"إذا أردتَ الالتزام بتعاليم دينك، فعليك أن تُخالفَ العالم. اليوم، لم يعد بإمكانك أن تقول أن ثمّة رجل، وامرأة، وهذا ضرب من الجنون".

لم يكن النص الوارد أعلاه لشيخ دين على أحد المنابر في بلد مسلم، ولا داخل أحد مساجد الولايات المتحدة، بل جاء على لسان مذيع في إذاعة إنجيلية محلية بولاية كانساس الأميركية، وهي ولاية ريفية تقع في منتصف الولايات المتحدة، ويكثر فيها المزارعون والأميركيون الذين عادةً ما يُصوِّتون للحزب الجمهوري في العقدين الأخيرين.

أما ما تلا الاقتباس فكان انتقالا لقضية أخرى، مختلفة في موضوعها، لكنها متشابكة من حيث تأثيرها على المسلمين في أميركا. إذ أشار المذيع مباشرةً إلى أن "الأميركيين يجب أن يزيلوا مجموعة الشيوعيين الذي يديرون البيت الأبيض، وأن يعيدوا أميركا لأهلها، حتى لا تكون مرتعًا للمهاجرين".

فما بين القضية الأولى المتصلة بالمثلية الجنسية وتشعبات الهويات الجنسية التي باتت منتشرةً في الولايات المتحدة والتي تستند في جوهرها إلى شيوع الفكر الفرداني الذي يعزز من الذات الفردية على حساب القيم الدينية والمجتمعية، والثانية التي تتصل بمنع الهجرة، وتصاعد الخطاب اليميني في الولايات المتحدة وهو الخطاب الذي يرسخ من فكرة الآخر، الذي يمثل على مستوى الثقافة تعبيرا عن أقلية ستبقى كذلك حتى لو امتلكت قانونا حق المواطنة.

بينهما، يقف المسلمون في أميركا أمام تحديات متزايدة، على مستوى القيم والهوية، وهي ما دفعتهم لاتخاذ عدد من التدابير المجتمعية لمواجهة سيل التحديات المتنامي، لهم ولأبنائهم وللأجيال التالية.

 

صورة من داخل المركز الإسلامي في ولاية كانساس (حسابهم الرسمي على الإنستغرام) المسجد

تتميز المساجد في الولايات المتحدة الأميركية بالخصوص، وعدد من الدول الغربية عموما، باعتبارها المحطة المركزية للمسلمين في حياتهم، فهي ليست مكانا يقتصر على إقامة شعيرة الصلاة فيه كما في غالبية الدول العربية، بل كثيرا ما يكون مكانا لإقامة عقود الزواج، وإجراء الأنشطة الاجتماعية للجالية المسلمة على اختلاف شرائحهم، كما تُقام فيها دروس ومحاضرات دينية دورية، وقد وصفها الدكتور أمجد قورشة في مقابلة له على الجزيرة باعتبارها مجتمعا مصغرا.

كما أن كثيرا من المساجد التي تبدأ صغيرة الحجم، ثم تبدأ في توسعة أنشطتها إثر تنامي الجالية في المناطق المحيطة بالمسجد، إنما تحرص على بناء صالة متعددة الاستخدامات بجوار المسجد، وفيها تقام العديد من الأنشطة، ليس ابتداء من كونها مساحة ترفيه لكافة الأطفال والشباب المسلم في الجالية لإقامة الأنشطة الرياضية، وليس انتهاء بكونها صالة يمكن حجزها لإعداد الولائم، كما حدث في إفطار شهر رمضان كما فصلنا في تقرير سابق أُعد خلال شهر رمضان الفائت، أو حتى حين إقامة عقد قران.

