نميرة نجم: تحدي قضايا البيئة يزيد من مخاطر تغير المناخ بأفريقيا
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
قالت السفيرة د.نميرة نجم مديرة المرصد الإفريقي للهجرة بالرباط والمحام والخبير الدولي إن القضايا البيئية الأكثر تحديا التي تواجهها القارة الأفريقية اليوم هو تزايد مخاطر تغير المناخ العابرة للحدود الوطنية، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالغابات ولأسباب أخري متعددة كصراعات والحروب الداخلبة والخارجية، وعدم السيطرة على الموارد الطبيعية مما يخلق التبعية، وآثار تغير المناخ من الهجرة القسرية والنزوح، والحركة الريفية الحضرية تؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي والأضرار البيئية، واستدامة صناعة صيد الأسماك مهددة بسبب انعدام الأمن المائي، والتصحر والأضرار التي لحقت بالأراضي بسبب الأمطار الغزيرة، واختفاء الأنواع المهددة بالانقراض والتي سيكون لها تأثير على النظم البيئية، وارتفاع مستويات الصراع الطائفي بين الرعاة والمزارعين، وصراعات الموارد عبر الحدود، والاستغلال غير المستدام للموارد.
وأشارت إلى أنه التحديات الكبيرة التي تواجه التعاون الإقليمي في المسائل البيئية ومنها وجود إرادة السياسية حقيقية في النشاط البيئي والتوسع في المشاريع بجدية والاستماع إلى الدول وما تريد، وليس ما نعتقد أنهم يريدونه، بإلاضافة إلى مزيد من البيانات وفهم ما لدينا، واستيعاب ما هي التحديات على أرض الواقع
جاء ذلك أثناء كلمة السفيرة في الندوة الإفتراضية علي الإنترنت عبر برنامج "زووم " التي نظمتها الجمعية الإفريقية للقانون الدولي في باريس مع الجمعية الأمريكية للقانون الدولي بواشنطن أمس لمناقشة كتاب السفيرة " مقدمة للمعاهدات البيئية للاتحاد الأفريقي" الصادر باللغة الإنجليزية عن دار بريل العالمية للنشر بهولندا.
وعن أسباب ظهور فكرة هذا الكتاب أشارت السفيرة أنه يجب أن يكون للاتحاد الأفريقي نظاما أكاديميا مثل قانون الاتحاد الأوروبي، وأنه أثناء عملها في الاتحاد الأفريقي، رأت أن هناك العديد من الطلبات من الباحثين والأكاديميين حول وثائقً وترتيبات ومعاهدات الاتحاد الإفريقي لا يمكن الوصول إليها بسهولة.
وأضافت انه حتى يومنا هذا، لا يمكن تحليل القضايا المتعلقة بالسياق الأفريقي بمعزل عن التاريخ الاستعماري للقارة، فالاتفاقيات القديمة المتعلقة بالموارد الطبيعية بشأن محميات الصيد كان المنظور لها مختلفًا تمامًا، فكانت القوى الاستعمارية أكثر تركيزًا على الإدارة بدلاً من الحفاظ عليها، وتركيزها كان منصبا على استغلال الموارد، والتأثيرات الاستعمارية لا تزال موجودة بالقارةً، ولا تزال لا توجد سيطرة كاملة على الموارد الطبيعية بالقارة ومازال هناك تأثيرا للاستعمار على كافة السرديات المحيطة بالأفارقة وقدراتهم، ولا نستطيع فهم التأثيرات اليوم دون فهم تاريخنا ، فلقد نما المنظور الإقليمي مع تطور الاتحاد الإفريقي وكان التركيز حتى السبعينيات منصباً على الاستقلال، ومع الانتقال من هذا المنظور إلى التنمية والتكامل، تغيرت أهداف الاتحاد الإفريقي مع مرور الوقت من إنهاء الاستعمار إلى التنمية المستدامة.
وأوضحت السفيرة ان معاهدات الاتحاد الافريقي للبيئة بدأت باتفاقيات الموارد الطبيعية ،فالاتفاقيات السابقة كانت متفرقة وركزت على فكرة إدارة الموارد.
وأشارت السفيرة ان المعاهدات هي إحدى وسائل تعزيز التعاون البيئي، والطرق الأخرى التي يسعى الاتحاد الأفريقي إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حماية البيئة تكمل معاهداته، ومن هذه الجهود كثرة البرامج التي تنفذها إدارات الزراعة والبيئة مع الإدارات الأخرى، والحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، والتأكد من أن التعاون الإفريقي هو إفريقي حقًا حتى يكون هناك المزيد من الخبرة في القارة، فيمكن للبلدان المتوسطة الدخل أن تستفيد أو تقدم الخبرات إلى البلدان الأقل نموا.
وأكدت نجم أن بعض صكوك حقوق الإنسان مثل الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل، تعمل على تعزيز وترسيخ المعايير القانونية البيئية في المنطقة، فالميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب له أهمية خاصة لأنه يناقش الحق في بيئة صحية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توضيح هذا الحق في معاهدة أفريقية ، في السابق كان الأمر مجرد تصريحات، وهذه المرة الأولى التي تم تدوينه في قانون صارم.
وعلقت نجم بأن أحد أهم الاتفاقيات الإقليمية التي إبرامت في أفريقيا في السنوات الأخيرة هي اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية سنةً 2018، فتعد منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أكبر منطقة تجارة حرة منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية، ولها تأثير على القواعد القانونية البيئية في القارة، فالصناعة والزراعة وغيرها كل هذا مرتبط بالبيئة، فينبغي أن تتضمن قواعد التجارة المعايير البيئية وحظر الإضرار بالبيئة، فنحن بحاجة إلى التفكير في التجارة مع نهج شمولي.
وأضافت نجم أن موضوع المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للقانون الدولي ASIL هذا العام كان "القانون الدولي في عالم مترابط"، وما يمكنه أن يقدمه نموذج الاتحاد الأفريقي لبناء القواعد القانونية البيئية لتعليم المناطق والكتل الإقليمية الأخرى حول كيفية التعامل مع التعاون في قضايا القانون البيئي، ويوضح أهمية تبادل الدروس المستفادة، ويعد نموذج الاتحاد الأوروبي نموذجًا مثاليًا، ومن المهم أن نفهم كيف وصلوا إلى هذا المستوى في شئون المتعلقة بالبيئة.
وقد قام بإدارة الحوار المحامية رومبيدزاي ماويني من الجمعية الأمريكية للقانون الدولي ومساعد أول في ممارسة التقاضي والتحكيم الدولي لدى شركة Foley Hoag LLP، وقدم الندوة كريم مزياني نائب الأمين العام للجمعية الإفريقية للقانون الدولي والمحامي في شركة الأمريكية فولي هوج إل إل بي للاستشارات القانونية الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القارة الإفريقية تغير المناخ الاتحاد الإفريقي حقوق الإنسان الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان الموارد الطبیعیة للقانون الدولی
إقرأ أيضاً:
موريتانيا تحظى برئاسة أكبر مؤسسة مالية بأفريقيا عقب تنافس حاد
انطلقت الخميس في أبيدجان بساحل العاج عملية التصويت لاختيار رئيس جديد للبنك الأفريقي للتنمية (أكبر مؤسسة مالية في أفريقيا) وسط تنافس حاد بين خمسة مرشحين.
وانتُخب الموريتاني سيدي ولد التاه، رئيسا لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية في الاجتماعات السنوية للبنك التي عقدت في أبيدجان، كوت ديفوار.
وقد انتُخب ولد التاه من قبل مجلس محافظي البنك، الذي يضم وزراء المالية والاقتصاد أو محافظي البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في مجموعة البنك البالغ عددها 81 بلداً إقليمياً وغير إقليمي. ويعتبر المجلس أعلى سلطة لصنع القرار في مجموعة البنك.
ويعود الحسم في هذا السياق إلى مجلس محافظي البنك، الذين يمثلون الدول المساهمة في البنك وعددها 81 دولة بينها 54 دول أفريقية، بالإضافة إلى دول أخرى من بينها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان ودول أوروبية وآسيوية.
وانطلقت اجتماعات البنك بمشاركة أكثر من 6000 مشارك، من بينهم رؤساء دول ووزراء ومحافظو بنوك مركزية وقادة من القطاع الخاص وممثلون عن المجتمع المدني وشركاء التنمية.
وتأتي اجتماعات البنك التي تُعقد تحت عنوان "تحقيق أقصى استفادة أفريقيا من رأس مالها لتعزيز تنميتها"، في لحظة محورية في ظل التحولات في ديناميكيات التجارة العالمية، بما في ذلك التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة التي تؤثر على 47 دولة أفريقية، وتراجع المساعدات الخارجية، وتزايد مخاطر التضخم.
