٧ ابريل ٢٠٢٤
ادمن صفحه النازحون من بني وطني
توقفت كثيرا في مقال كمال حامد علي اجد له العذر فيما كتب ،او أن يكون لمقاله جد عذر .
اولا :
عليك ككاتب أن تكون محايدا وموضوعيا في طرحك للأفكار والمواقف والظروف في ظل هذا الوضع الإنساني الدقيق .
الإنسانية قبل كل شئ ،والوعي المطلوب لإدراك ماتمر به المرحله من عنت ومعاناة وظروف إنسانية قاسيه قد لا اجد الكلمات المناسبه لوصفها ولكني سااتوقف عند بعض ماكتبت
ثانيا :
حديثك علي الردود التي جاءتك ممن وصفهم بابناء دارفور هذا تعميم مخل ليس كل من يكتب بااسم دارفور هو من دارفور ،ولست هنا في مقام أن ترد علي من لايعجبك قوله باالاساءه للجميع دون مراعاة أن هناك من يعرفون شعور ومرارة التهجير والقتل والتشريد والاغتصاب ،هي إذا مرارات تجرعها الجميع من ذات العدو ،ولعل من يقاتلون الان في صفوف القوات المسلحه الان من أبناء دارفور سيشملهم تصنيفك (بالشامتين).
ثالثا:
ليس القضايا الإنسانية شماته ،كن إنسانا قبل كل شئ فربما هو رأي شخصي للبعض ،لايمكن أن يكون معمما ،فالتعميم مخل ،وبالتالي لاتجرك لحظات الغضب تلك الي صياغة مالايقال والي مايساء فهمه .
رابعا:
حديثك عن حرب دارفور ،التي ربما لاتعرفها جيدا لأن في تعميمك المخل أنها "حرب دارفور التي كانت بين عرب دارفور وزرقتها وعربها وعربها وزرقتها وزرقتها وماكان يتلوها من نهب وتهجير متبادل كانت بسبب صراعات الحواكير وثأرات وأحقاد تاريخية بينهم" انتهي الاقتباس
عليك أن تقرا حرب دارفور جيدا لتكون موضوعيا أكثر ولفهم حقيقة الصراع ،انت تكتب عن تجليات الصراع في دارفور والتي ربما كانت اهون علي الرغم من أنها حرب بين قبائل مختلفه عربها وزرقتها ،سمها ماشئت ،ولكن رغم كل ذلك فهم متصالحون وقادرون علي حل مشاكلهم الحرب لم تكن سوي تقاطعات مصالح ،وحديثك عن (اقتباس "صراعات الحواكير وثأرات وأحقاد تاريخية بينهم" انتهي الاقتباس) ،لم تكن هنالك أحقاد كتلك التي ذكرت لاعتبارات كثيره أنهم متعايشون قرون عددا لم تظهر فيهم تلك الحروب الا بعد التوظيف الدقيق للحروبات بين مؤيد للحكومه ومعارض لها ،بين حركاتها المسلحه التي آثرت أن تختار موقف الضد ضد الحكومه المركزيه لاعتبارات كثيره انت تعرفها وغيرك يعرفها لامكان لذكرها هاهنا لأن الأمر يطول ،وبين الدعم السريع الذي سخرته الحكومه في حرب الاضاد هذه وتوظيف الصراعات الإثنية لتفتيت المجتمعات ،الدعم السريع الذي يقاتل السودان هو خطيئة انقاذيه باامتياذ والدعم السريع لايمثل دارفور لانه احرق دارفور من قبل والان في احتلاله الاخير لقري ومدن دارفور.
