يمانيون – متابعات
لم تصمد طويلًا الفرقاطة الألمانية “هيسن”، في مهمتها الدفاعية عن أمن الكيان الصهيوني الغاصب وملاحته في البحر الأحمر، لتنضم إلى فرنسا والدنمارك بعد أن سحبَ البلدان فرقاطتين خلال الأسابيع الماضية، فيما أجّلت بلجيكا نشرَ فرقاطتها في المنطقة بسبب فشلها في تمارين التصدي للطائرات المسيّرة.

وبعد شهرين من إعلان الإسهام والمشاركة، في مهمّة التحالف الأميركي البريطاني لحماية سفن الكيان الإسرائيلي، غادرت الفرقاطة “هيسن” البحر الأحمر وعادت أدراجها من دون أن تحقق إلى جانب المدمّرات الأميركية البريطانية الغربية أي اختراق في جدار الحصار البحري المفروض على موانئ فلسطين المحتلة.

وزارة الدفاع الألمانية تقول إنها سترسل الفرقاطة “هامبورغ” بدلًا عن “هيسن”، وسط تأكيد أن إرسال الفرقاطة البديلة سيستغرق أكثر من ثلاثة أشهر مع بداية شهر أغسطس/آب، وهو أمر يمكن قراءته في اتّجاهين:

– الأول أن ألمانيا تتعمّد التأخير للتهرّب من المهمّة البحرية، حتّى تضع الحرب في غزّة أوزارها هذه المدة، وبالتالي تجنب الإخفاق العسكري، ووضع سفنها التجارية في مرمى نيران القوات اليمنية.

– الثاني أن ألمانيا لا ترى أفقًا لتوقف العدوان على غزّة على المدى القريب، وأن العمليات مستمرة لأشهر إضافية بسبب فشل العدوّ الإسرائيلي في تحقيق أهدافه والرغبة الأميركية في استمرار جرائم حرب الإبادة الجماعية.

مشاركة ألمانيا في البحر الأحمر لم تضف شيئًا إلى التحالف الأميركي، لناحية حماية السفن وتبديد مخاوف شركات الشحن العالمية وإعادة الثقة للقادة الصهاينة في تدفق سلاسل الامدادات التجارية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة. فالمهمّة، كما حكى عنها وزير الدفاع الألماني، هي الأخطر في تاريخ الجيش الألماني منذ عقود، وهو واقع سبق وأن أقرّ به الأميركي والبريطاني والدول التي انسحبت من المواجهة.

نصائح سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى ألمانيا والدول الأوروبية للانسحاب من البحر الأحمر وعدم تصديق الولايات المتحدة تكرّرت في أكثر من خطاب، والدعوة للتنسيق مع القوات اليمنية للمرور الآمن ما تزال قائمة، وبعدم استهداف سفن بعض الدول الأوروبية المشاركة في التحالف الأميركي يؤكد اليمن فيها حرصه على خفض التوتر والتصعيد في المنطقة، ويلقي الكرة في ملعب المجتمع الدولي للضغط على كيان العدوّ لوقف عدوانه وحصاره على غزّة.

وفي اتّجاه توريط الدول الأوروبية؛ تضغط واشنطن لمشاركتها الفشل وشرعنة عملياتها العدائية في اليمن، غير أن الحسابات كلها خاطئة وميناء إيلات ما يزال مغلقًا والنشاط التجاري فيه متوقف. والرئيس التنفيذي لميناء “إيلات” جدعون غولبز يعود ويؤكد، في تصريحات لصحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية، أنه ومنذ نهاية شهر شباط/فبراير وحتّى اليوم لم يكن لدى الميناء سوى 2 إلى 3 سفن محملة بالبضائع السائبة، علاوة على ذلك، لا يوجد أي نشاط تجاري.

وردًا على سؤال في ما إذا كان إرسال قوات دولية بقيادة أميركا زاد من احتمال وصول السفن إلى أم الرشراش؟ أكد المسؤول الإسرائيلي أن شركات الشحن لا تثق في دول هذا التحالف، وليست مستعدة للمخاطرة مع عجز الكيان الإسرائيلي والتحالف الأميركي في إيجاد حل لهذه المعضلة، لا سيما وأن كثيرًا من السفن لا تصل حتّى إلى منطقتي أسدود والعقبة.

