#طوفان #الوعي_العالمي
المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
لقد شّكلت الجرائم والإبادة الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة بمشاركة ودعم القوى الإمبريالية العالمية صدمة إنسانية وأخلاقية للشعوب الغربية التي ُضلِّلت صهيونياً على مدار عقود من الزمن بالأكاذيب والخرافات وتزييف الحقائق ، لقد عملت الدول الغربية الإمبريالية على تجريد االشعوب من إنسانيتها وقيمها وفطرتها الإنسانية ، وعملوا على تحويل الإنسان لإنسان عمل تقني آلي مسلوب التفكير خارج نطاق معيشته ومسخه فكريا وسلوكيا وقيميا ، لقد عبثوا من خلال هيمنتهم وسطوتهم ووسائل إعلامهم الهدّامة بالمساقات التعليمية والإنسانية والفكرية والتربوية والمجتمعية والقيمية وأحلّوا كل أنواع الشذوذ لإخضاع البشرية والسيطرة عليها ، لذلك كنا نجد المواطن الغربي وخاصة الأمريكي اسيرا ومنقادا ومؤدلجاً لما يبثه الإعلام الصهيوني ، لكن حجم الجرائم الوحشية بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة التي تسربت عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة غير المسيطر عليها صهيونيا والتي لم تتمكن من حجبها شكّل صدمة في الوعي الإدراكي لتلك الشعوب التي انتفضت على شكل مسيرات ومظاهرات واحتجاجات رافضة ومستنكرة لها ولمواقف دولهم المؤيدة لها ، الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية في أعرق الجامعات العالمية التي تضم أبناء النخب وصفوة المجتمع الرأس مالي هو بمثابة نهاية مرحلة وبداية أخرى ، التغيير المأمول لن يحدث سريعا ! لكنه بدأ ! ودلالات حدوثه هي :
اولاً – من المعروف أن جيل الطلاب (18-23) هم الأنقى فكريا وسلوكيا وبذات الوقت يحلمون بالعالم والمستقبل الإنساني الوردي ، لكن بشاعة وفظاعة وأهوال الجرائم الصهيونية التي شاهدوها ويشاهدونها وجعلتهم ينتفضون لإيقافها ستُكرّس وستحفر في تلك الأذهان النقية الصورة البشعة الإجرامية للكيان الصهيوني كدولة ارهابية متوحشة .
ثانياً : آلة الإعلام الغربي الصهيونية التي تهيمن على 80% من الإعلام العالمي وانحيازها المطلق لعالم الجريمة والإبادة والتوحش فقدت سحرها وتأثيرها ، وستصبح وسائل التواصل والإعلام الأخرى غير المتصهينة المرجعية الإعلامية الموثوقة للجيل القادم ، فهذا الجيل لم يشاهد أي صورة للمحرقة اليهودية المزعومة التي حاول الإعلام الصهيوني غرسها في أذهانهم ! بالمقابل هناك الآف صور للجرائم والإبادة والمحرقة في فلسطين قد خُزِّنت في أذهانهم .
ثالثاً : عندما تصل الاحتجاجات لمراكز العلم والثقافة العالمية التي هي في حقيقتها مصانع للسياسات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والإعلامية المستقبلية لهذا الجيل الذي سيحل محل هؤلاء الموالين والمنقادين والمأجورين للمنظمات والكيانات والمنتديات الصهيونية ، هذا الجيل هو من سيشكل النقابات والمؤسسات والمنظمات في بلدانهم ومجتمعاتهم مستقبلا ، فهم سيكونون القادة والمسوليين ، هم من سيفرزون ممثليهم ونخبهم السياسية القادمة .
رابعاً : سيف معاداة السامية أصبح ثلماً ولم يَعُد صالحاً للاستخدام ، وهذا الجيل بات متيقنا بأنّ هذا القانون هو لتجريم كلّ من يعارض ويناهض الإبادة والمجازر والتوحش – هو لتجريم كل من يفكر ويسأل حكومته عن دعمها وتمويلها وتسليحها لآلة الحرب الإسرائيلية ، هو الأداة والوسيلة لقمع الحرية التي يؤمن بها المواطن الغربي وخاصة الأمريكي .