خامسا:
محرقة دارفور انا اسمها محرقة وليست حربا ،لان المليشيات (نفس المليشيات هذه هي نواة للدعم السريع الان) احرقت أكثر من خمسة آلاف قرية (٥٠٠٠ قريه) في حرب ٢٠٠٣في دارفور ولك أن ترجع لتقارير الهيئات الاميه ،لم يكن هناك ادوات توثيق منتشره كما الان ولم يكن هناك اعلام يغطي الكوارث والانتهاكات وحرب الاباده التي حدثت ،ولكن القبور الجماعيه خير شاهد علي ذلك ،وتصوير الاقمار الصناعيه القري المحروقه أيضا ،لك أن تتخيل ٥٠٠٠ قريه فيها كم مواطن وكم مدني قتل واغتصب ولايزال هناك مهجرون الان ونازحون في معسكرات كبيره في مدن دارفور منذ ٢٠٠٣ الي الان موجودين في معسكرات النزوح يرفض الدعم السريع عودتهم الي قراهم الاصليه التي هجروا منها.
خامسا :
ماحدث في الجزيره شئ مؤسف وجرائم تضاف الي السجل الإجرامي لتلك المليشيات التي فتكت ولازالت تمارس ذات الانتهاكات ،نحن ندين كل ماتم من أفعال في الجزيره ودارفور والخرطوم وكردفان فالدم السوداني واحد والإنسان السوداني واحد والشعور الإنساني واحد والعدالة لاتتجزا ذات الأفعال والانتهاكات والفاعل واحد ومعروف (الجنجويد)
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی تهجیر
إقرأ أيضاً:
البحث عن الغزالي مثقف القرن الخامس
إيهاب الملاح
(1)
ظاهرة عجيبة تستلفت الباحث والناظر في تاريخ الثقافة الإسلامية والعربية، والفكر الإسلامي عموما، وهي ارتباط محطاته الفصلية ولحظات تحوله الأساسية بشخصيات رجال دين (باستثناءات محدودة) وأقصد هنا برجل الدين الذي كان إسهامه الأساس ومنجزه الأكبر مرتبطا بالإنتاج المعرفي في علوم الدين ومجالاتها المعروفة؛ نجد هذا الأمر عند الأئمة الأربعة؛ الإمام أبو حنيفة، الإمام الشافعي، الإمام مالك، الإمام أحمد بن حنبل، وسنجد الأمر ذاته لدى أئمة الشيعة وغيرهم من مذاهب وفرق المسلمين.
في كل قرن هجري، وبخاصة الخمسة الأولى، سنتوقف عند شخصية أو أكثر تجسد فيها ومن خلال أشكال وإشكال الفكر الإسلامي والعربي في تصوراته الكامنة والعميقة وآليات اشتغاله وتأثيرها في ذهنية الأغلبية وتوجيه سلوكهم ومواقفهم وتناقضاتهم أيضا.
في القرن الخامس الهجري، يبرز اسم الإمام أبي حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام باعتباره الشخصية الفكرية الأبرز والأهم والأكثر تأثيرا فيما جرى من مجريات الفكر والصراع الفكري والاتجاهات الفكرية والنظرية والسلوك الديني لقرون تالية وحتى وقتنا هذا!
(2)
بحسب دارسين ثقات لفكره وفلسفته وتأثيره، يُبجّل الغزالي اليوم من قِبل ملايين المسلمين بوصفه في طليعة المفكرين الدينيين في عصره. فتأثيره في التقليد الإسلامي العلمي مماثل لتأثير الأكويني في التقليد المسيحي، وتأثير موسى بن ميمون في التقليد اليهودي. وكثير من أعماله، ولا سيما كتابه "إحياء علوم الدين"، لا تزال تُقرأ في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية حول العالم سواء أكان ذلك بلغتها العربية الأصلية أو بعدد لا يحصى من اللغات المحلية التي تُرجمت إليها. لكنْ، في السنوات الأخيرة، كان الغزالي بارزًا أيضًا في دوائر أخرى، ولأسبابٍ أخرى.
ومن غير المفاجئ، بحسب فرانك جريفل، أن كثيرًا من المسلمين اعتنقوا أيضًا هذه الآراء حول الغزالي. فالمسلمون المتحررون "العقلانيون" يعتبرونه مسؤولًا عن موت الفلسفة والعلوم الطبيعية في العالم الإسلامي، ويُنظر إليه على أنه يجسّد كل ما هو خاطئ في الإسلام التقليدي.
