الإمارات تعيد تشكيل مفاهيم العمل وقيم العيش المشترك عالمياً
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
أضحت دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً يحتذى إقليمياً و عالمياً، برؤيتها الاستباقية ونموذجها التنموي والاقتصادي المتفرد، ومساهماتها غير المسبوقة في تعزيز التعاون الدولي والتعايش بين الأمم والشعوب، ومبادئ حسن الجوار، ما مكّنها من الإسهام الفعّال في صياغة تفاهمات محورية، ومبادرات مؤثرة إقليمياً ودولياً، وأن تحظى بمكانة عالمية مرموقة، ما عزز صدقيتها والثقة بدورها الإيجابي المؤثر بمختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
ولعل من أبرز المجالات التي تركت دولة الإمارات بصمتها المتميزة فيه، الإسهام في إعادة تشكيل مفاهيم العمل، وقيم العيش المشترك عالمياً. ويأتي نجاحها على هذا الصعيد، من منطلق إيمانها بأن الإنسان هو الهدف والمحور، بل الغاية من وراء النهضة والتقدم، لتركز على راحته وإسعاده، عبر توفير كل مستلزمات الارتقاء به لتأهيله، لينهض بمسؤولياته على أكمل وجه، للمشاركة في مسيرة البناء والرخاء.
وبدعم القيادة الرشيدة ورؤيتها، أصبحت الإمارات حاضنة للعمالة الماهرة ورأس المال البشري، من أصحاب المواهب في القطاعات الحيوية والاقتصادية المهمة، لما تتمتّع به من سياسات وتشريعات عمالية مرنة، ما أتاح لقطاع العمل، بناء منظومة بشرية في مختلف التخصصات والمجالات.
رصيد حافل
وعززت الإمارات رصيدها من الإنجازات في هذا المجال؛ وأكدت دراسة أصدرها «مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية» (MenaCC) أن الإمارات أفضل بيئة للعيش والرفاه في العالم العربي، بفضل المميزات المتوافرة فيها.
وأوضحت الدراسة أن هناك عوامل عدة ساعدت الإمارات على تبوّؤ موقع الصدارة العربية، في هذا الصدد، منها تصدرها مؤشرات الدولة الحديثة والعصرية، التي تستجيب لتطلعات جيل المستقبل، عن طريق زيادة الوعي بالهُويّة الوطنية والاحتفاء بها، وتعزيز إنتاج المحتوى الثقافي المحلي واستهلاكه. فضلاً عن تعزيز ثقافة المسؤولية والمشاركة لجميع شرائح المجتمع.
وصنّفت الدراسة الإمارات بأنها أكثر البلدان العربية تحقيقاً لمقومات بيئة الغد المثالية، من منطلق تطبيقها استراتيجيات فعّالة، تجسد تصوراً لمجتمع حيوي نابض بالحياة، تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية، يحفظ التوازن بين البيئة والإنسان، ما ينعكس جلياً على حياة المواطن والمقيم والزائر.
دولة الرخاء والازدهار
وتمكّنت الإمارات من البروز في واجهة المشهدين العالمي والإقليمي، بعدما حلّت في مقدمة دول مجلس التعاون الخليجي، وتصدرها المركز الأول عربياً، و44 عالمياً، على «مؤشر الرخاء والازدهار العالمي» لعام 2023، التابع لمعهد «ليغاتوم».
وتحرص الامارات على توفير البيئة الملائمة لاستقطاب الكفاءات العالمية في سوق العمل، ودعم القطاع الخاص، لأداء دوره الحيوي في التنمية الوطنية.
ويصنف المعهد ومقره المملكة المتحدة، 167 دولة، ويقيس معايير عدة،أهمها مدى جودة الاقتصاد، وسهولة ممارسة الأعمال، وتحقيق الأمن والأمان والرعاية الصحية والتعليم، وبيئة الأعمال والحوكمة وكذلك الحريات الشخصية.
الأولى عربياً
والإمارات مؤثّر مهم في المشهد الدولي اقتصادياً، وبرزت ريادتها بوصفها وجهة عالمية للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، في ظل انطلاقها نحو مرحلة جديدة تواصل بها رعاية الإنسان، وتوفير سبل راحته وسعادته.
وتصدرت دولة الإمارات، المرتبة الأولي عربياً في مؤشر العمل العالمي 2024، حسب التقرير الصادر عن شركة الاستشارات العالمية «وايتشيلد» الذي أوضح أن الإمارات، سجلت أعلى معدل لمرونة أسواق العمل في المنطقة العربية، بفضل قوانينها الضريبية المرنة والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين.
وسبق أن أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين، تصدر الإمارات خمسة من المؤشرات العالمية المتعلقة بسوق العمل، والصادرة عن جهات ومؤسسات عالمية، في إنجاز يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدولة، لترسيخ ريادتها نموذجاً تنموياً رائداً عالمياً.
وعززت الإمارات مكانتها وجاذبيتها العالمية، وجاءت في المرتبة الأولى إقليمياً، وال22 عالمياً، بحسب النسخة السنوية العاشرة لمؤشر تنافسية المواهب العالمية 2023، الصادر عن كلية «إنسياد» العالمية لإدارة الأعمال. وتبوّأت المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات تنافسية عدة، وسجلت زيادة في القوى العاملة بنسبة 11.43% على عام 2022.
نحو الأفضل
ودائما تتطلع الإمارات نحو الأفضل عبر تبنّي خطط متسارعة تهدف إلى جعل الدولة من بين الوجهات العالمية للمستثمرين والشركات، وإنشاء تجمّعات اقتصادية متخصّصة، وبناء منظومة ابتكار حيوية تعتمد على القطاع الخاص.
وينظر العالم للإمارات بوصفها وجهةً مثاليةً للعيش والعمل والاستثمار، للأفراد والشركات، وتطبيقها لوائح تنظيمية مدروسة بدقة، تماثل أفضل المعايير الدولية المطبقة عالمياً.
ولا تكتفي الإمارات بصدارتها الإقليمية في تبنّي أفضل الممارسات في حوكمة الشركات، ترسيخاً لقيم الشفافية، بل تواصل مسعاها لبلوغ ذلك بتعزيز الإطار التنظيمي، بما يلبّي الحاجة إلى ترسيخ حمايتها لحقوق المستثمرين.
قفزة نوعية
ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب قفزة نوعية، في شفافية الأعمال، كون الإمارات الأولى عالمياً، في إصدار تشريع متكامل لحوكمة الشركات العائلية، بعدما دخل قانون حوكمة مجالس الإدارة حيّز التنفيذ في يناير 2023، اتحادياً.
من أسعد شعوب العالم
ويطمح كثير من الناس في العالم، للعمل في مكان يقدم لهم مستوى معيشة مميزاً، عبر تركيزه على الرفاهية في جميع المجالات، بما فيها القطاعات الاقتصادية والرقمية والصحية والتعليمية، وسوق العمل والبنية التحتية والمساواة بين الجنسين.
وفي أحدث نسخة من "تقرير السعادة العالمي" الذي يقيس الدعم الاجتماعي والدخل والصحة والحرية، وغياب الفساد، لتحديد السعادة الوطنية في 137 دولة، حلت الإمارات في المركز الثاني عربياً وال22 عالمياً.
وتعي الإمارات، منذ بدايات التأسيس أهمية توفير حياة عالية الجودة، لأبناء شعبها وأجياله المقبلة، والمقيمين على أرضها. وتدرك أن ذلك عامل جوهري لتعزيز رفاه الجميع، وجعل الدولة وجهة عالمية جاذبة، توفر أفضل مستويات الحياة، خصوصاً للأسر، شاملاً مجالات رئيسة، كالتعليم والرعاية الصحية والترفيه والثقافة والبيئة والسلامة العامة.
وتشتهر الإمارات بجودة الحياة،وتعدّ في هذا المجال نموذجاً يحتذى فيما تقدمه لمواطنيها وللمقيمين على أرضها، من أجل الارتقاء بجودة الحياة والمعيشة، لتكون بين أفضل دول العالم.
وأفصحت منصة «إنترنيشنز» عن قائمة أفضل الدول في العالم، بناء على جودة الحياة، وجاءت الإمارات ضمن الخمسة الكبار، والدولة الشرق أوسطية الوحيدة، ضمن قائمة أفضل 5 دول للمغتربين، وواحداً من أفضل البلدان أمناً وأماناً وجودة حياة.
الأفضل عالميا للزيارة
وتشهد الإمارات عصراً جديداً في صناعة السياحة والترفيه، خاصة بعد إطلاقها الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 التي تستهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني، إلى 450 مليار درهم، بحلول عام 2031 وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية.
وتواصل دولة الإمارات النابضة بالحياة والازدهار، برؤية القيادة الرشيدة، مسيرة التألق والتقدم على في السياحة والأعمال، بعدما أحرزت المركز العاشر عالمياً، ضمن 30 دولة، طبقاً لتصنيف مجلة «سي أي أو ورلد» الأمريكية، فيما يخصّ الدول التي تستحق الزيارة، ولو مرة واحدة على الأقل ضمن ترشيحات العام الجاري. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات تواصل استجابتها الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة
خالد عبدالرحمن، عبد الله أبو ضيف، أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الاستجابة الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة، سعياً لتخفيف وطأة الأوضاع الكارثية هناك.
