بوابة الفجر:
2024-06-02@23:17:55 GMT

محمد أكرم دياب يكتب: هوّيتُ "القل"

تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT

"اتعرف ما معنى الكلمة.. شرف الرجل في كلمة"، ظلت عالقة في عقلي تلك الجملة من  كلمات الامام الحسين التي اودت بحياته سيدا للشهداء،  لا اعلم التوقيت الذي بدأت فيه الجمله تخاطرني،  ولكني اتذكر جيدا انني حييت على تعظيم الكلمة فهي العقد المعقود دون إبرام، اؤمن بإنه ا لاتحتاج شهودا حتى، فشاهدها دائما هو واحدا قهار، يعظمها في الحق ويدحضها في الباطل، "ويريكم اياته في الافاق"، افاق كل مجتمع وتجمع وعلاقات.

 

استطرد الحسين في حديثه مع الوليد بن عتبة قبل ان يغادر إلى مكة رافضا بيعة أبيه عتبة بن ابي سفيان ، بأن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، وكانت رد بليغ على قول الثاني  له، نحن لانطلب منك الا كلمة فقل بايعت واذهب إلى جموع الفقراء، قلها وانصرف يا حفيد رسول الله حقنا للدماء، قلها ما ابسطها فكانت لابن آل البيت اروع الاوصاف في الكلمة وحقها. 

وقبل موقف يزيد والحسين تجد من الكلمة الذكر وللقلم القدسية منذ الخليقة، فبعد الانسان، خلق الله قلم النور " ن والقلم ومايسطرون" وقد يسبق القلم الانسان والخلق، وعلمها عند الخالق، فتفسير الايه حسب ابن كثير إنه قلم النور الذي يصل طوله من السماء إلى الارض وانشق نصفين بنظر من خالقه الذي كتب به الذكر وان ما يسطرون هو تسطير الملائكة وكتابتهم لاعمال الانسان. 

 فالقلم مقدس يبثق قدسية للكلمة، تتبع الحق بعشقهم، وتتمكن فيهم عقب زيادة  إيمانك بقوة سيطرتهم، وكان اكبر اعجاز القرآن  في كلماته التي وصفها الحق " وما هو بقول شاعر" لكنها ذكر كتبت بقلم النور أول آياتها اقرأ،  وألواح موسى كانت كلمات كتبت في حجارة الجبل وتعاليم الخالق كلمات أهدت إلى رسله من السماء وجمعت بالكتابة في المقدسات.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي حددته الأمم المتحدة عام ١٩٩١ بعد مؤتمر ويندهوك الذي أوصت فيه بضرورة تطوير صحافة حرة ومستقلة، اجده انسب وقت لاعتراف بأنني هويت القلم وهمت فيه عشقا،  قدست الكلمة أساس صحافة كل زمان،  فما هي الا كلمات واجبها انصاف الحق ويدحض بها الباطل، القلم سلاح قوي لمن يعرفه ويصيب بالحق من يقصده له نصل قوي بطشه على الباطل وله ريشة تمجد كل حق.

اتذكر جيدا بداياتي في بلاط صاحبة الجلالة من صحف صغيرة، لا يغيب عن ذهني معلمي الأول لكلمات "الجرايد " محمد فاروق الذي وافته المنية شابا، اقدر جيدا كل فرصة حظيت بها ولكل من وهبني إياها، امتن لجريدة الفجر التي علمتني كيف تكون الجرأة في الكتابة وفرصة اختيار الموضوع الذي تنتظر مردوده بعد النشر، وهو كان الدرس الأكبر في البحث عن قدسية كلمات نكتبها لنصرة حق غُفل عنه. 

بالقلم سطرت في "الفجر" تحقيقات صحفية تمكنت من كشف فساد في السكة الحديد، ونصرت أصحاب مظالم زاد فخري بكوني حلقة وصل بينهم والجهات المعنية، ومنعت تداول قطرات الميد رابيد في أسواق المخدر وادخلتها جداول المخدرات، فتشت عن أصحاب الأمراض النادرة واستهدفت اسواق التجارة في الأعضاء وادوية الاورام والعملة، وعشقت القلم أكثر عندما حولته إلى صورة في كتابة الأفلام الوثائقية، ولا يزال  طريق العشق ممتدا بجانب العمر.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

د. محمد حجازي يكتب: المشروعات الصغيرة والمتوسطة بين فرص النمو وتحدياتها

مع تزايد مستويات التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، والتى أثرت بشكل كبير على تدفّق الاستثمار الأجنبى المباشر، ومع ضرورة التركيز على رأس المال البشرى، والاعتماد على المشاركة الفعّالة من المرأة والشباب فى الحياة الاقتصادية، فإن المشروعات الصغيرة والمتوسّطة يمكنها أن تلعب دوراً محورياً فى الاقتصاد المصرى، وتسهم بشكل كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تُعد المشروعات الصغيرة والمتوسّطة المصدر الرئيسى لتوفير فرص العمل فى مصر، حيث تُسهم هذه المشروعات بنحو 75% من إجمالى فرص العمل فى القطاع الخاص، وفقاً لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وتتميز هذه المشروعات بقدرتها على استيعاب الأيدى العاملة ذات المهارات والخبرات المتباينة، حيث تنتشر المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مختلف محافظات مصر، بما فى ذلك المناطق الحدودية والأقل نمواً والريفية.

