في عصر التكنولوجيا الرقمية الحديثة، يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) واحدًا من أكثر التطورات الهامة والمبتكرة في مجال العلوم الحاسوبية. يتيح الذكاء الاصطناعي استخدام البيانات والخوارزميات لتطوير نظم تقليدية وذكية قادرة على تحليل البيانات بسرعة هائلة واتخاذ القرارات بدقة. 

ومع ذلك، تثير هذه التطورات أيضًا مخاوف بشأن المخاطر المستقبلية التي قد تنجم عن استخدامها.

في هذا المقال، سنستكشف منجزات الذكاء الاصطناعي ونلقي نظرة على المزايا والعيوب.

المزايا:

1. التطور التكنولوجي: يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير التكنولوجيا بشكل متسارع، مما يتيح إمكانية تحسين الأنظمة والبرمجيات وتطوير حلول جديدة للتحديات الحديثة.

2. التحليل البياني: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في استخراج الأنماط والاتجاهات الهامة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.

3. التطبيقات العملية: يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الطب، والتعليم، والتجارة، والتصنيع، حيث يمكنه تحسين العمليات وتقديم حلول مبتكرة.

العيوب:

1. فقدان الوظائف: يثير استخدام الذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن فقدان الوظائف البشرية، حيث يمكن أن يحل الروبوتات والأتمتة محل العمال في العديد من الصناعات.

2. الخصوصية والأمن: قد يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في انتهاك الخصوصية الشخصية وتعريض البيانات للخطر، كما يمكن استغلال التقنيات الذكية في تنفيذ هجمات إلكترونية.

3. التحكم والتمييز: يمكن أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز التحكم والتمييز الاجتماعي، حيث قد تظهر تمييزات غير عادلة في التطبيقات والقرارات الذكية.

على الرغم من المزايا الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، يجب أن نكون حذرين من المخاطر المحتملة التي قد تنشأ عن استخدامه. يتطلب تطوير التكنولوجيا الذكية وتبنيها مراعاةً للأخلاقيات والقيم الإنسانية، بحيث يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عصر التكنولوجيا الرقمية التكنولوجيا الرقمية الحديثة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون

في خطوة تعكس تنامي القلق العالمي من تداعيات الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية وحقوق الأفراد، بدأت ولاية نيويورك في رسم إطار قانوني واضح ينظم استخدام هذه التقنيات داخل قطاع الترفيه والإعلان.

 فقد وقّعت حاكمة الولاية، كاثي هوتشول، حزمة قوانين جديدة تُلزم جهات الإنتاج بمزيد من الشفافية عند استخدام شخصيات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وتضع ضوابط صارمة على استغلال صورة واسم الأفراد بعد وفاتهم لأغراض تجارية.

القوانين الجديدة تأتي في توقيت حساس، مع التوسع السريع في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج شخصيات افتراضية شديدة الشبه بالبشر، بل وإعادة إحياء صور ممثلين وفنانين راحلين بشكل يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة. وتسعى نيويورك، من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق توازن بين تشجيع الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الفنانين والمستهلكين.

أحد أبرز هذه القوانين هو مشروع قانون الجمعية A8887B، الذي أصبح يُعرف رسميًا باسم S.8420-A، ويركز بشكل مباشر على الإعلانات التجارية. وينص القانون على إلزام منتجي ومبدعي الإعلانات بالإفصاح الواضح عمّا إذا كانت أعمالهم تتضمن شخصيات أو وجوهًا مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. الهدف من ذلك هو منع تضليل الجمهور، خاصة في الإعلانات التي قد توحي بأن شخصية حقيقية تشارك في الترويج لمنتج أو خدمة، بينما هي في الواقع نسخة رقمية مصنوعة بالكامل.

