تدخل الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة غضب النساء الذي لم يعد متوقفاً على من حولهن فقط. فقد طور مجموعة من المبرمجين تطبيقا جديدا يستخدم الذكاء الاصطناعي، لجعل المستخدمين يمرون بتجربة مواجهة سيدة غاضبة، بعد تعليمهم كيفية احتواء غضب النساء.

وتتمثل الخدمة الجديدة، التي تسمى" AngryGF"، في تطبيق جديد يمكن للمستخدم الحصول من خلاله على تجربة الوقوف في وجه امرأة غاضبة في مواقف مختلفة، مثل التأخر عن موعد للعشاء، أو الاختلاف على بعض الموضوعات.



بدورها، أوضحت إيميليا أفايلز، أحد مطوري الخدمة الجديدة، أن "هدف التطبيق يعتمد في الأساس على تعليم المستخدمين بعض مهارات التواصل، لاستخدامها في تهدئة نموذج محاكاة السيدة الغاضبة، واستخدام مختلف الطرق لاحتوائها".

وأضافت أن "التطبيق يستخدم نموذج GPT-4 الذكي، من تطوير شركة OpenAI، لفهم وإدراك لدى النموذج الذكي للمواقف المعدة مسبقاً، وبمجرد اختيار المستخدم لأحدها، سيبدأ النموذج الذكي في تحليل ردوده المختلفة، للتأكد من مدى قدرته على إقناع المرأة الغاضبة وامتصاص غضبها".

كما لفتت إلى أن "الخدمة تستخدم شريطاً، يبدأ من الصفر ويصل إلى 100%، تعبيراً عن مستوى مسامحة المرأة الغاضبة للمستخدم، وذلك يتحدد بحسب درجة إقناع ردوده لها، والمستخدم لديه 10 فرص لتهدئة النموذج الغاضب، عبر رسائله وردوده التي يتبادلها في سياق الحوار".

وعن أساس المشروع كشفت خلال حوارها مع موقع "Wired"، أن "فكرة التطبيق في الأساس نابعة من تجربة عاطفية سابقة لها، حيث كان شريكها في العلاقة يفتقر إلى كيفية تهدئة غضبها والحوار معها".

وأشارت إلى أن "تطوير التطبيق اعتمد على فريق مكون من 10 إلى 20 شخصاً، ولكن لم يتم الرجوع خلال التطوير إلى أي مختص في شؤون العلاقات العاطفية".

يذكر أن الخدمة تتيح أيضاً بعض السيناريوهات والمواقف مجاناً، ولكن إذا أراد المستخدم تكرار المحاولة واستخدام الخدمة مرة أخرى في فترة قصيرة، أي في نفس اليوم مثلاً، فإن المستخدم سيحتاج إلى الاشتراك في الإصدار المدفوع.

وكي يتمكن المستخدم من الحصول على سيناريوهات مختلفة داخل التطبيق، سيحتاج إلى دفع اشتراك شهري 6.99 دولار.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

التزييف العميق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكثر ما يمكن أن يشكل خطرًا قويًا ومدمرًا هو التضليل، تزييف وعي الناس، وأكثر ما هو مؤسف أن يكون مصدره أو حلقة من حلقاته شخص محسوب على الوسط الثقافي، شخص نحسبه مفكرًا، قارئًا، واعيًا، لأن هذه الصفات تميزه عن بقية الناس، تصنع له مساحة من الثقة والصدق في القلوب، لكنه في الحقيقة مضلل.

قراءة الصفحات الرسمية لبعض الكتاب والمثقفين والشعراء، تشير إلى حالة من الاستسهال واللامبالاة، فيها تجري إعادة تدوير الأخبار الكاذبة والشائعات، تلاحظ أنه بسهولة يرص مجموعة من الأخبار المتداولة بعضها صحيح والآخر مزيف، يصنع ظاهرة ويعلق عليها بثقة بالغة، وتظهر انفعالاته من بين سطوره، وأسأل نفسي: هذا المثقف العظيم، لماذا لم يفتح صفحة جوجل ليقوم بعملية بحث بسيطة للتأكد من المصدر؟ هل تداوله بين الصفحات الافتراضية جعله يكتسب قوة الحقيقة؟.

هنا لا أتحدث عن الجمهور العادي، الذي يندفع وراء الحماس أو الفرح أو الغضب لمشاركة أي محتوى على فيسبوك دون التحقق من مصدره، لكنك أمام عدد من أدعياء الثقافة والشعر والكتابة والرواية، صفحاتهم مليئة بالأخبار الملفقة، فضلًا عن ترديد الشائعات، ليزيد من ترسيخ حالة الفوضى، فلا أهمية للتأكيد من الخبر أو الشائعة.

ولا يكتفي أن يكون الشخص مساعدًا في زيادة موجة الأخبار الكاذبة، والمعلومات الزائفة، بل يصل الأمر لأن يكون مصدرها ومنبعها.

كسل بعض المثقفين ليس وحده في هذا المشهد المخيف، إنما يتبعه بالضرورة الانجراف مع موجة الغوغائية، لا تقف لحظة، لا تفكر، لا تتأمل، فقط انجرف وتحدث مثلما يتحدث الجميع، لا تسمح لأحد أن يختلف معك، لا تعطه فرصة للتعبير عن رأيه، انجرف دون وعي، لن يرضى عنك أحد طالما لم تنجرف مع الغوغائية، لذا فإن فحص الأخبار، والتوقف قليلا من أجل التفكير، وعرقلة الغوغائية عندما تصل إليك، مطالب صعبة.

