المفسدون أقوياء … لأنهم لا ينامون
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
وما أن فرغنا من الحصة الأخيرة، حتى رمقني السيد “المدير” بنظرة حادة، كأنه يريد أن يبوح بسر أو يعلن أمراً، ثم توقف قليلاً وهو يتجول بنظره على فريق الأساتذة القدامى من حولنا، ثم عاد ليقول لي في عبارة قصيرة ولكنها صارمة: أنت يا فلان ستكون “ضابطاً” للداخلية هذا العام. وعقدت الدهشة لساني، ثم قلت له بعد فترة من الصمت: كيف أكون ضابطاً للداخلية ولم يمض علي في الخدمة سوى عام واحد، ولم أتعرف بعد على طبيعة العمل أو بيئته، وهؤلاء الأخوة جميعاً أكثر مني خبرة بشؤون الطالب وبإدارة الداخلية؟ أصغى السيدالمدير جيداً حتى حسبت أنه قد اقتنع باعتذاري، ولكنى فوجئت به يقول: يا أخي، دعني أقول لك بصراحة إن علاقاتنا الطويلة ببيئة العمل، و”خرمجتنا” مع هؤلاء وأولئك تجعلنا دائماً موضع اتهام، أما أنت فقادم جديد، ويمكنك أن تتابع القانون دون أن تشعر بحرج، فتوكل على الله وهذا أستاذ فلان سيساعدك إن احتجت إلى شيء.
نسيت أن أقول أن كلمة “مدير” هذه هي الكلمة الجديدة التي صارت ترمز منذئذٍ للسيد “ناظر” المدرسةالإبتدائية التي جئت لتوي للعمل بها. كان يكبرني بنحو من عشرين عاماً أو يزيد، إلا أنه كان رشيقاً في بدنه، أنيقاً في زيه، فناناً في الخط العربي، ويحب الفكاهة ولعب الكشتينة. كان الوقت مطلع السبعينات من القرن الماضي، وكانت ثورة مايو في عامها الأول، وكان الدكتور محي الدين صابر (رحمه الله) وزيراً للتربية وللتعليم، يقف على رأس “الثورة التعليمية”، يصدر قراراً تلو القرار: ضاعفوا المدارس، ضاعفوا القبول، أضيفوا فصلاً خامساً هنا، أدخلوا مادة التربية الوطنية هناك. كان الجو كله مشحوناً بالثورة، كنت تسمع وردى يغنى: أنت يا مايو الخلاص، يا جداراً من رصاص، وكنت ترى كتابة بالخطوط العريضة على حيطان المدارس: نميري/قذافي/ناصر، حرية/وحدة/اشتراكية، مكتوبة بخط أحمر قان، وكنت ترى الرئيس النميري ينزل من الطائرة قفزاً، لا ينتظر السلالم.
وقفت مع الواقفين في طابور طويل أمام مدرسة الخرطوم الثانوية القديمة، ولما جاء دوري سألني رئيس لجنة المعاينة: هل معك الشهادة السودانية؟ قلت له نعم، هل أنت مستعد للعمل في أي مكان خارج الخرطوم؟ قلت نعم، وانتهت “المعاينة”. (الحظ عبارة “أي مكان خارج الخرطوم”). ووجدت نفسي بعد أسبوع واحد في قطار الاثنين المتجه إلى الأبيض، إذ كانت قطارات الركاب ما زالت تعمل. ذهبت فوراً إلى معسكر التدريب المقام بالمدرسة الثانوية لبنات الأبيض. كانت الخطة هي أن عدداً من التربويين (الذين جيء بهم أيضاً على عجل) سيقومون باختصار نظريات التدريس والتربية وتدريبنا عليها في شهر واحد، يتم بعده توزيعنا على المدارس لنشرف على السّلم التعليمي الجديد. وقد وقع ذلك بالفعل، فصرت معلماً في شهر واحد، ثم تمت ترقيتي على يد الأستاذ “المدير” فصرت “ضابطاً” للداخلية في الشهور التي تلت ذلك، ألم أقل لك إننا كنا نعيش “ثورة تعليمية”؟
