في الأسبوعين الماضيين انشغل اللبنانيون بخبر انتشار أسراب من حشرات الخنفساء السوداء التي اجتاحت منطقة القموعة في محافظة عكار وعرسال في البقاع الشمالي وتم تداول العديد من الفيديوهات لانتشار هذه الحشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 انتشار هذه الأعداد الهائلة من الحشرات ترافق مع موجة حر ضربت لبنان رافقتها رياح خماسينية ما جعل العديد من الخبراء يؤكدون وجود علاقة بين هذين العاملين، مشيرين إلى ان "انتشار الحشرات يتأثر بالعامل المناخي".


 
هذه الظاهرة أقلقت اللبنانيين رغم التأكيد بأن هذه الحشرات غير مُضرة بالبشر أو المزروعات، فتساءل العديد منهم عن إمكانية نقلها الأوبئة والأمراض وعن انتشارها داخل المنازل.
 
وزارة الزراعة تُطمئن
وزارة الزراعة أصدرت مؤخرا بياناً أوضحت فيه ان الحشرات التي انتشرت في سماء القموعة في عكار وفي البقاع الشمالي تنتمي الى عائلة Carabidal وتدعى Amara aenea  وهي تنتشر بأعداد هائلة لوقت قصير في فصل الربيع عند ارتفاع الحرارة في اوروبا وبعض بلاد آسيا، وتسمى بالعامية "خنفساء الشمس".
 
ولفتت الوزارة الى أن "هذه الحشرة هي من انواع الخنافس وانها حشرات ناشطة نهارا يجذبها الضوء، تتنقل ضمن أسراب وبأعداد كبيرة، ولكن نظرها الحاد يضعف عند الطيران ما يسبب موت الكثير منها بسبب تصادمها ببعضها او اصطدامها بعوائق تظهر امامها".
 
وطمأنت الوزارة إلى أن هذه الحشرات لا تؤذي الانسان بل تساعده في القضاء على الآفات الزراعية وهي طريقة متبعة للحفاظ على التوازن في النظام الايكولوجي، مشيرة الى أنها سبق ان ظهرت لوقت قصير في بعض المناطق اللبنانية في عكار والبقاع في السنوات الماضية وذلك اثناء ارتفاع الحرارة في فصل الربيع.
 
ولمعرفة المزيد عن هذه الحشرات، تواصل "لبنان 24" مع الخبير البيئي الدكتور ضومط كامل الذي قال ان "حشرة الـ Calosoma Olivieri أو الخنفساء السوداء انتشرت مؤخرا بشكل كبير في عدة مناطق في البقاع والشمال"، مُشيراً إلى ان "انتشارها مُرتبط بعدة عوامل أبرزها ان هذه الحشرة تتحرّك وتخرج من أماكنها قبل حدوث هزات أرضية أي أنها تستشعر باكرا حدوث هزات وكأنها تتنبأ بالأمر، كما انها تنذر باقتراب انتشار موجات من الجراد أو من حشرات أخرى".
 
وقال كامل: "قد تكون هذه الحشرات أيضا بمثابة تهيئة لموجات من الجراد وكأنها ترسل حشرات الخنفساء قبلها لتكتشف درجة الأمان في المكان الذي تنوي الانتقال إليه ولاسيما انه خلال عام 2024 أثرت التغيرات المناخية كثيرا على لبنان كما ان الطقس الحار وعدم تساقط الثلوج على ارتفاع أقل من 1500 متر ساهما بانتشار الحشرات بكافة أنواعها بشكل كبير".
 
ولفت إلى ان "حشرة الخنفساء السوداء يمكنها الدخول إلى المنازل والانتشار في الحقول ولغاية الآن أظهرت النتائج انها غير سامة ولكن لم تخضع هذه الحشرات لفحوصات دقيقة لمعرفة ما إذا كانت تحمل الفيروسات والأوبئة".
 
حشرة السونا
إلى جانب حشرة الخنفساء السوداء، كشف رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم ترشيشي ان حشرة السونا بدأت مؤخرا بغزو حقول القمح بشكل كبير ومخيف، داعيا وزارة الزراعة للإسراع باجراء المناقصة اللازمة للبدء برش المبيدات فوراً لأن هذه الحشرة تتكاثر وتلحق أضراراً كبيرة بمحاصيل القمح.
 
وفي هذا الإطار، لفت كامل إلى ان "حشرة السونا بدأت باكرا هذا العام بغزو حقول القمح"، وأشار إلى ان "هناك طرقا خاصة لمكافحة هذه الحشرة".
 
