الإمارات تحتفي باليوم العالمي للتمريض
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
سامي عبدالرؤوف (دبي)
تحتفي الإمارات باليوم العالمي للتمريض الذي يصادف الثاني عشر من مايو من كل عام، لتسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمهنة التمريض في نظم الرعاية الصحية، ومكانتها الحيوية في دعم التغطية الصحية الشاملة.
وتتبنى الإمارات في احتفالات هذا العام، شعار اليوم العالمي للتمريض المعتمد من المجلس الدولي للتمريض «كوادرنا التمريضية هي مستقبلنا والقوة الاقتصادية للرعاية»، للتأكيد على دور التمريض في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية والاقتصاد، مع التركيز على الحاجة إلى الاستثمار والاعتراف والتعاون للاستفادة من القوة الاقتصادية للرعاية لصالح المجتمع.
تهدف الاحتفالية إلى توطيد دور التمريض السامي وتسليط الضوء على أهميته في المجتمع الإماراتي، وتقدير المجهودات الإنسانية التي يبذلها الممرضون والممرضات، وتسليط الضوء على أهمية دور التمريض في الارتقاء بالخدمات الصحية والارتقاء بالتمريض.
كما تهدف إلى التأكيد على الدور الحيوي الذي يلعبه التمريض ليس فقط في مجال الرعاية الصحية، ولكن أيضاً في الاقتصاد، فالكوادر التمريضية ليسوا مجرد مقدمين للرعاية، بل هم مساهمون حقيقيون في الاقتصاد من خلال تحسين النتائج الصحية وزيادة الإنتاجية وخفض تكاليف الرعاية الصحية.
ومن خلال الاعتراف بمساهماتهم الاقتصادية، لا بد من التأكيد على أهمية الاستثمار في تعليم التمريض والتدريب وتنمية القوى العاملة.
وتتميز الجهات الصحية في دولة الإمارات، بالاستثمار في التعليم والتدريب في مجال التمريض، لضمان وجود قوة عاملة تمريضية قوية في المستقبل، من الضروري الاستثمار في برامج تعليم وتدريب التمريض، وتمكين الجيل القادم من الممرضات لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتطورة والتحديات الاقتصادية.
كما يتسم النظام الصحي الإماراتي، بتعزيز المساواة الصحية والعدالة الاجتماعية، حيث يلعب التمريض دوراً حيوياً في تعزيز المساواة الصحية والعدالة الاجتماعية، من خلال معالجة التفاوتات في الوصول إلى الرعاية الصحية، وتساهم الممرضات في بناء اقتصاد أكثر شمولاً ومرونة.
ويشهد القطاع الصحي بالدولة، تعاوناً عبر القطاعات ومعالجة تحديات الرعاية الصحية وتسخير القوة الاقتصادية للرعاية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والأعمال التجارية والحكومة.
فعاليات المناسبة
وفي إطار احتفالات الجهات الصحية باليوم العالمي للتمريض 2024، نظمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بالتعاون مع جمعية التمريض الإماراتية، فعالية أمس لإطلاق «برنامج تعريفي لعيادة الصحة المدرسية»، بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، وذلك لتسليط الضوء على دور الكوادر التمريضية في العيادة المدرسية وتوعية أولياء الأمور بدور العيادة المدرسية في تعزيز الصحة والسلامة العامة في البيئة المدرسية.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج في إطار تحقيق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية لبناء منظومة متميزة لصحة الطفل واليافعين، من خلال برنامج الصحة المدرسية.
وشهدت فعاليات الإطلاق، الإعلان عن الخدمات التي يتم توفيرها وتقديمها من ضمن البرنامج لأبنائنا وبناتنا والمبادرات الصحية ذات معايير عالمية.
ونوه الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية، الذي شكر الجهود المبذولة من خط الدفاع الأول وحثهم على مواصلة العمل بكل تفانٍ ودعم الجهود الوطنية الرامية للارتقاء بصحة المجتمع من خلال الصحة المدرسية، مؤكداً دور وأهمية الشراكة بين مؤسسة الإمارات الصحية ومؤسسة التعليم المدرسي لإطلاق نموذج الصحة المدرسية.
من جهتها، أثنت الدكتورة سمية البلوشي، مدير إدارة التمريض، رئيس اللجنة الوطنية العليا لشؤون التمريض والقبالة ورئيس جمعية التمريض الإماراتية، على الدور الحيوي الذي تلعبه الكوادر التمريضية في تقديم رعاية تمريضية ذات جودة وبمعايير عالمية.
ولفتت إلى وصول نسبة رضا مديري المدارس عن خدمات الصحة المدرسية إلى 90%، معلنة عن زيادة نسبة الكادر التمريض الإماراتي، حيث أصبحت نسبة التوطين 10% من العدد الكلي للكادر التمريضي بالصحة المدرسية.
من جهتها، عرضت الدكتورة ريمه بدر، استشاري تغذية الأطفال والبالغين، لمناقشه التغذية الصحية والسليمة للطلاب في سن المدرسة.