خامساً : فشل وتخبط السياسات الأمريكية خلال العقدين الماضيين ، فهي من فشل إلى فشل أكبر ، هذا التخبط انعكس على رفاهية المواطن الأمريكي ” غلاء معيشة ، تضخّم ، جرائم ، بطالة .. ” وأكبر مديونية في العالم وصلت إلى 35 تريلون دولار لا قدرة لأمريكا بتسديدها ، وتراجع نفوذها العالمي ، جعل هذا الجيل يتساءل ويفكر بأحلامه الوردية : من الأولى بالإنفاق عليه أمريكا أم أوكرانيا ؟! لمن الأولوية : الرعاية الصحية والتعليم والعمل والسكن للمواطن الأمريكي ام للمستعمر الإسرائيلي الذي تتوفر له كل هذه الميزات من الأموال الأمريكية ؟؟! هذه أسئلة يطرحها اليوم المواطن الأمريكي الذي لم يجرؤ على طرحها قبل طوفان الأقصى ، والكثيرون من الأمريكيين اليوم يشكرون غزة على تحريرهم !
خامساً : إعادة انتخاب النواب في أكثر من بلد غربي ممن حُوربوا من قبل آلة الإعلام الصهيوني نتيجة مواقفهم الرافضة للسياسات الصهيونية المتوحشة يشير إلى أن معيار الولاء للصهيونية سيصبح سببا في الإقصاء غداً .
سادساً : ازدواجية المعايير والسياسات الغربية تجاه نفس القضايا في أماكن وبلدان ومجتمعات مختلفة أفقد هذا الجيل ثقته بحكومات بلاده ، بالأمس جيّشوا كل وسائل إعلامهم والمؤسسات الدولية وحشدوا هذا الجيل لإدانة ايران لوفاة شابة واحدة ” مهسا اميني ” ! ولإدانة روسيا بحجة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ! هذا الجيل نفسه يشاهد اليوم حكومات بلاده نفسها شريكة وممولة لجرائم الحرب وإبادة وذبح عشرات الآلاف من أطفال ونساء وفتيات وشيوخ غزة وتقمع وتعتقل وتهين كل من يعارضها منهم !
هذه بعض من الدلالات ، فاذا ما أضفناها للتناقضات الكبيرة السياسية والثقافية والفكرية والانسانية…الخ الجوهرية بين أطياف وكيانات المجتمع الأمريكي التي كانت تحت الرماد بفضل الحلم الأمريكي الكبير الذي بات يخفت نجمه اليوم ، وما نشاهده من قمع للحريات وتكميم للأفواه وأعتقال الطلبة المسالمين وسحل صفوة أساتذة العلم في أرقى الجامعات العالمية ونربطها مع المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية يشير بكل وضوح إلى تحول كبير وعظيم جداً في الرأي العام العالمي المؤيد للقضية الفلسطينية وبداية نهاية الليبرالية الإمبريالية وخرافتها الصهيونية وكل شذّاذها ومرتزقتها وعملائها .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الوعي العالمي هذا الجیل
إقرأ أيضاً:
الجيل الديمقراطي: مصر أنفقت 578 مليون دولار على علاج جرحى غزة
رد المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "الجيل الديمقراطي" بالإسكندرية، على من يحاولون الإساءة إلى مصر أو التقليل من مواقفها التاريخية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه بمنتهى الوضوح، وبلغة الأرقام، نقولها بصوتٍ عالٍ: "كفى تطاولًا على مصر.. وكفى صمتًا أمام العملاء والرعاع الذين يتنكرون لتضحيات هذه الأمة".