وطالب وزارة الزراعة بأن تضع فورا خطة عمل تنفيذية بالاشتراك مع طوافات الجيش ورش حقول القمح بالمبيدات غير السامة وغير الملوثة للبيئة للمحافظة على هذه الثروة.
 
وحذر من ان "موسم القمح مهدد هذا العام إضافة للشعير والحبوب الأخرى لأن حشرة السونا تتكاثر بشكل خطير جدا وتبيض الأنثى نحو 200 بيضة بشكل سريع وفي مناطق عديدة وتغزو الحقول".
 
وتابع كامل: "حشرة السونا قادرة على القضاء على الثروة الزراعية، وفي لبنان سنشهد تكاثرا لها أكثر من السنوات الماضية لذا من المفترض ان تتدخل وزارة الزراعة وأن تقوم بحملة رش المبيدات المطلوبة لمكافحة هذه الحشرة لحماية حقولنا وانتاجنا الزراعي والمزارعين اللبنانيين".  
 
وأعلن كامل انه جاهز للمساعدة وان لديه خططا علمية للتخلص من هذه الحشرة بحكم خبرته الطويلة حيث بدأ العمل في مراقبة الحشرات ومكافحتها منذ عام 1975.

ماذا عن الجراد؟
أما عن إمكانية انتشار الجراد، فيؤكد كامل ان "الجراد يأتي في فترات طويلة جدا ونحن بانتظار كيف ستتحرك الرياح في المنطقة العربية وعلى أساسها نعلم ما إذا كان لبنان سيشهد هذه السنة موجة من الجراد".
 
سبل الوقاية
وأخيرا لا بد من الإشارة إلى انه في حال دخول هذه الحشرات إلى المنازل فيجب ولوقت قصير اطفاء الاضواء خارج المنازل وعلى الشرفات واغلاق النوافذ وذلك لعدم جذب هذه الحشرات، أما القضاء عليها فيتم بواسطة مبيد حشري منزلي مسموح بيئيا.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزارة الزراعة هذه الحشرات هذه الحشرة إلى ان

إقرأ أيضاً:

فوبيا الطيران تجتاح العالم.. الصواريخ والطائرات المسيّرة تثير فزع المسافرين

مع تصاعد التوترات العسكرية في عدد من مناطق العالم، وازدحام الأجواء بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة، تزايدت مخاوف المسافرين من ركوب الطائرات. فلم تعد الفوبيا التقليدية من الطيران، أو القلق من اضطرابات الطقس والأعطال التقنية، هي الأسباب الوحيدة للرهبة، بل برزت تهديدات أمنية جوية متنامية تجعل من الرحلة تجربة نفسية مرهقة، كما يصفها كثيرون.

مشاهد مرعبة ومقاطع متداولة

في الأسابيع الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر صواريخ تمر على مسافات قريبة جدًا من طائرات ركاب مدنية. وبينما تبيّن أن بعض هذه المقاطع حقيقي، ثبت أن بعضها الآخر مفبرك، إلا أن توقيتها في مناطق تشهد نزاعات مسلحة أعاد إلى الأذهان حوادث مأساوية سابقة، أبرزها إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا عام 2014.

ففي 17 يوليو/تموز من ذلك العام، أُسقطت طائرة ركاب من طراز "بوينغ 777" كانت تُسيّر الرحلة "MH17" بين أمستردام وكوالالمبور، لمّا أُصيبت بصاروخ أرض-جو أثناء تحليقها فوق منطقة دونيتسك التي كانت آنذاك تحت سيطرة جماعات موالية لروسيا. وأسفر الحادث عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة، وعددهم 298 شخصا، منهم 196 هولنديا و43 ماليزيا و38 أستراليا.

وقد أثار تداول المقاطع الأخيرة قلقا، دفع بعض المسافرين إلى إلغاء رحلاتهم أو تأجيل السفر جوا، لا سيما في ظل التصعيد المستمر بين قوى دولية كبرى واستعراضها المتكرر لقدراتها العسكرية في الأجواء.

"مسافرون يوثقون من الطائرة في الجو لحظة إنطلاق الصواريخ الإيرانية إلى تل أبيب واختراقها الغلاف الجوي"#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/akkterqbgI

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 16, 2025

قطاع الطيران في مأزق نفسي

تواجه شركات الطيران تحديا مضاعفا، الحفاظ على سلامة المسارات الجوية من جهة، ومحاولة تهدئة مخاوف الركاب من جهة أخرى. فحتى وإن كانت الطائرات المدنية تحلّق في مسارات آمنة نسبيًا، إلا أن مشاعر الخوف تبقى مسيطرة على كثير من المسافرين، ما يؤثر على ثقتهم في الرحلات الجوية عموما.

