بعد الهجوم الذي نفذته إيران على تل أبيب، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، وجود اتفاق مسبق بشأن الهجوم الذي نفذته إيران ضد إسرائيل، وذلك في إشارة إلى إخطار واشنطن وتل أبيب بالموعد المحدد للضربة الإيرانية.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن كنعاني قوله: "لم يكن هناك تفاهم مسبق بشأن رد إيران على إسرائيل".

وتأتي تصريحات كنعاني لتنفي ما أفاد به وزير الخارجية الإيراني، الذي تحدث عن إخطار طهران الدول المجاورة والولايات المتحدة حليفة إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات، وهي خطوة تمكنهم إلى حد كبير من إحباط الهجوم.

وذكر مصدر إيراني مطلع أن طهران أبلغت الولايات المتحدة عبر قنوات دبلوماسية تشمل قطر وتركيا وسويسرا باليوم المقرر لتنفيذ الهجوم، وأكدت أنه سيتم بطريقة تؤدي إلى تجنب استدعاء الرد.

وواجهت التصريحات المتضاربة للجانب الإيراني ردًا من مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي نفى تصريحات وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، مشيرًا إلى أن واشنطن قد أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين، لكنها لم تتلقَ أي إخطار قبل 72 ساعة.

وأكد المسؤول الأميركي: "هذا غير صحيح على الإطلاق. لم يقدموا أي إخطار، ولم يعطوا أي مؤشر بأن هذه ستكون الأهداف فقوموا بإخلائها".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم، وتكهن بأن الهدف من ذلك كان "شديد التدمير"، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه الخطوة كانت للتغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم.

وأضاف المسؤول الأميركي قائلًا: "تلقينا رسالة من الإيرانيين في وقت كان فيه الهجوم لا يزال جاريا، وذلك عبر السويسريين.

و كان هذا يشير في الأساس إلى أنهم انتهوا بعد تنفيذه، لكن الهجوم كان لا يزال مستمرا. كانت رسالتهم إلينا".

وفيما تصدت الدفاعات الإسرائيلية لـ 99 بالمئة من المسيرات والصواريخ الإيرانية، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن الهجوم حقق أهدافه بالكامل.

كما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في إيران أن المطارات استأنفت حركة الإقلاع والهبوط يوم الاثنين بعد تعليقها أو تأثرها بسبب الهجوم الذي نفذته طهران ضد إسرائيل ليلة السبت الأحد، والذي أثار توترًا إقليميًا.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أن "الرحلات في مطار الخميني الدولي، وهو المطار الرئيسي في طهران، عادت إلى طبيعتها" اعتبارًا من الساعة السادسة صباحًا (02:30 ت غ).

كما استؤنفت الحركة الجوية في المطار الثاني بالعاصمة مهرآباد، بالإضافة إلى مطارات تبريز ومشهد وشيراز.

كانت السلطات الإيرانية قد علّقت حركة الملاحة في المطارات بالتزامن مع شن الحرس الثوري هجومًا بالطائرات المسيرة والصواريخ نحو إسرائيل، ردًا على قصف منسوب لإسرائيل دمّر مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أسبوعين، وأسفر عن مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران.

وقبل وقوع الهجوم الإيراني، حذرت إسرائيل من أنها ستردّ على استهداف أراضيها، وقد أعلنت شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها بشكل مؤقت من وإلى طهران، وامتنعت شركات أخرى عن التحليق في المجال الجوي الإيراني.

كما قامت عدة دول مثل العراق ولبنان والأردن وإسرائيل بإغلاق مجالاتها الجوية ومطاراتها اعتبارًا من ليل السبت خشية من التصعيد، وأعادت فتحها الأحد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الخارجيه الولايات المتحدة ولايات المتحدة واشنطن وتل أبيب تصريحات وزير عبد اللهيان تصريحات وزير الخارجية الخارجية الإيراني العراق ولبنان عراق لإيران المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رد إيران إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت ترصد تفاعل الشارع الإيراني مع الضربة الإسرائيلية

طهرانـ استفاق الإيرانيون فجر اليوم الجمعة على وقع دوي انفجارات وصافرات إنذار، إثر هجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية وعسكرية في العاصمة طهران وعدد من المحافظات، في تصعيد مفاجئ بعد انقضاء مهلة الـ60 يوما التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي.

وعلى خلاف الهجوم السابق يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي وُصف حينها بأنه محدود، فقد خلّف الهجوم الأخير صدمة واسعة، خاصة مع انتشار صور الضربات الجوية وإعلان مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، وهو ما أثقل كاهل الرأي العام الإيراني بمزيج من الحزن والقلق.

الحدث وصفته أوساط سياسية إيرانية بأنه "غير مسبوق" منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حينما فقدت إيران في يوم واحد قيادات عسكرية بارزة، بينهم رئيس الأركان ولي الله فلاحي، ونائب قائد الحرس الثوري يوسف كلاهدوز، ووزير الدفاع موسى نامجو، وسط ظروف كانت توصف حينها بالكارثية، إذ كانت مدينة خرمشهر تحت سيطرة الجيش العراقي.

ترامب والموعد الرمزي

من المفارقات التي تداولها رواد مواقع التواصل في إيران، تزامن الهجوم مع "اليوم 61" من تهديد ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا لم تفضِ المفاوضات النووية إلى اتفاق. وكتب الصحفي علي تقوي على منصة "إيتا" المحلية أن توقيت الهجوم "رسالة مباشرة تفيد بأن واشنطن وتل أبيب لا تنتظران نتائج جولة المحادثات المقررة الأحد المقبل".