والأصعب ليس الكشف عن الحقائق في زمن التزييف، إنما انتقالنا لعصر الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتمتع بفهم وتوليد استجابات دقيقة ومناسبة للسياق، ويتيح قدرات إضافية وعالية من التزييف، يسميها الخبراء بالتزييف العميق.

الخبراء قالوا أيضا إن الحوادث التي وقعت مثل إجراء مكالمة بصوت الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو فيها الناخبين بولاية نيوهامشر الأمريكية لعدم التوجه للانتخابات التمهيدية وغيرها من حوادث الاحتيال والسرقة، مجرد بداية، والقادم سيكون أكثر وحشية.

فكرت كثيرًا، كيف تستغل الجماعات الإرهابية هذه التقنيات الحديثة، بإمكان أي جماعة أن تبث تسجيلا صوتيا ومرئيا لزعماء قُتلوا في معارك أو غارات جوية، لكنها تريد إيهام صفوف الجماعة أن زعيمها بخير، أو إيهام الخلايا النائمة في أماكن أخرى بأنه مازال حيًا، ويأمرونها بالمزيد من عمليات القتل والعنف، هذه أيضا مجرد بدايات هامشية.

وبالفعل، بثَّ تنظيم داعش الإرهابي مقطعًا مرئيًا، بعد أيام من هجومه على قاعة للموسيقى بالقرب من موسكو، مارس الماضي، لأحد عناصره المسلحين، يتحدث عن الحرب مع الدول التي تحارب الإسلام، وقالت تقارير إن هذا المقطع مزيف ومصنوع بطريقة الذكاء الاصطناعي، ما يعني أن الإرهاب بالفعل وصل للتقنية، أو بمعنى آخر التقنية جرى توصيلها له!

 أفكر كثيرًا، وأتساءل: ماذا سيفعل التزييف العميق في مجتمع يتسم عدد من مثقفيه بالكسل، وبعض نخبته بالوقوع تحت تأثير الغوغائية؟ مثقف يستثقل البحث حول حقيقة المعلومات التي ينشرها، كيف يفعل أمام التزييف العميق والاحتيال المفتوح؟

في حديث له حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، قال العالم الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التسبب في ارتكاب جريمة بجدية. آلاف المشجعين والمستخدمين له وقعوا على عرائض تدعو إلى وقف تطويره وتنظيمه؛ بسبب الأذى الكبير الذي يمكن أن يتسبب فيه، أفهم بسهولة لماذا يوجد قلق من الأذى المباشر الذي يسببه؟ فهو تقنية عجيبة للتشهير ونشر الأخبار الكاذبة، واستغلال سذاجة الناس الذين يميلون إلى الاعتقاد بأن هذه الأمور حقيقية. فالإساءة لسمعة الآخرين سهل جدا، يمكن تركيب صوت وصورة اصطناعيا لتقليدك ويقول شيئا مشينا، كيف يمكنك إيقاف ذلك؟!

في ظني، لا أحد يمكنه إيقاف ذلك، والحل وسط كسل التأكد من المعلومة، والأخبار الزائفة، والتزييف العميق الذي ندخل عصره بثقة زائدة تشبه سذاجة الحمار الذي فلت من قبضة الأسد مرتين، في الأولى قطع أذنه، والثانية قطع ذيله، وظن أنه في الأولى قطع الأذن من أجل إلباسه تاج ملك الغابة، وفي الثانية قطع ذيله لتسهيل جلوسه على كرسي العرش، لذا ذهب إليه في المرة الثالثة بنفس راضية، فلم يفلته الأسد وقضى عليه؛ حسبما تحكى لنا قصص "كليلة ودمنة".

والحل هو أن يتمتع الإنسان منا بعقل شكوكية، فلا يستسلم لأي متداول بسهولة، لا يضم المعلومات السائلة أمامه إلى خانة اليقينيات مرة واحدة، عليه أن يتذكر أنه أمام عالم مزيف، ومحكم في التزييف، ولن تستطيع التفريق بينه وبين الحقيقي، لأنه ولسخرية الواقع أصدق من الحقيقي أيضا.

مقالات مشابهة

  • إطلاق محاكي الذكاء الاصطناعي الأكثر قدرة
  • “كامب إيه آي”تعلن عن إطلاق محاكي الذكاء الاصطناعي الأكثر قدرة في العالم “مارس 5”
  • الإمارات تعتمد ميثاق تطوير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
  • الخدمة المدنية تدشن أدلة الخدمات لـ 15 وحدة خدمة عامة
  • بنك مسقط يطلق خدمة الدفع عن بعد "Tap‘N’Go" عبر الأجهزة والهواتف الذكيّة من "أندرويد"
  • التزييف العميق
  • الذكاء الاصطناعي يقصي أربع وظائف
  • وزارة الخدمة المدنية تدشن المجموعة الثانية من أدلة الخدمات لـ 15 وحدة خدمة عامة
  • وزير التعليم العالي: إنفاق 10 مليارات جنيه على مشروعات التحول الرقمي
  • الذكاء الاصطناعي يضيق خناق الحجاب على الإيرانيات