بالمقابل، يرى المحافظون في دحضه المزعوم للفلسفة سببًا وجيهًا لكبح التفكير الفلسفي في المجتمعات الإسلامية. لكن، ماذا لو كان الغزالي نفسه فيلسوفًا؟ وكان يُعَدّ هكذا من قبل تلامذته المباشرين؟ ماذا لو أن أعماله لم تدمر التفكير الفلسفي في الإسلام بل ولّدت أنواعًا جديدة منه؟
عديد الكتب بالعربية واللغات الأجنبية حاولت الإجابة عن هذه الأسئلة؛ كان آخرها هذا الكتاب الضخم الصادر عن دار المعارف بالقاهرة (يقع في 410 صفحات من القطع الكبير) للباحثة والأكاديمية والروائية المعروفة ريم بسيوني؛ بعنوان "برفقة أبي حامد الغزالي - إصلاح القلب"..
(3)
وُلد في طوس بخراسان، ودرس علم الكلام في نيسابور على إمام الحرمين الجويني وهو أحد أئمة أصول الفقه المبرزين، ثم قدِم على مجلس نظام الملك وزير السلطان السلجوقي، وظل فيه حتى أُسند إليه منصب التدريس في بغداد.
خلال هذه الفترة أخذت الشكوك تستبد به، فأقبل على دراسة "الفلسفة" والمنطق لعلها تخرجه من شكوكه. وقد درس كتب الفلاسفة، ولا سيما الفارابي وابن سينا، ثم ألَّف كتاب مقاصد الفلاسفة (أو معيار العلم) يلخِّص فيه مسائل الفلسفة غير متعرض لنقدها، مُرجئًا ذلك إلى كتب تالية، كان أهمها وأخطرها وأبعدها أثرا وتأثيرا "تهافت الفلاسفة" الذي يعد أقسى هجوم على الفلسفة، حتى لقد تصور الناس زمنًا طويلًا أنه قضى عليها نهائيًّا أو اضطرها لاتخاذ موقف الدفاع عن نفسها.
ولم يلبث بعد تأليفه هذا الكتاب طويلًا في منصب التدريس ببغداد، فانقطع عنه، عاودته الشكوك، وبعد تردد طويل بين نوازع الدنيا ودواعي الآخرة هتف به هاتف باطني فاعتزل العالم وخلا إلى نفسه يروِّضها استعدادًا لما هو مقبل عليه (راجع المنقذ من الضلال!).
وانتهى به الأمر إلى مغادرة بغداد كلها حيث لبث عشر سنين متنقلًا، ينصرف إلى العبادة والتأليف. وأغلب الظن أن أكبر كتبه وهو "إحياء علوم الدين" قد أُلِّف في الشطر الأول من هذه الفترة. ذهبت به الأسفار إلى دمشق وبيت المقدس والإسكندرية ومكة والمدينة، ثم رجع إلى وطنه حيث استأنف مهنة التدريس زمنًا وجيزًا في نيسابور، حتى وافته منيته في مسقط رأسه طوس.
استعرض الغزالي مختلف التيارات في ثقافة عصره فوجد أربعة اتجاهات تتمثل في جماعات أربع هي جماعة المتكلمين الذين يؤدون مهمة المدافع عن العقيدة، ولكنهم يبنون دفاعهم على أساس التسليم أولًا بالوحي المُنزَّل، وهو دفاع أن أقنع المؤمن فهو لا يقنع غير المؤمن، وجماعة الباطنية الذين يزعمون أنهم يقتبسون علمهم من الإمام المعصوم، فكل ما يعرضونه مستند إلى النقل عن معلمهم لا إلى حجة مقنعة، وأما الفلاسفة، فعلى الرغم مما لهم من فضل في تثقيف الناس بعلوم برهانية لا سبيل إلى الشك فيها كالرياضيات والفلك والطبيعيات في بعض جوانبها التي لا تخالف الدين، إلا أنهم قد يتعرضون في سائر بحوثهم للتناقض وفساد الرأي (ومن أهم المسائل التي عُني الغزالي بإبطال رأي الفلاسفة فيها ثلاث: نظرية قِدم العالم، والقول إن الله يعلم الكليات وحدها دون الجزئيات، وإنكار بعث الأجساد على أساس قولهم إن الأرواح وحدها هي التي لا يجوز عليها الفناء) ثم جماعة المتصوفة الذين لا يجدون في الأقيسة العقلية أداة صالحة لمعرفة الحق، بل الأداة الصالحة عندهم هي الحدس أو الذوق الباطني ومن ثم فقد أخذ بنظرتهم دون
الجماعات الثلاث الأخرى.
