صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-23@20:02:00 GMT

عام على الحرب العبثية

تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT

عام على الحرب العبثية

 

محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

مر عام على حرب 15 أبريل العبثية بكل بشاعتها وفظائعها، وقد بات السودان على عتبة الانهيار والتمزق، وملايين من القتلى والمشردين والمفقودين والمحاصرين تحت وابل الرصاص وحمم القنابل التي تُسْقَط على رؤوس المواطنين العزل في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة. أطراف الصراع ارتكبت انتهاكات فظيعة ترتقي لمرتبة جرائم الحرب والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وقد استخدام الجيش الغذاء والمساعدات الإنسانية كسلاح في مواجهة المواطنين الجوعى، لا سيما في غرب السودان.

هنالك نذر مجاعة طاحنة تلوح في الأفق، حيث العشرات من الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن يموتون يومياً في دارفور بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء والأمراض الفتاكة. ساد خطاب الكراهية والعنصرية العرقية والجهوية والتحشيد القبلي والمناطقي لتوسعة رقعة الحرب، فإن تسليح المواطنين وعسكرتهم على هذه الأسس سيقود السودان حتماً للحرب الأهلية الشاملة التي باتت أقرب من أي وقت مضى، مما يجر الإقليم بأكمله في أتون حرب مدمرة، لا سيما دول جوار السودان التي توجد فيها امتدادات عرقية وقبلية لكثير من المكونات السودانية. دخول التنظيمات الإرهابية المتطرفة العابرة للحدود إلى ساحة الصراع موالية لفلول نظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الذين أشعلوا هذه الحرب بحثاً عن العودة إلى السلطة بعد أن أسقط الشعب نظامهم بثورة شعبية سلمية، ومن أجل قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي الذي يؤسس إلى بناء دولة مواطنة متساوية بين جميع السودانيين وإعادة بناء جميع مؤسسات الدولة وفق أسس قومية جديدة وبناء جيش وطني واحد وخروج العسكر من ممارسة العمل السياسي والاقتصادي. لا يلوح الأفق القريب حسم عسكري نهائي لأي من الأطراف المتحاربة، ولا يزال الحل السلمي عبر التفاوض والحوار بعيد المنال، في ظل تعثر منبر جدة والمبادرات الإقليمية والمحلية، والتعنت في إقرار وقف إطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية لإيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين في المدن والمخيمات. آمل أن تتحلى أطراف الصراع بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وينظروا إلى معاناة شعبنا العظيم؛ بسبب هذه الحرب اللعينة التي أزهقت الأرواح، ودمرت البنية التحتية، وعرضت النسيج الاجتماعي والوجدان الوطني إلى هزة عنيفة تحتاج إلى عقود من الزمان لاستعادة لحمتها وتضميد جراحاتها. هناك ضرورة ملحة وآنية لإعلان وقف شامل لإطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية والجنوح إلى للحلول السلمية وتجنيب بلادنا خطر الانزلاق في أتون حرب أهلية وشبح التفكك والانهيار، لجهة أن الحوار والتفاوض هو أقصر الطرق للحل وأقلها تكلفة، وشعبنا العظيم يستحق أن ننظر إليه بعين الرحمة والإنسانية. المجتمع الدولي صامت عما يجري في السودان، ولم يحرك ساكناً لإجبار أطراف الصراع بوقف الحرب وفتح المسارات الإنسانية والدخول في عملية سلمية جادة تؤسس لإنهاء الحرب والدخول في عملية سياسية شاملة لا تستثني سوى نظام المؤتمر الوطني وواجهاته؛ ولم يقم بواجبه الإنساني والأخلاقي بتقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة الجوعى الذين يموتون يومياً. يجب على القوى السياسية السودانية الشريفة التي يهمها أمر السودان وحاضره ومستقبله عدم التورط في اصطفافات الحرب لأجل مكاسب شخصية وحزبية رخيصة، ويجب أن يصطفوا مع السودان أرضاً وشعباً وعدم دعم مخططات تدمير وتفكيك السودان، ويجب أن نسعى جميعاً بكل صدق وإخلاص وتجرد لتكوين أكبر جبهة وطنية لوقف وإنهاء الحرب وممارسة الضغط السياسي والجماهيري والدبلوماسي على أطراف الصراع وإنقاذ ما تبقى من السودان، واستشراف المستقبل والتحول المدني الديموقراطي ومخاطبة جذور الأزمة التاريخية بصورة صحيحة، والتوافق على تشكيل حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة، تلبي شعارات ثورة شعبنا وتضحياته العظيمة، تعمل على تضميد الجراحات وإنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة وكافة المجرمين قديماً وحديثاً، فلا تصالح أو عفو مع أي قطرة دم أهدرت في وطننا الجريح. الوسوممحمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

