قال معهد أبحاث كندي إن أزمة الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر سلطت الضوء على اتجاه مثير للقلق بشأن التحديات التي تواجهها الدول الغربية.

 

وأضاف "المعهد الكندي للشؤون العالمية" في تقرير ترجم أبرز مضمونه للعربية "الموقع بوست" إن هجمات الحوثيين الأخيرة على السفن في البحر الأحمر سلطت الضوء على اتجاه مثير للقلق حيث يستغل الخصوم، بما في ذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية، التكنولوجيا المتاحة بسهولة لفرض تحديات كبيرة على الدول الغربية".

 

وتابع إن "المعدات التقليدية التي كانت فعالة ضد التقنيات القديمة قد تكون أقل أهمية في مواجهة هذه التهديدات الأحدث. وفي حين أنه من الضروري بالنسبة لقوات البحرية الملكية والقوات البحرية الغربية الأخرى تعزيز قدراتها على الاستجابة للجهات الفاعلة غير الحكومية".

 

وبحسب المعهد فإن الكلفة الرخيصة للأسلحة الهجومية للحوثيين والكلفة الباهظة للأنظمة الدفاعية البحرية الأمريكية والغربية عموماً كشف حجم المخاوف من إمكانية استنفاد مخزون صواريخ الدفاع الجوي على متن السفن بسرعة كبيرة جداً في أي صراع كبير مستقبلي.

 

وأكد التقرير أن النقص في المخزونات من الصواريخ الدفاعية البحرية الغربية سيؤدي إلى إلغاء القوات البحرية الغربية مواصلة مهامها العسكرية لأنها قد تصبح في أي لحظة غير قادرة على حماية نفسها بشكل كامل.

 

وأشار إلى أن التحالف الذي تقوده واشنطن ويضم عدة دول غربية ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أدى إلى خلق مخاوف من القدرات الدفاعية الجوية للقوى الغربية والتي تعرضت للاستنزاف خلال وقت قياسي وبالتالي جعل القطع الحربية التقليدية مكشوفة كلياً للصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.

 

ولفت إلى أن التحالف الأمريكي يواجه معضلة في مواجهة الهجمات من اليمن بسبب التكاليف العالية للأنظمة الدفاعية البحرية التابعة للتحالف الأمريكي والتي تستخدم بكثافة لمواجهة مجموعة من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية رخيصة الثمن.

 

وأردف المعهد الكندي "رغم ثمنها الرخيص إلا أن انظمة التسليح اليمنية مثل الطائرات المسيرة والزوارق المسيرة والغواصات المسيرة والصواريخ المجنحة والباليستية، تمثل تهديداً حقيقياً للسفن الحربية وقدرات الدفاع الجوي لديها التي لا يزال يعتمدها الغرب حتى اليوم منذ حقبة الحرب الباردة”.

 

ونوه إلى مخاوف من أن الصين وروسيا ستستفيدان من تجربة الحوثيين في مواجهة التحالف الأمريكي الذي فشل في استعادة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وايقاف التهديدات الحوثية.

 

وطبقا للتقرير فإن الأمر الأكثر خطورة هو أن تتجه الصين وروسيا مع تقدمهما التقني والتكنولوجي للاستفادة من التجربة في اليمن في ظل بقاء كندا والغرب معتمدين على أنظمة أسلحة بحرية تقليدية عالية الكلفة ما يستدعي إنتاج أنظمة دفاع بديلة تواكب الأنظمة الهجومية الرخيصة التي يستخدمها الحوثيون، مثل أنظمة دفاع تعتمد على الطاقة الموجهة أو الكهرومغناطيسية.

 

وقال إن جماعة الحوثي حققت نجاحًا كبيرًا في تعطيل الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، حيث اختارت العديد من السفن التجارية القيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول القرن الأفريقي بدلاً من المخاطرة بالسفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

 

وخلص المعهد الكندي إلى أن الدروس المستفادة من أزمة البحر الأحمر يمكن أن توجه أيضًا الاستراتيجيات ضد الخصوم المحتملين الآخرين. ومن خلال اكتساب فهم أعمق للتحديات العملياتية في الدفاع الجوي البحري التي تفرضها التكنولوجيات الأحدث، يستطيع الغرب الاستعداد بشكل أفضل للمواجهة مع القوى الكبرى مثل الصين في المحيط الهادئ أو روسيا في مناطق البلطيق وبحر الشمال. ولحسن الحظ، يمكن لـ RCN وحلفائها، من خلال التخطيط الدقيق، توقع الاستفادة من موجة جديدة من التقنيات الناشئة لتعزيز قدراتهم في الدفاع الجوي ومواجهة هذه التهديدات المتطورة بشكل أكثر فعالية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر فی البحر الأحمر الدفاع الجوی

إقرأ أيضاً:

حسن المهدي: تطوير ميناء العين السخنة سيجعله من أكبر موانئ البحر الأحمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور حسن المهدي، خبير هندسة الطرق، اهتمام الدولة المصرية بملف تطوير الموانئ البحرية، خاصة أن 90% من التجارة الدولية لمصر تتم عبر الموانئ البحرية، لذا كان لابد من تطويرها جميعا.

وأضاف المهدي خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية صدى البلد، أن تطوير ميناء السخنة من الملفات التي تعمل عليها وزارة النقل حاليا، ليكون من أكبر موانئ البحر الأحمر، حيث يشهد أعمال تطوير كبيرة وحجم إنجاز ضخم، متابعا “كميات الأرصفة بمشروع تطوير الميناء تتضمن 18 كم أرصفة، وأكثر من 200 شركة مصرية في الأعمال المختلفة من التكريك”.

وأوضح المهدي، أن مشروع تطوير ميناء السخنة يوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة للشباب، وتم تحقيق معدلات إنجاز قياسية ضمن أعمال التطوير، حيث يتم رفع الكفاءة بأقل تكلفة مالية، فضلا عن مسابقة الزمن لإنجاز العمل في أسرع وقت ممكن.  

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات عسكرية في البحر الأحمر
  • عاجل.. البحرية البريطانية تتلقى استغاثة من سفينة في البحر الأحمر
  • واشنطن تكشف زيف الحوثيين باستهداف آيزنهاور بالبحر الأحمر
  • عقوبات أوروبية على إيران بسبب دعمها للحوثيين بالصواريخ والمسيرات
  • أنشأ مقر قيادة في اليمن وجنَّد المرتزقة.. فيلق القدس يشرف على عمليات الحوثي في البحر الأحمر
  • حسن المهدي: تطوير ميناء العين السخنة سيجعله من أكبر موانئ البحر الأحمر
  • صنعاء تصعد هجماتها البحرية ومعركة “المتوسط” نحو الاحتدام
  • هل فضحت هجمات الحوثيين البحرية هشاشة الترسانة الإيرانية؟
  • إعلان الفائزين في تحديات McEliece للتشفير من معهد الابتكار التكنولوجي
  • وصول ثالث مدمرة فرنسية لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر