انتهى الاجتماع السادس رفيع المستوى لكبار المانحين في بروكسل، أمس الثلاثاء، بشأن الملف الإنساني في اليمن، إلى توفير ما يمثل ربع التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية للعام 2024، مما يعني فشل الاجتماع بمستوى أسوأ من الفشل الذي كان لخطة استجابة 2023، الأمر الذي يمكن قراءته في إصرار المجتمع الدولي الإنساني على تجاهل أسوأ مأساة إنسانية عرفها العالم في التاريخ الحديث.

 

لم يخرج الاجتماع إلا بما يزيد قليلاً عن 735 مليون دولار أمريكي للاستجابة الإنسانية لليمن التي تتطلب 2.7 مليار دولار؛ ما يمثل تهديدًا لأرواح ملايين من اليمنيين الذين يعيشون على المعونات الإغاثية الدولية من غذاء وتطبيب.

 

وأكد بيان للمجلس النرويجي للاجئين “فشل المانحين الدوليين في تقديم الدعم الكافي لما يصفه اليمنيون: الكفاح اليومي من أجل البقاء”.

 

ويمثل2.7 مليار دولار أمريكي خلاصة التمويل المطلوب لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لـ18.2 مليون يمني من ذوي الاحتياج.

 

وأعرب المجلس عن خيبة الأمل، “لأن كل الخطاب الإيجابي لم يكن مدعومًا بمستويات كافية من التمويل لمساعدة اليمن”.

 

وقال البيان: “تم توفير 16 سنتًا فقط مقابل كل دولار مطلوب للاستجابة لجبل الاحتياجات الإنسانية في اليمن هذا العام. إن الغياب شبه الكامل للدعم من أغنى الدول في العالم يتناقض بشكل صارخ مع الموارد المخصصة لتأجيج الصراع في المنطقة”.

 

وقالت سماح حديد، رئيسة قسم المناصرة في المجلس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “يمثل اليوم فرصة ضائعة للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات هادفة نحو انتشال اليمنيين من حافة الجوع الشديد والمرض المنتشر”.

 

وأضافت: “وبدلاً من ذلك، فقد أرسلت إشارة سيئة مفادها أن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية لا تزال مهملة من قبل الحكومات المانحة، ولن تتلقى الدعم الذي تحتاجه بشكل عاجل”.

 

وحث المجلس النرويجي للاجئين “المجتمع الدولي على تكثيف وزيادة التمويل الذي يلبي الاحتياجات اليومية لليمنيين. وهذا يشمل استئناف برامج المساعدات الغذائية في جميع أنحاء اليمن وتوسيع نطاق الدعم المستهدف لبرامج الأمن الغذائي والتغذية والمياه”.

 

وأوضح: “وفي الأشهر الأخيرة، غرقت الأسر في اليمن في حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد وسط تقلص المساعدات الغذائية وموارد التمويل. وينتشر انعدام الأمن الغذائي الآن بين أكثر من 17 مليون شخص، مما يعني أنه يتعين على الأسر تقليل السعرات الحرارية وعدد الوجبات، مما يؤدي إلى سوء التغذية الحاد بين الأطفال”.

 

وأطلقت 190 منظمة إغاثية أممية ودولية ويمنية، الإثنين، نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي الإنساني بضرورة توفير التمويل المطلوب لخطة استجابة 2024.

 

وحسب المسح الذي أجراه المجلس النرويجي لمختلف المدن والقرى في جميع أنحاء اليمن، فإن 90 % من الأسر لم تتلق أي مساعدات في الأشهر الثلاثة الماضية في بعض المناطق.

 

وقال البيان: “يفتقر ثمانية من كل عشرة أشخاص إلى ما يكفي من المياه النظيفة وسط تصاعد الأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الكوليرا. كما وجدت دراسة منفصلة للعائلات في عدن ومأرب وتعز ومناطق أخرى أن 80 % من الأسر لم تتناول ما يكفي من الطعام، بما في ذلك 40 % كانوا يلجؤون إلى تخطي وجبات الطعام”.

 

وأشار إلى أن “هناك 9.5 ملايين شخص لم يتلقوا مساعدات غذائية منذ أشهر منذ أن أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نهاية دراماتيكية لتوزيع الغذاء في معظم أنحاء اليمن في ديسمبر/ كانون الأول”.

 

في السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم 125 مليون يورو كتمويل إنساني جديد لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا في اليمن.

 

وذكر بيان عن مفوضية الاتحاد، الثلاثاء: “سيتم توجيه التمويل حصريًا من خلال شركاء الاتحاد الأوروبي في المجال الإنساني، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المشاركة بنشاط في الاستجابة، ودعم المجتمعات الضعيفة المتضررة من الصراع المستمر منذ عقد من الزمان في اليمن، والنزوح، وحالات الطوارئ المناخية”.

 

وأضاف: “وستدعم المساعدات الأمن الغذائي والمساعدة في مجالات سوء التغذية والصحة وخدمات الحماية المتخصصة وأنشطة إزالة الألغام وغيرها. كما سيتم دعم البرامج المخصصة للتعليم وحماية الطفل”.

 

وقال مفوض إدارة الأزمات، يانيز لينارسيتش: “بينما يقترب اليمن من عقد من الصراع المدمر، فإن الشعب اليمني يواصل مرة أخرى دفع الثمن الأكثر تدميرًا. ولا يزال أكثر من نصف سكانه يعانون من عواقب الصراع”.

 

لا يزال اليمن يعاني من الأزمات الإنسانية الأشد والأطول أمدًا في العالم، حيث يقدر أن 18.2 مليون شخص – أكثر من نصف السكان – بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية.

