أقدمت السلطات البحرية الفرنسية على احتجاز الباخرة اليونانية "الفينيزيلوس"، التي استأجرتها الجزائر مؤخراً لتعزيز أسطولها البحري خلال موسم الاصطياف، في ظل الطلب المتزايد من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا.

خلفيات الاستئجار.. حاجة موسمية ملحة

استأجرت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين السفينة "الفينيزيلوس"، التي تعود ملكيتها إلى شركة يونانية، تحسبًا للضغط الكبير الذي تعرفه حركة النقل البحري في فترة الصيف، خاصة بين موانئ الجزائر وموانئ فرنسا وإسبانيا.

وتصل طاقة السفينة إلى أكثر من 2000 مسافر و750 مركبة، مما يجعلها أحد أكبر التعزيزات الموسمية التي راهنت عليها الجزائر لتفادي تكرار سيناريوهات التأخير والازدحام.

رست الباخرة في ميناء الجزائر العاصمة يوم 19 حزيران / يونيو 2025، لتبدأ أولى رحلاتها نحو مارسيليا في 22 من الشهر ذاته، حيث وصلت فعليًا إلى الميناء الفرنسي يوم 23 جوان، وكان من المقرر أن تغادره في اليوم التالي.

"مذكرة باريس" تدخل المشهد.. تفتيش دقيق واحتجاز مفاجئ

غير أن السفينة لم تغادر الميناء الفرنسي كما كان مخططًا، بعد أن خضعت لتفتيش صارم من قبل السلطات البحرية الفرنسية. ووفقًا لما أوردته صحيفة "Ouest-France" الفرنسية، فإن التفتيش جاء في إطار "مذكرة باريس"، وهي اتفاقية أوروبية تأسست عام 1982 بهدف توحيد معايير الرقابة على السفن وتعزيز السلامة البحرية.

وقد أسفر التفتيش عن كشف اختلالات تقنية على متن السفينة، واعتُبرت هذه الأعطاب سببًا كافيًا لمنعها من الإبحار مجددًا إلى حين استكمال عمليات الإصلاح اللازمة.

بُعد سياسي محتمل.. توتر العلاقات يلقي بظلاله

ما يُكسب هذا الإجراء الفرنسي بُعدًا مختلفًا، هو تزامنه مع فترة توتر غير معلن لكنه ملموس في العلاقات الجزائرية الفرنسية، والتي شهدت تعثرًا في عدة ملفات حساسة، أبرزها التعاون الأمني وملف الذاكرة وقضايا الهجرة. وقد قرأ بعض المتابعين توقيت التفتيش الصارم وقرار منع السفينة من الإبحار كخطوة لا تخلو من رسائل سياسية مبطّنة، خاصة وأن السفينة كانت تؤدي دورًا حيويًا في تسهيل تنقل الجالية الجزائرية.

ورغم أن فرنسا لم تصدر أي تصريح رسمي يربط الإجراء بالسياسة، إلا أن التشكيك في خلفيات القرار بات مطروحًا بقوة في الأوساط الإعلامية والشعبية الجزائرية، في ظل سجل طويل من الشد والجذب بين البلدين، ووجود سوابق سابقة اتُخذت فيها إجراءات تقنية لكنها حملت في طياتها دلالات سياسية.

رد المؤسسة الوطنية.. تطمينات رسمية

من جهتها، أصدرت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بيانًا رسميًا أكدت فيه أن عملية التفتيش كانت مبرمجة مسبقًا من قبل سلطات الميناء الفرنسي، وأن الملاحظات التقنية التي تم تسجيلها لا تمس بالسلامة الجوهرية للسفينة، بل تتعلق فقط بـ"تحيين تجهيزات فنية لتحسين الأداء".

وأضاف البيان: "نطمئن مسافرينا الكرام بأن هذا الإجراء لن يؤثر على برنامج رحلاتنا لموسم اصطياف 2025، ولا على جاهزية أسطولنا المسخر لخدمتكم".

وأشارت المؤسسة إلى أنها ستبقي الزبائن على اطلاع بمستجدات القضية، موفرة أرقامًا للتواصل والاستفسار.



تداعيات محتملة

القلق بات واضحًا في أوساط الجالية الجزائرية، التي تعتمد بشكل كبير على النقل البحري خلال الصيف، خاصة بعد الإقبال الكثيف على الرحلات القادمة من فرنسا. وكان يُعوَّل على "الفينيزيلوس" لتخفيف الضغط على الخط الرابط بين الجزائر ومارسيليا، وهو من أكثر الخطوط طلبًا في الفترة الصيفية.

وبينما أكدت المؤسسة الوطنية أن البرنامج لن يتأثر، إلا أن استمرار احتجاز السفينة لأيام إضافية قد يؤدي إلى إعادة برمجة بعض الرحلات أو تأجيلها، ما لم تُحل الإشكالية التقنية في وقت قياسي.

جدير بالذكر أن مذكرة باريس تُعد إحدى أكثر أدوات التفتيش البحري صرامة في أوروبا، وتُفرض فيها إجراءات صارمة على السفن الأجنبية التي ترسو في موانئ الدول الموقعة عليها، بهدف التأكد من احترام معايير السلامة والتلوث البحري. وتسمح الاتفاقية باحتجاز أي سفينة يُثبت أنها لا تستوفي الشروط، إلى غاية تصحيح الوضع.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائر السفينة فرنسا تفتيش فرنسا الجزائر سفينة تفتيش المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاقات بين البلدين

قالت السفارة الأميركية في موسكو اليوم الجمعة إن لين تريسي سفيرة الولايات المتحدة لدى روسيا ستغادر العاصمة الروسية، مشيرة إلى أنها "خدمت خلال واحدة من أكثر الفترات توترا في العلاقات بين البلدين".

وتأتي مغادرة الدبلوماسية المخضرمة التي عينت في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في وقت تناقش فيه روسيا والولايات المتحدة إمكان إعادة ضبط علاقاتهما التي تدهورت بشكل حاد بعد شن موسكو حربها على أوكرانيا في 2022.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هناك اتفاقات استثمارية كبيرة محتملة يمكن إبرامها، لكنه يشعر بالإحباط المتزايد لأن جهوده للتوسط في اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا لم تؤد حتى الآن إلى وقف لإطلاق النار.

ونقلت السفارة عن تريسي في بيان "أنا فخورة بتمثيل بلدي في موسكو خلال هذه الفترة الصعبة. ومع رحيلي عن روسيا، أعرف أن زملائي في السفارة سيواصلون العمل على تحسين علاقاتنا والحفاظ على الروابط مع الشعب الروسي".

وقالت السفارة إن الفترة التي قضتها تريسي في منصبها تميزت بإيمانها بأهمية الحوار الهادف حتى في الأوقات العصيبة. ولم يعلن بعد عمن سيخلفها في المنصب

مقالات مشابهة

  • سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاقات بين البلدين
  • جون نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الفرنسي وقف إطلاق النار في غزة
  • الجزائر وعُمان تتفقان على خارطة طريق للتعاون في النقل البحري
  • “حجز” فرنسا لسفينة استأجرتها الجزائر.. المؤسسة الوطنية للنقل البحري تُوضّح
  • “حجز” فرنسا لسفينة استأجرتها الجزائر .. الـ “ENTMV” توضح
  • العراق وفرنسا يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • تصدير 65 صنفا من المنتجات الجزائرية..تعرف عليها
  • العثور على سفينة غامضة تعود إلى القرن الـ16 قبالة الساحل الفرنسي