تنافس حاد
وتنافس على على خلافة الرئيس الحالي للبنك النيجيري الدكتور أكينوومي أديسينا - الذي أكمل مأموريتين (2015 - 2025) خمسة مرشحين هم: السنغالي أمادو هوت، والزامبي صمويل مونزيل مايمبو، واتشادي عباس محمد تولي، والجنوب الأفريقية باجابولي سوازي تشابالالا، والموريتاني سيدي ولد التاه.
وقال الصحفي المتابع للشأن الأفريقي والموجود حاليا في أبيدجان للمشاركة في تغطية فعاليات مؤتمر البنك، أحمد ولد محمد المصطفى، إن مجريات الأحداث والتنسيقات ونتائج الجولة الأولى أظهرت أن التنافس بالدرجة الأولى انحسر بين المرشح الزامبي والمرشح الموريتاني.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "نظرا لتشتت الأصوات خلال الجولة الأولى، أحيل التصويت إلى جلسة ثانية، تداخلت فيها عوامل عديدة في ترجيح كفة هذه المرشحين، كالعلاقات المناطقية داخل القارة، وطبيعة العلاقة مع كبار المساهمين، والوعود والمفاوضات والصفقات التي تجري في الكواليس وبعيدا عن الأنظار".
كيف يتم الانتخاب؟
يتم انتخاب رئيس جديد للبنك الأفريقي للتنمية، عبر عدة مراحل حيث يخرج من التنافس الحاصل على أقل نسبة، ثم يجرى التصويت للمرة الثانية، ويخرج الحاصل على أقل نسبة، لحين حصول أحد المرشحين على الأغلبية المزدوجة، وهي 50.01% أو أكثر من أصوات الدول الأفريقية، و50.01% أو أكثر من أصوات جميع الدول الأعضاء الأفريقية وغير الأفريقية.
وفي حال إجراء خمس جولات اقتراع، دون حصول أي مرشح على النسبة المطلوبة للفوز، فإنه يحق لمجلس المحافظين بالبنك، أن يتداول ويقرر ما إذا كان سيستمر في التصويت للرئيس أم لا، وفي حال قرر وقف الاقتراع، يعلن فشل الانتخابات، ويمدد للرئيس المنتهية ولايته أو نائبه للعمل رئيسا لمدة 12 شهرا، وذلك بناء على توصية من مجلس إدارة البنك.
كيف تتوزع أصوات الدول
وتتوزع الأصوات بين الدول حسب مساهمتها في رأس مال البنك، وتتصدر نيجيريا الدول المساهمة في البنك بنسبة 8.9%، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 6.3%، ثم مصر بنسبة 6.2%.
وفي المرتبة الرابعة اليابان بنسبة 5.2%، متبوعة بالجزائر بـ5.1%، فجنوب أفريقيا بـ4.9%، ثم المغرب بـ4.6%، تليها ألمانيا بـ3.9%، وساحل العاج بـ3.8%، فكندا بـ3.6%.
أما الرتبة الـ11، ففيها فرنسا بنسبة 3.6%، تليها إيطاليا بـ2.3%، فغانا بـ2.1%، ثم ليبيا بـ2.1%، متبوعة بالمملكة المتحدة بـ1.7%.
حصيلة ولايتين
وكان رئيس البنك المنتهية ولايته أكينومي أديسينا، قدم أمام المشاركين في مؤتمر البنك حصيلة ولايتين من رئاسته للبنك، حيث أكد أن البنك قدم خلال رئاسته التي استمرت عشر سنوات ما مجموعه 102 مليار دولار أمريكي لدعم أفريقيا، منبها إلى أن هذا يمثل 46% من إجمالي تمويل البنك منذ إنشائه في عام 1964.
وأشار إلى أن البنك وجه أكثر من 55 مليار دولار لدعم البنية التحتية، من الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ البحرية والرقمية والاتصالات والصحة والمياه والصرف الصحي.
واستعرض أكينومي التمويلات التي قدمها البنك في إفريقيا خط السكك الحديدية القياسي في تنزانيا، بتكلفة 3.2 مليار دولار أمريكي ويربط تنزانيا بجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، وممر النقل الذي يربط أديس أبابا بنيروبي ومومباسا، وقد قلل وقت السفر من 3 أيام إلى يوم واحد ووسّع التجارة بين البلدين بنسبة 400بالمائة.
كما عدد أكينومي ضمن مشاريع البنك مشروع توصيل الميل الأخير في كينيا، والذي ساهم في زيادة عدد الكينيين المتصلين بشبكة الكهرباء الوطنية من 2.42 مليون أسرة في عام 2014 إلى 9.7 مليون أسرة في عام 2024، ورفع نسبة الوصول إلى الكهرباء من 36% إلى 76% خلال نفس الفترة.