سواليف:
2024-06-02@15:46:40 GMT

طوفان الوعي العالمي

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

#طوفان #الوعي_العالمي

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
لقد شّكلت الجرائم والإبادة الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة بمشاركة ودعم القوى الإمبريالية العالمية صدمة إنسانية وأخلاقية للشعوب الغربية التي ُضلِّلت صهيونياً على مدار عقود من الزمن بالأكاذيب والخرافات وتزييف الحقائق ، لقد عملت الدول الغربية الإمبريالية على تجريد االشعوب من إنسانيتها وقيمها وفطرتها الإنسانية ، وعملوا على تحويل الإنسان لإنسان عمل تقني آلي مسلوب التفكير خارج نطاق معيشته ومسخه فكريا وسلوكيا وقيميا ، لقد عبثوا من خلال هيمنتهم وسطوتهم ووسائل إعلامهم الهدّامة بالمساقات التعليمية والإنسانية والفكرية والتربوية والمجتمعية والقيمية وأحلّوا كل أنواع الشذوذ لإخضاع البشرية والسيطرة عليها ، لذلك كنا نجد المواطن الغربي وخاصة الأمريكي اسيرا ومنقادا ومؤدلجاً لما يبثه الإعلام الصهيوني ، لكن حجم الجرائم الوحشية بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة التي تسربت عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة غير المسيطر عليها صهيونيا والتي لم تتمكن من حجبها شكّل صدمة في الوعي الإدراكي لتلك الشعوب التي انتفضت على شكل مسيرات ومظاهرات واحتجاجات رافضة ومستنكرة لها ولمواقف دولهم المؤيدة لها ، الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية في أعرق الجامعات العالمية التي تضم أبناء النخب وصفوة المجتمع الرأس مالي هو بمثابة نهاية مرحلة وبداية أخرى ، التغيير المأمول لن يحدث سريعا ! لكنه بدأ ! ودلالات حدوثه هي :
اولاً – من المعروف أن جيل الطلاب (18-23) هم الأنقى فكريا وسلوكيا وبذات الوقت يحلمون بالعالم والمستقبل الإنساني الوردي ، لكن بشاعة وفظاعة وأهوال الجرائم الصهيونية التي شاهدوها ويشاهدونها وجعلتهم ينتفضون لإيقافها ستُكرّس وستحفر في تلك الأذهان النقية الصورة البشعة الإجرامية للكيان الصهيوني كدولة ارهابية متوحشة .


