8 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث: وسط حالة تأهب قصوى وتهديدات إيرانية متصاعدة بالرد على الهجوم الاسرائيلي، الذي استهدف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، تترقب الأنظار ما إذا كانت طهران، التي تملك تسعة صواريخ إيرانية يصل مداها إلى اسرائيل ستردّ، سواء بضربة صاروخية مباشرة أو عبر حلفاء إيران في المنطقة، أو عبر استهداف مصالح امريكا خارجًا.

وأدى الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق إلى مقتل سبعة جنرالات وضابط لها.. ولا تزال السلطات السياسية والعسكرية الإيرانية على سمفونية الرد الباعث على الندم، من دون أن تحدد بعد طبيعة هذا الرد.

وترجح أوساط إعلامية وسياسية قريبة من صناع القرار الإيراني وتقارير غربية أن يكون الرد مباشرا.

ويرى أستاذ الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في جامعة طهران هادي برهاني، أن الهجوم الاسرائيلي على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق وضع صناع القرار الإيراني أمام وضع غير مسبوق، مشيرا إلى أن ثمة إجماعا واسعا داخل إيران على الرد على الهجوم بشكل حازم، إذ إنه ضروري لوضع حد لاسرائيل وخلق حالة ردع أمام هجماتها.

ويضيف برهاني، أن الهجوم الإسرائيلي على المبنى القنصلي الإيراني أظهر أن ردود إيران السابقة على هجمات اسرائيل لم تترك تأثيرا يذكر، الأمر الذي دفعها إلى أن تصبح أكثر جرأة في المضي قدما في الهجمات.

ويلفت برهاني إلى أن ثمة قناعة بأن استمرار هذا الطريق لم يعد منطقيا، وأنه يجب الرد على اسرائيل على نحو مؤلم ومكلف جدا، قائلا إن المعطيات تشير إلى أن إيران هذه المرة لا تريد ردا عاديا وسريعا.

وتبحث إيران، وفق المحلل السياسي برهاني، جميع الطرق والأساليب لتحقيق الرد المطلوب من خلال اختيار هدف دقيق واستهدافه بشكل مؤلم.

وفيما يرى مراقبون أنه كلما طال أمد عدم الرد قلت فرص رد مؤلم ويكون قد انتهى الوقت الذهبي للرد، يقول برهاني إن ذلك سيزيد من الأثمان النفسية والأمنية والاقتصادية لاسرائيل في ظل حالة التأهب القصوى التي تعيشها.

ويشكل الردّ المباشر إن حصل اختبارا للأسلحة الإيرانية الصاروخية ومدى نجاحها في تخطي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

ويعزو البعض أحد أسباب عدم الردّ الإيراني، أقله حتى اللحظة، إلى وجود مخاوف من إسقاط صواريخها من دون أن تصل إلى الأهداف، وبالتالي يكشف ذلك عن نقاط ضعف محتملة في الأسلحة الإيرانية، ما من شأنه أن يضرّ بمصداقيتها ويجرّأ الاحتلال الإسرائيلي على المزيد من الهجمات.

لكن المحلل الإيراني هادي برهاني ينفي، وجود سبب كهذا وراء التأخر، مستعرضا هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مواقع داخل العراق وسورية في السنوات الأخيرة. ويقول إن هذه الصواريخ أصابت أهدافها بدقة.

وعليه، يضيف الخبير الإيراني أن هذه الحوادث تؤكد صحة التصريحات الإيرانية بأن صواريخها تصل إلى اسرائيل وأنها تتمتع بقدرة توجيه وإصابة دقيقتين.

مع ذلك، لا يخفي برهاني أن اسرائيل أيضا تملك قدرة دفاع جوي جادة ولديه تجربة في التصدي للهجمات الصاروخية، مشيرا إلى أن تجاوز الصواريخ الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بحاجة إلى تخطيط عملياتي دقيق ومعقد مع توظيف نقاط ضعف هذه الأنظمة.

من جهته، يرى الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي أن الردّ الإيراني آت لا محالة، قائلا إنه حسب معلوماته، على الأغلب سيحدث الرد من خلال إطلاق هجمات مركبة تستخدم فيها الصواريخ بشكل مكثف على عدة مراحل من ثلاث إلى خمس، وإطلاق عدة مسيرات.

ويلفت إلى أن الهجمات الإيرانية ترافقها عمليات سيبرانية في إطار الحرب الإلكترونية، قائلا إنه يتوقع أن تستخدم القوات العسكرية الإيرانية معدات وتكتيكات لم تستخدمها من قبل.

