نفى وزير خارجية تشاد الاتهامات الموجهة لبلاده بمساندة قوات الدعم السريع في السودان، في وقت حذرت فيه واشنطن من "مجزرة واسعة النطاق" على وشك أن تشهدها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقال وزير خارجية تشاد محمد صالح النظيف في تصريحات للجزيرة مباشر "نتحدى أي مسؤول سوداني يثبت تورطنا في الاقتتال بين الجيش والدعم السريع".

وأكد النظيف أن بلاده لا تؤمن بالحل العسكري للأزمة في السودان وأنه يجب جلوس طرفي القتال للحوار.

ويوجه الجيش السوداني اتهامات لدول مجاورة وأخرى إقليمية بتقديم المساندة لقوات الدعم السريع خلال القتال المستمر بينهما منذ أبريل/نيسان من العام الماضي.

تحذير أميركي

وفي تطورات الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني والدعم السريع، حذّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمس الاثنين مما وصفتها "بمجزرة واسعة النطاق" على وشك أن تشهدها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وبقيت الفاشر لفترة طويلة في منأى من المعارك منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل/نيسان 2023، لكن تقارير عن قتال وأعمال عنف في المدينة والقرى المجاورة بدأت ترد اعتبارا من منتصف الشهر الجاري.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول السودان إن الفاشر "على شفير مجزرة واسعة النطاق. هذا ليس بتخمين، إنه الواقع القاتم الذي يواجه الملايين من الناس"، وفق تعبيرها.

وأضافت غرينفيلد "هناك بالفعل تقارير ذات صدقية تفيد بأن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها دمّرت قرى عدة غرب الفاشر، وبينما نتحدث، تخطط قوات الدعم السريع لهجوم وشيك على المدينة"، محذّرة من أنه "ستكون كارثة إضافية".

وتشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة، وتضم المدينة عددا كبيرا من اللاجئين.

قوات الدعم السريع استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى شمال دارفور (وكالات) الفاشر

في سياق متصل، قالت قوات الدعم السريع، إنها تصدت لنحو 22 هجوما من الجيش السوداني على مواقعها، بمدينة الفاشر، منذ اندلاع الحرب العام الماضي.

وأضافت، في تصريح لأحد قادتها الميدانيين، أن قوات الدعم السريع ظلت طوال فترة الحرب في موقع الدفاع عن نفسها بالفاشر، متعهدا بالتصدي لأي هجوم جديد من الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه. كما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالتسبب في نزوح سكان شمال وشرق الفاشر جراء القصف الجوي والمدفعي.

ويسيطر الجيش السوداني على الفاشر، وتُقاتل إلى جانبه حركات مسلحة وقعت اتفاق "سلام جوبا" مع الحكومة عام 2020، على رأسها "قوات تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.

وتسعى قوات الدعم السريع لبسط سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، بعد نجاحها في السيطرة على 4 من ولايات دارفور الخمس.

وتحظى مدينة الفاشر بأهمية إستراتيجية، حيث تعد مركزا رئيسيا لأبرز قادة حركات الكفاح المسلح في المنطقة، وتتمتع بموقع جغرافي حيوي، إذ تحدها من الغرب تشاد ومن الشمال الغربي ليبيا، مما يعزز أهميتها كنقطة تلاق للمصالح والصراعات.

وبالرغم من التحديات التي تواجهها قوات الدعم السريع بالسيطرة على المدينة، فإنه من الصعب التوقع بشكل قاطع مصير المدينة في الوقت الحالي، فالتوترات والاشتباكات المسلحة قد تتفاقم أو تتراجع بناء على تطورات الميدان والتدخلات الدبلوماسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة

اقتحمت قوات من الدعم السريع مستشفى الفاشر الجنوبي في السودان، السبت، قبل أن تدور معارك عنيفة في محيطه.

وأفاد أطباء في المستشفى الجنوبي بأن قوة من الدعم السريع "اقتحمت المستشفى وصادرت هواتف ومقتنيات الكوادر الطبية، كما أُصيب مدير المستشفى والمدير الطبي خلال الاقتحام"، وفق موقع "سودان تربيون".

وتحدث شهود عيان عن تسلل قوة من الدعم السريع إلى الفاشر واقتحامها المستشفى، قبل أن تدور معارك بينها وبين الجيش وقوات الحركات والمقاومة الشعبية.

من جهتها قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأحد، إن المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر الذي تدعمه المنظمة تعرض للهجوم وخرج عن الخدمة بحسب وكالة "رويترز".


وتؤوي المدينة الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتسعى قوات الدعم السريع، التي تسيطر على العاصمة الخرطوم ومعظم المناطق في غرب السودان، إلى التقدم أكثر في وسط البلاد، فيما تقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الشعب السوداني يواجه "خطر مجاعة وشيكا".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم في الفاشر بسبب الأعمال القتالية في أبريل نيسان وأيار/ مايو.

ولم تذكر المنظمة اسم الجهة التي هاجمت المستشفى، وهو الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفه المنظمة بأنها أحداث يومية تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.

وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحا دخلوا المستشفى فيما توفي 208 بداخله خلال الفترة من 10 أيار/ مايو إلى السادس من يونيو حزيران، لكن عددا كبيرا من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.

وصرح ميشيل-أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ بالمنظمة، لـ"رويترز" بأن المستشفى بدأ في وقت سابق إجلاء المرضى بعد أن تأثر بالقتال ثلاث مرات منذ 25 أيار/ مايو.

وذكرت غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات، وهي مجموعة من المتطوعين، الأحد، أن مقاتلي قوات الدعم السريع داهموا المستشفى، السبت، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص ونهب أدوية وسيارة إسعاف وإجبار المستشفى على غلق أبوابه.

وقال شاهد لـ"رويترز" إنه رأى أشخاصا يخرجون من المستشفى، وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع أطلقت صواريخ على المستشفى والمناطق المجاورة له.

وقالت تنسيقية مخيم أبو شوك ومتطوع إن هجوما آخر وقع أمس على المخيم الواقع إلى الشمال من المدينة، مما أثر على مركز طبي آخر وأدى إلى مقتل اثنين على الأقل وإصابة أكثر من 30 شخصا.


ونشر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية تقريرا الأسبوع الماضي قال فيه إن نحو 40 تجمعا سكنيا خارج المدينة تعرض لحرائق متعمدة منذ آذار/ مارس.

وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن الهجمات.

ويواجه الأشخاص الذي يتركون المدينة خطرا كبيرا، إذ يقول السكان إن الفارين يتعرضون للهجوم وحتى القتل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وذكر عامل إغاثة وسكان إن معظم الفارين إما يتجهون جنوبا إلى معسكر زمزم أو غربا إلى منطقتي طويلة وجبل مرة، اللتين تسيطر عليهما جماعات مسلحة منها فصيل جيش تحرير السودان الذي يرأسه عبد الواحد محمد نور.


الفاشر تحترق
قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، إن الدعم السريع هاجمت الفاشر السبت “في أكثر من اتجاه وتسللت إلى المستشفى الذي يحتضن عددًا من المصابين جراء القصف المتعمد“.

وأشار إلى أن الجيش وقوات الحركات استطاعوا التصدي للهجوم، مشددًا أن المدينة تحترق.

وتحدث مناوي عن أن التقييم الذي يجريه نهاية كل يوم من المعارك يخلص إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين مقارنة بالعسكريين من الجيش والقوة المشتركة، مفسرًا ذلك بأنه "محاولة لإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق سكان الفاشر".


مقالات مشابهة

  • معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
  • مدعي الجنائية يطلق حملة لتقديم المعلومات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • منظمة إغاثة: إغلاق المستشفى الرئيسي بالفاشر بالسودان بعد هجوم للدعم السريع
  • معارك الفاشر تخرج المشفى الوحيد في المدينة عن الخدمة
  • السودان.. خروج مستشفى الفاشر الرئيسي عن الخدمة
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة
  • نيران الفاشر تطال المرضى.. والنزوح الآن بين الأحياء
  • السودان.. مستشفى الفاشر الرئيسي يخرج عن الخدمة
  • هجمات الدعم السريع تُخرج مستشفى الفاشر عن الخدمة وتتسبب في موجة نزوح