التدهور البيئي في السودان

=============
د. فراج الشيخ الفزاري
======
نسمع كثيرا بمصطلحات سياسية ذات مغزي مستحق..أو دلالة منطقية مثل ( حكومة كفاءات) او( حكومة تكنوقراط)، او ( حكومة حرب) او ( حكومة بناء وإعمار )..وهكذا..ولكنني لا أجد اي مسمي يليق بحكومة كامل إدريس الا مصطلح [ حكومة البيئة المنهارة] والمقصود بذلك الانهيار الكامل الذي أصاب البيئة السودانية جراء هذه الحرب اللعينة مما يحتم علي الدولة في هذه المرحلة عند تكوين أي حكومة أن يكون هدفها الرئيسي هو معالجة الأضرار البيئية وجعلها في مقدمة العمل المؤسسي للمرحلة القادمة..
لقد احدثت الحرب اللعينة شروخا في كل البني التحتية مادية كانت أم روحية..واحدثت من الخراب والدمار البيئي ما لم تحدثه كل كوارث السودان الطبيعية السابقة من امطار وفيضانات واعاصير وتغلبات في الجو وغيرها ..فالحرب في عرف العلماء هي العدو الأول للبيئة.. و قد تأكدت هذه النظرية عمليا في حرب السودان.
لقد طالت هذه الحرب اللعينة بآثارها المدمرة كل مناطق السودان..فتلوثت أرضه وهوائه وبحاره وانهاره وشربه وغذائه فلم تعد البلاد قابلة للحياة الا بجعل البيئة واصحاح البيئة هو الهم الأول لأية حكومة تدير البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تأريخ السودان.. فقد كانت المراحل الحرجة السابقة التي تمر بالبلاد هي أزمات أما سياسية أو اقتصادية ولم تكن البيئة طرفا في المعادلة..
اصحاح البيئة ... وعودة الحياة لطبيعتها في السودان تحتاج إلي أجيال وأجيال من العمل الجاد..إذا صدقت النوايا..
وبجانب العون الداخلي والخارجي لابد من استقطاب العلماء والباحثين والخبراء السودانيين وما أكثرهم.. ولكنني اركز علي تجمع علمي ذي توجه وطني أشبه ببيت الخبره..وهو تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين...حيث ينضوي تحت لوائه أكثر من خمسمائة عالم وباحث في جميع المجالات الحياتية..وحسب أوامر تأسيسه فإن التجمع ليست له أية توجهات سياسية أو جهوية أو إثنية.. ولا يهمه من يحكم السودان بل كيف يحكم السودان ..أي من خلال مؤسساته الدستورية والحكم الرشيد.
اتمني أن تكون لحكومة الدكتور كامل إدريس تواصل مع هذا التجمع..فهم ابعد الناس عن طلب المناصب.. وأقرب الناس الي تلبية نداء الوطن اذا دعا الداعي..
تستحق البيئة ألسودانية أن تكون لها وزارة مركزية ومفوضية من المستشارين والباحثين والخبراء حتي يمكن إنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • العقوبات الأمريكية على السودان- لحظة محورية أم تعميق للمأزق؟
  • التدهور البيئي في السودان
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عدوانا واسعا في عمق الجنوب اللبناني
  • الجوع يفتك بقطاع غزة وسط تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية
  • توجّهات حكومية جديدة للمساعدات الإنسانية في السودان
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • روسيا تطالب إسرائيل بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • اضواء على المنبر الدوري السادس والعشرون لوكالة السودان للأنباء حول المساعدات الإنسانية