كانت المؤسسة التعليمية ترتكز على نظام الإعاشة الكاملة للتلاميذ، وكان نظام الإعاشة يرتكز على ثلاثة أركان: ضابط التعليم، ضابط الداخلية، المتعهد/المقاول. يطرح ضابط التعليم عطاء عاماً لتوريد مواد غذائية للمدارس التي يضمها مجلسه، يتقدم المقاولون بعطاءاتهم، ثم يوقع عقد مع صاحب العطاء الفائز يتعهد فيه توريد المواد المطلوبة وفقاً للأسعار التي اقترحها في عطائه. وإذا أنت تأملت هذه العملية على “الدفاتر الرسمية” لما راودك شك في قانونيتها وشفافيتها وعدالتها، أما إذا قدر لك أن تراها عارية على الأرض فستدرك أن الفرقبين “الدفاتر الرسمية” والحقيقة الأرضية كالفرق بين الليل والنهار.تقمصتني ذات يوم روح “الضابط”، فصرت أتجول على الناحية الخلفية من المدرسة، متفقداً أحوال الرعية التي صرت مسئولاً عنها رغم أنفى. رأيت أكواماً من حطب الحريق، فخطر لي أن أسأل “حميدان”، رئيس الطالب الذي كان يساعدني، ويتسلم المواد من المندوب المحلى للمتعهد: كم “قنطاراً” من الحطب تستخدمون في الإسبوع لأعداد الطعام؟ قال: ماذا تقصد بقنطار الحطب يا أستاذ؟ قلت ألا تزنون الحطب بالقنطار كما هو منصوص عليه؟ تبسم حميدان في أدب ثم قال لي: إن قريتنا هذه محاطة بالغابات، ومليئة بالحمير، والحطب عندنا لا يوزن يا أستاذ. راجعت قراءة “العقد” المبرم بيننا وبين المتعهد، فوجدت أننا نستلم “نظرياً” وبحسب نصوص العقد عدداً من “قناطير” الحطب في الأسبوع، وأن القيمة المنصوص عليها لقنطار الحطب تكاد تساوى قيمةالدقيق، إن لم تخني الذاكرة.
قلت لعل في الأمر سهو، ولكنه سهو أثار فضولي، فأخذت أراجع أسعار المواد الأخرى المقدمة لنا واحدة تلو الأخرى: الدقيق والبامية واللحم الطازج واللحم الجاف والبصل واللبن والصابون والجاز الأبيض، فوجدت عجباً، وجدت مثال أن “العقد” يتحدث عن دقيق الذرة، دون تحديد، مع أن أسعار الذرة تختلف باختلاف أنواعها، ووجدت أن المتعهد لا يورد إلا دقيق “الفتريتة”، والذي يقل سعره كثيراً عن الأنواع الأخرى من الدقيق، كما يقل كثيراً عن المبلغ الذي التزم به في العطاء. غير أن تصرفه هذا كان يعد سليماً من الناحية “القانونية” طالما أنه لا يمكن لأحد بالطبع أن ينكر أن الفتريتة نوع من الذرة. ثم وجدت العقد ينص على إيراد كذا كيلو من “اللحم الناشف” بينما يورد المتعهد كذا كيلو من اللحم الطازج، على ما بين الناشف والطازج من فروق كبيرة في الوزن والسعر.
قلت لحميدان: أي أنواع الدقيق تحبون؟ تبسم حميدان في أدب ثم قال لي: طبعاً “الدخن” يا أستاذ. فاتخذت قرارا بالأ نستلم من وكيل المتعهد إلا “دخنا”، طالما أن الدخن يمكن أن يعد أيضاً، وبحسب القانون، نوعاً من الذرة.ثم لاحظت بعد قليل أن الدقيق المقرر لإطعام عشرة تلاميذ مثال يكفي لإطعام عشرين حينما يتحول إلى عصيدة، مما يعنى أن لدينا فائضاً منه، فاتخذت قرار بتحويل قيمة الدقيق الفائض إلى بلح وحلوى، وفائض قيمة الحطب إلى لحم، وفائض البامية إلى صابون. فكان السيد “المدير” إذا ذهب يتجول في سوق القرية، سأله بعض آباء التلاميذ: ما بال أبنائنا في هذا العام يأتوننا بالبلح والحلوى وقد صارت لهم”كضيمات”؟ (يقصدون خدود ناعمة)، أما إذا سافر إلى المدينة في نهاية الشهر، سأله المتعهد في ثورة عارمة: من هذا “الحيوان” الجديد الذي جعلتموه ضابطاً للداخلية؟ والله لافعلن به كذا وكذا، ولأنقلنه إلى بلد طيره عجمي.