إعلان

وفي رد فعل سريع، خرجت مظاهرات عفوية في عدة مدن كبرى، نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، ورفع فيها المتظاهرون شعارات "الموت لإسرائيل" و"الانتقام حتمي"، كما دعت لجان تنظيم صلاة الجمعة إلى تنظيم مسيرات مليونية للتنديد بالهجوم، بينما أطلقت حسابات رسمية ومؤيدة للحكومة وسوما (هاشتاغات) مثل "الوحدة في مواجهة العدو" و"الرد المؤلم".

في المقابل، انتشرت دعوات على المنصات الاجتماعية لعدم الانجرار وراء "الحرب النفسية" التي يروج لها من يوصفون بـ"أعداء الداخل والخارج".

تصميم خاص– المرافق النووية الإيرانية (الجزيرة) نقد للإعلام الرسمي

ورغم محاولات الإعلام الحكومي تقديم تغطية موحدة ومطمئنة، أثار بث صور مباشرة من المواقع المستهدفة في طهران ردود فعل متباينة، إذ انتقد بعض المواطنين الإعلان السريع عن استشهاد قادة بارزين. وكتب أحدهم "لماذا نكشف عن أسماء شهدائنا بهذه السرعة؟ هذا يُسهل عمل جواسيس العدو".

آخرون استغربوا "تباهي الإعلام الرسمي بدقة العملية الإسرائيلية"، معتبرين ذلك "سلوكا غير مفهوم ويضر بالمعنويات العامة".

ورغم خطورة الهجوم، فلم تسجل أي اضطرابات في المدن الكبرى، وسارت الحياة العامة بهدوء نسبي وسط حالة من الترقب، ويقول مهدي -وهو موظف حكومي من طهران- "نحن مستعدون للدفاع عن بلدنا، لكننا نأمل ألا تنجر البلاد إلى حرب شاملة؛ الرد مطلوب، ولكن بعقلانية تحفظ الاستقرار".

أما زهراء، وهي ربة منزل خمسينية من جنوب طهران، فتقول "نثق بالحكومة، لكننا خائفون على الغد، الأسعار ترتفع والوضع المعيشي خانق، ما نحتاجه هو الأمان، قبل أي شيء آخر".

جيل الشباب

ويظهر أن الشباب الإيراني ينظر إلى الحدث من زاوية أوسع، تأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، إذ تقول رها (طالبة علوم سياسية من أصفهان): "ندعم دولتنا ضد أي اعتداء، لكننا نأمل أن يكون الرد محسوبا، هذه منطقة معقدة، وكل خطأ قد يؤدي إلى عواقب طويلة الأمد".

إعلان

ويوافقها الرأي بهرام من مدينة مشهد، مضيفا "يجب الرد للحفاظ على الهيبة، لكن دون أن ننسى معاناة الناس اقتصاديا، المعركة ليست فقط عسكرية، بل أيضا اقتصادية وإعلامية".

وفي ظل الأوضاع الأمنية الراهنة، لا تُسمع انتقادات علنية واسعة، لكن كثيرين يعبرون عن مخاوفهم من مغبة الانزلاق إلى مواجهة قد تتجاوز حدود السياسة لتؤثر على تفاصيل الحياة اليومية.

ويقول ناشط اجتماعي -فضل عدم الكشف عن هويته- "لسنا ضد الدفاع عن وطننا، لكن نرجو أن يتم ذلك بأقل خسائر ممكنة، المواطن هو من يدفع الثمن في النهاية".

ويؤكد متحدثون محليون أن هذه الأصوات لا تعكس معارضة سياسية، بل تعبر عن رغبة عميقة في تجنيب البلاد مزيدا من الأعباء.

رجال إطفاء وأشخاص ينظفون موقع انفجار في مجمع سكني بطهران (أسوشيتد برس) الواقع المعيشي

ويبدو أن ذاكرة الإيرانيين المثقلة بالحروب والعقوبات والحصار، باتت تنظر إلى أي تصعيد جديد بعين الحذر، خاصة أن الظروف الاقتصادية اليوم أكثر هشاشة، ويقول أحد التجار في سوق طهران: "نحن شعب صبور، ولكن الوضع لا يحتمل المزيد. نأمل أن تمر هذه الأزمة دون تصعيد كبير".

وفي ظل الخطاب الرسمي الذي يتوعد برد "حازم ومناسب"، وتعبيرات شعبية تميل إلى ضبط النفس دون التفريط في السيادة، تبدو إيران اليوم أمام مفترق حساس، فبينما يؤكد الشارع استعداده للدفاع عن بلاده، يطالب أيضا بعدم الذهاب نحو المجهول.

ويرى مراقبون أن المعادلة اليوم لا تحتمل الشعارات فقط، بل تتطلب قرارات دقيقة تراعي توازنات الداخل والخارج، وتحفظ الكرامة دون أن تفتح أبواب التصعيد على مصراعيها.

مقالات مشابهة

  • كيف استعدت إسرائيل لاختراق بنك الأهداف الإيرانية؟
  • الجزيرة نت ترصد تفاعل الشارع الإيراني مع الضربة الإسرائيلية
  • مظاهرات حاشدة في إيران تطالب بالرد على إسرائيل والثأر لدماء القادة
  • من هو أمير علي حاجي قائد سلاح الجو الإيراني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • مظاهرات غاضبة في قم الإيرانية تطالب بالانتقام من إسرائيل
  • من هو محمد حسين باقري رئيس الأركان الإيراني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
  • المواقع الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل في إيران
  • عاجل| غلق الأجواء الإيرانية وتحويل الرحلات من إسرائيل إلى قبرص
  • ما المواقع التي استهدفتها إسرائيل في إيران؟