ثانياً : آلة الإعلام الغربي الصهيونية التي تهيمن على 80% من الإعلام العالمي وانحيازها المطلق لعالم الجريمة والإبادة والتوحش فقدت سحرها وتأثيرها ، وستصبح وسائل التواصل والإعلام الأخرى غير المتصهينة المرجعية الإعلامية الموثوقة للجيل القادم ، فهذا الجيل لم يشاهد أي صورة للمحرقة اليهودية المزعومة التي حاول الإعلام الصهيوني غرسها في أذهانهم ! بالمقابل هناك الآف صور للجرائم والإبادة والمحرقة في فلسطين قد خُزِّنت في أذهانهم .
ثالثاً : عندما تصل الاحتجاجات لمراكز العلم والثقافة العالمية التي هي في حقيقتها مصانع للسياسات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والإعلامية المستقبلية لهذا الجيل الذي سيحل محل هؤلاء الموالين والمنقادين والمأجورين للمنظمات والكيانات والمنتديات الصهيونية ، هذا الجيل هو من سيشكل النقابات والمؤسسات والمنظمات في بلدانهم ومجتمعاتهم مستقبلا ، فهم سيكونون القادة والمسوليين ، هم من سيفرزون ممثليهم ونخبهم السياسية القادمة .
رابعاً : سيف معاداة السامية أصبح ثلماً ولم يَعُد صالحاً للاستخدام ، وهذا الجيل بات متيقنا بأنّ هذا القانون هو لتجريم كلّ من يعارض ويناهض الإبادة والمجازر والتوحش – هو لتجريم كل من يفكر ويسأل حكومته عن دعمها وتمويلها وتسليحها لآلة الحرب الإسرائيلية ، هو الأداة والوسيلة لقمع الحرية التي يؤمن بها المواطن الغربي وخاصة الأمريكي .
خامساً : فشل وتخبط السياسات الأمريكية خلال العقدين الماضيين ، فهي من فشل إلى فشل أكبر ، هذا التخبط انعكس على رفاهية المواطن الأمريكي ” غلاء معيشة ، تضخّم ، جرائم ، بطالة .. ” وأكبر مديونية في العالم وصلت إلى 35 تريلون دولار لا قدرة لأمريكا بتسديدها ، وتراجع نفوذها العالمي ، جعل هذا الجيل يتساءل ويفكر بأحلامه الوردية : من الأولى بالإنفاق عليه أمريكا أم أوكرانيا ؟! لمن الأولوية : الرعاية الصحية والتعليم والعمل والسكن للمواطن الأمريكي ام للمستعمر الإسرائيلي الذي تتوفر له كل هذه الميزات من الأموال الأمريكية ؟؟! هذه أسئلة يطرحها اليوم المواطن الأمريكي الذي لم يجرؤ على طرحها قبل طوفان الأقصى ، والكثيرون من الأمريكيين اليوم يشكرون غزة على تحريرهم !
خامساً : إعادة انتخاب النواب في أكثر من بلد غربي ممن حُوربوا من قبل آلة الإعلام الصهيوني نتيجة مواقفهم الرافضة للسياسات الصهيونية المتوحشة يشير إلى أن معيار الولاء للصهيونية سيصبح سببا في الإقصاء غداً .
سادساً : ازدواجية المعايير والسياسات الغربية تجاه نفس القضايا في أماكن وبلدان ومجتمعات مختلفة أفقد هذا الجيل ثقته بحكومات بلاده ، بالأمس جيّشوا كل وسائل إعلامهم والمؤسسات الدولية وحشدوا هذا الجيل لإدانة ايران لوفاة شابة واحدة ” مهسا اميني ” ! ولإدانة روسيا بحجة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ! هذا الجيل نفسه يشاهد اليوم حكومات بلاده نفسها شريكة وممولة لجرائم الحرب وإبادة وذبح عشرات الآلاف من أطفال ونساء وفتيات وشيوخ غزة وتقمع وتعتقل وتهين كل من يعارضها منهم !
هذه بعض من الدلالات ، فاذا ما أضفناها للتناقضات الكبيرة السياسية والثقافية والفكرية والانسانية…الخ الجوهرية بين أطياف وكيانات المجتمع الأمريكي التي كانت تحت الرماد بفضل الحلم الأمريكي الكبير الذي بات يخفت نجمه اليوم ، وما نشاهده من قمع للحريات وتكميم للأفواه وأعتقال الطلبة المسالمين وسحل صفوة أساتذة العلم في أرقى الجامعات العالمية ونربطها مع المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية يشير بكل وضوح إلى تحول كبير وعظيم جداً في الرأي العام العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية وبداية نهاية الليبرالية الإمبريالية وخرافتها الصهيونية وكل شذّاذها ومرتزقتها وعملائها .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الوعي العالمي هذا الجیل

إقرأ أيضاً:

