حلّ أزمة النزوح السوري يبدأ من هذه النقطة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
إذا وحدّ اللبنانيون كلمتهم بالنسبة إلى ضرورة إيجاد حلّ سريع وعادل لأزمة النزوح السوري في لبنان فإنهم قادرون، وبموقف واحد لا لبس فيه، أن يفرضوا على المجتمع الدولي ما يرونه مناسبًا لمصلحتهم أولًا، ولمصلحة السوريين ثانيًا. وهذا الحلّ يُفترض أن يكون نابعًا من قناعة مشتركة لبنانية وسورية في آن، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه حاليًا سيقودهم معًا إلى حيث لا يريدون.
فلا اللبنانيون قادرون على التعايش مع واقع مفروض عليهم فرضًا. ولا في استطاعة السوريين أن يتخّلوا عن بلدهم بهذه السهولة، خصوصًا أنهم يعيشون حيث هم في ظروف صعبة وقاسية بعيدًا عن بيوتهم، وأرزاقهم، وذكرياتهم، وأهلهم. لكن هذا الحلّ لا يمكن أن يأتيهم على طبق من فضة، بل يتطلب عملًا مشتركًا. وهذا العمل لا يكون عن طريق الاستفزاز وبث أجواء الحقد والكراهية. فكما أن بين اللبنانيين أناسًا كثيرين يرفضون التصرّف مع جميع المقيمين على أرضهم، سوريين كانوا أم فلسطينيين، بأساليب غير حضارية وغير انسانية، فإن بين النازحين السوريين أناسًا طيبين ومغلوبًا على أمرهم. وليس صحيحًا أن جميع الذين اضطرّوا لترك منازلهم وأرزاقهم عنوة وبغير رضاهم هم عصابات سرقة أو إرهابيون أو قطّاع طرق، وإن كان بعض التصرفات الناتجة عن سوء تقدير تزعج كثيرين من اللبنانيين، الذين يرون أن النازحين يزاحمونهم على لقمة العيش. الحّل يجب أن يكون أمميًا قبل أن يكون على مستوى كل من لبنان وسوريا، مع العلم أن ثمة مناطق واسعة من أرض الشام باتت آمنة وتنعم باستقرار قد يكون أفضل بكثير من بعض المناطق اللبنانية، التي يعيش أهلها هاجسًا محتملًا بشن حرب واسعة عليهم. بالطبع لا أحد يريد من اللبنانيين زجّ السوريين في أتون النار. فإذا لم تكن هذه العودة آمنة بالحدّ الأدنى فإن التعاطف الإنساني يفرض على كل واحد منهم أن يعتبر وجودهم بينهم وجودًا مرحبًا به، شرط أن يكون منضبطًا وتحت سقف القانون، الذي يجب أن يطبق على المقيم على الأراضي اللبنانية تمامًا كما يطّبق على جميع اللبنانيين، الذي جعلهم متساوين في الحقوق والواجبات. فهذا الدور مطلوب أن تلعبه الحكومة اللبنانية بمؤازرة جدّية وفاعلة من القوى الأمنية ومن البلديات، بالتعاون والتفاهم مع المنظمات الدولية، التي ترعى شؤون اللاجئين. لكن الحكومة والأجهزة الأمنية والبلدية غير قادرة وحدها على القيام بهذا الدور إن لم تلقَ التجاوب التام من قِبل جميع اللبنانيين، وذلك عن طريق تسهيل مهمتها وعدم وضع العصي في دواليبها، مع ما تتطلبه هذه المهمة من مؤازرة دولية وأممية، وبالأخص لناحية تقديم المساعدات المالية واللوجستية الضرورية، التي من دونها تبقى أي مهمة حبرًا على ورق، ويبقى القديم على قدمه. ولكن ما هو مطلوب اليوم أكثر من أي شيء آخر هو أن يتمّ التعامل مع الوضع القائم، وإن لم يكن مستحبًّا، بوعي ومسؤولية، وذلك لمنع حصول أي احتكاك بين اللبنانيين والسوريين، وبالأخص أولئك الذين لا ناقة لهم ولا جمل بكل هذه الجرائم المتنقلة والعابرة للمناطق. فأي احتكاك محتمل في أي منطقة من لبنان، وليس بالضرورة فقط في المناطق المسماة "مسيحية"، يخدم الذين يلعبون بنار الفتنة البغيضة، التي لا يريدها أي فريق من اللبنانيين. وقد جاءت كلمة البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي في وداع المغدور باسكال سليمان لتضع الأمور في نصابها الصحيح، مع ما سبق هذه الكلمة من اتصالات ولقاءات أجراها غبطته لتهدئة النفوس والحؤول دون الوقوع في فخ الفتنة، وإحباط المحاولات الخبيثة لإيقاع الفرقة بين اللبنانيين. وهذا ما حصل بالفعل حين دعا بيان "القوات اللبنانية" محازبيه ومناصريه إلى الانسحاب من الشوارع وعدم الانقياد وراء ردّات فعل قد تكون مبرّرة، ولكنها تصب في الوقت نفسه في خانة الذين يسعون إلى ضرب ما تبقى من وحدة حال بين اللبنانيين أولًا، وبينهم وبين النازحين السوريين ثانيًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بین اللبنانیین أن یکون
إقرأ أيضاً:
«النقطة 16» تمنح البطائح رقماً قياسياً في دوري السلة
علي معالي (أبوظبي)
حقق البطائح رقماً قياسياً في دوري رجال السلة بالوصول إلى «النقطة 16» مع نهاية «الجولة التاسعة» بعد الفوز على النصر 83 - 73 في مباراة الإياب، ليكرر انتصاره على «العميد» هذا الموسم عقب التفوق 99 - 96 ذهاباً، وهو ما يحدث للمرة الأولى أيضاً، ليعتلي «الراقي» القمة مؤقتاً لحين اكتمال مباريات الجولة.
وما يقدمه البطائح مع المدرب المصري إمام عبدالبديع «ميشو» بمثابة الإنجاز الرائع حتى الآن، وسبق للمدرب أن تألق مع البطائح في بداية مسيرة الفريق بالدوري، وعاد لتدريبه هذا الموسم؛ ليحقق انتصارات وأرقاماً فارقة، مما يضمن له المنافسة على اللقب.
جاءت المباراة قوية، ونجح البطائح في التفوق من البداية، وانتهت أرباع المباراة «20-14 و28-29 و17-15 و18-15» لمصلحة الفريق، وأجاد عدد كبير من لاعبيه، حيث سجل «الثنائي» الأميركي بي جيه أردي «28 نقطة»، وكريس ويل «24 نقطة»، وتألق من المواطنين خليفة خليل، حمد غابش، جاسم محمد، وراشد الزعابي.
وعبّر ميشو عن سعادته بأداء الفريق، وقال: «مجلس إدارة النادي برئاسة محمد عبدالله بن حليس الكتبي، وعلي علي الكتبي، أمين السر العام، مشرف الألعاب الجماعية بالنادي، يقدمون المزيد من الدعم والمساندة للفريق، وهو ما يجعل الجميع من جهاز فني ولاعبين يبذلون قصارى الجهد، وما حققناه ثمرة عمل جيدة وتفاهم كبير بين جميع عناصر اللعبة داخل النادي».
وفي مباراة ثانية، فاز الوصل على الجزيرة 80 - 75 في المباراة التي أقيمت في أبوظبي، وجاءت نتيجة الأرباع 21-14 و26-9 و21-22 و12-12 لمصلحة «الإمبراطور».