لجريدة عمان:
2025-08-02@13:57:24 GMT

كيف هي الحياة بعد التقاعد؟

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

أن يسمح لنا بصرف معاشاتنا قبل التقاعد نعمة عظيمة يعيشها أبناء جيلي والجيل الذي سبقه، لكن هذه النعمة العظيمة التي نتمرغ فيها قد لا تتاح للأجيال القادمة التي سيجتمع عليها التضخم ونضوب النفط وارتفاع متوسط العمر، أشعر بأنها أعظم نعمة أن تملك الخيار في تحديد مسارك، سألتني طفلتي قبل أيام إن كنت أشتاق للعمل بعد أربع سنوات من قرار ترك العمل، فكانت إجابتي بالنفي سريعة لا تردد فيها، هذا السؤال يطرح عليَّ باستمرار كسؤال كسر جليد للمحادثات ربما، وأحيانًا أخرى من أناس يعيشون لحظة القلق التي تسبق التقاعد.

لن أدعي أنني كنت أعاني في وظيفتي فقد مَنّ الله سبحانه وتعالى عليَّ بمسيرة مهنية ناجحة، ثرية، بالعطاء، والنمو والعلاقات الجميلة التي استطعت أن أنعم بها طوال تلك العقود، لا شك أنني أشتاق لرفقاء الدرب لكن من يهمهم أمري، ويهمني أمره أخذته معي في هذه المرحلة، ومن لم يكن يعني لي شيئًا بقي ذكرى ضمن الذكريات.

أعترف بأنني أجلت التقاعد كثيرًا خوفًا من الفراغ الذي تخيلت أني سأعيشه في ظل غياب مهنة أشغل بها وقتي فأنا المرأة التي كان العمل جزءًا أساسيًا من حياتي، تخيلت الحياة التي يصفها المتقاعدون، والتي تشوبها الوحدة والفراغ وغياب العلاقات التي تثريها، لكن اكتشفت أنها مجرد مرحلة من المراحل الحياتية، وكل مرحلة إذا ما تهيئنا لها ستأتي بتجاربها وعلاقاتها، أذكر ونحن نتوادع بعد استلامنا شهادات الثانوية العامة، التي شابتها الدموع، وكيف تصورنا حياتنا دون رفيقات الدرب اللاتي كنّ جزءًا مهمًا من طفولتنا ومراهقتنا، شاركننا الأسرار والضحكات والدموع.

هذه المشاعر لم تدم طويلًا، فقد هدأت منها حماس الحياة الجامعية والاغتراب والتجارب الجديدة، وكل الصديقات اللاتي وعدننا أن نبقى في قلوبنا، بهتت ذكراهن تدريجيًا، فلم يبقَ منهن أحد، وتدريجيًا حل محلهن صديقات وزميلات وزملاء جدد، وهكذا هو التقاعد غربال آخر لنخل العلاقات، فسقطت تلك التي لم تكن سوى علاقات فرضتها ظروف العمل، وحملنا معنا، من يثري الحياة ذكراه، ومن يستطيع انتزاع الضحكة منا، ومن هو مستعد لمد يد العون في أي لحظة مددنا يدنا طلبًا لها، وجاءت مرحلة التقاعد بتجارب جديدة لا تقل ثراء وبهجة ومتعة مما قبلها، وصداقات تتناسب مع هذه المرحلة، تثريها وتضفي عليها بهجةً وفرحًا.

ما أريد قوله هو أنه بيدك وحدك أن تصنع حياتك بعد التقاعد مثلما صنعت قبل التقاعد، الخيار لك، والتجارب لا تتشابه فهي تختلف باختلاف الأشخاص والظروف.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تشغيل وحدة «تغييز الغاز».. الربط الطاقي بين مصر والأردن يدخل مرحلة جديدة

في خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الطاقي الإقليمي وتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية وصول وحدة التغييز العائمة “إينرجيوس فورس” إلى ميناء العقبة الأردني.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الوزارة لتأمين الطاقة وتعزيز التعاون بين مصر والأردن في مجال الغاز الطبيعي وربطها بشبكة خط الغاز العربي.

وقالت الوزارة في بيان رسمي صدر صباح السبت إن السفينة سيتم ربطها بشبكة خط الغاز العربي لبدء عمليات تغييز شحنات الغاز الطبيعي المسال، وذلك حسب متطلبات التشغيل وظروف الأحمال على الشبكة القومية للغاز في الأردن، ما يساهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة.

هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية شاملة تسعى وزارة البترول المصرية من خلالها إلى زيادة الإنتاج المحلي من الغاز وتنوع مصادره، وذلك لضمان تأمين احتياجات الدولة من الطاقة وتوفير بدائل فعالة لتغطية أوقات الذروة في الاستهلاك، خاصة في قطاعات الكهرباء والصناعة الحيوية.

وأكدت الوزارة أن التعاون الوثيق بين مصر والأردن يعكس التكامل الإقليمي وأهمية الاستفادة المشتركة من البنية التحتية للطاقة المتاحة بين البلدين، مشيرة إلى أن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) أبرمت التعاقد مع وحدة التغييز العائمة ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى ضمان استمرارية إمدادات الغاز الطبيعي وتوفير المرونة في مواجهة أية طوارئ أو تغيرات في الطلب.

كما أشارت الوزارة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود التطوير المستمرة للبنية التحتية لقطاع الغاز المصري، وتعزيز التعاون العربي المشترك لتحقيق أمن طاقي مستدام، بما يضمن تلبية احتياجات المواطنين ومختلف القطاعات الحيوية في الدولة.

هذا وفي إطار خطة أوسع، سبق وأن تعاقدت الحكومة المصرية على 4 سفن تغيير لربطها بالموانئ المصرية، في محاولة واضحة لتجنب أزمات الطاقة التي شهدتها البلاد سابقاً، وتأمين سوق الغاز المحلي بما يتناسب مع النمو الاقتصادي والاحتياجات الصناعية.

ويعد خط الغاز العربي أحد المشاريع الحيوية التي تربط بين دول المنطقة لتعزيز التعاون الطاقي وتوفير الغاز الطبيعي بأسعار تنافسية، ويغطي الخط دول مصر، الأردن، سوريا، ولبنان، وتسعى مصر من خلال هذه المبادرات إلى استغلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي وقدراتها الإنتاجية في الغاز الطبيعي، لتصبح مركزاً إقليمياً لتجارة وتصدير الغاز.

مقالات مشابهة

  • تشغيل وحدة «تغييز الغاز».. الربط الطاقي بين مصر والأردن يدخل مرحلة جديدة
  • «يويفا» يرفع إثارة دوري الأبطال بالآلية الجديدة لتوزيع المقاعد
  • ترامب: يجب عزل رئيس البنك المركزي الأمريكي
  • قمر التربيع الأول.. توصيات مهمة للحصول على أفضل مشاهدة
  • موظفون حكوميون إلى التقاعد (أسماء)
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • التأمينات الاجتماعية تبدأ إيداع معاشات التقاعد لشهر أغسطس 2025 اليوم
  • مسؤول طبي بغزة: 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام
  • ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
  • كيف تستفيد من خدمات المنصة التوعوية للتأمينات الاجتماعية؟