خطورة الإعلام التضليلي المتصهين

#خطورة #الإعلام_التضليلي #المتصهين

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
من أخطر الأسلحة فتكاً في الحروب والصراعات والمؤامرات الكبرى هو الإعلام الموجّه ، هذا السلاح يحتل اليوم أهمية كبرى في حسم المعركة وخاصة في ظل الفضاء الإعلامي العالمي الواسع الانتشار ، لقد أدركت الصهيونية العالمية مبكراً أهمية وفاعلية الاستثمار فيه وتوظيفه لتحقيق أهدافها الكبرى ، لذلك استحوذت على ما يقرب من 80% من وسائل الإعلام العالمية المختلفة المرئية والمسموعة واستمالت وابتزت ورَشَتْ الكثير من كبار المفكرين والمثقفين ونجوم الإعلام والسينما والفن والمشاهير والرؤساء والحكام وبثت من خلالهم كل سمومها وتمكنت من غسل عقول غالبية شعوب العالم .
هكذا يفكر ويعمل العقل الاستراتيجي الصهيوني ، هو يعرف جيداً أنه كلما اتسعت دائرة الوعي العربي وأدركت الشعوب من هو عدوها الحقيقي كلما تقلّصت وتضاءلت وتلاشت أحلامه في المنطقة ، لا غرابة إذاً في كل ما سمعناه ونسمعه على مدار الساعة من نعيق الأبواق العربية المتصهينة ضد كل ما هو وطني ، بالأمس ولتمرير صفقة القرن فقد وصل الأمر ببعض العواصم العربية وإعلامها المتصهين إلى المستوى الذي لم يتخيله أحد ، لقد ابتدعوا ديناً جديداً سمي بالإبراهيمي ، حملتهم تلك كانت أبعد بكثير من التطبيع والتسامح والتعايش السلمي ، إنّه تحريف واضح لدين الله والرسالة المحمدية وتزييف للتاريخ وتشويه كل ما هو وطني وتوظيفه لتحقيق الأهداف الصهيونية ، فمنابر بيوت الله تتحول إلى أبواق صهيونية عندما يعتليها الدجالون والمأجورون والمندسون وتدنّسها اللحى المزيفة ، عندما يترأس المؤسسات والدوائر الإعلامية رواد السفارات الغربية والصهيونية ويخطّون بأيديهم السموم ويبثونها عبر تلك الأبواق فإن الإسلام يفرَّغ من مضمونه ، “فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم ” ، لقد زوّروا وحرّفوا الدين الإسلامي والتاريخ والثقافة والهوية وصوّروا الصهاينة المستعمرين على أنهم ألطف خلق الله وأنّهم خير من أُخرِجوا للناس وأنهم حمائم سلام بهدف غسل الأدمغة العربية وتمرير التطبيع وتهويد ما تبقى من فلسطين ، وبذات الوقت لم يتركوا عائبة ولا شائنة ” خيانة ، باعة أراضي ، إرهاب..الخ ” إلّا وألصقوها بالفلسطينين وشيطنوا كل حركات المقاومة العربية .
من المخزي ومن العار هذا التضليل المدروس في الوقت الذي يسيل فيه نهر الدم بغزة ،وتتطاير فيه أشلاء عشرات الآلاف من أطفال ونساء وشيوخ غزة ، وتُهدم فيه البيوت وبيوت الله فوق رؤوس عباده في الوقت الذي تُقيم فيه العواصم العربية حفلات الفسق والفجور والخلاعة وترفرف فوق جباهها الأعلام الصهيونية وتفرش شوارعها بالسجاد الأحمر والورود لقادة الإجرام والأبادة وداعميهم من مصاصي دماء الشعوب .
هذا هو التسميم الفكري الذي يهدف لصرف الشعوب والأجيال القادمة عن حقيقة وجوهر صراعها مع هذا الكيان العنصري المتوحش كمقدمة لهلاكنا جميعاً وأخطره هو الذي يأتي من الداخل ، وهذا ما تتسابق عليه الكثير من وسائل إعلامنا المتصهينة من خلال طريقة عرض الأخبار ، كمثال تعبيرهم القتلى بدل الشهداء وابرازهم صورة الجانب الإنساني اللطيف للجندي الصهيوني مقابل الصورة المتوحشة للمقاتل اليمني أو الفلسطيني أو من خلال تسمية الجيش الصهيوني المتوحش بجيش الدفاع الاسرائيلي وتسمية الجيش اليمني بميليشيا الحوثي الإرهابية وميليشيا حماس وميليشيا حزب الله الإرهابية ، خبثاً يسمون التوحش الصهيوني في غزة بتعبير العنف أو القوة المفرطة بدلاً من الإجرام والتوحش والإبادة ، إنّهم يُطلقون في أحاديثهم ونشراتهم الأخبارية اسم دولة إسرائيل بدلاً من فلسطين المحتلة ، إنّهم يتفنون في عرض الصورة واللغة المعبرة لكلا الطرفين لكي تخلق تعاطفاً مع القاتل “العدو” ونفوراً وإدانة للضحية ” الفلسطيني” ، تباكي الإعلام العربي المتصهين بوتيرة عالية جداً على السلام بعد طوفان الأقصى إنّما يهدف إلى تجريم وشيطنة حماس ، وكأنَّ الكيان الصهيوني قابض على جمر السلام وملتزم بكل بنود الإتفاقيات.