وتشير التقديرات إلى وجود ما يقرب من 3 آلاف مسجد موزعة على مختلف الولايات، كما أن أعداد المساجد تزداد عاما بعد آخر، مع اتساع حضور المسلمين وانتشارهم، وهي مساجد تقوم بالأساس على دعم وتبرعات أبناء المجتمع في المنطقة المُعاش فيها، وبالتالي فهي تخدم أبناء ذاك المجتمع باحتياجاته المتعددة، ومنها تفاعل المسجد مع تلك التحديات المحيطة، مثلا، يقيم المركز الإسلامي في ولاية كانساس فعاليتين أسبوعيا على مدار العام، واحدة باسم أكاديمية السبت، والأخرى أكاديمية الأحد، وفيها تُروى قصص السيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وتعلّم التجويد وتلاوة القرآن، والأحاديث النبوية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات والزيارات الميدانية التي ينظمها المسجد، والتي تسعى لربط أبناء المجتمع المسلم بدينهم أولا وبالمسجد ثانيا وبأن تتشكل دائرة الأصدقاء القريبة من داخل المسجد.

أمجد قورشة: المساجد في الولايات المتحدة الأميركية تعتبر المحطة المركزية للمسلمين باعتبارها مجتمعا مصغرا (الجزيرة) المدارس الإسلامية

وفي العقد الأخير، برزت أهمية المدارس الإسلامية بصورة غير مسبوقة في الولايات المتحدة، خاصة مع تتامي ظهور تأثيرات قضايا الهويات الجنسية في المدارس العامة، سواء بدخولها في مناهج التعليم بعدد من المقاطعات، أو عبر انتشار هذه الثقافة على شريحة الطلبة، ومن ثم تزايد فرص تأثيرها الواسع على عموم الطلاب.

ففي أميركا، ليس ثمّة منهج مركزي يعمم على كافة الولايات، ولا حتى داخل الولاية الواحدة، بل يعود القرار للمقاطعة التي بيدها قرار إدخال مسائل الهويات الجنسية في مناهج التعليم. ويتأثر ذلك بالانتخابات المحلية التي قد تُفرز ممثلا يدعم هذه القضايا ويحرص على تضمينها داخل مناهج التعليم في المقاطعة.

فالمدرسة هي الصورة الأكثر تكثيفا للمجتمع وثقافته، خاصة وأن المدرسة في الولايات المتحدة تعمل باستمرار على تعزيز فكرة فردانية الطفل وتشجيعه على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحته حتى لو خالف ذلك قيم الأسرة، مما يتنافى مع رغبات وتطلعات الأسر المسلمة. وتحت إلحاح الحاجة، بدأت عدد من العائلات المسلمة توجيه أبنائها للدراسة في المدارس الإسلامية، مع التوجه نحو توسيع هذه التجربة ودعمها.

وتقول صبا حمودة، مديرة المدرسة الإسلامية في مدينة كانساس الكبرى في حديث للجزيرة نت إن هذا العام الدراسي شهد زيادة غير مسبوقة في معدلات التسجيل حتى وصل عدد الطلاب في المدرسة اليوم لـ400 طالب، نظرا للتحديات المتزايدة التي تواجه الطلبة المسلمين في المدارس العامة. وتضيف أن المدرسة لم تستطع استيعاب كافة طلبات التسجيل نظرا لمحدودية مقاعد الدراسة.

لكن ثمة تحديات تخص هذا الشأن، فتجربة المدارس الإسلامية ما زالت ناشئة، سواء على مستوى جودة المناهج، وكذا جودة المعلمين، وجودة المرافق التعليمية، وهو ما يتطلب من المجتمع المسلم بذل جهود أكبر لتطوير هذه التجربة. في ولاية كانساس، يسعى المركز الإسلامي في كانساس سيتي إلى إقامة مشروع الهداية، ويضم هذا المشروع مدرسة إسلامية، ومسجدا، وصالة ترفيه تخدم أبناء المجتمع المسلم في تلك الولاية، بموازنة تقدر بـ10 ملايين دولار، جُمع منها حتى الآن 2.5 مليون دولار.

وتعد مدينة دالاس في ولاية تكساس، ومدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، النماذج الأكثر تقدما بهذا الشأن نظرا لاتساع الجالية هناك، وتزايد عدد المشاريع التي تخدم المجتمع المسلم. في حين يمكن ملاحظة اتساع هذا الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية وتقوية تجربتها في عموم الولايات.

