يؤكد مفتي إثيوبيا ورئيس لجنة الفتوى العليا، الدكتور جيلان خضر غمدا أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة ومنبثقة من محبة الله سبحانه وتعالى. ويذكر -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- الأسباب الكثيرة التي تقتضي محبة الرسول الكريم.

ومن الأسباب التي يوردها مفتي إثيوبيا هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو حبيب رب العالمين، وقد اختاره واصطفاه وأوجب على المؤمنين محبته وطاعته والإيمان به، بالإضافة إلى أنه منقذ المؤمنين من النار والجاهلية والكفر والشرك، وقال الله عز وجل في سورة آل عمران: "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".

كما أن المسلمين يرجون شفاعة الرسول الكريم يوم القيامة، "يوم يقول كل الأنبياء نفسي نفسي ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمتي أمتي".

ويحب المسلمون رسولهم بسبب أخلاقه العظيمة وتواضعه وحيائه وجوده وصبره وعفوه ومعاملته للصغير والكبير، وهو الذي اجتمعت فيه الخصال الحميدة التي لم تجتمع في بشر. وقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم المثل العليا في محبتهم لنبيهم، وكانوا يفدونه بأنفسهم، وهو حال الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وغيره.

ويصف مفتي إثيوبيا محبة النبي الكريم بأنها محبة شرعية وعقلية لأنها تأتي بالتفكر، موضحا أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ويصدقه ويطيعه ويجتنب ما نهى عنه، وثانيا أن يتبع المسلم سنته ظاهرا وباطنا.

الدفاع عن الرسول

ووردت أحاديث كثيرة حول محبة الرسول، وجاء في حديث أبو هريرة المتفق عليه أن الرسول الكريم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده".

ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم، طاعته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، ومحبة سنته ونشر دينه حتى تتسع أمته وتكون أكثر الأمم، وكذلك محبة صحابته وأمهات المؤمنين وعدم الطعن فيهم.

ويدعو الدكتور جيلان خضر إلى الرد على الذين يهاجون الدين الإسلامي، وذلك بتبيان حقائق هذا الدين ونشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كما يشدد على أهمية أن يعلّم المسلم أهله وأسرته سيرة الرسول الكريم ومحبته، وأن تكون هناك محاضرات وندوات حول السيرة النبوية التي هي منهج حياة، ينبغي توريثه للأجيال.

ويدعو مفتي إثيوبيا ورئيس لجنة الفتوى العليا إلى كثرة ذكر الرسول الكريم والصلاة والسلام عليه حتى يكون أجره الشفاعة يوم القيامة ويبارك له الله عز وجل في حياته ويفرج همه، محذرا من مسألة الغلو في حب الرسول الكريم، "لا تفريط ولا إفراط"، أي عدم جعله ندا لله سبحانه وتعالى، وقال مفتي إثيوبيا إن الرسول الكريم حذر من الغلو.

وعن الطريقة المناسبة لنصرة المسلمين لنبيهم في العصر الحالي، يقول إن على المسلمين أن يطبقوا شرع الله في أخلاقهم ومعاملاتهم، ويظهروا حبهم لنبيهم والدفاع عنه، ونشر دينهم ودعوة العالم إليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الرسول صلى الله علیه وسلم الرسول الکریم

إقرأ أيضاً:

كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة

الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها ، وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلّا استَجيب لَهُ.

دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وراحة البال.. يا مجيب دعوة المضطرينغسل يوم الجمعة .. حكمه وفضله ووقته وهل يغفر ذنوب الأسبوعكيف كان النبي يقضي يومه؟

كان النبي يقضي يومه، بافتتاحه بذكر الله والصلاة والدعاء والاجتهاد في العبادة، كما كان النبي الكريم يقضي يومه في خدمة أهله ونفسه، كما كان يقضي النبي يومه بقضاء وقت كبير في الدعوة والنصح والتوجيه والتشريع.

كما كان النبي يقضي يومه بتفقد أحوال الناس في معاشهم وتعاملاتهم وأسواقهم، كما كان النبي يجالس الناس ويسأل عنهم ويزور المريض منهم، وكان النبي يقضي يومه في إجابة الداعي ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين.

كيف كان الصحابة يقضون يوم الجمعة؟

كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالدعاء، فكان سعيد بن جبير بعد أن يصلي العصر ؛ حيث أنه كان لا يكلم أحدًا حتى تغرب الشمس ، وذلك لانشغاله بالدعاء.

كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالطاعة والانفراد للعبادة وذكر الله عز وجل، فكان حال " طاووس بن كيسان" إذا صلى الجمعة استقبل القبلة يدعو الله ويناجيه، ولا يكلم أحدا حتى المغرب.

كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، لقول الشيخ الطوسي أن خير الأعمال في هذا اليوم هي الصلاة على الرسول صل الله عليه وسلم ألف مرة ويستحب أن يقول فيه: «اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين أو الآخريين».

كما كان يحرص الصحابة على الغسل، وقد روي أحد المواقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قائم في خطبة يوم الجمعة ؛ حيث دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فناداه عمر قائلًا ” أية ساعة هذه” ، قال “إني شغلت فلم أنقلب إلي أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل” ، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم.

فضل يوم الجمعة

رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا ابنَ آدمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها مؤمنٌ وَهوَ في الصَّلاةِ يسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه فقالَ كعبٌ: ذلِكَ يومٌ في كلِّ سَنةٍ، فقلتُ: بل هيَ في كلِّ جُمُعةٍ،).

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر يوم الجمعة فقال ‏فيه "ساعة " لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم ‏ ‏يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها رواه البخاري

عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندا لله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال: خلق اللهفيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما منملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّ يشفقن من يوم الجمعة“ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، ثُمَّ قال: تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟، قُلتُ: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه أعلمُ، قال: قُلتُ في الثَّالثةِ أو الرَّابعةِ: هو اليومُ الذي جُمِعَ فيه أبوكَ أو أبوكم، قال: لكنِّي أُخبِرُكَ بخَبرِ يومِ الجُمعةِ: ما مِن مُسلمٍ يَتطهَّرُ، ثُمَّ يَمشي إلى المسجدِ، ثُمَّ يُنصِتُ حتى يَقضيَ الإمامُ صَلاتَه؛ إلَّا كانتْ كَفَّارةُ ما بيْنَه وبيْنَ يومِ الجُمعةِ التي قبلَها، ما اجتُنِبَتِ المَقتَلةُ).

طباعة شارك يوم الجمعة فضل يوم الجمعة كيف كان النبي يقضي يومه كيف كان الصحابة يقضون يوم الجمعة الذكر الصلاة الدعاء

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى بعنوان «فضائل مصر في القرآن الكريم»
  • هل انتشار النمل والحشرات له علاقة بالحسد؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل صحيح شهر صفر نحس؟.. النبي نهى عنه للوقاية من هذه المصيبة
  • أفضل أدعية السجود.. الإفتاء توصي بـ 5 صيغ عظيمة من السنة النبوية
  • فضل الله مهنئًا الجيش: قدّم التضحيات الجسام... ويجب دعمه لحماية الوطن
  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • يسري عزام: مصر ذُكرت في السنة النبوية ولها مكانة عظيمة في الإسلام «فيديو»
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: دور النساء بالهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإسلامي
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الإيمان والتوكل أساس عز المسلمين ونصرهم