رحلة «نعمة» من الشقاء لصناعة الحلويات.. 500 جنيه غيرت حياتها
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
لم تتمتع بحياتها كطفلة طبيعية، بل عرفت الحياة الشاقة منذ أن بلغت السابعة من عمرها، حيث تخلت عن دراستها لمساعدة أبيها في عبء الحياة، ووقفت بجانبه لسنوات، قبل أن تقرر منذ عامين العمل في صناعة الحلويات والمخبوزات، ولم تتخيل يوماً أنه سيحقق هذا القدر من النجاح، لتجني ثمار قرارها الشجاع، وتمد يد العون لأسرتها المكونة من 12 فردا.
بدأت «نعمة النوبي» عملها في صناعة الحلويات والمخبوزات منذ حوالي سنتان، في عمر الـ20 عاما، إلا أن بداية رحلتها الشاقة في الحياة بدأت قبلها بسنوات طويلة: «كنت طول اليوم مع ابويا بساعده في شغله من وأنا 7 سنين».
تخلت صاحبة الـ22 عاماً عن التعليم برغبتها، لمشاركة أبيها في تولي أمور الأسرة المكونة من 12 فردا، 9 بنات وولد وحيد أصغر منها، وتلك الرغبة لم تنشا بسبب التقصير في التعليم، بل لما رأته من حال قد وصلت إليه العائلة: «أنا معايا أبويا شغال أرزقى يعني ممكن يوم يشتغل و10 لأ، وأنا كنت بشتغل معاه في أي حاجة بيشتغل فيها بحكم أن حد يساعده وكدا، وعلشان أخويا صغير هو أصغرنا كنت بساعده في معيشته، وكنت بروح مدرستي في نفس الوقت وكنت متفوقة في دراستي».
«أنا بدأت مشروعي بـ500 جنيه كنت محوشاهم، كنت بجيب على قد الأوردر اللي بيطلب مني بالظبط، وأختي كانت بتساعدني في شراء الطلبات»؛ هذا ما قالته نعمة عن بدايتها في مشروع الحلويات، فصاحبة الـ22 عاماً اتجهت لصناعة الحلويات نظراً لكبر سنها الذي لا يسمح لها بمساعدة أبيها في عمله كما كان الحال سابقاً، وذلك بناءً على رغبة الأب: « أنا وأخواتي البنات اللي كانت تكبر وتبان عليها علامات الأنوثة أبويا مكنش بيرضى يخليها تقعد معاه عشان محدش يتعرضلها وهو مش موجود».
بدأت نعمة مشروعها منذ عامان، لتلقى إعجاباً كبيراً وإشادة من زبائنها، وتنل شجاعة وقوفها بجانب والدها منذ الطفولة، وبذلت ابنة الأقصر قصارى جهدها لتحافظ على جودة المخبوزات والحلويات التي تقدمها، لتظل منتجاتها محل ثقة العملاء.
وتعتمد نعمة في البيع على طريقتين، وهما التوصيل للمنزل أو تسليم الزبائن في مكان قريب من منزلها بالأقصر تحدده هي، وذلك بناءً على رغبة والدها، موضحة أنه يرفض ذهاب الزبائن للبيت.
تقوم صاحبة الـ22 عاما بعروض من الحين والآخر بأسعار رمزية، وذلك لشعورها بالمحتاجين أو أصحاب الدخل المنخفض غير القادرين على شراء المنتجات، وتفعل ذلك لرؤية الفرحة في عيون الناس: «أنا كل فترة بعمل عروض بوكسات، بيكون حسب حجم التورتة جوة البوكس ده بيكون الغرض منه أني أفرح الناس وأخلي الناس ميسورة الحال تفرح ولادها، وبيكون فيها مكسب برده، بس بيكون بسيط».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حلويات مخبوزات الأقصر نعمة
إقرأ أيضاً:
طائر الجنّة يلهم العلماء لصناعة القماش الأشد سوادا في العالم
في مختبر بجامعة كورنيل، وقف فستان أسود على دمية عرض، لكنه لم يكن "أسود" بالمعنى المعتاد، بل بدا كأنه ثقب بصري يبتلع أي ضوء يُلقى عليه، حيث لا تظهر تفاصيل القماش.