متظاهرون يعدون مائدة الإفطار الجماعي في شهر رمضان الماضي مقابل السفارة الإسرائيلية في واشنطن (الجزيرة)

 

التعليم المنزلي

يعد التعليم المنزلي أحد الحلول التي لجأ إليها عدد من الآباء والأمهات المسلمين لإخراج أبنائهم من أجواء الاحتكاك المباشر بالمدارس العامة في الولايات المتحدة، خاصة أن كثيرا من المدارس الإسلامية لم تنضج تجربتها بعد على مستوى جودة المناهج، كما أن محدودية أعداد القبول في ظل اتساع الجالية يُبرز تحديا آخر في قدرة المدارس الإسلامية على استيعاب الطلب المتزايد للتسجيل فيها.

لذا، يلجأ عدد من الأهالي للتعليم المنزلي، وبذلك يتفادون التحدي الأكبر بالنسبة لهم، وهو الاختلاط ببيئة المدارس العامة، وفي الوقت ذاته يحصلون على جودة تعليم مرتفعة المستوى. وما يميز تجربة التعليم المنزلي في أميركا بالمقارنة مع عدد التجارب في مناطق أخرى من العالم، هو أن المناهج التعليمية معترف بها رسميا بالولايات المتحدة، مما لا يؤثر على فرص الطالب التعليمية في إكمال دراسته الجامعية في أي تخصص يريد، طالما استوفى الطالب نظام التقييم المعتمد في المدرسة والمعترف به في عموم الولايات.

وبهذا السياق، قابلنا نور، وهي طفلة عمرها 13 عاما، اتجهت والدتها لخيار التعليم المنزلي منذ كانت في المرحلة الرابعة (ابتدائي) نظرا لقلقها الشديد من الثقافة التي بدأت ابنتها بالتأثر بها، وتشير والدة نور للجزيرة نت أن قلقها كان بالأساس من ثقافة المدرسة وثقافة الأطفال داخلها أكثر من المنهج التعليمي، وتضيف أن التعليم المنزلي حقق لابنتها الحصول على جودة تعليم مرتفعة مع تجنب المخاطر الثقافية التي يمكن أن تتأثر بها من المدرسة. تقول نور للجزيرة نت إن أول سنة كانت صعبة، لكنها اعتادت على نظام التعليم عن بُعد.

ويحرص أهالي الأطفال الذين يدرسون في المنزل، على انتظام حضورهم لأنشطة المسجد المنتظمة واختلاطهم بأقرانهم، وذلك لتعويض الجانب الاجتماعي الذي تلعب فيه المدرسة دورا هاما في تشكيل شخصية الطفل وقدرته على التفاعل الاجتماعي.

جانب من الأنشطة التي تقوم بها المدرسة الإسلامية في مدينة كانساس الكبرى (الحساب الرسمي للمدرسة على فيسبوك) المشاركة في الفعاليات الجماعية لقضايا المسلمين

برز حضور الجالية المسلمة مؤخرا في المظاهرات التي امتدت في كافة الولايات الأميركية لمناصرة القضية الفلسطينية والتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل واضح. فلا تكاد تمر إجازة نهاية الأسبوع إلا ويكون هناك فعالية أو مظاهرة للتنديد بالحرب الإسرائيلية، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.

أما في واشنطن مثلا، فقد أقامت مجموعة من المسلمين هناك مظاهرات يومية خلال شهر رمضان أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقد استطاعت تلك المظاهرات تحديدا استقطاب عدد من الناشطين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية من خارج العاصمة واشنطن، فقد جاءها أشخاص من بوسطن، مينيسوتا، كانساس، تكساس، ميشيغان، وغيرها الكثير من الولايات.

هذه المظاهرات يرى فيها كثير من الآباء والأمهات فرصة هامة لتعزيز مفاهيم الانتماء لقضايا المسلمين، والتضامن معهم، والاهتمام بأخبارهم وما يجري لهم. تقول ليلى، وهي طفلة في الـ11 من عمرها، إنها تحضر المظاهرات بانتظام، وإن والدها يحرص على اصطحابها هي وشقيقها الصغرى لكل فعالية تضامن مع فلسطين. وتضيف ليلى للجزيرة نت: أنها كانت سعيدة بإمساكها مكبر الصوت ومشاركتها الهتاف مع المتظاهرين.