– العهد الاخباري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التحالف الأمیرکی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

العدو الأمريكي يعترف بالهجوم على المدمرة “غريفلي” .. محاولة فرار لحاملة الطائرات “آيزنهاور”

يمانيون – متابعات
استمراراً في توسيعِ وزيادةِ زَخَمِ وتأثيرِ العمليات المساندة لغزةَ في المرحلة الرابعة من التصعيد، أعلنت القواتُ المسلحةُ منتصف ليل السبت/ الأحد، تنفيذ ست عمليات عسكرية جديدة استهدفت ثلاث سفن انتهكت حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، ومدمّـرة أمريكية، وحاملة الطائرات (آيزنهاور) التي كانت قد دخلت إلى قائمة أهداف القوات المسلحة قبل 24 ساعة فقط؛ لتعكس بدخولها مأزِقَ العدوّ الأمريكي وارتدادَ كُـلِّ خُطُوَاتِه التصعيدية المعادية بشكل عكسي صادم عليه.
وإلى جانب فشله في وقف العمليات اليمنية أَو الحد منها، أصبح يواجه الآن إهانة تاريخية غير مسبوقة في استهداف واحدة من أهم قواعده العسكرية المتنقلة، وهي إهانة لن يطول الوقت حتى يجد نفسه عاجزاً حتى عن التكتم عليها.

عقوباتٌ مُستمرّة على الشركات المتعاملة مع العدو:

وبحسب البيان الذي بثته القوات المسلحة خلال منتصف الليل، فَــإنَّ العمليات الست التي نفذتها القوات المسلحة في إطار “الانتصار لمظلومية الشعبِ الفلسطينيِّ والرد على جرائمِ العدوّ الصهيونيِّ بحقِّ النازحينَ في منطقةِ رفح، بقطاعِ غزةَ، وفي إطار توسيعِ العملياتِ العسكريةِ في المرحلةِ الرابعةِ من التصعيد ورداً على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على اليمن” تضمنت استهداف ثلاث سفن تابعة لشركات انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة.

السفينة الأولى كانت سفينة (ماينا) وقد تم استهدافها مرتين في البحر الأحمر والبحر العربي، والأُخرى كانت سفينة (AL ORAIQH أَو “العُريق”) وقد تم استهدافها في المحيط الهندي، فيما تم استهداف السفينة الثالثة (ابلياني) في البحر الأحمر.

وبحسب بيانات مواقع تتبع الملاحة البحرية فَــإنَّ السفينة الأولى هي ناقلة بضائع سائبة تبحر تحت علم “مالطا” ويبلغ طولها قرابة 199 متراً، وعرضها 32.3 متر، والسفينة الثانية هي ناقلة غاز طبيعي مسال ترفع علم “جزر مارشال”، ويبلغ طولها 315 متراً، وعرضها 50 متراً، فيما السفينة الثالثة هي ناقلة نفط خام ترفع علم “مالطا” أَيْـضاً ويبلغ طولها 250 متراً، وعرضها 44 متراً.

وتظهر قواعد بيانات الملاحة أن السفينتين الأولى والثالثة تديرهما شركة “إيسترن ميديتيرينيان ماريتايم” اليونانية وهي شركة سبق أن استهدفت القوات المسلحة عدد من سفنها خلال الأسبوعين الماضيين؛ الأمر الذي يجدد التأكيد على جدية صنعاء في فرض عقوبات شاملة على الشركات التي تتعامل مع كيان العدوّ؛ وهذا ما يؤكّـده استهداف السفينة الأولى “ماينا” مرتين في منطقتين مختلفتين.

أما السفينة التم استهدافها في المحيط الهندي، فتظهر قواعد بيانات الملاحة البحرية أنها تتبع شركة (كيه لاين إن إل جي شيبينغ) البريطانية؛ وهو ما يجعل استهدافَها ضربةً مزدوجةً للعدو الصهيوني وللعدو البريطاني في وقت واحد.

“آيزنهاور” تحاولُ الفرارَ من موقعها في قائمة أهداف الجبهة اليمنية:

العملية الرابعة التي تضمنها بيان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، كانت استهدافَ مدمّـرة أمريكية في البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيّرة، وإصابتها بشكل مباشر كما أكّـد البيان.

وقد زعم الجيش الأمريكي بأن صاروخين أطلقا باتّجاه المدمّـرة “يو إس إس غريفلي” في البحر الأحمر.

ويبدو أن الإقرار المرتبك بتعرض المدمّـرة “غريفلي” للاستهداف جاء للتغطية على الهجوم الأكثر إحراجاً والذي تمثل في العملية السادسة التي تضمنها بيان القوات المسلحة، وهي عملية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (آيزنهاور) شمالي البحر الأحمر بعدد من الطائرات المسيّرة والصواريخ، في “ثاني استهداف خلال 24 ساعة”، حَيثُ مثَّلت هذه العملية صفعة جديدة للجيش الأمريكي الذي يحاول منذ يوم الجمعة، عدم التطرق نهائيًّا إلى موضوع استهداف حاملة الطائرات؛ كون أي تصريح بالهجوم ولو تضمن ادِّعاء اعتراض الصواريخ والمسيّرات سيمثل إقراراً بحقيقة أن اليمن كسر حاجزاً تاريخيًّا إضافياً، ووضع حاملة الطائرات التي تعتبر واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية المتنقلة وأحدثها وأكثرها تطوراً وأعلاها تكلفة في دائرة نيران عملياته اليومية، وهو ما لم يفعلْه أحدٌ من قبلُ.

