تزايدت التوترات بين إسرائيل وإيران عقب ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في مطلع أبريل الجاري ونسب ذلك لإسرائيل، وهو ما ردت عليه إيران بهجوم على الدولة العبرية قبل أيام.

ونقلت وسائل إعلام أمريكيّة، مساء الخميس، عن مسئول أمريكي قوله إنّ إسرائيل شنّت ضربة ضدّ إيران ردًّا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها في نهاية الأسبوع الفائت.

الهجوم على أصفهان

وقال مسئولون أمريكيون إن إسرائيل وجهت ضربة صاروخية لإيران ليلة الجمعة.

يأتي ذلك بعد أسابيع من تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وقع خلالها هجومٌ إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، لتردّ إيران بهجوم مباشر غير مسبوق على إسرائيل.

ونشرت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مقطع فيديو لمنشأة نووية في أصفهان، لا تظهر فيه أي دلائل على التعرّض لهجوم.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وقوع أضرار بمنشآت إيران النووية.

تقع محافظة أصفهان على مساحة واسعة في قلب إيران، وتكتسب المحافظة اسمها من اسم أكبر مدينة فيها. 

وتضم أصفهان بنية تحتية عسكرية إيرانية هامة، بينها قاعدة جوية كبرى، ومجمع كبير لإنتاج الصواريخ، فضلا عن العديد من المنشآت النووية.

وأشار التلفزيون الرسمي اللإيراني إلى أن "متسللين" أرسلوا طائرات مسيرة صغيرة من داخل البلاد أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها "متسللون من داخل إيران".

وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلمة صباح الجمعة لم يتطرق فيها إلى الانفجارات التي سمع دويها في وسط البلاد ولم تربطها السلطات بالتوتر مع إسرائيل.

وتحدث رئيسي أمام مئات الأشخاص الذين تجمعوا في مدينة دامغان (شمال شرق) باقتضاب عن الوضع الدولي المتوتر في الشرق الأوسط بعد الهجمات غير المسبوقة بمسيرات وصواريخ إيرانية على إسرائيل.

ولم يشر الرئيس إلى الانفجارات التي سُمع دويها بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد، وقال مسئولون أمريكيون إنها هجوم إسرائيلي.

وضغطت واشنطن وقوى عالمية أخرى على إسرائيل لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقا .

ودعت الدول في جميع أنحاء العالم الجمعة الجانبين إلى تجنب المزيد من التصعيد.

واعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن تقليل وسائل إعلام ومسئولون إيرانيون من حجم الهجوم عندما أشاروا إلى أنه هجوم من قبل "متسللين"، وليس من قبل إسرائيل، مما يتجنب الحاجة إلى الانتقام، وهو ما بين رغبتهم في إيقاف "دورة الردود الإنتقامية" بين إيران وإسرائيل.

وقالت “نيويورك تايمز” إن رد الفعل الخافت بعد الضربة الإسرائيلية من كلا البلدين يشير إلى أنهما يريدان تخفيف التوترات.

الهجوم على العراق  

وأفادت خلية الإعلام الأمني في العراق، بحدوث انفجار وحريق داخل معسكر “كالسو” شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، الجمعة، مما أدى إلى مقتل أحد منتسبي الهيئة وإصابة 8 آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة.

وورد في بيان الجيش وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية: “في الساعة (0100) الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، حدث انفجار وحريق داخل (معسكر كالسو) شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين من بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة”.

وتابع الجيش في بيانه: “أبطال الدفاع المدني في بابل والجهات الساندة، بذلوا جهوداً كبيرة وإجراءات سريعة وتعزيزات منعت امتداد الحريق لمسافات أبعد وتمكنت من السيطرة عليه بوقت قياسي.. وتم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث”.

وأضاف: “من خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل، فيما أكد تقرير قيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار”.

وأكّد مسئول في وزارة الداخليّة العراقية من جهته، أنّ الانفجار استهدف “مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي”، مضيفا أنّ “الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات”.

ويأتي هذا الانفجار الذي شهده العراق ولم تتبنّه أيّ جهة على الفور، في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات حرب إسرائيل في غزة.

كما يأتي بعد نحو يوم من وقوع انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران، حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، دون أن تتّهم إسرائيل مباشرة بالوقوف وراءها، كما لم يصدر تعليق من إسرائيل على الهجوم.

ووقع ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل ردا على استهداف مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أول أبريل الجاري.

وتحدثت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن انفجارات متزامنة في أصفهان بإيران والسويداء بسوريا وبغداد وبابل في العراق.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) بعدم وقوع "أضرار كبيرة" في إيران، بعد التقارير عن سماع دويّ انفجارات قرب مدينة أصفهان (وسط) فجر الجمعة.

وذكرت الوكالة: "بعد تفعيل الدفاع الجوي في بعض مناطق البلاد، تُشير التقارير إلى عدم وجود أضرار بالغة أو انفجارات كبيرة ناجمة عن تأثير أيّ تهديد جوّي".

وأضافت الوكالة أنه في محافظة أصفهان بوسط البلاد، حيث سمع دوي الانفجارات، فإن "المنشآت المهمة، وخاصة المنشآت النووية، آمنة تماما ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث هناك".

وبحسب وكالة "تسنيم"، نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقارير حول أنّ هذه الهيئة التي يرأسها رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة إبراهيم رئيسي قد عقدت اجتماعا طارئا الجمعة عقب سماع دويّ الانفجارات.

وكانت إسرائيل قد توعدت بالرد بعد شن إيران هجوما بمئات الصواريخ والمسيرات على الدولة العبرية نهاية الأسبوع الماضي اعتُرضت غالبيتها.

وجاء الهجوم الإيراني عقب ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ونُسبت لإسرائيل.

وسبق طهران أن توعدت برد قاسٍ على الغارة الجوية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا، من بينهم سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وستة مواطنين سوريين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القنصلیة الإیرانیة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقية؟

أثار العثور على خزنة ذكية في أحد شوارع مدينة الكاظمية شمال بغداد، تحتوي على 38 سوارا ذهبيا و8 سلاسل ذهبية و66 ألف دولار، تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي، في حادثة استثنائية نادرا ما تتكرر.

وتطورت الأحداث بسرعة عندما أبلغ المواطنون السلطات عن الخزنة المشبوهة، فحضرت مديرية مكافحة المتفجرات وتمكنت من فتحها لتكشف عن المحتويات المذهلة.

وبحسب تحقيقات وزارة الداخلية العراقية، تبيّن أن الخزنة مسروقة من منزل أحد المواطنين في المنطقة، وتم تسليم جميع المضبوطات لمكتب مكافحة إجرام الكاظمية.

وانقسمت ردود الأفعال وفقا لحلقة (2025/8/11) من برنامج "شبكات" بين الدهشة والتحليل المنطقي للحادثة، إذ اتفق معظم المعلقين على أن الخزنة مسروقة وأن السارق تخلص منها لأسباب مختلفة.

تحليلات الحادثة

وفي إطار التحليلات المنطقية للحادثة، علق المغرد رياض بتحليل منطقي للحادثة قائلا: "هذا حرامي البيت وبنفس الوقت غشيم مصلحة يعني أخذهن وتورط بيها بعد محاولات من فك رموزها وقرر يخلص منها حتى لا ينكشف أمره".

في حين عبّر الناشط حسام عن الجانب الحالم في القصة قائلا: "حلم كل العراقيين كون أمشي وألقى قاصه (خزانة) بيها فلوس وذهب".

من جانبه، سلّط صاحب الحساب كولر الضوء على وضع المالك الأصلي قائلا: "هسه صاحبهن ما يكدر (لا يستطيع) يطالب بيهن يخاف لا يكولوله (لا يقولوا له) من أين لك هذا".

واتفق الناشط بهاء مع التفسير السائد للحادثة قائلا: "أكيد مسروقة وفشل في إيصالها إلى مكان آمن بالنسبة للسارق".

وتشير هذه الحادثة -بحسب تقارير- إلى تحسن في الوضع الأمني العراقي، حيث تؤكد التقارير انخفاض معدل جرائم سرقة المنازل والسيارات في العراق خلال عام 2024 بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق، مع تسجيل 8 آلاف حالة فقط.

11/8/2025-|آخر تحديث: 21:16 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقية؟
  • إسرائيل تكثف قصف غزة بعد تهديد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • إسرائيل تكثف قصفها على مدينة غزة بعد توعد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • معهد غربي يتحدث عن علاقة بين الانتخابات والجفاف بالعراق
  • أنس الشريف ومحمد قريقع| إسرائيل تواصل استهداف الصحفيين في غزة.. وهذه لحظاتهما الأخيرة
  • حبس السائق المتسبب فى حادث الشاطبى بالإسكندرية والتحفظ على السيارة
  • وفاة 2 وإصابة 7.. ضبط سائق سيارة المتسبب في حادث كورنيش الشاطبي
  • القبض على السائق المتسبب فى حادث الشاطبى
  • ضغوط متزايدة على إسرائيل لوقف الهجوم المرتقب على قطاع غزة
  • غزة من الهجوم إلى الاحتلال| خطة شريرة ضد القطاع المحاصر.. وخبير يكشف جرائم إسرائيل