ففي عموم الفعاليات التي تنتشر عبر الولايات، يُلاحظ الحضور الواسع للأطفال في الفعاليات، فيما يقول فراس عطا للجزيرة نت، إنه يحرص دائما على إحضار أطفاله ليعزز من قيم التضامن لديهم مع القضايا التي تتصل بدينهم وثقافتهم.

كثير من الآباء والأمهات يرون في المظاهرات المناصرة لغزة فرصة هامة لتعزيز مفاهيم الانتماء لقضايا المسلمين، والتضامن معهم (غيتي)

 

المنزل

يعد المنزل أحد الركائز الأساسية لتنشئة الطفل، سواء كان ذلك في الغرب، أو في البلاد العربية والإسلامية كما ذكر أمجد قورشة في مقابلة له على الجزيرة، لكنها تأخذ شكلا أكثر تكثيفا في الغرب، فالاهتمام بتفاصيل حياة الطفل تظهر كأمر مركزي في تنشئته. لذا، تأخذ عدد من العائلات ما يمكن وصفه بالتدابير الوقائية، مثل منع الحديث باللغة الإنجليزية داخل المنزل، وإشراك أبنائهم في دروس لتعلم اللغة العربية والقرآن عبر الدروس التي تتم عبر الإنترنت.
تقول أم الحارث للجزيرة نت إنها تحرص على ترغيب أبنائها بالدين بكل وسيلة متاحة، وتضيف أن دور الآباء والأمهات في الغرب يزداد لأن ثقافة المجتمع الخارجي تختلف جوهريا عن ثقافتنا المسلمة، مما يزيد من الحرص على تعزيز القيم الدينية لدى أطفالنا منذ سن مبكرة حتى تكون وقاية لهم حين الكبر، حدّ وصفها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الولایات المتحدة المدارس الإسلامیة التعلیم المنزلی الآباء والأمهات المجتمع المسلم المدارس العامة للجزیرة نت فی أمیرکا على مستوى شهر رمضان فی ولایة عدد من

إقرأ أيضاً:

هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟

اتهم ناشطون ومنظمات حقوقية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها تتعامل مع دول أفريقية كمواقع للتخلص من المُرحلين، بعد أن تم ترحيل 5 رجال من الولايات المتحدة إلى مملكة إسواتيني الصغيرة.

ففي 16 يوليو/تموز الحالي، وصلت طائرة تقل رجالا من فيتنام وجامايكا ولاوس وكوبا واليمن -جميعهم مُدانون بجرائم خطيرة في الولايات المتحدة- إلى إسواتيني، آخر ملكية مطلقة في أفريقيا. وجاءت هذه الترحيلات ضمن خطة ترامب لنقل المُرحلين إلى "دول ثالثة" بعدما رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

وتعد إسواتيني ثاني دولة أفريقية تستقبل مدانين مرحلين من الولايات المتحدة، بعد إعلان واشنطن في وقت سابق هذا الشهر عن ترحيل 8 "أشخاص بربريين"، وفق وصف مسؤول أميركي، إلى جنوب السودان الذي يعاني من نزاعات.

وفي الشهر الماضي، سمحت المحكمة العليا الأميركية بترحيل أجانب إلى دول لا تربطهم بها صلة مباشرة. ومنذ ذلك الحين، أعربت منظمات دولية وجماعات مدنية في أفريقيا عن قلقها من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان.

وقال وانديلي دلودلو نائب رئيس "حركة الشعب المتحدة من أجل الديمقراطية" -أكبر حركة معارضة في إسواتيني والممنوعة رسميا- لقناة الجزيرة: "تتعامل الحكومة الأميركية معنا كمكب نفايات للمجرمين، وتُهين كرامة الإيماسواتي".

من هم الرجال الخمسة الذين رحّلهم ترامب إلى إسواتيني؟

قالت تريشا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي الأميركي، إن الرحلة التي نُفذت إلى إسواتيني حملت "أشخاصا بربريين لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استقبالهم".

وأضافت عبر منصة إكس: "لقد كانوا يُرهبون المجتمعات الأميركية. لكن بفضل ترامب، لم يعودوا على الأراضي الأميركية".