هذا ليس سحرا ولا مرشحا رقميا، بل نتيجة مادة نسيجية جديدة تصنف ضمن ما يُسمّى "السواد الفائق"، أي الأسطح التي تعكس أقل من 0.5% من الضوء الساقط عليها.
وراء هذه الدرجة المتطرفة من السواد قصة "هندسة" و"فيزياء" أكثر مما هي قصة صبغة، إذ استلهم باحثو مختبر تصميم الملابس التفاعلية الفكرة من ريش طائر من طيور الجنة يُدعى "الرفلبِرد الرائع"، وهو طائر معروف بلمعان أزرق على صدره يحيط به ريش أسود مخملي يوحي بأن الضوء يختفي داخله.
في معظم الأقمشة، يكون السواد "سطحيا"، أي صبغة تمتص جزءا من الضوء، فيما يرتد جزء آخر إلى عينك. أما السواد الفائق فيعتمد على حيلة إضافية، وهي إجبار الضوء على الدخول في متاهة مجهرية تطيل مساره وتزيد فرص امتصاصه، بدل أن يرتد مباشرة.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، فإن هياكل نانوية ترفع فرص امتصاص المادة لفوتونات الضوء، ما يسمح لنا برؤية السواد الأشد على الإطلاق.
طائر الرفلبرد يفعل ذلك طبيعيا، فريشه لا يعتمد على صبغة الميلانين وحدها، بل على ترتيب دقيق لشعيرات الريش يدفع الضوء للانحراف إلى الداخل. لكن هناك مشكلة: هذا السواد الطبيعي يكون غالبا اتجاهيا، أي مذهلا حين تُشاهَد الريشة من زاوية معيّنة، وأقل "سوادا" عندما تتغير زاوية الرؤية.
حل العلماء لتلك المشكلة جاء بخطوتين بسيطتين في المبدأ، أنيقتين في التنفيذ، حيث صبغ صوف ميرينو بمادة البوليدوبامين، وهو ما يصفه الباحثون بأنه "ميلانين صناعي".
إعلانبعد ذلك يُعرَّض القماش لعملية حفر ونحت داخل حجرة بلازما تزيل جزءا بالغ الدقة من السطح، وتترك خلفها نتوءات نانوية حادة، هذه النتوءات تعمل كمصايد ضوئية، أي يدخل الضوء بينها ويرتد مرات كثيرة حتى يفقد طريق العودة.
النتيجة ليست أسود داكنًا، بل استثناء رقميا صارما، فمتوسط انعكاس القماش الجديد عبر الطيف المرئي (400-700 نانومتر) بلغ 0.13%، وهو، بحسب الورقة العلمية، أغمق قماش مُبلّغ عنه حتى الآن.
تطبيقات مهمةقد يبدو الأمر كترف بصري أو نزوة "موضة"، لكنه في الحقيقة يلامس تطبيقات عملية حساسة، فالسواد الفائق مهم لتقليل الانعكاسات الشاردة داخل الكاميرات والأجهزة البصرية والتلسكوبات.
ويمكن لهذا المستوى من اللون الأسود أن يساعد في بناء ألواح وتقنيات شمسية أو حرارية عبر تعظيم امتصاص الإشعاع.
كما يشير الباحثون أيضا إلى إمكانات واعدة لهذه المادة الجديدة في عمليات التمويه وتنظيم الحرارة، لأن السطح الذي يمتص الضوء بكفاءة قد يحوّل جزءا منه إلى حرارة قابلة للإدارة.
أما الفستان الذي صممه العلماء، فكان برهانا بصريا لطيفا على نجاح التجارب، وقد استُخدم لإظهار أن هذا السواد لا يتبدّل بسهولة حتى عندما تُعدَّل إعدادات الصورة، مثل التباين أو السطوع، مقارنة بأقمشة سوداء أخرى.