كنت أرى نفسي مصلحاً، وكنت أتوهم أن ضابط التعليم أقوى من المتعهد، وأنه سيقف معي إذا ساءت الأمور (لأنه يمثل الحكومة والثورة)، وأن أولياء أمور التلاميذ أقوى منهما معاً، وسيقفون معي لأنهم يمثلون ضمير الشعب، كنت أتوهم أنني في موقف قوى لأن القانون معي والشعب معي، ولكن لم يمر عام ثان إلا وجدت نفسي بالفعل على رأس قائمة المنقولين، نقلت إلى قرية نائية، طيرها عجمي، لا توجد بها عيادة ولا سوق ولا بئر، ولا يمكن الوصول إليها إلا على حمار. لقد أبر السيد المتعهد بقسمه، ولم يتدخل ضابط التعليم (وهو الذي يوقع على قوائم النقل بالنهار، ويتسامر مع المتعهد بالليل) ولم يحتج آباء التلاميذ، فالمتعهد في ذلك الزمان والمكان كان أقوى من الحكومة ومن الشعب. لقد شعرت، لا أخفى عليك، بغيظ داخلي لازمني طويلاً؛ ليس فقط لأني نقلت من قرية نائية إلي أخرى أشد نأياً، ولكن لأن المتعهد هذا يعد وجهاً من وجوه المدينة يتصدر المجالس، ويتبرع الأموال، ويشار إليه بالبنان.
كانت تلك هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالانتصار والهزيمة معاً، ولكني تعلمت درساً لن أنساه: إن المفسدين أقوياء لأنهم لاينامون، ولا يعمل أحدهم منفرداً، وإنما يعمل من خلال شبكة أو شلة أو شركة يلبس انواع فاخرة من الثياب، ويكثر من الولائم، ويحتفظ بخطوط مفتوحة مع كبار المسئولين والقانونيين الإعلاميين. أما المصلحون فهم ضعاف لأنهم يعملون فرادى، وينامون مبكراً.
كنت ساذجاً قليل التجربة، فلم أدرك شيئاً من هذا. لقد كان خطئي الأساسي في ذلك الزمان أن توهمت أن “القانون” وحده سيكون كافياً. كان على أن أدرك أن كثيراً من القوانين يكتبها المفسدون أنفسهم، وينفذها أصدقاؤهم، وأن كثيراً منها لا ينفذ إلا على المغفلين أو المعدمين، كان على أن أدرك أن القانون لا قيمة له إذا لم يسنده وعى جماهيري، فلو أنى مثال تواصلت مع المواطنين/الآباء، أصحاب المصلحة الحقيقية في الاصالح (كما كان يتواصل معهم المتعهد)، وقرأت عليهم العقد، وأوضحت لهم حقوق أبنائهم، وكشفت لهم ألاعيب المتعهد، وصديقه ضابط التعليم، لما وجدت نفسي مكشوف الظهر؛ ولو أنى أنشأت جمعية في القرية لحماية التلاميذ، أو للحفاظ على حقوق الطفل، لكان ذلك أكثر نفعاً على المدى البعيد من المعركة الخاسرة التي خضتها وحدي مع المتعهد.
لكن ألا يعنى ذلك أن أغير “وظيفتي”؟ ألا يعنى ذلك أن أتحول من معلم يحارب الجهل إلى سياسي يطارد المفسدين؟ لا، ليس هناك تحول، لأن محاربة الجهل ومحاربة الفساد لا ينفصلان، وفى مثل الظروف القاسية التي يمر بها شعبنا ينبغي على كل من تعلم حرفا أن يتحول إلى مصلح، و أن ينخرط ليس فقط في عملية إشاعة الوعي بين الجماهير المسحوقة التي توجد بأسفل الهرم، وإنما يحرضها ويحركها حتى تمسك بزمام الأمور، فتقطع دابر المفسدين الذين يتربعون بأعلى الهرم، أو يندسون في طبقاته الوسطى.
إن خطوة صغيرة في طريق الإصلاح قد يكون لها أثر كبير في إرباك الشلل الفاسدة، ومحاصرتها، والقضاء عليها، بشرط أن يستيقظ المصلحون، وأن يفتحوا الخطوط بينهم، وأن يفتحوا الخطوط مع الجماهير، فالجماهير أقوى من المفسدين.
