ففي كل مناسبة دينية، يعاود اليمنيون، المرابطين في جبهات العزة والكرامة لتلمس أحوالهم وتفقد أوضاعهم وتزويدهم بقوافل العطاء والمدد ورفدهم بما يحتاجونه من الدعم والإسناد بالنفس والمال، كأقل واجب يمكن تقدّيمه لمن يدافعون عن الوطن ويواجهون مخططات قوى الهيمنة والاستكبار التي تستهدف اليمن وسيادته واستقلاله.

وضعت القيادة الثورية ممثلة بقائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى، والحكومة، والجهات الرسمية المعنية وذات العلاقة، مسألة جبهات الدفاع عن الوطن، في سلّم أولويتها على مدار العام، وليس في مواسم الأعياد فحسب، انطلاقاً من اهتمامها بالمرابطين ودعم صمودهم وثباتهم في التصدي لمؤامرات قوى العدوان وأدواتها.

ويرفع اليمنيون في المواسم العيدية شعار "أعيادنا جبهاتنا"، لمشاركة المرابطين أفراحهم بهذه المناسبات الدينية وتنفيذ النزول الميداني والزيارات لمختلف الجبهات ورفدها بالإمدادات البشرية والمادية وتسيير قوافل الدعم والإسناد للأبطال الميامين الذين يلقنون العدو الدروس القاسية في التضحية والفداء ذوداً عن حياض الأرض والعرض والسيادة.

وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار منذ تسع سنوات وما تركه من تداعيات وأوضاع استثنائية، ما تزال القضية الفلسطينية تحتل أولوية الأولويات لدى القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وأبناء الشعب اليمني الذين يتابعون بكل ألم ما يرتكبه الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية منذ ستة أشهر.

لقد دأب اليمنيون منذ عقود على دعم القضية الفلسطينية وإسناد مقاومته الباسلة بتقديم الغالي والنفيس من الدعم المالي والمعنوي، لكن برزت تجلّيات المواقف اليمنية المشرفة بإعلان السيد القائد دعمه لفلسطين وقضيته العادلة بالمشاركة العسكرية المباشرة ضد كيان العدو الصهيوني وداعميه عقب عملية "طوفان الأقصى" التي كسرّت هيمنة ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر في المنطقة والعالم، ومرّغت أنوف الصهاينة في التراب.

وعلى الرغم من الأهمية التي تمثلها معركة "طوفان الأقصى" في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، وما شكلته من فرصة مواتية للدول والشعوب العربية والإسلامية للخلاص من الغدة السرطانية التي زرعها الغرب في الجسد العربي، إلا أن موقف الدول المحكومة من قبل أنظمة عميلة كان معيباً ومخيباً ولم يغادر حالة الضعف والوهن التي كرسها قادة التطبيع.

ومع مرور 188 يوماً من عملية السابع من أكتوبر 2023م، لم يتغافل اليمنيون، أو يتناسون لحظة ما صنعه كيان العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوربياً من مأساة إنسانية بارتكابه آلاف المجازر وحرب الإبادة والتجويع والحصار الممنهج بحق أبناء غزة، متجاوزاً كل الحدود والقوانين الدولية، لكنهم انضموا مباشرة لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، ليؤكدون بذلك أن فلسطين ليست وحدها ولم تعد بمفردها.

حيث كانت القوات المسلحة اليمنية على موعد صبيحة الأربعاء الأول من شوال الأغر، مع عملية عسكرية نوعية استهدفت أربع سفن إسرائيلية وأمريكية في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيرة، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على العدوان الأمريكي ـ البريطاني على اليمن، لتكتمل الفرحة بعيد الفطر المبارك.

ولن تتردد القوات المسلحة اليمنية أو تتوانى في تنفيذ ضربات موجعة للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني واستهداف سفنهم وبوارجهم في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، وصولاً إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وفقاً للمقتضيات والقواعد والمعادلات الجديدة، انطلاقاً من المهام الدفاعية المسندة إليها في مواجهة أعداء الله والدين والإنسانية.

ويبقى الموقف اليمني، المناصر للشعب الفلسطيني وقضيته، هو الموقف المتقدم الذي أيقظ روح الترابط بين أبناء شعوب الأمة العربية والإسلامية، ورسخ الثقة في أن الأمة قادرة على مواجهة قوى العدوان والطغيان متى امتلكت القرار والإرادة، وهو الموقف الذي أفشل مشاريع التفرقة التي طالما زرعتها قوى الهيمنة والاستكبار لإشغال أحرار الأمة عن فلسطين.

 

*سبأ

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني ينذر سكان خان يونس بإخلاء مناطقهم

الثورة نت/..

أنذر جيش العدو الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، الفلسطينيين في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة “المواصي” غرباً، تمهيداً لتنفيذ هجوم عسكري.

وقال متحدث باسم جيش العدو في منشور عبر منصة إكس: “إلى جميع سكان خان يونس، وبني سهيلا، وعبسان، عليكم إخلاء المنطقة فورا”، وفق وكالة الأناضول.

وأضاف أن “المنطقة تعتبر منطقة قتال خطيرة وقد تم تحذيرها عدة مرات، أخلوا فورا غربا إلى منطقة المواصي”، وفق تعبيره.

وزعم أن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل إطلاق القذائف الصاروخية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبدعم أميركي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 54,381 مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 124,054 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • استشهاد لبناني في غارة للعدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني ينذر سكان خان يونس بإخلاء مناطقهم
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة 54,381 شهيدا و 124,054 مصابا
  • 74 مسيرة حاشدة في المحويت تأكيدًا على ثبات الموقف المساند لفلسطين والأقصى
  • أبناء محافظة إب يحتشدون في 180 مسيرة تأكيداً على ثبات الموقف المساند لفلسطين والأقصى
  • اليمنيون يحذرون العدو الصهيوني ..لن تتمكن من ايقافنا عن اسناد غزة
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل عملية نوعية استهدفت مطار “بن غوريون” الصهيوني
  • أبناء صعدة يحتشدون في 36 ساحة نصرة لفلسطين
  • 7 شهداء من عائلة واحد ومصابون بقصف العدو الصهيوني لمنزل في جباليا