وعلق "محمود"، في بيان، على التصريحات الرسمية الصادرة عن وزير الصحة، والتي أكد فيها أن الدولة المصرية أنفقت ما يقرب من 578 مليون دولار خلال 21 شهرًا فقط لعلاج الأشقاء الفلسطينيين من جرحى العدوان الإسرائيلي، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم داخل المستشفيات المصرية، موضحًا أن هذه التكلفة الضخمة جاءت تنفيذًا لتكليفات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أمر منذ اليوم الستين للحرب على غزة، وبعد تدهور الأوضاع الإنسانية، بتشكيل لجنة أزمة وإعداد 37 مستشفى في 7 محافظات، شاملة أكثر من 500 سرير مجهز بالكامل، إلى جانب توفير أحدث الأجهزة والمعدات الطبية المتقدمة لعلاج الجرحى والمصابين القادمين من قطاع غزة، وهذه الأرقام ليست دعاية ولا استعراضًا.. بل رسالة إلى كل من يحاول تشويه صورة الدولة المصرية أو التقليل من دورها.
وأوضح رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، أن هناك دول تتاجر بالقضية الفلسطينية بالكلام والخطب الرنانة، وهناك من يزايد دون أن يفتح معبرًا أو يستقبل جريحًا أو يرسل دواءً.. بينما مصر وحدها، وبقيادة وطنية مخلصة، تحملت ما لا تتحمله دول بأكملها، سياسيًا وإنسانيًا ولوجستيًا، مؤكدًا أن فتح معبر رفح طوال الفترة الماضية، رغم القصف الإسرائيلي على حدوده، ورغم حملات التشويه الإعلامي، كان قرارًا سياديًا إنسانيًا وشجاعًا من القيادة السياسية، لم يستهدف سوى إنقاذ الأرواح، وليس صناعة بطولات إعلامية.
وشدد على أن الرئيس كان أول من قال "لا" واضحة وصريحة لخطط التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، ورفض بشكل قاطع أن تكون سيناء أو أي جزء من الأراضي المصرية ثمنًا لصمت العالم، موضحًا أن موقف الرئيس السيسي من التهجير لم يكن دفاعًا عن سيناء فقط، بل دفاعًا عن فلسطين، وهو رجل يعرف ماذا تعني الأرض، ويعرف أن التفريط في الحقوق يبدأ بخطوة صمت.. ولهذا لم يصمت، بل قالها أمام العالم: مصر لن تكون جزءًا من مخطط تصفية القضية."
ووجه خطابه مباشرة إلى كل من يتبنون خطاب التخوين لمصر، سواء من داخل بعض الأبواق المأجورة أو من تنظيمات الإرهاب الإعلامي، قائلا: "إلى كل من يهاجم مصر ويشكك في نواياها: من أنتم؟، وماذا قدمتم لفلسطين سوى التحريض والشتائم؟، وماذا قدمتم لأهل غزة سوى نشر الفوضى وخراب العقول؟، كفاكم متاجرة، فمصر ليست في حاجة إلى شهادة أحد.. وشعبها يعي جيدًا من الصادق ومن التاجر"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لمجموعة من المأجورين أن يطمسوا تاريخًا ممتدًا من الدعم، بدءًا من دماء جنودنا في 1948 و1973، وحتى جراح أطبائنا في مستشفيات العريش والإسماعيلية."
وأكد أن الشعب المصري، رغم معاناته من الأوضاع الاقتصادية وتحديات التضخم، لم يتذمر يومًا من دعم الدولة للشعب الفلسطيني، بل يحتضنه بكرم وضمير، مؤمنًا بأن هذا الدور ليس منةً بل واجب، ونحن لا ندافع عن فلسطين فقط.. نحن ندافع عن شرف الأمة، والرئيس السيسي، رغم كل الضغوط، لم يساوم، ولم يهادن، بل ظل ثابتًا على المبدأ.. في وقت صمت فيه الكثيرون، أو انشغلوا بالحسابات الضيقة، ومن هنا نقولها: لا تصدقوا الكاذبين، ولا تنسوا من يقف في الخندق الصحيح".