«مصنع الأجبان».. بيئة داعمة لمجتمع أكثر استدامة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بهمة ونشاط وكفاءة عالية، تعمل 9 موظفات على إنتاج أجود «الأجبان» و«الألبان»، ضمن «مصنع الأجبان» التابع لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بمنطقة الباهية في أبوظبي، في خطوة نوعية ترسخ شعار «صنع في الإمارات» وتؤسس لكيان اقتصادي متميز، ضمن بيئة داعمة مجهزة بأحدث المعدات، وتعمل الموظفات صاحبات الهمم على إنتاج أجبان وألبان بمختلف النكهات، لتجد طريقها إلى موائد النخبة وأرقى الفنادق، بينما تعزز المبادرة دمج أصحاب الهمم وتسلط الضوء على موهبتهم في صناعة جبن الماعز المحلي، تأكيداً على بناء مجتمع أكثر استدامة وصحة.
تمكين واستدامة
ندى الشبيبي مدير مشروع «مصنع الأجبان» بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بمنطقة الباهية، قالت إن المشروع نجح في تغطية متطلبات «الأجبان» و«الألبان» للعديد من الفنادق والعلامات التجارية الفاخرة ضمن شراكات متنوعة، مشيرة إلى أن المؤسسة تهدف إلى تحقيق الاستدامة في متطلبات مختلف أنواع الأجبان، وعملت على تمكين الموظفات من أصحاب الهمم عبر تدريبهن ودمجهن في سوق العمل، حيث تعمل الموظفات ضمن بيئة مجهزة بأحدث الأدوات بعد أن تم صقل مهاراتهن وتطوير قدراتهن وتمكينهن في مجال صناعة الأجبان والألبان عبر استخدام حليب الماعز، كما أن الموظفات لهن دراية تامة باشتراطات الصحة والسلامة الغذائية خلال عملية الإنتاج، وأضافت: «نفتخر بمنتسباتنا ومشاركتهن الفعلية كمُنتِجات ومشاركات في نهضة بلادنا الإمارات من خلال توريد منتجاتهن للقطاع السياحي والخاص الداعم لأبنائنا من أصحاب الهمم، كما يسهم المصنع في تعزيز الاقتصاد الوطني والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لبعض الأجبان والألبان والاستفادة من الطاقات الكامنة لديهن وتوفير فرص عمل لهن، بما يساعد على دمجهن بصورة فاعلة في المجتمع».
ثقة وشهرة
وأضافت الشبيبي أن صاحبات الهمم يعتمدن على أنفسهن، ويشعرن بالفخر كونهن يسهمن في تنمية ونهضة بلادنا، مشيرة إلى أن مصنع الأجبان يتعاقد مع أفخم الفنادق، بعد أن زادت الثقة في منتجاته وحقق شهرة واسعة، نظراً لما يتميز به من جودة، دفعتنا لإطلاق مبادرات وتنفيذ مشروعات هادفة لتمكين تلك الفئات ودعم وتنمية قدراتهن ليكون لهن دور أساسي في التنمية، مما ساعد على إنجاز وتدشين المصنع.
وأشارت آلاء مصطفى، مساعد مدرب في «مصنع الأجبان»، إلى أنه يتم جلب الحليب من المزارع المحلية في دولة الإمارات، ونقتصر على استعمال حليب الماعز، ويصلنا يومياً من 50 إلى 100 لتر حليب، يتم تجميعه داخل جهاز خاص به بسعة (1000 لتر)، وعبر مراحل تقنية تصنع منه «اللبنة» أو «الأجبان»، حيث تدربت الموظفات على جميع مراحل التصنيع والتقنيات اللازمة، وأصبحت لديهن خبرة كبيرة في هذا المجال ويعتمدن على أنفسهن بشكل كبير.
كفاءة عالية
بدورها، أكدت رحمة مشتهى، أنها تعتبر الموظفات صاحبات الهمة مثل بناتها، موضحة أن البداية كانت تضم مجموعة بسيطة، بـ3 موظفات، وحالياً يتوفر المصنع على العديد من الموظفات المتمكنات اللاتي يتمتعن بكفاءة عالية، واليوم ينتج المصنع الألبان بمختلف النكهات، ومنها لبنة بالسماق، ولبنة بحبة البركة، ونفتخر بتواجد منتجاتنا على مائدة أفخم الفنادق، وأنا كمدربة أتعامل معهن بحب وتقدير كبيرين مما يعزز ثقتهن بأنفسهن ويزيد من تقديرهن لذواتهن.
