بالتزامن مع مرور مائتى يوم على الحرب ضد غزة، يحتفل الإسرائيليون بعيد الفصح، وهو العيد الأكبر والأهم عند ‏اليهود. يُخلد العيد ذكرى نجاة بنى إسرائيل من فرعون وعمله، وبسبب الحرب يرسم الفنانون الإسرائيليون ‏بنيامين نتنياهو فى هيئة فرعون موسى الذى ضحّى بالمحتجزين، وأصرّ على مواصلة الحرب رغم الخسائر الكبيرة ‏فى صفوف الاحتلال.

الصحافة الإسرائيلية، نفسها، تنشر ملفات كبرى عن وقائع الحرب، لكن أكثر الملفات لفتاً ‏للنظر كان ملف «هآرتس»، الذى جاء بعنوان: «ضربات نتنياهو العشر»، فى إشارة إلى الضربات العشر التى حاقت ‏بفرعون لقاء ذبحه للأطفال وقتله الرجال واعتدائه على الأبرياء.

المشابهة بين نتنياهو وفرعون ليست حباً فى سواد عيون الفلسطينيين، فلن تجد لهم فى إسرائيل ولياً ولا نصيراً، ‏ولكنها تعبير عن حالة غضب إسرائيلية عارمة من أداء بنيامين نتنياهو منذ السابع من أكتوبر الماضى. لذلك ‏تُشبّهه وسائل الإعلام ولافتات المتظاهرين بفرعون، أشد أعداء بنى إسرائيل على مر العصور، وتتمنى له مصيراً ‏مشابهاً. يحمل المواطن الإسرائيلى نتنياهو ثمن الحرب وكلفتها الباهظة، فرغم أن الرقابة العسكرية أصدرت ‏تعليمات بشأن التغطية الإعلامية للحرب على غزة، تحظر تناول 8 قضايا أو التعامل معها، من بينها أى تفاصيل ‏عن العمليات العسكرية، والهجمات الصاروخية التى تصيب أماكن حساسة، فإن إسرائيل بلد صغير تنتشر فيه ‏الأخبار والشائعات بسرعة خاطفة. وبعيداً عما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعى العبرية من خسائر بالغة، فإن ‏الأرقام الرسمية الإسرائيلية تشير إلى اعتراف تل أبيب بمقتل 1459 إسرائيلياً، و605 مجندين وضباط، وإصابة ‏نحو 5 آلاف مجند، وتعترف وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن عدد المجنّدين المعاقين بعد الحرب قد يصل إلى 12 ‏ألفاً و500 جندى، يجب إعادة تأهيلهم، وتركيب أطراف صناعية لأعداد كبيرة منهم بعد بتر أطرافهم، نتيجة ‏الألغام والعبوات المفخّخة أثناء حرب العصابات فى قطاع غزة.‏

وتشير الأرقام الرسمية إلى خطف 250 إسرائيلياً منذ بدء الحرب، لقى 30 منهم مصرعهم، وما زال «العداد ‏الإلكترونى» المثبت فى مواقع الصحف العبرية يشير إلى وجود 133 إسرائيلياً فى الأسر. ورسمياً منذ بدء العدوان ‏على غزة تم إجلاء 200 ألف مستوطن إسرائيلى من مستوطنات غلاف غزة، ومن مستوطنات الشمال على ‏الحدود اللبنانية، خوفاً من صواريخ المقاومة، ومن تداعيات الحرب. وما زال هؤلاء المستوطنون يصرخون جراء إقامة ‏معظمهم فى مراكز شباب، وساحات مدارس ومراكز إيواء، ويرفضون العودة إلى المستوطنات قبل القضاء على حركة ‏حماس وعلى قدرات حزب الله، وهو هدف بعيد المنال، ويصعب أن يحققه «فشل-ياهو» أو الجيش الإسرائيلى فى ‏الأمد القريب أو البعيد.‏

قدّم نتنياهو نفسه فى بداية الحرب بدعاية تقول إنه «تشرشل» الإسرائيلى الذى سيُنقذ تل أبيب من أعدائها، ‏ورفع سقف طموح الإسرائيليين، ووعد مواطنيه بأن يعود من غزة بالانتصار الساحق، والقضاء على حركة حماس ‏وإعادة المخطوفين، وانتهى به الحال إلى فشل ذريع، وإلى كشف وجه إسرائيل القبيح أمام الرأى العام العالمى، ‏وجلوس تل أبيب فى قفص الاتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية. وبات نتنياهو يعلم علم اليقين أن الإسرائيليين ‏سيلقون به خارج مجلس الوزراء فور انتهاء الحرب، ويصير عليه لزاماً مواجهة محاكمات مؤجّلة فى قضايا فساد ‏ورشوة لتسهيلات مخالفة للقانون. بعد مائتى يوم من الحرب يريد نتنياهو فرصة أخرى حتى لا تضع الحرب أوزارها، يبذل كل ما فى وسعه، لكنه ‏يفشل المرة تلو الأخرى فى استدراج إيران للمواجهة المباشرة، والآن يضغط على واشنطن من أجل ضوء أخضر ‏لدخول رفح، بحثاً عن ورقة توت يستر به فشله وهزيمته، ويطيل بها مدته فى رئاسة الوزراء حتى حين.‏

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتهاكات الإسرائيلية غزة نتنياهو

إقرأ أيضاً:

حالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهو

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية نقلا عن مصادر مقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن رئيس الحكومة يعتقد أن الكنيست لن يحل.

"شبكة العنكبوت".. ما هي خسائر روسيا بعد عملية المسيرات الأوكرانية؟وزير خارجية إيران: مهتمون بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبهمفاجأة .. المصري منفذ هجوم كولورادو بأمريكا لعب في الزمالك والمنتخب ..صوروسط إجراءات أمنية مشددة.. حجاج بيت الله يتوافدون إلى مشعر منيجيش الاحتلال يحذر سكان غزة من التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات٧٥ عامًا من الصداقة: مصر وأستراليا نحو شراكة أوسع وجهود دبلوماسية فاعلةرايتس ووتش: يجب التحقيق في القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء كجريمة حرب


يأتي ذلك وسط احتدام حالة الغضب الداخلية في الاحتلال ما دعا أحزاب إلى المطالبة بإسقاط الحكومة.

وذكرت يديعوت أحرونوت انه وفي بيان حالة الاحتقان فقد أعلن قائد كتيبة احتياط بالجيش الإسرائيلي أن الجنود يعيشون حالة من الاستنزاف والإرهاق.

وأوضح قائد كتيبة احتياط بالجيش الإسرائيلي ان الحاجة ماسة لزيادة عدد المجندين لتقاسم الأعباء الثقيلة في ظل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

وقال : نحن ندفع ثمن قرارات مسؤولين لا يدركون التكلفة حيث ان نقص الجنود يضر بأهداف الحرب ويجب تجنيد مزيد من كل الطوائف حيث ان تهرب الحكومة من فرض التجنيد على الجميع يضر بالمعركة و كبار حاخامات الأشكيناز في طائفة الحريديم رفضوا إجراء اتصالات مع نتنياهو.

طباعة شارك حالة غضب وارهاق الجيش الإسرائيلي باسقاط نتنياهو نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي
  • نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة
  • إبراهيم عثمان يكتب: رصاصتان في جسد سردية ميتة!
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان.. معادلات الأمن والنفوذ
  • وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • ليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
  • حالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهو
  • نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على غزة
  • إقالات في البيت الأبيض تقلق نتنياهو