وضمن هذه الرسالة الإنسانية الراسخة، أرسلت دولة الإمارات أكثر من 78122 طناً من الإمدادات الإغاثية العاجلة، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
كما قدمت دعماً إغاثياً بقيمة تجاوزت 1.5 مليار دولار أميركي، حيث تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعماً لغزة، وفقاً لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
كما استقبلت 2630 مريضاً ومصاباً مع مرافقيهم، بينهم مرضى سرطان، تم إجلاؤهم إلى الإمارات عبر 25 رحلة جوية لتلقي الرعاية العلاجية في مستشفياتها.
وقدم المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح والمستشفى العائم في مدينة العريش المصرية، أكثر من 72 ألف خدمة طبية لأهالي القطاع.
حملة تطعيم
نفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني جالون مياه يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين.
كما تم تشغيل 30 مخبزاً آلياً ويدوياً لإنتاج الخبز يومياً، إضافة إلى 30 مخبزاً مجتمعياً وتكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يومياً لنحو 100 ألف شخص.
وتُبرز هذه الجهود التزام الدولة بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في أوقات الحاجة، وستواصل تقديم هذا الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
خبراء لـ«الاتحاد»: الإمارات لا تدخر جهداً لإيصال المساعدات إلى القطاع
أوضح أحمد حسني، المتحدث باسم حركة «فتح» في قطاع غزة، أن دولة الإمارات لا تدخر جهداً في البحث عن حلول لإيصال المساعدات إلى أهالي غزة رغم الحصار الشديد المفروض على القطاع، مشيداً بدورها المحوري في الحد من الأزمة الإنسانية بشتى الوسائل.
وذكر حسني، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن الإمارات اعتمدت، عبر مبادرات مثل «الفارس الشهم» و«طيور الخير»، على الإسقاط الجوي، بالإضافة إلى استخدام المعابر البرية، وقد تبعتها في ذلك مصر والأردن ودول أخرى، مشيراً إلى استمرارية عمليات الإمداد منذ نوفمبر 2023، عبر مئات القوافل والطائرات والسفن، مما يمثل شريان حياة لمئات الآلاف من الأسر الفلسطينية، في ظل الحصار غير المسبوق، وعمليات التجويع الممنهجة.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لاقت ترحيباً واسعاً من أهالي غزة الذين وجدوا في الإمارات سنداً عربياً حقيقياً، موضحاً أن الشهادات التي نقلها سكان القطاع تؤكد حجم الدور الإماراتي في سد الفجوة الإنسانية، خاصة مع تعطل أو تأخر المساعدات من جهات أخرى.
ونوه حسني بأن الإمارات قدمت مثالاً فريداً للإغاثة الفعالة، حيث شكلت مساعداتها ما يقارب نصف حجم المساعدات الدولية الموجهة إلى غزة، بفضل حراك دبلوماسي فاعل قادته مع جهات دولية، مما أسهم في تجاوز العوائق الأمنية والسياسية.
نموذج بارز
أكد حابس الشروف، مدير مركز أبحاث الأمن القومي الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني يثمن عالياً كل جهد عربي أو إسلامي في تقديم العون، سواء قبل أو بعد السابع من أكتوبر 2023.
وبيّن الشروف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المساعدات الإماراتية مثلت نموذجاً بارزاً للدعم المستمر، من خلال مبادرة «الفارس الشهم 3» التي أسست مستشفيات ميدانية، وقدمت الرعاية الصحية داخل غزة وفي الإمارات، حيث لا يزال عدد من الجرحى يتلقون العلاج في مستشفيات الدولة.
وأشار إلى أن عمليات الإسقاط الجوي التي نفذتها الإمارات أسهمت بشكل كبير في التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية، عبر إسقاط آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، مؤكداً أن المساعدات الجوية عززت الاستجابة الإنسانية، خاصة بالتنسيق مع دول أخرى، مثل الأردن، مما وسع نطاق التأثير الإنساني، وكرس أهمية التعاون الدولي.
وشدد الشروف على ضرورة تطوير آلية تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي، نظراً للتحديات اللوجستية التي تواجهها، مثل سقوط الشحنات في مناطق القتال أو في البحر، وصعوبة وصول السكان إليها.