"مرحبا بك في غانتانامو، لؤلؤة جزر الأنتيل"، هي التحية التي تستقبلك عند هبوط طائرتك العسكرية المستأجرة على المدرج المترب في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو.

هكذا ابتدأ الكاتب جوش غلانسي مقاله بصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية وهو يحكي تجربته في رحلته الغريبة الأسبوع الماضي إلى هناك.

يقول غلانسي إن كلمة "لؤلؤة" هي إحدى الطرق لوصف ذلك الخليج المقفر، لكنه "خلّاب"، والواقع على الساحل الجنوبي الشرقي لكوبا؛ حيث مقر قاعدة عسكرية أميركية والسجن السيئ الصيت الأشهر في العالم.

يعج بالجرذان والزواحف

وغوانتانامو -حسب وصف الكاتب- خليج يعج بالجرذان ويقيم فيه 8500 من جنود الجيش ومشاة البحرية الأميركيين، ويغص بزواحف إيغوانا، وهي فصيلة من السحالي التي تنتشر في أميركا الوسطى والبحر الكاريبي. وهناك أيضا يقبع 5 من المشتبه بارتكابهم هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وجود حانة تقدم مشروبا يُسمى "بينا كولادا" -وهو مزيج مُسكِر- ومتجر للهدايا وبعض من أقدم القطع الأثرية في التاريخ الأميركي الحديث. إنه أحد أغرب الأماكن على وجه الأرض، بحسب المقال.

يحكي غلانسي أنه أمضى أسبوعا في غوانتانامو قبل 5 سنوات لتغطية جلسات استماع إجرائية تمهيدية لمحاكمة المشتبه فيهم الخمسة؛ بقيادة العقل المدبر المفترض خالد شيخ محمد، المتهمين بتدبير وتمويل الهجوم "الإرهابي" على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن.

ويضيف أنه أقام في مدينة من الخيام مكيفة الهواء تُسمى "معسكر العدالة"، وهو ما ينم عن مفارقة ساخرة يتمتع بها الأميركيون، وفق تعبيره.

ويوضح الكاتب أنه أُعيد مرة أخرى إلى غوانتانامو الأسبوع الماضي بينما كان يستمع إلى برنامج "المسلسل" الجديد، وهو عبارة عن بودكاست إذاعي أميركي يُبث على العديد من محطات الإذاعة العامة في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم، حيث ساهم في تفريخ عدد لا يحصى من المقلدين بضاحية بروكلين في نيويورك من محبي موسيقى الجاز الذين يسردون حكايات طويلة مصحوبة بنغمات موسيقية.

كل سجين يكلف 13 مليون دولار

ويعتبر غلانسي الحلقة الأخيرة من هذا البودكاست مثيرة للاهتمام كونها "تخدش جسد السياسة الأميركية". وللحق فإن كثيرا من الناس يعتقدون أن معتقل غوانتانامو مغلق الآن، لكن الواقع ليس كذلك، كما يؤكد كاتب المقال الذي يكشف أن هناك نحو 30 سجينا ما يزالون محتجزين فيه مقارنة بـ780 سجينا في سنوات الذروة. ويُكلف كل سجين من السجناء المتبقين الخزينة الأميركية 13 مليون دولار في السنة، وفق إفادة المقال.

وكان هذا السجن -الذي يصفه الكاتب بأنه مستنقع خارج نطاق القانون- يخضع لمراقبة فرق جرَّارة من الجنود الشبان، الذين أمضوا ساعات النهار في استجواب المعتقلين، بينما كانوا يقضون أمسياتهم في الحانة ويمارسون الجنس، على حد تعبير غلانسي.

ويعتقد الكاتب أن النزلاء المتبقين قد يموتون في خليج غوانتانامو، مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية بالفعل لتحويل المعتقل إلى مركز لرعاية مرضى السرطان من هؤلاء السجناء "إلى الأبد" وتخفيف الآلام عن أجسادهم المنهكة.

ويمضي غلانسي إلى الزعم أن لا أحد بمقدوره إغلاق غوانتانامو نظرا لأن نزلاءه الخمسة لم يمثلوا أمام المحكمة بعد، "وربما لن يمثلوا أبدا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

