سودانايل:
2025-05-25@08:40:40 GMT

الكتابة في زمن الحرب (22) في المسألة التعليمية

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

سنظل نحفر في الجدار
إما فتحنا ثقرةً للنور
أو متنا على وجه النهار
لا يأس تدركه معاولنا
ولا ملل انكسار
(الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح)

لنبدأ هذه المرة بتقديم المشكلة وتأثير الحرب على التعليم في السودان.
كما تعلمون انه ومع بداية الحرب في السودان، تضررت المؤسسات التعليمية بشكل كبير، حيث تم تدمير البنية التحتية للتعليم وتأثرت العملية التعليمية بشكل كبير.

منذ بداية النزاع، تم استهداف المدارس والجامعات وتحولت إلى ملاذات للنازحين واللاجئين، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية وتأثيرها السلبي على المستوى التعليمي والنفسي للطلاب. تم تخريب معظم هذه المؤسسات بالكامل، مما يتطلب جهودًا كبيرة لإعادة بناء وتطوير هذه المؤسسات من جديد.

بعد فترة الحرب، بات من الضروري التفكير في إعادة بناء نظام التعليم في السودان بطريقة مستدامة وفعالة. يتعين علينا تطوير رؤية مستقبلية واضحة للنظام التعليمي، تركز على بناء جيل جديد متحمس ومستعد لمواجهة التحديات والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للسودان واهله.
بعد تحديد المشكلة وأثر الحرب على التعليم في السودان، يمكننا التفكير في رؤية بناءة لإعادة بناء النظام التعليمي المنهار . يجب أن تكون هذه الرؤية مبنية على أسس قوية ومدروسة لضمان تحقيق أهدافها بنجاح.

يمكننا البدء بتطوير خطة عمل مستدامة تهدف إلى إعادة بناء وتطوير المؤسسات التعليمية في السودان. يجب أن تركز هذه الخطة على تحسين البنية التحتية للتعليم، وتحديث المناهج الدراسية لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات الطلاب ومتطلبات العصر الحديث. كما يجب أن تتضمن الخطة توفير التدريب المستمر للمعلمين لضمان تطوير مهاراتهم وتحسين جودة التعليم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكننا استغلال الابتكارات التكنولوجية في عملية التعليم، من خلال توفير الوسائل التقنية الحديثة وتطوير منصات التعلم الإلكتروني. هذا سيساعد في توسيع نطاق التعليم وتحسين جودته، وسيمكن الطلاب من الوصول إلى المواد التعليمية بشكل أكثر فعالية.

ومن المهم أيضًا الدعوة لتشجيع المشاركة المجتمعية في عملية إعادة بناء التعليم، من خلال توفير الدعم اللازم للأسر والمجتمعات المحلية للمساهمة في تطوير وتحسين المدارس والمراكز التعليمية.

هذه الخطوات هي بعض الجوانب التي يمكن أن تشكل جزءًا من رؤية إعادة بناء النظام التعليمي في السودان، والتي يجب أن تكون موجهة نحو بناء جيل جديد قادر على تحقيق التغيير والتطور في المجتمع.
ولمن سألنا كيف تحقيق هذا الهدف بالطبع، نقول دعونا نحاول ان نبدأ بالسؤال “كيف”.
“كيف” يمكن أن يكون مركز هذه المقالة حول تفاصيل الخطوات التي يمكن اتخاذها لإعادة بناء نظام التعليم في السودان بعد فترة الحرب. يمكن تقسيم هذه الخطوات إلى مراحل مختلفة تتضمن تقييم الوضع الحالي، وتطوير رؤية إعادة البناء، وتحديد التحديات والعقبات، واقتراح الإصلاحات المقترحة، ودور الجيل الجديد في هذه العملية.

باستخدام تلك الأسئلة التوجيهية، يمكننا تقسيم الموضوع بشكل أفضل ووضع خطة للمقالة تعكس الجوانب المهمة لهذا النقاش
حتى من سنحت ظروفهم باللجؤ لدول الجوار وغيرها ووجهوا بعقبات كبيرة ومثال لذلك في مصر فقد فرضت عليهم سفارة السودان بالقاهرة مبالغ طائلة كرسوم امتحانات وهم لا يملكون حتى ماوى ولا لقمة العيش الكريمة ،نعم ياسادتي ان الأشخاص الذين يضطرون للجوء إلى دول الجوار بسبب تلك الظروف الصعبة في بلدانهم هم بلا شك يواجهون تحديات هائلة ، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالتعليم. من غير العادي أن يتعرض الأشخاص اللاجئين لرسوم باهظة وعقبات مالية أخرى تجعل من الصعب عليهم الوصول إلى التعليم والحصول على الفرص الضرورية لتطوير مهاراتهم وتحسين مستقبلهم.
مثل هذه الحالات تتطلب التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي لتقديم الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إليها، بما في ذلك تقديم الدعم المالي وتوفير الفرص التعليمية بشكل مجاني أو بتكلفة منخفضة. يجب أن يكون هناك تركيز خاص على دعم التعليم للأشخاص اللاجئين وتخفيف العبء المالي الذي يمكن أن يكون عائقاً كبيراً أمامهم في مواصلة تعليمهم وبناء مستقبلهم.