الأخطر في زمن التصهين الإعلامي هو ما ينفث به جماعة وزمرة الرئيس “أحمونا ” ، هؤلاء الذين نأووا بأنفسهم عن الصف الوطني الفلسطيني وآثروا العيش الرغيد والاستثمار والسمسرة بالدم الفلسطيني وتلذذوا بطعم الكافيار والنبيذ المعتق الفرنسي ولبس البذلات الإيطالية المغموسة بالدم الفلسطيني على الدفاع والتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية ، ما صرّح به الرئيس أحمونا في المنامة وأمام العالم كله لا يخدم إلا السردية والرواية والزيف الصهيوني ! الكيان المتوحش الذي يرتكب أبشع الجرائم على مدار 76 عاماً بحق الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى مبررات وذرائع للمضي في إجرامه ، على أتباع أحمونا أن يفهموا ويدركوا وهم من يشاهد من نوافذ مكاتبهم المخملية قطعان المستوطنين وجيش العصابات الصهيوني يستبيحون كل يوم مناطق ” أ ” ووسط رام الله ، ولتذكير كل من يطلب الحماية فقد ارتكب الكيان المتوحش في النصف الأول من عام 2023 ما يزيد عن 18 الف جريمة ( هدم منازل واعتقالات وتجريف أراضَ….. الخ) راح ضحيتها 186 شهيداً ناهيك عن تدنيس مسرى النبي على مدار الساعة ، الكنيست الذي صوت بأغلبية 99 صوتاً بعدم الاعتراف بقيام دولة فلسطين لم يبقي لهم ماء وجه ، ألا تدركون أن مفهوم الاستيطان يقوم ويرتكز على إنهاء وتصفية الآخر مالك وصاحب الأرض والتاريخ ويستحيل عليه قبولكم والتعايش معكم في دولة عرقية ودينية واحدة ” يهودية الدولة” ، بالفم الملآن وبكل ازدراء يقول لكم انقعوا إتفاقية أوسلو واشربوا ماءها وتبخروا عليها .
في النهاية أيها الرئيس ! لن يحميك بعد الله أحد إلا شعبك ، وأن معركتنا مع هذا الكيان الصهيوني العنصري هي معركة وجود ! إمّا هم وإمّا نحن ، ولكي نكون نحن فليس لنا ولا أمامنا إلا خيار المقاومة والجهاد ، وهذا الخيار غير مختص ومقتصر على الشعب الفلسطيني وإنما هو خيار كل عربي شريف وهو بذات الوقت فرض عين على المسلمين ، فأطماع هذا الكيان ومن يقف خلفه من قوى إمبريالية يتجاوز حدود فلسطين وهم يغرسون ذلك بعقول أطفالهم كمعتقد ديني ويعلنون ذلك على الملأ في استراتيجياتهم وينشرونه في خرائطهم الجغرافية.

مقالات مشابهة

  • بعد دعوات اقتحام الأقصى.. مرصد الأزهر يحذر من اندلاع انتفاضة بالضفة والقدس
  • إعلاميون: المحتوى الهادف يعزز الوعي ويحفز التنمية المستدامة
  • بالفيديو.. فريدة الشوباشي: إدانة «العدل الدولية» لإسرائيل تعكس ردود الفعل العالمية
  • فريدة الشوباشي: إدانة «العدل الدولية» لإسرائيل تعكس ردود الفعل العالمية
  • تنفيسة | قرارات محدودي الوعي لنسف حياة محدودي الدخل
  • خطورة الإعلام التضليلي المتصهين
  • طوفان بشري وحشود مليونية بالعاصمة صنعاء نصرة لفلسطين وتأكيداً على النفير في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني (تفاصيل+صور)
  • هما الوطن الاول والداعميَن الحقيقيَين.. اليوم العالمي للاحتفال بالوالدين
  • الصهيونية ... والمرتكزات العقائدية السته !
  • في يومه العالمي.. التصلب العصبي المتعدد مرض يهدد الشباب.. و"البوابة نيوز" تدق ناقوس الخطر