شهادة مطابقة
أشارت ندى الشبيبي إلى أن مصنع الأجبان، حصل على شهادة المطابقة لمنتجاته من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ويُسهم في دعم مزارع أصحاب الهمم من خلال تغطية متطلبات الإنتاج اليومي لمنتجات الألبان بالمصنع، وهو ما يدعم منصة «مزارع همم» لتشجيع المواطنين على العمل الحر وإصدار رخصة أبوظبي للمزارع من خلال التسجيل في هذه المنصة، لتوريد الألبان للمؤسسة، ويتوفر المصنع على أكثر من عشرة أجهزة متنوعة تستخدم في تصنيع منتجات الأجبان، مما أثر على حجم الإنتاج بشكل إيجابي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أبوظبي صنع في الإمارات الجبن الاستدامة أصحاب الهمم إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف تتحدث مع ابنك عن وزنه بطريقة داعمة بدون تجريح؟
يُعد الحديث عن الوزن من أكثر الموضوعات حساسية، فهو لا يرتبط بالمظهر الخارجي فقط، بل يمتد إلى مفاهيم القبول الذاتي والصحة النفسية والجسدية. وعند مناقشته مع الأبناء، يصبح التعامل معه عملية دقيقة تتطلب مزيجا من الوعي الصحي واللطف العاطفي. فالهدف هو ترسيخ علاقة إيجابية مع الجسد، وتعزيز أنماط حياة صحية ومستدامة.
ويبرز هنا دور اللغة المستخدمة؛ إذ إن اختيار الكلمات بعناية أمر بالغ الأهمية، فكل عبارة للنقاش حول الوزن تسهم في تشكيل صورة الطفل عن نفسه وتؤثر على علاقته بجسده لسنوات طويلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"تي ماكسينغ".. اتجاه جديد يشجع المراهقين على تناول هرمون التستوستيرونlist 2 of 2وراء الأبواب المغلقة.. متلازمة الـ"هيكيكوموري" تكشف عن جيل يهرب من العالمend of listفهم المشكلة قبل بدء النقاشقبل فتح هذا الحوار الحساس، من الضروري التأكد من أن قلقك مبني على أساس طبي سليم وليس مجرد مقارنات مع أطفال آخرين أو معايير مجتمعية غير واقعية. كل طفل يمتلك معدل نمو فريد ويستجيب للطعام والنشاط بشكل مختلف. استشارة طبيب الأطفال أو مختص تغذية توفر لك رؤية موضوعية حول ما إذا كان هناك قلق صحي فعلي أم لا.
والخبراء يشددون على أهمية عدم التركيز على الوزن نفسه، بل على السلوكيات الصحية والنشاط البدني والتغذية المتوازنة. هذا التحول في المنظور يحمي الطفل من تطوير علاقة سلبية مع جسده ويضع الأساس لنمط حياة صحي طويل الأمد.
اختيار التوقيت والأسلوب المناسبيلعب التوقيت دورا مهما في نجاح هذا النوع من الحوارات، فاختيار لحظة هادئة خالية من التوتر أو المشتتات، وفي مكان يشعر فيه الطفل بالأمان والخصوصية، يساعده على الانفتاح والتحدث براحة. ومن الأفضل تجنب فتح الموضوع أثناء الوجبات أو أمام الآخرين.
ابدأ بالاستماع لما يشعر به تجاه جسده وصحته، فالكثير من الأطفال يمتلكون وعيا ذاتيا أكبر مما نظن، وكل ما يحتاجونه هو من يصغي إليهم بدون أحكام. واحرص على أن يكون الحوار تفاعليا لا محاضرة أو توبيخا، وذلك من خلال طرح أسئلة مفتوحة مثل: "ما الأطعمة التي تمنحك طاقة أكبر؟". هذا الأسلوب يشجع الطفل على التفكير في صحته بشكل إيجابي.
استخدام لغة إيجابية وداعمةالكلمات التي نستخدمها مع الأطفال تترك أثرا عميقا في نفسيتهم، فالأبحاث تشير إلى أن المضايقات المتعلقة بالوزن في الصغر قد تزيد من خطر الوصمة الذاتية لاحقا، وتمهد لمشكلات نفسية طويلة المدى. وفي دراسة أجريت عام 2024 في مدينة شنغهاي على عينة واسعة تضم 10 آلاف و70 مراهقا، تبين أن السخرية من الوزن ترتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب لديهم، بغض النظر عن وزنهم الفعلي. لذلك يصبح من الضروري تجنب الأوصاف السلبية مثل "سمين" أو "ثقيل" أو "وزن زائد" بشكل انتقادي، واستبدالها بلغة داعمة تعزز شعور الطفل بقيمته، مثل: "أنت شخص رائع ومميز، ونريد معا أن نمنح جسمك ما يحتاجه ليكون قويا وصحيا"، وهي طريقة تساعده على الفصل بين هويته ووزنه وتجعله يشعر بالدعم بدلا من العار.