ومع ذلك، وبرغم الالتزام بالتكتم الشديد على استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” فقد كشفت مواقع تتبع حركة الملاحة أن الحاملة غيَّرت موقعَها بالتزامن مع الهجوم اليمني وابتعدت أكثر باتّجاه شمال البحر الأحمر لتجنب الضربات اليمنية، علماً بأنها منذ عودتها وقبل أن تتعرض لأول هجوم حاولت أن تبقى قبالة السواحل السعوديّة وعلى مسافة أبعدَ من أماكن تموضعها خلال الأشهر السابقة؛ وهو ما عكس قلقاً واضحًا، كما عكس إدراكاً عسكريًّا أمريكياً لجدية صنعاء وجرأة القوات المسلحة وقدرتها على تنفيذ ضربات غير مسبوقة.

ويوجه الهجوم المتكرّر على الحاملة “آيزنهاور” رسالة واضحة وصادمة للعدو الأمريكي بأن الجبهة اليمنية التي كسرت المألوف منذ أول يوم من انطلاقها إسناداً لغزة بضربات صاروخية بحرية هي الأولى من نوعها في التأريخ، وأرضية هي الأطول مدى باتّجاه الأراضي المحتلّة، لن تخضع لحسابات وتوقعات وتحليلات الجيش الأمريكي، وأنها ستظل دائماً تمتلك عنصر المفاجأة والصدمة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

كما يوجِّهُ إدخَال حاملة الطائرات “آيزنهاور” كهدف ثابت ومُستمرّ للعمليات اليمنية، رسالةً بأن التمادي والاستمرار في العدوان على غزة واليمن والتمادي فيه يضاعفُ بمرور الوقت الكُلفةَ على العدوّ الصهيوني وشركائه وينقل المعركة باستمرار إلى مستويات جديدة أشد تأثيراً؛ وهو ما يعني أن الجبهة اليمنية لا تفتقرُ إلى خيارات التصعيد، بل قادرة على تطبيق معادلات نوعية تواكب كُـلّ خطوة عدوانية؛ الأمر الذي يضع الأعداء مجدّدًا أمام حقيقة أن وقف الإبادة الجماعية في غزة وما يرافقها من عدوان على اليمن هو السبيل الوحيد لإيقاف التصعيد اليمني.

هذا أَيْـضاً ما تحرص القوات المسلحة على تأكيده في كُـلّ بيان عسكري، بما في ذلك البيان الأخير، الذي شدّدت فيه على أنها “ستواصل عملياتها العسكريةِ إسناداً ونصرةً للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ والتصدي للعدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا والذي يأتي إسنادًا للعدوِّ الإسرائيليِّ الصهيونيِّ للاستمرار في جرائمِهِ وعدوانِهِ على الشعبِ الفلسطينيِّ” مضيفة أن “عمليات الإسنادِ لن تتوقف حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة”.

وقد امتدت خارطةُ العمليات الست التي أعلنتها القواتُ المسلحةُ من أقصى شمال البحر الأحمر إلى المحيط الهندي؛ وهو ما يعكس بوضوح نجاح اليمن في تثبيت المعادلات التراكمية للحظر البحري منذ نوفمبر الماضي، والفشل الذريع للقوات الأمريكية والبريطانية والأُورُوبية في عرقلة المسار التصاعدي للعمليات اليمنية.

مقالات مشابهة

  • خلافات حادة في واشنطن بعد تعرضها لهجومين متتاليين”ايزنهاور” تتراجع “200 كم” شمال البحر الأحمر
  • العدو الأمريكي يعترف بالهجوم على المدمرة “غريفلي” .. محاولة فرار لحاملة الطائرات “آيزنهاور”
  • الجيش الأمريكي يقول إنه دمر صاروخين حوثيين استهدفا إحدى سفنه في البحر الأحمر
  • الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وحاملة الطائرات “إيزنهاور” في البحر الأحمر (فيديو)
  • اطلاق النسخة الثالثة من برنامج “أيام الفيلم الوثائقي”
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” 
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات “إيزنهاور” ومدمرة أمريكية وأربع سفن
  • “الحوثي” تعلن مقتل 16 من عناصرها بغارات أمريكية بريطانية على الحديدة
  • الحوثيون يزعمون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” بالبحر الأحمر
  • صنعاء تصعد هجماتها البحرية ومعركة “المتوسط” نحو الاحتدام