وتم عرض تنفيذ الخطة المتكاملة المتفق عليها في برنامج (قوتك في الغذاء)، وذلك عن طريق ورشة تعليمية تدريبية لممرضات العيادات المدرسية لتقييم الوضع الصحي للطلاب، متبوعة بحملة توعوية لأولياء الأمور عن أضرار سوء التغذية وكيفية تجنبها. وتم كل ذلك وفقاً لقوانين وسياسات الشراكة بين المؤسستين التعليمية والصحية.
من جهته، قالت مروة محمد السويدي، ممرضة صحة مدرسية بمؤسسة الإمارات الصحية: إن مهنة التمريض مهنة تجمع بين العلم والتكنولوجيا والرعاية والتفاني، وتلعب دوراً حاسماً في تقديم الرعاية الصحية وتحسين جودة حياة الناس.
وأشارت إلى أن الكوادر التمريضية في الصحة المدرسية كوادر مؤهلة ومدربة لخدمة شرائح كبيرة من المجتمع تشمل الطلبة والطالبات من كل الفئات العمرية والمجتمع المدرسي والمجتمع بشكل عام، ويهدف دور ممرضة الصحة المدرسية إلى خلق بيئة صحية وآمنة في المدرسة تساهم في تحقيق أقصى استفادة من عملية التعلم وتعزيز صحة الطلاب ورفاهيته.
وأوضحت، أن ذلك يتم من خلال عدد من الأدوار المهمة التي تقوم بها، مثل تقديم الرعاية التمريضية، ومتابعة الحالات المرضية، والتقييم الصحي الدوري للطلبة والطالبات، والتثقيف الصحي والتعاون المستمر مع الأسر والمجتمع.
وذكرت السويدي أنه لضمان ذلك، فإننا نخضع لعدد من الدورات التدريبية المتخصصة بالحالات المرضية أو الحالات الطارئة، بالإضافة إلى المهارات والكفاءات الأخرى التي من شأنها ضمان جودة الخدمات التمريضية المقدمة وضمان سعادة المتعاملين.
رعاية
أفادت الدكتورة هالة بشري، اختصاصية طب الأطفال بالرعاية الصحية الأولية بالشارقة، بأن التطعيمات مهمة في جميع المراحل العمرية، حيث تبدأ من الولادة وتمتد في المدارس من خلال برنامج التحصين الوطني.
وتحدثت عن أنواع التطعيمات والأعراض الجانبية الخاصة بكل تطعيم ومتي يتم عدم إعطاء التطعيمات.
وتم تسليط الضوء على برنامج فحص أسنان طلاب المدارس، و«يأتي ضمن برنامج الصحة المدرسية، والذي يتضمن باقة من الخدمات الاستباقية المتميزة التي تقدمها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، حيث يستهدف البرنامج أكثر من 50.000 طالب في كل المدارس الحكومية في دبي والإمارات الشمالية».
تقديم الرعاية الصحية وتعزيز الصحة العامة
قال محمد الأتات، المدير التنفيذي للتمريض بالإنابة في المستشفى الأميركي- دبي: إن اليوم العالمي للتمريض مناسبة مهمة تأتي تكريماً لدور فرق التمريض في تقديم الرعاية الصحية وتعزيز الصحة العامة، حيث يعبر العالم في هذا اليوم عن امتنانه وتقديره للتمريض وللممرضين والممرضات الذين يبذلون جهوداً كبيرة لرعاية المرضى وتحسين الجودة الصحية.
وأضاف: أن الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في مجال التمريض، حيث تولي اهتماماً كبيراً لتطوير هذا القطاع ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لمواطنيها وسكانها، مشيراً إلى أن فرق التمريض في دولة الإمارات تتمتع بمستوى من التدريب العالي والخبرة الواسعة، مما يجعلها قادرة على تقديم الرعاية الصحية بأعلى مستويات الجودة والمهنية. وأشار إلى أن دولة الإمارات تتبوأ مكانة متقدمة في مجال التمريض على المستوى الإقليمي والعالمي، وتتبنى استراتيجيات متعددة لتعزيز هذا القطاع الحيوي وتطويره، بما يلبي احتياجات المجتمع، ويسهم في تعزيز جودة الرعاية الصحية، حيث تعتبر الدولة مركزاً مهماً للتعليم الطبي والتمريضي، وتضم العديد من الجامعات والمعاهد التي تقدم برامج متخصصة في التمريض. كما توفر بيئة تعليمية محفزة للممرضين والممرضات من خلال دعم الدورات التدريبية والتطوير المهني.
وذكر أن الإمارات ضمن جهودها المستمرة والحثيثة لتحسين جودة الرعاية الصحية، تعمل على تطوير السياسات واللوائح المتعلقة بممارسة التمريض، وضمان امتثال الممرضين والممرضات لأعلى معايير الجودة والسلامة، بالإضافة إلى اعتمادها بشكل متزايد على التقنيات الحديثة في مجال التمريض، مثل نظم إدارة السجلات الطبية الإلكترونية والتكنولوجيا الطبية المتقدمة، مما يساعد في تحسين كفاءة الرعاية وتوفير تجارب علاجية أفضل للمرضى.