سلطان العميمي: الكاتب الإماراتي شريك في المشروع الحضاري للوطن

سعد عبد الراضي
بمناسبة يوم الكاتب الإماراتي، صرّح الدكتور سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بأن هذه المناسبة الوطنية تجسّد تقديراً حقيقياً للدور المحوري الذي يضطلع به الكُتّاب في صياغة وعي المجتمع وبناء هويته الثقافية، مؤكداً أن الكلمة الإماراتية لم تكن يوماً على هامش المشروع التنموي، بل في صلبه.
وقال العميمي: «نحتفي اليوم بالإبداع الإماراتي، بوصفه ذاكرة وطنية، وصوتاً حضارياً مؤثراً، ومحطة حقيقية نُجدد من خلالها العهد بأن تبقى الكتابة شريكة في كل مسيرة بناء، ورمزاً لكل مرحلة وعي، ومنارة لكل سعي نحو المستقبل».  
وأوضح العميمي أن الاتحاد عمل، خلال السنوات الماضية، على توسيع شراكاته الثقافية، من خلال التعاون مع جهات وطنية بارزة، مثل وزارة الثقافة، وهيئة الشارقة للكتاب، ومؤسسة أبوظبي للفنون، ومؤسسة سلطان العويس، إضافة إلى جامعات ومؤسسات إعلامية وأكاديمية داخل الدولة.
وقد أثمرت هذه الشراكات عن برامج ومبادرات نوعية، شملت مشاركات أدبية داخلية وخارجية، وإصدار سلاسل نشر دورية وتنظيم ملتقيات فكرية ونقدية، وتوثيق السير الإبداعية لرموز الثقافة الإماراتية، وإطلاق جوائز ومسابقات للكُتّاب الشباب وأصحاب المواهب من الفئات العمرية الصغيرة.
وأكد رئيس الاتحاد أن المؤسسة، من خلال فروعها وتعاوناتها مع صروح ثقافية في الداخل والخارج، تسعى جاهدة إلى تحقيق تكامل حقيقي بين أجيال الكُتّاب، من الرواد إلى الشباب والمواهب الجديدة، مشيراً إلى أن اللقاءات الأدبية والورش المتخصصة تساهم بشكل كبير في نقل الخبرات، وتوفير بيئة حوارية تُسهم في تواصل الإبداع وتراكمه.
وأضاف: «نؤمن بأن الإبداع لا ينشأ وحيداً يتيماً في موطنه، بل يُكتشف ويُحفّز ويُحتضن ويُدعم، لذلك نسعى لأن يكون اتحاد الكتّاب حاضنة جامعة لكل صوت حقيقي، ولكل تجربة صادقة، ولكل موهبة تبحث عن منبر يُنصت لها ويدفعها نحو الأفق».
وتابع العميمي: «في الذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس الاتحاد، الذي بدأ مسيرته في مثل هذا اليوم من عام 1984، نعتز بأن الكاتب الإماراتي بات حاضراً في المحافل الإقليمية والدولية، من خلال مشاركات فاعلة، وترجمات متزايدة، وتعاون مع دور نشر عالمية. وما ذلك إلا ثمرة حقيقية لما يحظى به من دعم من القيادة الرشيدة، التي تُدرك أن الثقافة ليست ترفاً بل جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة».
وأكد العميمي أن الكلمة مسؤولية، حيث قال: «لسنا في اتحاد الكتّاب مجرد مؤسسة معنية بالنشر والتوثيق، بل نحن شركاء في صياغة المشهد الثقافي للدولة، وداعمون لكل من يحمل الكلمة مسؤولية. سنواصل العمل من أجل بيئة إبداعية محفّزة، تُكرّم الإرث وتُطلق الطاقات، لأننا نؤمن بأن الثقافة هي شريان الوطن، وبأن الكتابة هي الضوء الذي يدلّنا على الطريق، كما أن إيماننا الحقيقي بقوة الكلمة يفرض علينا التعامل مع الكتابة كفعل مسؤول، له أثره في الوجدان والواقع معاً. ولذلك، سنظل نعمل على توفير مناخ محفّز على العطاء والإبداع الثقافي ويُطلق الطاقات الكتابية الكامنة في الأفراد».

أخبار ذات صلة «دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي رئيس هيئة أبوظبي للتراث يزور معرض أبوظبي الدولي للكتاب

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل على وشك ضرب إيران دون ابلاغ واشنطن
  • الكاتب الإنسان.. ما سر التعاطف الواسع مع صنع الله إبراهيم في مرضه؟
  • عين حضرة.. جنة خضراء وسط صحراء خليج العقبة بنويبع
  • بين التمرد والتجريد: قراءة نقدية لمقال خالد كودي عن ظاهرة القونات
  • د.حماد عبدالله يكتب: قانون هام فى (غياهب النسيان!!)
  • وفاة الكاتب الصحفي صالح شرف الدين والجنازة في مصطفي محمود
  • مبدعون: الكاتب الإماراتي.. صوت الوطن وروح الهوية
  • سلطان العميمي: الكاتب الإماراتي شريك في المشروع الحضاري للوطن
  • «دبي للثقافة» تثمن دور الكاتب الإماراتي
  • لوفيغارو: هل يجرؤ ترامب على كشف المستور حول الأجسام الطائرة المجهولة؟