وأوضحت ماكلولين أن الرجال يحملون جنسيات فيتنام، وجامايكا، ولاوس، وكوبا، واليمن، وقد أُدينوا بجرائم تشمل اغتصاب أطفال، وقتلا، وسرقة، وانتماء إلى عصابات، وجرائم عنف أخرى، وتلقى بعضهم أحكاما بالسجن تصل إلى 25 عاما.

ما الاتفاق الذي أبرمته إدارة ترامب مع إسواتيني؟

فاز ترامب في انتخابات العام الماضي مستندا إلى حملة انتخابية ركزت على الترحيل الجماعي. ومنذ ذلك الحين، تفاوضت إدارته مع دول عدة -من بينها إسواتيني- بشأن اتفاق يسمح بترحيل مُدانين رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

إعلان

وقالت تابييلي مدلولي، المتحدثة باسم حكومة إسواتيني بالوكالة، إن الاتفاق جاء بعد "أشهر من الاتصالات الرفيعة المستوى"، رغم أن بنوده لا تزال سرية.

وأضافت أن المملكة ستتعاون مع البيت الأبيض والمنظمة الدولية للهجرة "لتسهيل ترحيل هؤلاء النزلاء إلى بلدانهم الأصلية"، لكنها أشارت إلى عدم وجود جدول زمني محدد لذلك.

وقال دانيال أكيش، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بشأن جنوب السودان، للجزيرة، إن بعض الحكومات الأفريقية توافق على استقبال المُرحلين في "بادرة حسن نية لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة"، لكنها -وفق رأيه- "تتغاضى ضمنيًا عن المخاوف الحقوقية وعدم الشفافية بشأن حماية سلامة المُرحلين".

واقترح أكيش أن يتعاون الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مع الدول المستقبِلة لضمان مراقبة عمليات الترحيل واحترام الحقوق الإنسانية.

ملك إسواتيني مسواتي الثالث (الأناضول)ماذا نعرف عن إسواتيني؟

إسواتيني مملكة جبلية صغيرة غير ساحلية في جنوب القارة، تحدها جنوب أفريقيا وموزمبيق، وتُعد من آخر الملكيات المُطلقة في العالم. كانت تُعرف باسم "سوازيلاند" أثناء الاستعمار البريطاني، وتم تغيير اسمها إلى "إسواتيني" عام 2018 بقرار ملكي.

يحكم البلاد الملك مسواتي الثالث منذ عام 1986، ويبلغ من العمر 57 عاما. وقد تعرض لانتقادات بسبب قمع المعارضة السياسية.

ووفقا للبنك الدولي، يعيش أكثر من نصف سكان إسواتيني -البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة- على أقل من 4 دولارات يوميا.

وتُقدر ثروة الملك بين 200 و500 مليون دولار، ويُقال إنه متزوج من 11 امرأة.

يرتكز اقتصاد البلاد على الزراعة، والتصنيع الخفيف، وقطاع السكر الذي يُمثل نحو 23% من صادراتها، أي نحو 477 مليون دولار في عام 2023.

خريطة إسواتيني (الجزيرة)ما موقف السكان من خطة ترامب؟

قال ناشطون وزعماء محليون إن الترحيل أثار غضبا واسعا. ووصف دلودلو الخطوة بأنها "تصرف مُخز ومضلل من قبل الملك وحكومته، في ظل أزمة صحية عامة غير مسبوقة".

وأضاف "الشعب يرى في هذا القرار إهانة لسيادته وسلامته الإقليمية. نطالب بإلغائه باعتباره غير قانوني وغير عقلاني".

كما أشار إلى أن السجون في إسواتيني تُعاني أصلا من الاكتظاظ، إذ تعمل بنسبة تفوق 170% من طاقتها.

وهددت بعض منظمات المجتمع المدني باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة بسبب قبولها المُرحلين، معتبرة أن هذا يُخالف القوانين المحلية، بما فيها "قانون خدمات الإصلاح".

ما الأسئلة المطروحة حول الاتفاق؟

قال المحلل كريس أوجونموديدي إن الاتفاق يُثير العديد من التساؤلات: ما الأساس القانوني للترحيل؟ وهل تم إبلاغ المُرحلين ومنحهم حق الاتصال القنصلي؟ ما مدة احتجازهم؟ وما شروط الاتفاق؟ وأضاف أن دولا مثل إسواتيني وجنوب السودان "لا تملك وزنا جيوسياسيا، وذلك يجعلها أكثر قابلية للضغوط الأميركية".