إعلان

منذ بدء الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا في عام 2022، شهد العالم تصاعدا حادا في وتيرة الصراعات الدولية. ووفقا لتقديرات حديثة، ارتفعت نسبة النزاعات المسلحة عالميا بنسبة تصل إلى 65% منذ عام 2021، في مناطق تغطي مساحة تعادل ضعف مساحة الهند تقريبًا، مع تزايد التوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط وميانمار ووسط أفريقيا.

هذا التدهور في الاستقرار العالمي انعكس مباشرة على صناعة الطيران، حيث باتت شركات الطيران مضطرة إلى إعادة رسم خرائط مساراتها لتجنب مناطق الصراع والمجالات الجوية غير الآمنة. في بعض الحالات، أُلغيت الرحلات تمامًا بسبب تضييق خيارات التحليق الآمن.

لم يعد بإمكان معظم شركات الطيران الغربية التحليق فوق الأجواء الروسية، ما اضطرها إلى اتخاذ مسارات بديلة أطول، تسببت في إطالة زمن الرحلات وزيادة استهلاك الوقود. هذا التحوّل دفع بعض الشركات، مثل الخطوط الجوية البريطانية و"فيرجن أتلانتيك"، إلى إلغاء رحلاتها المباشرة بين لندن وبكين خلال العام الماضي.

لكن التحليق عبر الشرق الأوسط لم يكن بديلا آمنا بالكامل، إذ انتقلت التهديدات الجوية إلى تلك المنطقة. فالطائرات المسيّرة والصواريخ أصبحت جزءا من المشهد اليومي، حتى بات الطيارون والركاب يشاهدونها بالعين المجردة خلال الرحلات الجوية، مما يعكس واقعا خطِرا جديدا في أجواء مضطربة.

ارتفاع التكلفة

وخلص بحثها إلى أن التكاليف على بعض المسارات بين أوروبا وآسيا ارتفعت بنسبة تتراوح بين 19% و39%، بينما زادت الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 18% و40%.

كما تُشير إيفانيكوفا إلى تزايد خطر إصابة الطائرات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة. ففي عام 2014، كان إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية الرحلة MH17 فوق شرق أوكرانيا مثالا مبكرا على هذا التهديد الجديد.

حتى بعيدا عن مناطق الصراع النشطة، تكثر المخاطر، حيث تتجاوز الدول حدود الأعراف الدبلوماسية.

في فبراير/شباط، حوّل مسار طائرات كانت تُحلق بين أستراليا ونيوزيلندا، بينما أجرت الصين تدريبات بالذخيرة الحية في بحر تسمان. ولم تُكشف التدريبات التي أجرتها السفن البحرية الثلاث إلا لأن السفن الحربية كانت تبث تنبيهًا على قناة غير خاضعة لرقابة مراقبة الحركة الجوية، ولكن التقطها طيار تابع لشركة فيرجن أستراليا.

يقول مايك ثروير، وهو طيار متقاعد من الخطوط الجوية البريطانية وممثل سلامة الطيران في نقابة طياري الخطوط الجوية البريطانية: "كلما كنت أطير، كانت هناك دائمًا حرب دائرة في مكان ما". ويضيف أن شركات الطيران "أصبحت بارعة جدا في تخطيط الرحلات الجوية في تلك المناطق".

مقالات مشابهة

  • هزة أرضية تضرب منطقة تندرارة
  • من قطر إلى مصر.. موجة طاقة متجددة تجتاح البلاد العربية
  • محافظ الوادي الجديد يتابع إجراءات رقمنة الخدمات الحكومية
  • عبر واتساب.. الموساد يعرض خدمة "غريبة" على الإيرانيين
  • محطات الرصد تسجل ثلاث هزات أرضية في خليج عدن والبحر الأحمر
  • فوبيا الطيران تجتاح العالم.. الصواريخ والطائرات المسيّرة تثير فزع المسافرين
  • إسبانيا تسهّل إجراءات حصول المغاربة على رخصة السياقة
  • ترامب: ‏بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط من إيران
  • رئيس وزراء لبنان يدعو إلى انسحاب إسرائيلي كامل ودعم لإعادة الإعمار
  • التارقي: ليبيا مهددة بأن تصبح مصدر قلق زراعي إقليمي بسبب الجراد