ثقافة الإسكندرية تقدم التجربة النوعية "كاسبر" على مسرح الأنفوشي
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
شهد قصر ثقافة الأنفوشي، العرض المسرحي "كاسبر"، في ختام عروض الموسم الحالي للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، المقدمة بمحافظة الإسكندرية، في إطار برامج وزارة الثقافة.
فكرة العرض مستوحاة من نص " كاسبر " للكاتب النمساوي بيتر هاندكه، ويناقش قضية أصحاب الأرض، ليصور معاناة الشعب الفلسطيني على مر التاريخ.
وتدور الأحداث داخل أحد المصانع حول مجموعة من العمال قرروا الانفصال عن الإدارة وبناء مصنع جديد خاص بهم، وبمرور الوقت يتم بناء المصنع بالفعل بالحديقة المجاورة، ويتم الاستيلاء تدريجيا على الأرض وتتوالى الأحداث.
"كاسبر" تجربة نوعية لبيت ثقافة بولكلي، أداء محمد جابر، محمد عصمت، مروان محمود، فارس فياض، محمد صلاح، كيرو عماد، مؤمن هشام، زياد رضا، محمد أيمن، ديكور وملابس دنيا عزيز، إعداد موسيقى محمد إبراهيم، تصميم إضاءة أحمد طارق، ماكياج نادين وائل، مخرج مساعد أمجد ماجد، دراماتورج وإخراج أشرف علي.
العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وقدم بحضور أعضاء لجنة التحكيم المكونة من د.سارة توفيق، الناقد يسري حسان، الكاتب المسرحي سعيد حجاج، المخرج شاذلي فرح، الموسيقار حازم الكفراوي، وأمل فاروق، وينفذ بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان.
وقدمت قصور الثقافة 12 عرضا مسرحيا مجانيا بمحافظة الإسكندرية، بدءا من منتصف أبريل ضمن عروض الشرائح والتجارب الخاصة للموسم الحالي.
ومن المقرر أن تنطلق العروض بمحافظة البحيرة بدءا من مساء اليوم مع العرض المسرحي "بنت القمر" لفرقة قصر ثقافة المحمودية على مسرح النادي الاجتماعي، وتستمر حتى ٤ مايو المقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصر ثقافة الانفوشي عروض الموسم للهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيوني
إقرأ أيضاً:
بين «جلجامش» و«الطريق».. رسائل مسرحية تبحث عن إنسانية الملك وقداسة الولي
اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بالغربية، بعرضين مسرحيين يقدمان تجربة مسرحية متباينة في الطرح، متقاربة في الطموح، هما: "جلجامش" على مسرح 23 يوليو، و"الطريق.. الولي والسلطان"، على مسرح المركز الثقافي بطنطا.
الطريق.. من التصوف إلى السياسة
"الطريق.. الولي والسلطان"
جاء العرض الأول "الطريق.. الولي والسلطان"، للناقد والأديب الدكتور طارق عمار، برؤية إخراجية جديدة، للمخرج الفنان أسامة شفيق، حيث مزج النص بين التاريخ الصوفي والتحليل السياسي، من خلال سرد علاقة السيد البدوي بالظاهر بيبرس، وسط أجواء مشحونة بالصراعات الداخلية ومحاولات تشويه السلطة.
المؤلف د.طارق عمار والمخرج أسامة شفيق قدما رؤية أكثر اتساقًا مع وعي الجمهور، وإن كانت تميل أحيانًا إلى التقريرية في الطرح، خاصة في مشاهد المواجهة بين رجال الدين والسلطة، غير أن هذا العرض امتاز بتكامل عناصره الفنية: من موسيقى حية، شعر بليغ، واستعراضات منضبطة، وديكور كل هذا جمعه المخرج أسامة شفيق في عمل فني متكامل مما جعله أكثر تماسكًا.
كما أن أداء الممثلين اتسم بالنضج، وقد تميز أحمد سالم الذي جسد شخصية «البدوي» ومحمد عبد العزيز الذي جسد شخصية الظاهر بيبرس، بحضور قوي ووضوح في الأداء، ما ساعد الجمهور على التفاعل مع الحدث، و اللافت أن العرض قدم خطابًا توعويًا بصيغة درامية غير مباشرة، ما يعكس وعيًا بإشكاليات المجتمع المعاصر من خلال إسقاطات تاريخية ذكية.
جلجامش.. ملحمة تتعثر في بحر الرمزية
في العرض الثاني اختار المخرج هشام القاضي نصًا ثقيلاً قائمًا على الميثولوجيا الرافدينية ليقدمه برؤية معاصرة، حيث تحكي المسرحية قصة الملك "جلجامش" الذي أغوته السلطة فادّعى الألوهية، قبل أن يكتشف إنسانيته بعد فقد صديقه المقرب.
النص في جوهره غني بالرمز والتأويل، وقد وُظفت عناصر العرض من "ديكور وأزياء وحتى الموسيقى والاستعراضات" لخدمة هذا العالم الأسطوري، إلا أن الزخم البصري في بعض اللحظات بدا طاغيًا على الفكرة الرئيسية، وهو ما أدى إلى تشويش على مسار التلقي لدى الجمهور، خاصة في النصف الأول من العرض.
الممثلون قدموا أداءً جادًا، وبرز من بينهم خالد عبد السلام وسيد الحسيني، غير أن بعض المشاهد اتسمت بالمبالغة في الأداء الجسدي، مما أثر على إيقاع العرض. المخرج بدا واضحًا في سعيه لتقديم عرض فلسفي بصري، لكن النص نفسه كان يحتاج لمزيد من التبسيط دون الإخلال بعمقه الرمزي.
في المجمل: مسرح جاد يبحث عن توازنه
العرضان يثبتان أن فرق قصور الثقافة تسير بخطى جادة نحو مسرح نوعي، رغم بعض التفاوت في أدوات المعالجة، "جلجامش" مثّل مغامرة فكرية وبصرية تحتاج لمزيد من التهذيب الإخراجي، بينما "الطريق" قدم تجربة أكثر قربًا من المتلقي، لكن دون اختراق درامي حاد.
تبقى قضية النصوص وطريقة تقديمها هي التحدي الأكبر لمثل هذه الفرق، إلى جانب الحاجة إلى تمكين تقني أفضل وصقل عناصر الأداء، خصوصًا في عروض ذات طابع ملحمي أو تاريخي.