سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
أصدر قاض بريطاني، أمس الأربعاء، بحقّ رجل دِين بمحاولتي قتل لإضرامه النار عمداً برجلين مسنّين بعد وقت قصير على مغادرتهما مسجدين في بريطانيا قراراً قضى باحتجازه في مستشفى لأجل غير مسمّى.
وكان محمد أبكر، من إدغباستون في برمنغهام بوسط بريطانيا، قد أضرم النار عمداً في هاشي أودوا (82 عاماً) ومحمد رياض (70 عاماً) في فبراير ومارس توالياً من العام الماضي.
ودانت محكمة برمنغهام كراون أبكر، وهو سوداني الأصل، بتهمتي محاولة قتل العام الماضي.
وقال القاضي ملبورن إنمان لأبكر الذي يعاني من انفصام الشخصية، ويعتقد أنه يخضع لسيطرة أشخاص ممسوسين بأرواح شريرة: “لقد ألقيت البنزين على ضحيتيك ثم أشعلت النار فيهما.. كان الهجومان مروّعين”.
وأضاف القاضي بينما كان أبكر يشاهد الإجراءات عبر الفيديو من مستشفى آشوورث شديد الحراسة في شمال غربي بريطانيا: “اختيار الضحيتين في هذه القضية تمّ بشكل عشوائي بدون أيّ وجهة نظر عقلانية”.
وتابع: “ومع ذلك، فأنت كنت تعتقد بصدق أن كلّ واحد منهما كان من أولئك الذين يحاولون السيطرة عليك”.
واختتم قائلاً “أنا مقتنع تماماً بأنك ارتكبت هاتين الجريمتين في وقت كنت تعاني فيه من مرض عقلي حادّ”.
وقام أبكر برشّ البنزين على الرجلين بالقرب من مسجدين حيث كانا يصليان ثم أشعل النار فيهما.
ووقعت الهجمات في غرب لندن في 27 فبراير وبرمنغهام في 20 مارس. وعولج أودوا الذي تعرض للهجوم في لندن من حروق شديدة في وجهه وذراعيه، بينما كانت إصابة رياض خطيرة.
وقال الادعاء العام إنه لا يوجد دليل على أن أبكر (29 عاماً) كانت لديه دوافع أيديولوجية معينة لذلك لم يتم التعامل مع الحوادث على أنها هجمات إرهابية.
وحكم على أبكر في محكمة برمنغهام كراون بالبقاء في المستشفى، مما يعني أنه لا يمكن إطلاق سراحه من دون موافقة وزراء الحكومة البريطانية. وهو يحتاج إلى علاج لما وصفه القاضي الذي أصدر الحكم بأنه “مرض عقلي خطير”.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لحظة الاتفاق على وقف إطلاق النار
وَصَلَ الوضع في قطاع غزة إلى النقطة التي تحتم وقف إطلاق النار، من جانب نتنياهو، كما من جانب ترامب. وأصبح تقدير الموقف شديد الأهمية، بالنسبة إلى المفاوض الفلسطيني، من حيث شعوره بقدرته، في الردّ على أيّ اتفاق يعرضه الأمريكي، أو في الأصح ترامب نفسه.
هنا يجب أن يشدّد على أن نتنياهو، هو الذي يواجه المأزق الخائن، بالرغم مما يحاول أن يبديه من إصرار على مواصلة الحرب، وكذلك، أن ترامب في مأزق، يلحّ عليه، أن يوقف الحرب في أسرع ما يمكن.
لهذا فإن قدرة حماس على أن ترفض، القبول بأيّ اتفاق لا ينسجم مع ما حدّدته، من حدود لوقف إطلاق النار. وما ينبغي، لقسوة الضغوط الممارَسة، في تجويع الشعب، ورفع مستويات جريمة الإبادة ضدّه، أن يفرضا عليها، في هذه المعادلة، أن تقبل بشروط، تراها مدمّرة للشعب والمقاومة، والقضية الفلسطينية.
صحيح أن ما يتعرّض له المدنيون في غزة، من تجويع وجرائم إبادة، فوق تحمّل البشر، ويجب ان يوقف فوراً. ولكن يجب أن يحسم بأن المسؤول الوحيد عنه، والمحاسَب الوحيد عليه، هو نتنياهو. أو من يغطيه، أو يدعمه. ومن ثم فإن عدم الرضوخ في هذه اللحظات القليلة الباقية، للابتزاز الذي تتعرّض له حماس وبقية قوى المقاومة، كما الشعب، والرأي العام، هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تعالَج المفاوضات بموجبه.
يكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.وهو موقف لا يستند إلى عدالته فحسب، ولا إلى تحميل مسؤولية الجرائم لنتنياهو فحسب، وإنما أيضاً إلى أن ميزان القوى في مصلحة المقاومة، في هذه اللحظات، أكثر منه في مصلحة نتنياهو، أو ترامب.
ويكفي ملاحظة سرعة التطوّرات الأخيرة في الموقف الأوروبي والرأي العام، وحتى الارتباك الأمريكي الشديد، والمعارضة المتصاعدة، للإطاحة بنتنياهو داخلياً، للتأكد من أن ترامب، هو الذي عليه أن يتراجع خطوة، ليعود إلى الاتفاق الذي وافقت عليه حماس، مع مبعوثه ويتكوف، قبل المشروع المفبرك الأخير.
الذين يعتبرون أن رفض حماس لمشروع ويتكوف الأخير، يحرجها، حتى لو قال ترامب بأنها المسؤولة، يخطئون في تقدير الموقف، لأن استمرار القتال، والجرائم لأيام أخرى، سيزيد من عزلة نتنياهو، وحرج ترامب.
ففي كل الأحوال، إن المعركة السياسية في هذه الجولة من الحرب كسبتها حماس، وخسرها نتنياهو. وهو تطوّر يفرض اتفاقاً، تقبل به حماس، وليس اتفاقاً لُفِّقَ في اللحظة الأخيرة.
بل إن عدم الرفض السريع، لخطة ويتكوف الأخيرة، من قِبَل حماس ومواجهتها بضرورة تعديلها، شكّل الموقف الصحيح الذي سيفرض على ترامب التراجع.
إنها لحظة عضّ أصابع، فالذي يصرخ أولاً، يجب أن يكون نتنياهو. وفي كل الأحوال، دخل الوضع في غزة، مرحلة ستكون في مصلحة المقاومة، كما الوضع العام إقليمياً وعالمياً. وذلك مهما كان الاتفاق، رضِيَ من رضِي، وغضب من غضب.