فرق التمريض
أفاد الأتات، أن دور فرق التمريض لا يقتصر فقط على تقديم الرعاية المباشرة للمرضى، بل يتجاوز ذلك إلى توفير التقنيات الطبية الحديثة والمتطورة التي تسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية وزيادة فعالية العلاج، لافتاً إلى أن وجود فرق تمريض مؤهلة ومتخصصة يعد عاملاً أساسياً في نجاح أي منظومة صحية في أي دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الممرضات والممرضين يعتبرون أعمدة أساسية في نظام الرعاية الصحية، إذ يقدمون الدعم والرعاية للمرضى في أوقات الضعف والمرض، ويسهمون في تعزيز الصحة العامة من خلال التثقيف الصحي والوقاية من الأمراض، وبفضل التزامهم الدائم وتفانيهم في العمل، يسهم فريق التمريض بشكل كبير في تحقيق الأهداف الصحية والإنسانية.
وقال: «تمثل فرق التمريض عموداً أساسياً في نظام الرعاية الصحية، وتلعب دوراً لا يقل أهمية عن دور الأطباء في تحقيق الرعاية الصحية الشاملة وتعزيز صحة المجتمع».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات اليوم العالمي للتمريض التمريض تقدیم الرعایة الصحیة فی مجال التمریض الصحة المدرسیة تعزیز الصحة فرق التمریض التمریض فی الضوء على فی تعزیز من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الصليب الأحمر»: الرعاية الصحية في غزة على وشك الانهيار
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة يوشك على الانهيار التام، في إطار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في القطاع منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت اللجنة في بيان لها أمس إن أغلب المصابين الفلسطينيين في الحوادث الأخيرة بغزة كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للآلية الأميركية الإسرائيلية، لافتة إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة الأعمال العدائية حول المستشفيات القليلة المتبقية التي لا تزال قيد التشغيل بغزة.
كما دعت إلى الحفاظ على ما تبقى من مرافق رعاية صحية في القطاع لتفادي مزيد من الخسائر بالأرواح.
وشددت اللجنة على أن الطاقم الطبي يواجه تحدياً بإنقاذ الأرواح في ظل استمرار تعرضه للرصاص الطائش، مما يعرّض سلامة العاملين بالمجال الطبي والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية عمل المستشفى الميداني، مؤكدة أن الوتيرة غير المسبوقة لوصول المصابين -الذين يحتاج كثير منهم إلى تدخل فوري- أنهكت الطاقم الطبي واستنزفته.
وخلص «الصليب الأحمر»، في بيانه، إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام، مشددة على أن أعضاء الطاقم الطبي يواجهون تحدياً في إنقاذ الأرواح تحت وابل الرصاص، مما يهدد سلامتهم واستمرار عمل المستشفى الميداني.
وخلال الأسبوعين الماضيين، اضطر مستشفى الصليب الأحمر الميداني في مدينة رفح جنوب القطاع إلى تفعيل إجراءات الاستجابة لحوادث الإصابات الجماعية 12 مرة إثر استقباله أعداداً كبيرة من المصابين بطلقات نارية وشظايا، وفق البيان ذاته.
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن عدد الحالات التي استقبلها المستشفى خلال هذه الفترة تجاوز 916 حالة، من بينها 41 شخصاً أُعلن مقتلهم فور وصولهم.
وعلى الصعيد نفسه، قالت مديرة المستشفى الميداني غريس أوسومو نواصل استقبال أعداد كبيرة من المرضى يومياً، ونضطر إلى وضعهم في أي مكان متاح، بما في ذلك النقالات الموضوعة على الأرض.
في الأثناء، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أمس، بمقتل 8 فلسطينيين، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المجوعين المنتظرين للمساعدات الغذائية غرب رفح.
في غضون ذلك، حذرت بلديات محافظة وسط قطاع غزة، أمس، من توقف خدماتها الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، وذلك بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع.
وقالت بلديات المحافظة الوسطى، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أمس، :«حاولت البلديات، رغم محدودية الموارد وانقطاع السولار، الاستمرار بتقديم الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية، إلا أنها باتت اليوم في حالة شلل كامل وتوقف تام عن العمل، نتيجة تعنت الاحتلال ورفضه المستمر إدخال الوقود للبلديات، رغم كل المناشدات ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها البلديات والمؤسسات الشريكة».
وأشارت إلى توقف وصول مياه ميكروت، وهي أحد المصادر الرئيسة التي تغذي المحافظة الوسطى بالمياه، منذ تاريخ 23 يناير الماضي، ولم تستأنف حتى الآن، مما فاقم من أزمة المياه مما ينذر بحدوث كوارث صحية وبيئية خطيرة، وانتشار للأوبئة والأمراض، خاصة مع دخول فصل الصيف وازدياد حاجة السكان للمياه، في وقت باتت فيه طواقم البلديات غير قادرة على التدخل لتخفيف المعاناة أو تسهيل سبل الحياة.