نطالب السلطات السودانية مراعاة ظروف الأوضاع التي تعيشها هذه الأسر وندعو ان يعفوا من هذه الرسوم الجائرة، من الضروري أن تأخذ السلطات السودانية في الاعتبار الظروف الصعبة التي يواجهها الأشخاص الذين تم تشريدهم والذين يحتاجون إلى الدعم والمساعدة. يجب على الحكومة التعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني لتوفير الدعم المالي والموارد اللازمة للأشخاص اللاجئين والمهاجرين من أجل توفير فرص التعليم لهم دون تحميلهم بالرسوم الجائرة.

يجب أن يكون الهدف الأسمى هو توفير فرص التعليم المجاني للجميع، بما في ذلك الأشخاص اللاجئين والمهاجرين، من أجل تمكينهم من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم. يجب على السلطات السودانية النظر في هذا الأمر بجدية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف العبء المالي عن كواهل الأشخاص الذين يعانون من ظروف صعبة.
وختاماً ليس ختام مقالك يحمل الكثير من المعاني والمطالب الهامة حول تحديات التعليم في السودان وتأثير الحروب على الأفراد والمجتمع. من خلال توجيه نداء للسلطات السودانية للنظر في ظروف الأشخاص اللاجئين والمهاجرين وتخفيف العبء المالي عنهم، تظهر الرغبة في إيجاد حلول عادلة وإنسانية لهذه القضية الملحة.

لقد حاولنا التعبير عن المشكلة بكل شفافية ووضوح تام، وتم تقديم حلول محتملة ومنطقية للتعامل معها. تمثل الدعوة لمراعاة ظروف الأسر المتضررة والتخفيف من الرسوم الجائرة خطوة هامة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص التعليمية للجميع.
لقد حاولنا ان نقدم قوم عملاً شرحنا فيه وجهة نظرنا والدعوة للتغيير، وأتمنى أن يصل صوتنا إلى السلطات المعنية وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التغيير المطلوب.

مع كامل احترامي وتقديري

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التعلیم فی السودان التعلیمیة بشکل إعادة بناء أن یکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

نهاية القتال في السودان… تجميد الحرب

توقّع مراقبون ومحلّلون كثيرون منذ 15 إبريل/ نيسان 2023 أن نهاية الحرب ستكون بانتصار الجيش على قوات الدعم السريع. ورغم أن الحرب لم تنتهِ، حدث ما كان متوقّعاً؛ اعتبر الجيش تحرير كامل ولاية الخرطوم نهاية مرحلةٍ من الحرب. فاسترداد العاصمة، ودعوة سكّانها إلى العودة، شهادة نصر كُبرى لا يمكن أن يضيّعها عاقل، لكنّها شهاة النصر التي تُستغَّل لتطبيع واقع الحرب بعيداً من المركز.


تلقّت قوات الدعم السريع هزائمَ متتاليةً في جبل موية وسنّار وولاية الجزيرة، ثمّ العاصمة الخرطوم. كما تكرّر فشل اقتحامها مدينة الفاشر، التي بقيت تقاوم في ظروف إنسانية معقّدة، وسط انتهاكاتٍ لا تتوقّف من قوات الدعم السريع في حقّ المدنيين المحاصرين داخل المدينة. وظلّ السؤال منذ اليوم الأول للحرب (لدى من يدينونها) هو سؤال التكلفة. سينتصر الجيش النظامي على المليشيا، لكنّ المليشيا قادرة على أن تؤذيه وتؤذي المواطنين. قال العسكريون والمسؤولون في أيّامها الأولى إنها حرب سريعة.. ساعات.. أيّام.. أسابيع. وفي العام الثالث، الذي ما زالت الحرب فيه مشتعلةً، يُحدّثنا المؤيّدون للجيش عن الحرب العادلة التي تستحقّ أن تُخاض مهما كانت الخسائر (!).


ستصبح كلّ انتهاكات الحرب (من طرفيها) في أماكن سيطرة الجيش مجرّد ثمن كان لا بدّ من دفعه لأجل التحرير والانتصار. لن يُسمَح بأسئلة عمّن صنع المليشيا، لأنه ما زال يصنع المليشيات. لن يكون من المقبول أن تسأل عمّن مدّد المليشيا ومنحها حمايةَ المقرّات الاستراتيجية، لأنه ما زال في قمّة السلطة ويحتفل بنصره. ولا يجوز السؤال عن التقصير، فالمقصّر يستطيع أن يتّهمكَ بالخيانة.