ويؤكد أنه حسب ما هو مخطط، فإن جميع جبهات محور المقاومة في العراق وسورية ولبنان واليمن ستدخل على الخط إذا ما قرر اسرائيل الرد على الهجمات الإيرانية، مشيرا إلى أن بلاده أسمعت الولايات المتحدة الأميركية رسالة قاسية بهذا الخصوص، وحذرتها من وقوع مواجهة شاملة في المنطقة إذا ما تدخلت إلى جانب اسرائيل.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الرد على فی دمشق إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسلامي مغربي: الرد الإيراني وضع الكيان في ورطة وغيّر معادلات الصراع

قال محمد الحمداوي، القيادي في جماعة العدل والإحسان المغربية، إن الرد العسكري الإيراني الأخير على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق "أعاد رسم معادلات الردع في المنطقة"، ووضع الكيان الإسرائيلي في "ورطة متعددة الأبعاد"، سياسيًا وأمنيًا واستراتيجيًا.

وفي تحليل مطوّل خص به وسائل إعلام، أشار الحمداوي إلى أن الهجوم الإيراني الذي نُفذ بأكثر من 200 صاروخ وعشرات المسيّرات "تجاوز كل الأعراف التقليدية"، موضحًا أن "الرد لم يأتِ عبر الحلفاء الإقليميين كما جرت العادة، بل مباشرة من داخل إيران، وهو ما أربك الكيان الصهيوني وكسر قواعد الاشتباك القديمة".

تحول استراتيجي في ميزان الردع

وأضاف الحمداوي أن "الرد الإيراني شكل نقلة نوعية في توازن الرعب"، مشيرًا إلى أن "القبة الحديدية، رغم تطورها، لم تتمكن من التصدي الكامل لهذا الهجوم، مما كشف هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

وقال: "الكيان وجد نفسه عاجزًا عن التحكم في المبادرة، وأُجبر على التراجع إلى موقع دفاعي لم يعهده منذ سنوات".

تداعيات على المشهد الإقليمي

وفيما اعتبره "أحد أكبر الإحراجات السياسية لحلفاء إسرائيل"، أشار الحمداوي إلى أن "الرد الإيراني السريع والمباشر أحبط المخططات التي كانت تراهن على تفوق إسرائيل الاستراتيجي، ووضع الإدارة الأمريكية في وضع صعب، حيث لم تعد قادرة على تأييد مطلق للكيان دون تعريض المنطقة لانفجار شامل".

وأضاف أن "رد إيران كان بمثابة إعلان عن تحولها إلى قوة عسكرية إقليمية ذات قدرة على فرض توازن ردع حقيقي"، مشددًا على أن "رسالة طهران كانت واضحة: أي اعتداء على الأراضي الإيرانية سيُقابل برد مباشر، مؤلم، ومكلف".

سيناريوهات قادمة مفتوحة على كل الاحتمالات

وتحدث الحمداوي عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للأيام القادمة: تهدئة مؤقتة عبر وساطات دولية، تصعيد تدريجي بضربات متبادلة، أو انزلاق نحو مواجهة شاملة، مشيرًا إلى أن السيناريو الثالث، رغم ضعفه، "يظل واردًا في حال أخطأ أحد الطرفين التقدير أو قام بتحرك غير محسوب".

وأكد أن "المواجهة المباشرة بين إيران والكيان الصهيوني عززت الثقة في قدرة محور المقاومة على الرد والتأثير، وأظهرت أن معركة غزة ليست معزولة، بل تحظى بدعم استراتيجي إقليمي مباشر أو غير مباشر".

رسالة للحكام المطبعين

وختم الحمداوي تصريحه برسالة إلى الأنظمة العربية المطبعة، قائلاً: "من سارعوا إلى التحالف مع الكيان الصهيوني تحت وهم القوة والتفوق، باتوا اليوم أمام كيان مهزوز، مأزوم داخليًا، ومحصور في زاوية رد الفعل. هذه اللحظة فرصة للأمة لإعادة البوصلة نحو الوحدة، والكرامة، وخيار المقاومة الحقيقي".



وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".

وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن "حدث خطير جدا" في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.

والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.


مقالات مشابهة

  • إيران: استهداف النساء والأطفال يثبت كذب ادعاءات الكيان
  • اسرائيل تقصف مقرات قيادة عائدة للحرس الثوري في طهران
  • طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائيل
  • طيران مروحي في أربيل بعد إسقاط القنصلية الأمريكية لمسيرة إيرانية
  • إسلامي مغربي: الرد الإيراني وضع الكيان في ورطة وغيّر معادلات الصراع
  • كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟
  • عاجل| بدء الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي
  • سيناريوهات الرد الإيراني بعد استهداف منشآت عسكرية ونووية.. فوضى أم خمول؟
  • الساعات الحاسمة | سيناريوهات الرد الإيراني والموقف الأمريكي ومستقبل الشرق الأوسط .. خبير يعلق
  • ما معنى رفع الراية الحمراء في إيران؟.. سيناريوهات الرد الإيراني على الغارات الإسرائيلية