تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين الرسولَين من السبعين ياسون وسوسيبتروس، وكان الرسولان ياسون وسوسيبتروس من أنسباء بولس. وياسون هو الذي أضاف بولس وسيلا يوم كانا يكرزان في تسالونيكي. يذكرهما الرسول في آخر رسالته إلى الرومانيين.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "أَنتُم تَعبُدونَ ما لا تَعلَمون ونَحنُ نَعبُدُ ما نَعلَم لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود".

إنّ كلمة "أنتم" تدلّ حرفيًّا على السامريّين؛ أمّا في المعنى المجازيّ، فهي تدلّ على الذين يفسّرون الكتب المقدّسة بما يتناقضُ مع تفسير الكنيسة لها. كذلك الأمر بالنسبة إلى كلمة "نحن"، فهي تدلُّ حرفيًّا على اليهود، وفي المعنى المجازيّ، تدلُّ على الكلمة الإلهيّة، تمامًا كما تدلُّ على الذين يبلغونَ الخلاص عن طريق الكتب المقدّسة التي بين أيدي اليهود.

لقد كان السامريّون يعبدونَ ما لا يعلمونَ لأنّهم كانوا يجعلونَ من الله مخلوقًا يحدُّه مكان ويتجزّأ إلى أجزاء عدّة. ففي مخيّلتهم، لم يكن الله أكثر من صَنَم، ولذلك كانوا يمزجونَ بين عبادة الله وعبادة الشياطين. أمّا اليهود، فكانوا "معصومين" عن هذه الأخطاء، وكانوا يعرفونَ الإله الأوحد لهذا الكون كما أعلنَ ربُّنا يسوع المسيح: "نحن نَعبدُ ما نَعلمُ". ووضعَ نفسه في عداد اليهود ليردَّ على ظنّ تلك المرأة التي كانت تعتبرُه نبيًّا يهوديًّا، لذلك قالَ: "نحن نَعبدُ"، مع أنّه، بكلّ تأكيد، هو الذي تَعبدُه البشريّة جمعاء...

"لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود": إنّ هذه العبارة تعني أنّ اليهود هم الذين حفظوا جميع عقائد الخلاص طاهرةً ثمّ انتشرَتْ في الكون كلّه، وهي معرفة الله، وعدم عبادة الأصنام، وسائر الحقائق العقائديّة. إنّ ربَّنا يسمّي حضوره في هذا العالم بالخلاص، ويقولُ أنّ الخلاص يأتي من اليهود حسب ما يأتي على لسان بولس الرسول: "ومِنهمُ المسيحُ مِن حَيثُ إِنَّه بَشَر، وهو فَوقَ كُلِّ شيءٍ: إِلهٌ مُبارَكٌ أَبَدَ الدُّهور. آمين".

انظروا كيف يشدّدُ على سلطة العهد القديم ويصوِّرُه على أنّه مصدر كلّ الخيرات، وكيف يُثبتُ أنّه لا يتعارض مع الشريعة. إنّ ربنا يسوع المسيح يُعطي الكثير لليهود ويُعلنُ باسمهم: "نحن نعبدُ ما نعلمُ". غير أنّه لا يتكلّم على هذا النحو باسم اليهود غير المؤمنين والهالكين، بل باسم أولئك الذين يشبهون الرسل، والأنبياء وسائر القدّيسين الذين كانوا يأتونَ بثمن المبيع فَيلقوه عند أقدام الرسل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيست

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تُكرم ثلاثة مغاربة كانوا ضمن بعثة حفظ السلام بإفريقيا الوسطى

يحتضن مقر الأمم المتحدة بنيويورك، مراسم إحياء اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يوم الخميس 30 مايو 2024.

ومن بين العسكريين المغاربة الذين سيحصلون على وسام داغ همرشولد: العريف أول حفيظ نشيط، والجندي أول ادريس حجاج، بالإضافة إلى الموظف المدني حسن بالبواح، الذين عملوا ببعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا).

وخلال الاحتفالات الرسمية في مقر الأمم المتحدة، سيتولى الأمين العام أنطونيو غوتيريش وضع إكليل من الزهور تكريما لجميع حفظة السلام الذين سقطوا تحت علم الأمم المتحدة. ويترأس مراسم تسليم ميدالية « داغ همرشولد » بعد الوفاة إلى 64 فردًا من العسكريين وأفراد الشرطة والمدنيين، بما في ذلك 61 شخصًا فقدوا أرواحهم في العام الماضي.

ويحتل المغرب المرتبة التاسعة ضمن البلدان المساهمة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالقوات العسكرية وأفراد الشرطة. وينتشر حاليا أكثر من 1700 من الجنود وأفراد الشرطة المغاربة في بعثات الأمم المتحدة في أبيي وفي جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.

وفي رسالته قال الأمين العام: « إننا نكرم اليوم أكثر من 76000 من القبعات الزرق التابعين للأمم المتحدة الذين يجسدون المثل الأعلى للإنسانية: السلام. يومًا بعد يوم، يخاطر هؤلاء الرجال والنساء بحياتهم، ويعملون بشجاعة في بعض المناطق الأكثر خطورة وغير المستقرة على هذا الكوكب لحماية المدنيين والدفاع عن حقوق الإنسان ودعم الانتخابات وتعزيز المؤسسات، حيث دفع أكثر من 4300 من القبعات الزرق الثمن الأغلى أثناء خدمتهم تحت علم الأمم المتحدة. إننا لن ننساهم أبدا“.

ويحمل اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لعام 2024 شعار « مستعدون للمستقبل، نبني معًا بشكل أفضل ». فرغم أن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أثبتت فائدتها على مدى أكثر من 75 عامًا، حيث ساعدت البلدان المضيفة على المضي قدمًا على الطريق الصعب من الصراع نحو السلام، فإن خطة الأمين العام الجديدة للسلام ترسم طريقًا للحفاظ على عمليات السلام والأمن متعددة الأطراف كأدوات فاعلة لمواجهة الأزمات والصراعات المستقبلية.

وقد أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في عام 2002، لتكريم جميع الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام، وتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في خدمة السلام.

كلمات دلالية الأمم المتحدة القبعات الزرق مغاربة

مقالات مشابهة

  • الكنيسة تحتفل غدا بذكرى دخول السيد المسيح أرض مصر
  • الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة أندرونكوس أحد السبعين رسولا.
  • الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول عيد جسد المسيح ودمه.
  • الكنيسة المارونية تحتفل بحلول الخميس الثاني من زمن العنصرة.
  • لكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار إسحق رئيس دير دلماتوس
  • دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى تحويل مجرى النيل
  • الأمم المتحدة تُكرم ثلاثة مغاربة كانوا ضمن بعثة حفظ السلام بإفريقيا الوسطى
  • الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوية غيرارديسكا دي بيزا
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة الأنبا أمونيوس المتوحد الأنطاكى
  • الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوي يوحنا برادو الكاهن والشهيد