(4)
كانت هذه إطلالة سريعة غاية في الإيجاز عن سيرة الإمام أبي حامد الغزالي؛ وإن كانت شخصية الغزالي وسيرته الذاتية ومحاولات تدوين سيرته الفكرية والروحية وتحولاتهما أيضا قد حظيت بعناية المعاصرين (منذ الربع الأول من القرن العشرين وحتى وقتنا هذا)؛ عناية فائقة كل من منظوره ووفق رؤيته، فمنهم من درسه في إطار الفلسفة وتاريخ الفلسفة الإسلامية والصراع بين الفقهاء والفلاسفة، ومنهم من درسه صوفيا روحانيا، ومنهم من درسه متكلما مجادلا، ومنهم من وقف عند إنتاجه النقلي السني في الفقه وأصوله والدفاع عن السنة.. إلخ.
ولدينا في هذه الدائرة عشرات الكتب المهمة (راجع على سبيل المثال: مؤلفات الغزالي للدكتور عبد الرحمن بدوي، و"دراسات في
مذاهب فلاسفة المشرق" للدكتور محمد عاطف العراقي، وكذلك انظر تحقيقات الدكتور سليمان دنيا القيمة لنصوص الغزالي، فضلا عن مؤلفاته عنه ككتابه الممتاز "الحقيقة في نظر الغزالي"، بالإضافة إلى كتابات الدكتور عبدالحليم محمود وطه عبدالباقي سرور، وغير ذلك الكثير).
(5)
ويأتي كتاب ريم بسيوني الصادر أخيرًا، لينضم إلى هذه الجوقة الضخمة من الكتابات والمؤلفات عند أبرز شخصية في الفكر الإسلامي في القرن الخامس الهجري، وتصحبها في رحلة ممتعة تتحرر فيها من الآراء المسبقة والتصورات المعلبة، وتذهب مباشرة لاستكشاف "الغزالي" في تجلياته النصية، ومكابداته الروحية، وعذاباته المعرفية، لتسجل نتاج هذه الرفقة في هذا الكتاب الذي يقع في 410 صفحات من القطع الكبير؛ لكنه ورغم ذلك فإنه يقرأ في سياق سردي متصل، متتابع الوحدات، منتظم الفصول والتبويب والترتيب، وتعيد من خلال هذه الرحلة المنضبطة "موضعة" القضايا والإشكالات الكبرى التي شغلت دارسي الغزالي وخصومه على السواء، وتقدم قراءتها واستبصاراتها بفكر الغزالي ومراحله وتحولاته ظاهرا وباطنا في هذا الكتاب الذي تقول عنه في مقدمتها له: "هذا الكتاب رحلة داخل أنحاء القلب لمحاولة إصلاحه حتى يضيء، ولا يظلم حتى يعرف، ولا يجهل حتى يحيا ولا يموت. برفقة أبي حامد الغزالي سنعرف أنفسنا أكثر ونعرف آفات القلوب ومرضها وطرق علاجها. الغزالي رحيم معنا يحكي عن نفسه،
فيشجعنا على النهوض كما نهض. يضعف أمامنا كإنسان فندرك أن معارج الحقيقة ليست مستحيلة على من طهر قلبه، وحافظ عليه. تعال معي برفقة أبي حامد الغزالي.. وما أجملها من صحبة".
(وللحديث بقية)