هل من مستقبل للنظام الإيراني؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
آخر تحديث: 23 يونيو 2025 - 10:39 صبقلم:ادهم إبراهيم واصلت إسرائيل وإيران تبادل الغارات الجوية الأعنف منذ بداية الصراع في 13 حزيران – يونيو 2025، ما يمثل تصعيدا خطيرا بعد أن انتقلت المواجهة من حرب بالوكالة إلى صدام مباشر.وفي تطور لافت، هاجمت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية يوم الأحد 22 حزيران – يونيو، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن قدرات التخصيب في البلاد قد “دُمّرت بالكامل”، كما أثار في الوقت نفسه إمكانية العودة إلى المفاوضات.
عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري بالقرب من الشرق الأوسط بثلاث حاملات طائرات هي: يو.أس.أس كارل فينسون، نيميتز، وجيرالد فورد. وسط هذا التصعيد المزدوج من واشنطن وتل أبيب، يجد النظام الإيراني نفسه في موقف إستراتيجي بالغ الحساسية. فإما الاستسلام والعودة إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط الأميركية، والتي تشمل: تصفير التخصيب النووي، وتفكيك الصواريخ الباليستية، وتقليص النفوذ الإقليمي، وبذلك يتم إنقاذ النظام.أو المضي في المواجهة، واستهداف أصول في الدول المجاورة التي يُعتقد أنها تساعد الولايات المتحدة، إضافة إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للسوق العالمية، وقد يؤدي إلى انتشار الصراع وتلقي المزيد من الضربات الأميركية الموجعة التي قد تُطيح بالنظام. ويُشار إلى أن النظام الإيراني اليوم في أضعف حالاته، بفعل: تآكل الثقة الشعبية، واقتصاد منهك نتيجة التضخم والبطالة وانهيار العملة. إضافة إلى تصاعد التوتر الداخلي بين جناحي النظام: المتشدد بقيادة خامنئي، والإصلاحي بقيادة بزشكيان، وتراجع النفوذ الإقليمي، خصوصا بعد ضعف حزب الله في لبنان، وسقوط نظام الأسد في سوريا.وازدادت في الآونة الأخيرة الأصوات الداعية إلى تغيير النظام، حيث لمح الرئيس الأميركي ورئيس وزراء إسرائيل إلى إمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي. وهنا تُطرح تساؤلات جدية: هل بدأ سيناريو تغيير القيادة في إيران؟ ربما لا يُسقط النظام بالكامل، لكن احتمال استبدال “الولي الفقيه” بشخصية أكثر اعتدالا بات مطروحا، سواء بطرق معلنة أو خلف الكواليس.إن ما يجري خلف الأبواب المغلقة لا يقل خطورة عن المواجهات العسكرية المعلنة؛ هناك مشروع سياسي بديل يبدو قيد التشكّل، ويحمل في طياته تداعيات بعيدة المدى على مستقبل النظام الإيراني. في ظل هذه التحديات المتداخلة، تضيق الخيارات أمام طهران، ويتقلّص هامش المناورة. وربما لم يعد أمام النظام سوى إعادة تموضع إقليمي، وتقديم تنازلات قاسية تضمن له البقاء، ولو بثمن مرتفع.إنها لحظة “رقص على حافة الهاوية” حيث لا تملك إيران ترف الخطأ. وأيا كان القرار، فإنه سيرسم ملامح مستقبل النظام، ويضع حدا لمشاريعه التوسعية، ويعيده إلى داخل حدوده.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
"أكسيوس": تصريحات ترامب بشأن تغيير النظام في إيران تُربك موقف إدارته وتُخالف خطها المعلن
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا سياسيًا واسعًا بعدما ألمح لأول مرة إلى إمكانية تغيير النظام في إيران، في خضم التصعيد العسكري الحالي بين طهران وتل أبيب، والذي انضمت إليه واشنطن قبل 10 أيام، بشنها غارات جوية على ثلاث منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.
وفي منشور مثير للجدل على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، مساء الأحد، قال ترامب:
"ليس من الصحيح سياسيًا استخدام مصطلح تغيير النظام، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى... لماذا لا يكون هناك تغيير في النظام؟"
وصف موقع "أكسيوس" الأمريكي تصريحات ترامب بأنها انعطافة لافتة عن الموقف المعلن لإدارته الحالية، التي شددت مرارًا وتكرارًا خلال الأيام الماضية على أن هدفها الوحيد يتمثل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، دون نية للتدخل في شكل الحكم الإيراني أو تغييره.
وفي تصريحات إعلامية متلفزة، أكّد نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أن الرؤية الرسمية للإدارة الأمريكية لا تشمل تغيير النظام، موضحًا أن الأولوية هي التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع طهران لوقف برنامجها النووي.
تناقض واضح مع مواقف ترامب السابقة وانتقاداته للمحافظين الجددلفت أكسيوس إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تتناقض مع مواقفه السابقة، حيث انتقد المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهوري مرارًا على مدى سنوات، بسبب دعمهم لفكرة تغيير الأنظمة السياسية في كل من العراق وإيران ودول أخرى حول العالم، معتبرًا هذا النهج سببًا في تورط واشنطن في حروب طويلة الأمد ومكلفة.
ووفقًا للموقع، فإن عودة ترامب لطرح سيناريو تغيير النظام في إيران تعكس تصعيدًا خطابيًا يتزامن مع التوتر العسكري المتزايد، لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام خلاف داخلي في إدارة ترامب حول حدود التدخل الأمريكي في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
إسرائيل تدعم تغيير النظام.. لكن لا مؤشرات على انتفاضة شعبية داخل إيران
أشار التقرير إلى أن تغيير النظام الإيراني يُعد هدفًا غير معلن للقيادة الإسرائيلية، منذ اندلاع المواجهة العسكرية مع طهران مطلع الشهر الجاري، حيث ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسقاط النظام الحاكم في طهران "قد يكون أحد نتائج هذه الحرب"، في إطار سعي تل أبيب لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل نهائي.
وأكد أكسيوس إلى أن الواقع على الأرض يُظهر غياب أي حراك شعبي كبير أو انتفاضة داخلية ضد النظام الإيراني منذ بدء الحرب، بل على العكس، أشارت التقارير إلى وجود حالة من التوحد الوطني في إيران، حتى من بعض المعارضين للنظام، حيث تغلبت روح "الالتفاف حول العلم" في وجه ما يُوصف بأنه عدوان خارجي.