أستاذ علاقات دولية: مصر لعبت دورًا محوريا لإيجاد حل داخلي بالسودان (فيديو)
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
قال حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن مصر تسعي بقوة لتنفيذ مبدأ دعم الدولة الوطنية السودانية بما يتوافق مع عدم تفكيك المؤسسات وبالأخص الجيش السوداني، بجانب أنها تسعى لوقف شامل لإطلاق النار.
وأضاف فارس خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية منى عوكل، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن مصر لعبت دورًا محوريا في العمل على إيجاد حل داخلي سوداني في إطار مبادرة القاهرة التب كانت من أشمل المبادرات لإيجاد مخرج حقيقي لدعم الأشقاء في السودان وإنهاء حالة الانقسام الداخلي.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن مصر دعمت عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة السودانية باعتبار أن القاهرة لديها رؤية استباقية من وجود بعض القوى الخارجية التي تسعى إلى تنفيذ مُخططها في الداخل السوداني، «دور جوار السودان هي الدول المعنية في ضرورة التوافق لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، وهو ما جعل مصر تعكف على انعقاد قمة القاهرة لدعم السودان حتى أنها فتحت المعابر واستقبلت السودانيين باعتبار أنها تسعى لرفع المعاناه عنهم».
وعقد الدكتورعبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، اليوم الإثنين 15 أبريل2024، بالعاصمة الفرنسية باريس، اجتماعين مع كل من وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين.
قالت الحكومة الفرنسية، إنها تأمل في أن يؤدي عقد مؤتمر دولي بشأن السودان في باريس، إلى كسر جدار الصمت حول الصراع المستمر منذ عام.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، أن الشعب السوداني كان ضحية اللامبالاة، مشيرًا إلي أن الحرب بين الجيش والقوات شبه العسكرية تسببت في معاناة هائلة.
ونظمت فرنسا الاجتماع مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي لجمع الأموال الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها ودعم جهود الوساطة.
وشردت الحرب الأهلية الملايين وأثارت موجات من القتل ودفعت السودان إلى حافة المجاعة.
ويقول النقاد إن الرد الدولي كان يرثى له، في حين أن خطة استجابة الأمم المتحدة لم تتلق سوى جزء بسيط من الأموال التي تحتاجها.
مؤتمر دولي في باريس
يُفتتح اليوم الاثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان بعد عام على بدء الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن "أزمة منسية" ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.
ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصًا في رئاسته، شقا سياسيا في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الإفريقي.
كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.
وقال كريستوف لوموان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".
وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة الى ان الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضًا".
وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الإفريقي بكامله كبير جدًا".
يتأرجح السودان، الذي دمره الصراع المستمر منذ عام، على حافة المجاعة بينما يجتمع دبلوماسيون وجماعات إغاثة في باريس لحشد الدعم.
مؤتمر باريس
واندلع الصراع في أبريل الماضي بين الجيش والقوات شبه العسكرية، مما أغرق الخرطوم والأمة في حالة من الفوضى.
ومع وجود 24 مليون سوداني محتاج، لا يزال نداء الأمم المتحدة الإنساني البالغ 2.7 مليار دولار غير ملبى إلى حد كبير، مما يترك الملايين عرضة للخطر.
قادت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في البداية الجهود لإيجاد مخرج تفاوضي من الصراع. لكن الجهود لم تنجح، ومنذ أكتوبر طغت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة على القتال، والتي تهدد بالتوسع إلى صراع إقليمي أوسع.
وفي الوقت نفسه، يحذر عمال الإغاثة من أن السودان يندفع نحو كارثة مجاعة على نطاق أوسع، مع احتمال حدوث موت جماعي في الأشهر المقبلة. وقد انهارت شبكات إنتاج الأغذية وتوزيعها ولم تتمكن وكالات الإغاثة من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا.
واتسم الصراع أيضا بتقارير واسعة النطاق عن الفظائع بما في ذلك القتل والتشريد والاغتصاب، ولا سيما في منطقة العاصمة والمنطقة الغربية من دارفور.
ويعاني ما لا يقل عن 37٪ من السكان في مستوى الأزمة أو أعلى من الجوع، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وحذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم حديثة الولادة قد يموتون بسبب سوء التغذية في الأشهر المقبلة.
وأجبر ما يقرب من 9 ملايين شخص على الفرار من منازلهم إما إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر السودان حمدوك أزمة السودان بوابة الوفد فی باریس
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في قطاع غزةlist 2 of 2ألمانيا وإسبانيا تعتزمان إنزال مساعدات إنسانية لغزة بالتعاون مع الأردنend of listوتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".
ومنذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقارب 5 ملايين شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم.
وخلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وهي "الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه".
إعادة تأهيل العاصمةتبذل السلطات السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية جهودا حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية، لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا.
وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك نحو 1700 بئر ماء بحاجة إلى إعادة التأهيل، بالإضافة إلى توفير الكهرباء للمنازل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
وقال ريندا إن الأمم المتحدة أطلقت برنامجا يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية.
إعلانكما أكد أن المساعدات النقدية توزع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا.
وشدد ريندا على أن إزالة الألغام تعد تحديا ملحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، قائلا "حتى في مكتبنا عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة".
وأضاف أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة.
وسيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات، ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة.
وحتى 21 يوليو/تموز 2025 لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليارات دولار المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقارب 21 مليون شخص معرّضين للخطر داخل السودان.
أزمة النزوحورغم عمليات العودة الأخيرة فإن مئات الأشخاص لا يزالون يفرون يوميا -سواء داخل السودان أو عبر حدوده- بسبب الصراع الدائر، وينطبق هذا بشكل خاص على ولايتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية مامادو ديان بالدي إن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر.
ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل.
وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى "دعم أكبر من جانبنا" وإلى السلام لينتهي "هذا الصراع الوحشي".