ولا قوة إلا بالله
الدكتور التجاني عبد القادر حامد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أقوى من
إقرأ أيضاً:
متقاعد بالبادية يضع منطقته على خارطة السياحة… ما التفاصيل؟
صراحة نيوز- في الجنوب، حيث تمتد القويرة والحميمة العباسية على خطوط التاريخ والطبيعة، يظهر متقاعد يعمل وكأنه فريق من الخبراء الدوليين:
ياسين الحساسين، هو متقاعد من سلاح الجو الملكي، الوكيل السابق الذي لم يغادر روح الانضباط والقيادة، بل نقلها من سماء الوطن إلى أرضه. يعمل بصمت، ويخطط بدقة، وينفذ بسرعة، ويرفع اسم منطقته كما تُرفع راية وطنية.
وفي نصف عام فقط، صنع ما يشبه ثورة تنموية بيئية وسياحية وتراثية، بهدوء المتواضعين، وبنتائج المحترفين.
أولاً: تأسيس منظومة عمل علمية – مجلس استشاري من النخبة، ومنهم البروفيسور محمد الفرجات وآخرون، والخطوة الأولى كانت تأسيس مجلس استشاري علمي تطوعي يضم أكاديميين وباحثين من جامعات الأردن في تخصصات:
السياحة والآثار
الموارد الطبيعية
البيئة والاستدامة
التنمية المجتمعية
الجغرافيا والمسارات
إدارة المياه والزراعة
هذا النموذج غير مسبوق في الجمعيات المحلية، ويعني أن كل مشروع يمر عبر عقل علمي ومنهجية واضحة، وليس مجرد جهد تطوعي عابر.
المجلس أصبح مركز تفكير (Think Tank) مصغراً يخدم المنطقة ويعيد هندسة مستقبلها.
ثانياً: مشاريع الحصاد المائي وإحياء التراث المائي النبطي
أعاد الحساسين تسليط الضوء على واحدة من أعظم تقنيات الأنباط والرومان في منطقة الحميمة: الحصاد المائي والخزانات والأحواض القديمة.
وشملت إنجازاته:
تنظيف وإحياء آبار تراثية كانت مطمورة.
توثيق مواقع المياه القديمة وربطها بالمسارات السياحية.
إطلاق مبادرات لحماية مصادر المياه من التلوث والرعي الجائر.
دراسة تطوير سدود ترابية صغيرة لحفظ مياه الأمطار.
هذه الأعمال ليست تراثية فقط، بل أساس لأي تنمية زراعية وسياحية مستقبلية.
ثالثاً: حماية وصيانة المواقع الأثرية – نهج جديد بمبادرة شعبية
الحميمة العباسية تحتضن آثاراً تمتد من الحقبة النبطية، والحقبة الرومانية، والبيزنطية، وصدر الإسلام، والدولة العباسية.
وبعض الإنجازات التي أشرف عليها:
حملات تنظيف منتظمة للمعسكر الروماني والحمامات والكنائس القديمة.
دعم عمليات التوثيق والحماية للمباني الأثرية.
تنظيم زيارات علمية لخبراء آثار ومسح ميداني مشترك مع الجامعة.
تعزيز وعي الأهالي بأهمية حماية الإرث الأثري كقيمة وطنية واقتصادية.
ولأول مرة منذ سنوات طويلة، أصبحت الحميمة تُقرأ على أنها وجهة سياحية وليست مجرد موقع مهجور.
رابعاً: رسم واستكشاف مسارات سياحية جديدة – فتح أفق لم يكن موجوداً
منطقة القويرة – الحميمة غنية بممرات طبيعية مدهشة، لكن الكثير منها لم يكن معروفاً. فبدأ الحساسين بجهد فردي ومنهجي بـ:
استكشاف مسارات جديدة تمتد بين الوديان والجبال.
توثيقها على الخرائط الحديثة باستخدام GPS.
إعداد مسارات آمنة للعائلات، ومسارات للمغامرة، ومسارات للتراث.
تدريب شباب المنطقة على مهارات قيادة المسارات (Trail Guiding).
هذه المسارات لم تجذب فقط السياح… بل أعادت هوية المنطقة الطبيعية إلى الظهور.