التركيز على الصحة وليس المظهراجعل محور الحديث هو الشعور بالنشاط والسعادة والطاقة، وليس الرقم على الميزان أو شكل الجسم. وتحدث عن فوائد النوم الكافي، والطعام الطازج الملون، والحركة المنتظمة كوسائل لتحسين المزاج والتركيز والأداء الدراسي والرياضي.
إعلانوالخبراء ينصحون بتجنب تقديم النشاط البدني كعقاب أو التزام إجباري، بل كنشاط ماتع يمكن ممارسته مع العائلة أو الأصدقاء.
وعندما يفهم الطفل أن الهدف هو الحفاظ على الصحة والنشاط وتحسين المزاج وليس الظهور بمظهر معين، ستصبح الدوافع الداخلية للعناية بالصحة أقوى وأكثر استدامة.
بدلا من فرض نظام غذائي صارم أو جدول رياضي قسري، اجعل طفلك شريكا حقيقيا في تبني العادات الصحية. امنحه فرصة اختيار الخضروات التي يفضلها في السوق، وأشركه في إعداد وجبات صحية بسيطة، ودعه يقترح الأنشطة التي يحبها مثل السباحة أو ركوب الدراجة أو المشي في الحديقة. هذه المشاركة تمنحه إحساسا بالاستقلالية والتحكم، وتعزز ثقته بقدرته على اتخاذ قرارات مفيدة لجسده. كما أنها تساعده على اكتساب مهارات مهمة في الاختيار وتحمل المسؤولية، وتمهد الالتزام طويل الأمد بسلوكيات صحية يواصل اعتمادها طوال حياته.
أخطاء يجب تجنبهاهناك تصرفات على الرغم من نيتها الحسنة قد تسبب ضررا نفسيا كبيرا. أولها المقارنة بين الأطفال سواء داخل الأسرة أو مع الأصدقاء، فهذا يخلق مشاعر دونية وغيرة غير صحية. كذلك التكرار المستمر للحديث عن الوزن يحوله إلى هوس ويجعل الطفل يشعر أن قيمته مرتبطة بجسده فقط.
استخدام الطعام كمكافأة أو عقاب يبني علاقة مشوهة مع الأكل، إذ يصبح الطعام أداة عاطفية بدلا من كونه مصدرا للتغذية. فرض حميات قاسية بدون إشراف طبي قد يضر بنمو الطفل ويؤدي إلى اضطرابات في الأكل. وأخيرا، التقليل من مشاعر الطفل أو السخرية من قلقه حول جسده يهدم الثقة ويمنعه من التواصل معك مستقبلا.
التغيير الحقيقي يبدأ من البيت كله لا من الطفل وحده، فتهيئة بيئة منزلية داعمة هي الأساس لبناء سلوكيات صحية تدوم. ويمكن البدء بخطوات بسيطة مثل تقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية تدريجيا، وزيادة حضور الخضروات والفواكه في الوجبات، مع الحرص على تناول الطعام معا كعائلة بدون شاشات لتعزيز الوعي والترابط. كما أن تشجيع النشاط البدني وتقليل وقت الشاشات جزء مهم من هذه المنظومة، لكن العنصر الأهم هو القدوة؛ فحين يرى الطفل والده يمارس الرياضة بانتظام، ويتناول طعاما متوازنا، ويتحدث عن جسده بشكل إيجابي، فإنه يكتسب السلوك نفسه بشكل طبيعي وبلا ضغط.
متى تحتاج لمساعدة مختص؟بعض العلامات تستدعي تدخل مختصين. إذا لاحظت أن طفلك يشعر بخجل شديد من جسده، أو يتجنب المواقف الاجتماعية والأنشطة الرياضية، أو يتحدث بشكل سلبي جدا عن نفسه، أو يحاول إنقاص وزنه بطرق غير صحية كتخطي الوجبات، فالاستشارة الطبية والنفسية ضرورية.
الطبيب ومختص التغذية يمكنهما وضع خطة صحية مناسبة لعمر الطفل واحتياجاته، بينما المعالج النفسي يساعد في معالجة أي قلق أو اكتئاب مرتبط بصورة الجسم.
والحديث عن الوزن مع الأبناء ليس مهمة سهلة، لكنه فرصة لتعزيز العلاقة بين الطفل وجسده. عندما يشعر الطفل أن النقاش نابع من حب ودعم، يكون أكثر استعدادا لتبني نمط حياة صحي. والهدف هو شعور الطفل بالرضا عن نفسه وبالثقة في قدرته على رعاية صحته، وليس السعي للكمال الجسدي.
إعلان