إعلان النصر في الخرطوم (نصر كبير ومهمّ لرمزية العاصمة)، ولأنها كانت تضمّ نحو ربع سكّان السودان لتَركّز الخدمات فيها، يتجاهل الخسائر كلّها التي كان يمكن تفاديها لو أن حليفَي المجلس العسكري اللذَين ورثا نظام الرئيس عمر البشير معاً، ثمّ قتلا المتظاهرين والمحتجّين معاً، ثمّ مدّدا علاقاتهما الإقليمية والدولية معاً وانقلبا على الحكومة الانتقالية المدنية معاً... نقول، لو أن حليفَين بينهما تاريخ يرجع إلى حرب دارفور وانتهاكات الحكومة السودانية المتّهمة بالإبادة الجماعية توافقا، لما دفعت البلاد ثمناً غالياً لرغبات سلطوية لأصدقاء الإبادة الجماعية القدامى.


لكنّ تضارب مصالح الحليفَين جعل حربهما تتحوّل حرباً أهليةً يقاتل فيها السودانيون بعضهم بعضاً، وعمّقت بُعدها الإقليمي والدولي، إذ جعلت السودان أرض الفرص التي يتداعى لها الخصوم لاستنزاف بعضهم في أرض لا تعني لهم شيئاً. إنها الوصفة التقليدية للحروب الأهلية. وبرغم أن السودان خبير في هذه الحروب، إذ خاضها ضدّ نفسه منذ العام 1955 قبل استقلاله بأشهر، إلا أنه يكرّرها وهو ينكرها. فلم تعترف الأنظمة الحاكمة المتعاقبة (عسكرية ومدنية) بأن حربَ الجنوب حربٌ أهليةٌ، إنما عدّتها مجرّد "تمرّد عسكري" مدعوم إقليمياً ودولياً، ومن مجلس الكنائس العالمي. الحرب التي اعتبرها العالم كلّه أطول حربٍ أهليةٍ في أفريقيا لا نعترف في السودان بأنها حرب أهلية. أمّا حرب دارفور التي جعلت السودان يُعرف على المستوى العالمي بالإبادة الجماعية والتهجير القسري والعنف الجنسي وجرائم الحرب، فأصرّ نظام الحركة الإسلامية والجيش (حتى يومنا هذا) على إنكار أنها حرب أهلية، وإنما هي تمرّد مجموعات أفريقية مدعومة من الصهيونية لتكوين دولة الزغاوة الكبرى في إقليم دارفور ودولة تشاد (!).


وفي الحرب الأهلية الحالية، يواصل النظام العسكري السير في الطرق نفسها التي مشت فيها الأنظمة العسكرية السابقة؛ التركيز في الحسم العسكري؛ إنكار الحرب الأهلية؛ التركيز في البعد الخارجي؛ اتهامات العمالة؛ والحديث عن دولة العطاوة الكُبرى التي تجمع عرب أفريقيا. وعلى الجانب الآخر، فإن قوات الدعم السريع، المهزومة في العاصمة الخرطوم، أعلنت توقّف العمليات العسكرية لتتفرّغ لتأسيس الدولة. وهو إعلان خجول لوقف إطلاق النار من جانب واحد، رغم تهديدات المليشيا المتغطرسة في الأيّام السابقة. هذه الأحداث المتسارعة ربّما تعيد إلى الأذهان ما يتردّد منذ أسابيع عن تفاوض سرّي، وعن ترتيبات لتجميد وضع الحرب. لكن، ما سيؤكّد هذا (للأسف) سيكون الخبر السيئ بتكوين حكومة موازية في مناطق سيطرة "الدعم السريع"، التي تقلّصت إلى أقلّ من نصف ما كانت تسيطر عليه قبل عام.


ما لم يتغيّر اتجاه الريح، فإن الحرب السودانية ستتجمّد، ما لم يواصل الجيش تقدّمه ويستمرّ انهيار "الدعم السريع" (وهو احتمال وارد). لكن ما تتحدّث به دوائر السياسة يميل للتجميد، وهذا أمر سنعلم حقيقته خلال أيّام. ومع العجز إلا عن التمنّي، فإن المرء يتمنّى ألا يزداد وضع الحرب تعقيداً بإعلان حكومة موازية.


العربي الجديد


 

مقالات مشابهة

  • مستودعات الموت … من علي الكيماوي إلي البرهان الكيماوي !!
  • محاولة فهم ما يجري عندنا !
  • نهاية القتال في السودان… تجميد الحرب
  • السودان مهدد للسلم الإقليمي والعالمي
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • قوافل حجاج السودان تشق طريقها إلى مكة رغم الحرب
  • مديرية التعليم بالغربية تُعلن النتيجة النهائية للمقبولين في مسابقة الـ30 ألف معلم.. تعيين 731 معلماً مساعداً
  • السودان يتهم واشنطن بـاختلاق الأكاذيب حول الأسلحة الكيميائية لخدمة أجنداتها.. ماذا قالت؟
  • هل تتعلّم سوريا السر من ألمانيا وكوريا؟
  • وزير التعليم العالي يصدر قراراً بإعادة تبعية كافة المشافي التعليمية لوزارة التعليم العالي