 

يمثل فشل الاجتماع السادس لكبار المانحين بشأن اليمن في بروكسل رسالة واضحة من المجتمع الدولي باستمرار إهمال المأساة اليمنية، وهو ما سيترتب عليه تفاقم الوضع الإنساني هناك؛ نتيجة اتساع الفجوة التمويلية التي تتجاوز 70 % من حجم الاستجابة المطلوبة، مما يعني أن نسبة كبيرة من اليمنيين الأشد احتياجًا سيعانون جوعًا ومرضًا، مما سيضع حيواتهم على حافة التهديد.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن بروكسل دول المانحين الأزمة اليمنية الأمن الغذائی فی الیمن الیمن فی

إقرأ أيضاً:

سوريا تتوقع رفع إنتاج الغاز إلى 15 مليون متر مكعب نهاية 2026

قال وزير الطاقة السوري محمد البشير اليوم الأحد إن سوريا تتوقع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 15 مليون متر مكعب بحلول نهاية عام 2026، مقارنة بنحو 7 ملايين متر مكعب حاليا. ويأتي ذلك في إطار جهود البلاد لتعزيز إمداداتها المحلية من الطاقة.

وتعاني سوريا من نقص شديد في الطاقة والوقود في أعقاب حرب استمرت 14 عاما وألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية للطاقة وقلصت الإنتاج.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيران ترفع أسعار البنزين لأول مرة منذ 2019list 2 of 2وزير النفط الليبي: سنكون جزءا من حل أزمة الطاقة الأوروبية end of list

ويشارك البشير في اجتماع وزاري لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، المنعقد في الكويت، وهي أول مشاركة سورية من نوعها عقب سوق نظام الأسد.

وبحث اجتماع المنظمة تعزيز التعاون العربي المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة، ومواكبة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة إقليميا ودوليا، فضلا عن سبل تطويرعمل المنظمة.

وزير الطاقة السوري محمد البشير (يمين) في اجتماعات مجلس وزراء "أوابك" (وكالة سانا)

 

السعر العادل للنفط

من جهته، اعتبر وزير النفط الكويتي طارق الرومي نطاق سعر النفط الخام بين 60 و68 دولارا للبرميل عادلا في ظل ظروف السوق الحالية.

وأضاف "كنا نتوقع بقاء الأسعار على الأقل على ما هي عليه، إن لم تكن أفضل، لكن فوجئنا بهبوطها".

وأشار الوزير الكويتي إلى أن اجتماع " أوابك" يأتي في توقيت مهم وحساس بالنسبة لعمل المنظمة لما يشهده قطاع الطاقة العالمي من تحولات متسارعة وتحديات كبرى تتطلب مواصلة توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء بما يدعم استقرار أسواق الطاقة.

وانخفضت أسعار النفط في جلسة الجمعة وسجلت تراجعا أسبوعيا قدره 4%، في ظل استمرار التركيز على فائض المعروض وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط مخاوف بشأن اضطراب إمدادات النفط الفنزويلية.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 61.12 دولارا للبرميل عند التسوية، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 57.44 دولارا للبرميل.

خلال افتتاحه أعمال الاجتماع الوزاري الـ115 للمنظمة العربية للطاقة المنعقد الذي تستضيفه دولة الكويت

– وزير النفط رئيس الدورة الحالية للمجلس طارق الرومي: توقيت الاجتماع مهم وحساس نظرا لما يشهده قطاع الطاقة العالمي من تحولات متسارعة وتحديات كبرى تتطلب توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق بين… pic.twitter.com/9YmvjVkbBB

— كونا KUNA (@kuna_ar) December 14, 2025

مقترحات مصرية

من جانبه، قال كريم بدوي وزير البترول المصري خلال اجتماع المنظمة بالكويت، إن مصر تطرح مبادرات لتعزيز أمن الطاقة العربي، منها إنشاء آلية عربية لتنسيق المشتريات الطارئة للنفط والغاز الطبيعي المسال.

إعلان

وأضاف الوزير أن المبادرات التي تطرحها مصر هي:

إعداد خريطة للربط العربي للطاقة 2030، بهدف تحديد مشروعات الأولوية في مجالات خطوط الأنابيب، ومحطات الاستقبال، ونقل الخام والغاز الطبيعي المسال. وضع آلية عربية لتنسيق المشتريات الطارئة للزيت الخام والغاز الطبيعي المسال، وتبادل الشحنات عند الحاجة. إنشاء منصة رقمية للدول الأعضاء لعرض الفرص الاستثمارية في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج، والتكرير، والبتروكيماويات، والتخزين، والتداول، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة.

مقالات مشابهة

  • سوريا تتوقع رفع إنتاج الغاز إلى 15 مليون متر مكعب نهاية 2026
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تنظم مؤتمرها الدولي الثالث للفلسفة في باريس
  • «رواد الطفولة الإنسانية 2025».. الأوقاف تؤكد: الطفولة جوهر البناء الإنساني واستثمار المستقبل
  • عاجل | مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ربع مليون نازح تضرروا من تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع
  • المجلس الوطني يرحّب بالقرار الأممي بشأن الوضع الإنساني بغزة
  • هيئة دولية: الامطار تفاقم الإبادة الجماعية المستمرة وتكشف انهيار النظام الإنساني الدولي
  • السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
  • الإليزيه: اجتماع باريس بشأن أوكرانيا لن ينعقد
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • المملكة تشارك في اجتماع المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بنيويورك