خامساً: جذب قروبات سياحية لأول مرة – إنجاز استثنائي
لأول مرة منذ عقود، نجحت الجمعية بقيادة الحساسين في:
استقطاب قروبات سياحية من شركات محلية وأجنبية.
تنظيم جولات داخل الحميمة العباسية والمناطق المحيطة.
إشراك الأهالي في البيع المباشر للمنتجات المحلية.
الترويج للمنطقة عبر تصوير المسارات والمعالم وبثها على منصات السياحة.
وهذا يعني بداية تحرك اقتصادي حقيقي للناس:
بيع منتجات محلية
تدريب شباب
خدمات ضيافة
مواسم سياحية
وهذا إنجاز حقيقي غيّر وجه المنطقة.
سادساً: القباب الطينية – علامة سياحة بيئية جديدة
أحد أهم المشاريع المبتكرة التي قادها:
تدريب شباب على نمط البناء القديم من أجل بناء قباب طينية بأسلوب يناسب البيئة المحلية .
استخدام مواد طبيعية وتدريب شباب عليها.
تطوير موقع يمكن أن يتحول إلى Eco-Lodge مستقبلاً.
إبراز الطابع البدوي والتراثي لعمارة المنطقة.
هذه القباب ليست مبانٍ فقط… إنها نواة مشروع سياحة بيئية مستقبلية.
سابعاً: الفعاليات الطبية والتطوعية – مجتمع يحيا من جديد
ساهم الحساسين في تنظيم:
أيام طبية مجانية لأهالي المناطق المجاورة.
أنشطة تطوعية لتنظيف المواقع الطبيعية والأثرية.
فعاليات تراثية تحيي قصص المنطقة وتاريخها.
ورش تدريب للشباب على المهارات البيئية والسياحية.
هذا كله خلق روح مجتمع جديد يستشعر قيمته ويمتلك طاقة العمل.
ثامناً: التوعية البيئية – برنامج متكامل بنكهة احترافية
ركز على:
نشر ثقافة الاستدامة
حماية الحياة البرية
مواجهة تدهور الغطاء النباتي
الحد من التلوث
إدارة النفايات في المسارات السياحية
وأطلق حملات ميدانية شارك فيها أطفال وشباب وعائلات، مما صنع جيلاً جديدًا واعيًا بالطبيعة.
تاسعاً: حماية النباتات الأصيلة والكائنات الحية وتوثيقها – بيئة تُستعاد من جديد
من أبرز ما يميز عمل ياسين الحساسين اهتمامه العميق بالبيئة الطبيعية للحميمة والقويرة، ليس فقط من باب التوعية، بل من باب الحماية والتوثيق وإعادة الإحياء. فقد عمل على:
انشاء فكرة مدارس الحميمة البيئيه المستدامة
توثيق النباتات الأصيلة في المنطقة، وخاصة الأنواع النادرة والمهددة.
مراقبة التنوع الحيوي ورصد الكائنات البرية التي تعيش في البيئة الصحراوية المحيطة.
حماية الأعشاب الطبية المحلية ومنع العبث بها أو اقتلاعها بشكل جائر.
تنفيذ حملات توعية حول أهمية النباتات المحلية في حفظ التوازن البيئي.
العمل مع المتطوعين على إعادة زراعة أنواع أصيلة في مواقعها الطبيعية.
جمع بيانات ميدانية تشكّل نواة دليل بيئي للمنطقة يمكن الاعتماد عليه مستقبلاً.
هذا الجهد جعل من الحساسين وجمعيته جهة تُعنى بالبيئة على مستوى علمي وميداني، وأسهم في تثبيت الهوية البيولوجية للمنطقة، وحمايتها من التدهور، وإبراز جمالها الطبيعي كجزء لا يتجزأ من هويتها السياحية.
رسالة العمل كله:
ما يقوم به ياسين الحساسين ليس نشاطاً فردياً… بل نموذج لدور المتقاعدين العسكريين حين يضعون خبرتهم في خدمة التنمية.
ليس عملاً متقطعاً… بل رؤية شاملة تربط التراث بالبيئة، والسياحة بالمجتمع، والتاريخ بالمستقبل.
ليس عملاً عادياً… بل نهضة حقيقية تقول:
“في الأردن… رجل واحد يعمل بجد قادر على إحداث فرق بحجم مؤسسات.