وتسهم فى تحقيق التنمية المتوازنة وتقليل الفوارق الإقليمية، من خلال تنشيط الأنشطة الاقتصادية المتنوعة فى هذه المناطق، مما يسهم فى خلق فرص عمل محلية توفر فرص عمل مباشرة لقاطنى هذه المناطق، ويُحد من الانتقال إلى المدن الكبرى، ويعمل على إدماج فئات مثل المرأة المعيلة، وذوى الاحتياجات الخاصة والشباب.

ورغم أن بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تتميز بالمرونة والقدرة على التكيّف السريع مع المتغيرات، إلا أن مساهمتها فى إجمالى الصادرات المصرية تشكل نحو 4% فقط، وفقاً لبيانات وزارة التخطيط.

وهذا يستلزم استهداف سياسات تحفيزية لتلك المشروعات لزيادة مساهمتها فى زيادة الصادرات وتقليل الواردات، والعمل على زيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى.

وقد صدر قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر عام 2020، الذى يقدّم الكثير من الحوافز والتيسيرات لهذه المشروعات، ومنها نظام ضريبى مبسّط للمشروعات الصغـيرة ومتناهية الصغر، حيث تبلغ قيمة الضريبة السنوية على حجم أعمال المشروع الأقل من 250 ألف جنيه 1000 جنيه وفقاً للقانون، بينما تكون 2500 جنيه على أعمال المشروع التى تتراوح من 250 إلى 500 ألف جنيه.

والضريبة السنوية تصل إلى 5 آلاف جنيه بالنسبة للمشروع الذى تتراوح أعماله من 500 ألف إلى مليون جنيه، و0.5% من حجم الأعمال التى تتراوح من مليون إلى 2 مليون جنيه، و0.75% من حجم الأعمال التى تتراوح من 2 مليون إلى 3 ملايين جنيه، و1% من حجم الأعمال التى تتراوح من 3 ملايين جنيه إلى 10 ملايين جنيه.

كما نص القانون أيضاً على الإعفاء من ضريبة الدمغة ورسوم التوثيق والشهر بالنسبة لعقود تأسيس الشركات والمنشآت وعقود التسهيلات الائتمانية والرهن وعقود تسجيل الأراضى، وخفض الرسوم الجمركية على الآلات والمعدات اللازمة للتشغيل بنسبة تتراوح من 2% إلى 5%، بالإضافة إلى تخصيص 20٪ من المشتريات الحكومية لصالح المشروعات المتوسّطة و20% إلى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

بالإضافة إلى إعطاء أولوية لتخصيص الأراضى الشاغرة المتاحة فى المناطق الصناعية والسياحية والمجتمعات العمرانية وأراضى الاستصلاح الزراعى لهذه المشروعات، بالإضافة إلى توفير آلية محفّزة لتوفيق أوضاع المشروعات العاملة فى مجال الاقتصاد غير الرسمى، لتشجيعها على التحول إلى القطاع الرسمى.

وبالنظر إلى تلك الحوافز والتيسيرات فإنه يوجد الكثير من التحديات التى تواجه تنفيذ وتطبيق القانون بسهولة ويسر لتمكين تلك المشروعات من الاستفادة بما قررته الدولة من حوافز لزيادة نمو تلك المشروعات وانطلاقها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعل أحد أهم تلك التحديات هو صعوبة الحصول على التراخيص والموافقات، خاصة فى ضوء تعدّد الجهات الحكومية ذات الصلة.

ووجود تداخل بين بعض التشريعات التى يعمل صغار الموظفين على تفسيرها بطرق لا تساعد على حصول تلك المشروعات على الرخص أو تخصيص الأراضى أو الموافقات بشكل ميسر.

وسوف نستعرض بإذن الله فى المقالات القادمة بالتفصيل تلك التحديات التى يجب العمل على إزالتها لمساعدة تلك المشروعات على الانطلاق.

مقالات مشابهة

  • سعدان: “بيتكوفيتس محترف بمعنى الكلمة ونتمنى تأهل الخضر للمونديال”
  • محمد كركوتي يكتب: نمو مؤكد بطيء
  • أكتوبر المقبل.. أصالة تحيى حفلًا غنائيًا فى عمان
  • محمد رشاد ينتهي من تسجيل أغنيته الجديدة «عالي عالي»
  • محمد رشاد وسلمى عادل يجتمعان في أغنية جديدة بعنوان «عالي عالي»
  • د. محمد حجازي يكتب: المشروعات الصغيرة والمتوسطة بين فرص النمو وتحدياتها
  • تعرف على شكل سمكة الأرنب السامة.. «افحص هذا الجزء من الفم جيدا»
  • حقوق إضافية للفلسطينيين لدى منظمة الصحة العالمية
  • نجم الأهلي السابق: محمد صلاح لاعب منضبط ويعرف دوره جيدا مع المنتخب
  • محمد رمضان في أحدث ظهور: «ثقة في الله هنعمر شواطيء غزة»