أما القانون الثاني، S.8391، فيتناول قضية أكثر حساسية تتعلق باستخدام صورة واسم الشخص بعد وفاته. ووفقًا لهذا التشريع، لا يجوز لأي جهة استخدام اسم أو صورة أو أي تمثيل مشابه لشخص متوفى لأغراض تجارية دون الحصول على موافقة صريحة من الورثة أو من منفذي الوصية. ويُعد هذا القانون تطورًا مهمًا في حماية ما يُعرف بـ"الحقوق الرقمية بعد الوفاة"، خاصة في عصر بات فيه من السهل تقنيًا إعادة إنتاج ملامح وصوت أي شخص بدقة لافتة.

وفي تعليقها على توقيع القوانين، أكدت الحاكمة كاثي هوتشول أن هذه الخطوة تهدف إلى ترسيخ مبدأ الشفافية ومنع الاستغلال غير المشروع. وقالت إن نيويورك تسعى إلى وضع معيار قانوني يواكب التطور السريع للتكنولوجيا، مع ضمان حماية الفنانين والمستهلكين حتى بعد رحيلهم، في إشارة واضحة إلى أن الإبداع لا يجب أن يكون على حساب الكرامة الإنسانية أو الحقوق القانونية.

وتأتي هذه القوانين في سياق أوسع من النقاشات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإضراب التاريخي الذي قادته نقابة ممثلي الشاشة SAG-AFTRA في عام 2023. وكان ملف استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تقنيات التزييف العميق والنسخ الرقمية للممثلين، أحد أبرز أسباب ذلك الإضراب. وفي نهاية المطاف، وافقت النقابة على السماح باستخدام هذه التقنيات بشروط صارمة، من بينها الحصول على موافقة صريحة من الممثل قبل إنشاء نسخة رقمية منه، والحصول على موافقة منفصلة في كل مرة يتم فيها استخدام هذه النسخة، إلى جانب الاتفاق المسبق على المقابل المادي.

القوانين الجديدة في نيويورك تضيف طبقة إضافية من الحماية، وتُعد مكملة لما تم الاتفاق عليه بين النقابات وشركات الإنتاج. كما أنها تضع الولاية في مقدمة الولايات الأمريكية التي تحاول تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي، في وقت تتزايد فيه القوانين المقترحة أو المعتمدة في ولايات أخرى.

في المقابل، لا تخلو هذه التحركات من جدل سياسي، خاصة مع وجود توجهات على المستوى الفيدرالي تسعى إلى الحد من قدرة الولايات على سن تشريعات مستقلة في هذا المجال. فقد شهدت الفترة الماضية محاولات لإقرار حظر مؤقت يمتد لعشر سنوات على تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات، ضمن مسودات تشريعية اتحادية. كما ترددت أنباء عن ضغوط من شخصيات بارزة في وادي السيليكون لإقناع الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات تنفيذية تعيق مثل هذه القوانين المحلية.

ورغم ذلك، تبدو نيويورك ماضية في طريقها، معتبرة أن حماية الحقوق الفنية والإنسانية لا تقل أهمية عن دعم الابتكار. ومع تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، قد تتحول هذه القوانين إلى نموذج يُحتذى به في ولايات أخرى، وربما تمهّد لنقاش أوسع حول الحاجة إلى إطار وطني شامل ينظم استخدام هذه التقنيات دون أن يخنق الإبداع أو يفتح الباب أمام الفوضى الرقمية.
 

مقالات مشابهة

  • «علم» شريك بمؤتمر البيانات والذكاء الاصطناعي.. «سدايا» تعزز الابتكار بمجالات التعليم وبناء القدرات
  • خبير: لا يمكن الإعتماد على الذكاء الإصطناعي في تحديد المرض والعلاج
  • شركة عالمية تُطمئن: الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للإنسان في كل الوظائف
  • كيف يمكن أن تعمل حوكمة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون
  • الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة السيرة الذاتية قد يحرمك من الوظيفة
  • كيف تحمي نفسك من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجمع بياناتك الشخصية (فيديو)
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • الصين تعزز استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي المحلية
  • نائب «السعودية لتقويم الأسنان»: القطاع الصحي في المملكة يتصدر في استخدام الذكاء الاصطناعي