ما رد حكومة إسواتيني؟

قالت مدلولي في بيان رسمي إن الحكومة تؤكد لشعب المملكة أن وصول المُرحلين الخمسة "لا يُشكل تهديدا أمنيا".

وأضافت أنهم سيُحتجزون في وحدات معزولة داخل منشآت إصلاحية، مشيرة إلى أن المشاورات الثنائية مع البيت الأبيض شملت "تقييمات صارمة للمخاطر، واعتبارات دقيقة تتعلق بسلامة المواطنين".

ما الدول الأفريقية الأخرى التي يسعى ترامب للتفاوض معها؟

إضافة إلى إسواتيني وجنوب السودان، أجرى ترامب مناقشات مع قادة ليبيريا، والسنغال، وغينيا-بيساو، وموريتانيا، والغابون خلال قمة عقدت هذا الشهر في البيت الأبيض. تناولت المحادثات قضايا الهجرة، بما فيها ترحيل رعايا دول ثالثة.

إعلان

وصرح توم هومان، مستشار الحدود في إدارة ترامب، بأن الإدارة تسعى إلى عقد اتفاقيات مع "دول عدة" لاستقبال المُرحلين، مضيفًا "إذا كان هناك تهديد للأمن القومي، فلن نسمح لهم بالتجول في شوارعنا".

وأكدت رواندا أنها في محادثات مع إدارة ترامب لعقد اتفاق مماثل، في حين رفضت نيجيريا الضغوط الأميركية بهذا الشأن.

ترامب بحث مع عدد من الزعماء الأفارقة مسألة استقبال المرحلين (أسوشيتد برس)ما الدول الأخرى التي نظرت في سياسة الترحيل إلى "دول ثالثة"؟

المملكة المتحدة

درست بريطانيا هذه السياسة ضمن جهودها للحد من الهجرة غير النظامية، وأبرمت اتفاقا مع رواندا عام 2022 لترحيل طالبي اللجوء مقابل 370 مليون جنيه إسترليني. لكن المحكمة العليا البريطانية أبطلت الاتفاق عام 2023 بسبب "انتهاكه لحقوق الإنسان".

وفي محاولة لإعادة إحيائه، أقرت الحكومة "قانون أمان رواندا" عام 2024. وبعد فوز حزب العمال في انتخابات يوليو/تموز 2024، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر إنهاء الخطة، إلا أنه صرح في مايو/أيار الماضي بأنه يُجري محادثات مع دول عديدة بشأن إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين غير النظاميين.

إسرائيل

بين 2013 و2018، طبقت إسرائيل سياسة مشابهة لترحيل طالبي لجوء أفارقة إلى دول مثل رواندا وأوغندا، مقابل 3500 دولار لكل من وافق على المغادرة.

لكن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت الخطة عام 2018، معتبرة أن الخطة تنتهك ما سمته التزامات تل أبيب بموجب اتفاقية اللاجئين.

وخلص المحلل أوجونموديدي إلى أن هذه السياسات تُمثل "تفويض مشكلة الهجرة لطرف خارجي"، مضيفا أن الولايات المتحدة اليوم "تستخدم سياسة العصا والجزرة لإجبار الدول على الرضوخ لمطالبها".

مقالات مشابهة

  • تعليمات عاجلة من التعليم بشأن صرف الكتب المدرسية للمدارس الخاصة
  • هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟
  • ”التعليم“ و”منشآت“ تطلقان مبادرة لتأجير ملاعب ومسارح المدارس الخاصة مساءً - عاجل
  • "التعليم" تقر آلية التكليف عن بُعد لسد نقص الحصص بين المدارس
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • "التعليم" تقر آلية التكليف عن بُعد لسد نقص الحصص بين المدارس - عاجل
  • التعليم: تأجير مرافق المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام لتعزيز الاستفادة
  • وزارة الأوقاف تطلق برنامج "حكاية" لتعزيز الهوية الإسلامية لدى النشء
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة