التحديات والتطورات: نشاط داعش في آسيا الوسطى وتأثيره على الأمان والاستقرار
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى لإيجاد نقاط ارتكاز جيدة وبديلة لإعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى، وقد تكون آسيا الوسطى هي البوابة المحتملة في المستقبل.
وتشير القديرات إلى أن هذه المنطقة تقع ضمن خارطة طموحات داعش في الوقت الحالي، خاصة وأن التنظيم يحاول استعادة نفوذه خارج مناطق عملياته التقليدية في سوريا والعراق.
وفي الفترة الحالية اتخذت حكومات بعض دول آسيا الوسطى تدابير أمنية وتشريعية واسعة للتعامل مع التهديدات المتصاعدة، التي تسبب فيها تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة الآسيوية.
وجدير بالذكر أن ما بين 2000 إلى 4000 عنصر من آسيا الوسطى انضموا إلى داعش، خلال السنوات الماضية، وغالبية هؤلاء العناصر تم تجنيدهم من قبل عصابات شيشانية تقطن موسكو.
ولذلك انتقل الفترة الماضية محققين روسيين إلى طاجكستان، تلك الدولة الفقيرة في آسيا الوسطى، للكشف عن مزيد من الخلايا الإرهابية النائمة.
الدول المتأثرة
تركز نشاط داعش في آسيا الوسطى على الدول التالية..
أوزبكستان
إذ تشهد أوزبكستان نشاطًا متزايدًا للجماعات المتطرفة.
و تشترك أوزبكستان في القرابة العرقية مع العديد من الأفغان، وهذا يعزز انتشار الأفكار المتطرفة.
طاجيكستان
وشهدت طاجيكستان حربًا أهلية في التسعينيات، لذلك تتعرض البلاد للتهديد من الجماعات الإرهابية النائمة والمتواجدة في المنطقة.
المنطقة بشكل عام
النزاعات المستمرة في أفغانستان والعراق وسوريا، أعادت إشعال المخاوف من أن المتطرفين الإسلاميين الذين يشكلون تهديدًا حقيقيًا في المنطقة.
والهجمات الإرهابية البارزة في السنوات الأخيرة نفذتها مهاجمون من آسيا الوسطى.
التحديات والتطورات
وقال الباحث الاسيوي، عطوه عبد العظيم، أن هناك مجموعة من التحديات والتطورات المتعلقة بنشاط تنظيم داعش في آسيا الوسطى منها، أن نشاط داعش في مناطق متفرقة من آسيا الوسطى، يؤدي إلى تهديدات أمنية، وقد يزيد النشاط الإرهابي من حدة التوترات ويؤدي إلى تدهور الاستقرار في المنطقة الآسيوية.
وفي تصريح خاص ل " البوابة نيوز "، أن النشاط الإرهابي يؤثر على الاستثمارات والتجارة والتنمية الاقتصادية في آسيا الوسطى، لذلك قد يكون هناك تأثير سلبي كبير على الاقتصادات المحلية والإقليمية في القارة الآسيوية.
وأشار إلى أنه، من المحتمل زيادة نشاط داعش بسبب كثرة التوترات العرقية والدينية في المنطقة الآسيوية، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصاعد الصراعات في تلك المنطقة.
واضاف عبد العظيم، إن هذا النشاط الارهابي قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدول المجاورة في آسيا الوسطى.
وواصل، لذلك يجب أن تتعاون الدول في تلك المنطقة لمواجهة هذا التهديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش آسيا إرهابية ارهاب دول فی آسیا الوسطى فی المنطقة نشاط داعش داعش فی نشاط ا
إقرأ أيضاً:
بخل «الشياب»
يُطلق علماء النفس والمال على ظاهرة ميل كبار السن إلى التمسك بأموالهم وعدم الإنفاق بسهولة مصطلح «بخل الشيوخ»، وهي حالة نفسية وسلوكية تظهر عند بعض المسنين الذين عاشوا فترات من الشقاء المالي أو انعدام الأمان الاقتصادي في حياتهم المبكرة. هذا البخل لا يعني دائمًا حب المال أو الشح، بل يرتبط غالبًا بخوف عميق من العوز ومن فكرة أن يصبح الشخص عالة على أبنائه أو على المجتمع. ومع التقدم في العمر تتراجع القدرة على الكسب، ويزداد الإحساس بعدم السيطرة على المستقبل، فيتحول الادخار إلى وسيلة دفاعية ضد المجهول.
لعل الجذور النفسية لهذه الظاهرة تعود إلى الخوف من الفقد؛ فالشخص المسن غالبًا ما فقد أشخاصًا وأشياء كثيرة في حياته، فيتحول المال عنده إلى رمز للأمان. كما أن ضعف الثقة بالآخرين مع مرور الوقت يجعل البعض يفضلون الاحتفاظ بأموالهم تحت سيطرتهم الكاملة؛ حتى لا يتعرضوا للاستغلال أو الشعور بالعجز.
وفي مجتمعاتنا العربية حيث الأسرة الممتدة تشكل ركيزة الأمان الاجتماعي يبدو «بخل الشيوخ» أحيانًا سلوكًا غير مفهوم أو محل انتقاد، لكن الحقيقة أن هذا السلوك يعكس حاجة داخلية للشعور بالكرامة والاستقلالية؛ فالشيخ الذي يحتفظ بماله يحاول أن يقول ضمنيًا: «أريد أن أكون مسؤولًا عن نفسي حتى آخر يوم في حياتي».
من الناحية المالية يمكن النظر إلى هذا السلوك كنوع من التحوط المبالغ فيه؛ إذ يحتفظ بعض المسنين بأموالهم مجمدة أو مكدسة في حسابات لا تحقق عائدًا حقيقيًا ما يضيع فرصة استثمارها أو الاستفادة منها في تحسين جودة حياتهم. المال هنا يتحول من أداة راحة إلى مصدر قلق، ومن وسيلة للأمان إلى رمز للخوف من المستقبل.
الحكمة تكمن في التوازن، فليس المطلوب البخل ولا التبذير، بل أن يُستعمل المال لتحقيق الطمأنينة والكرامة لا لحماية وهمية من المجهول. هذا التوازن يمكن تحقيقه بالتخطيط المالي المبكر للتقاعد، وبناء الثقة بين الأجيال داخل الأسرة، وفتح مساحات حوار صادقة حول المال دون خوف أو خجل. حينها يصبح المال وسيلة للحياة لا عبئًا عليها، ويستطيع الشيخ أن يعيش شيخوخته بطمأنينة وكرامة، لا بخوفٍ من أن يصبح عبئًا على أحد.
إنه ليس بخلا، بل احتفاظ بالكرامة الإنسانية، وخوف من أن يصبحوا عبئًا على من يحبون.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية