صحيفة البلاد:
2025-05-09@20:24:55 GMT

حكاية التطّعيم ضد الحصبة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

حكاية التطّعيم ضد الحصبة

يعطى التطّعيم ضدّ الحصبة الألمانية في جرعة واحدة مع التطّعيم ضد النكاف و الحصبة الحمراء ، و يرمز له بالرمز MMR. وقد بدأ استخدامه على مستوى العالم عام ١٩٦٨م .

في عام ١٩٩٨، نشر أحد الأطباء مقالاً اشترك معه فيه إثنا عشر زميلاً، وقد نُشر على شكل سلسلة حالات في مجلة طبية بريطانية محترمة اسمها اللانسيت، وبناء على التحزر لاعلى الدليل العلمى ، أعلن أن نتائجه تثير الشكوك عن علاقة هذا التطّعيم بحدوث مرض التوحُّد عند الأطفال .

أثارت هذه المقالة ردود أفعال متوترة واسعة الإنتشار، ما أدى الى تخلُّف كثير من العائلات عن تطّعيم أطفالهم ، و بالتالى تعرّضهم لأشكال قاسية من مرض الحصبة الحمراء ومضاعفاتها.

بعد ذلك أُجريت عدة أبحاث ذات مصداقية عالية و مستوفية لشروط البحث العلمى، أظهرت أن علاقة هذا التطعيم بالتوحُّد غير صحيحة أبداً ، تلى ذلك انسحاب عشرة من المشاركين في الدراسة ،بمعنى أنهم لا يرغبون في تحمُّل المسئولية عن هذا الإستنتاج.

مجلة اللانسيت أعلنت أن مؤلف المقالة قام بمخالفة أخلاقيات البحث العلمي، وقام بإجراءات طبية لم تتم إجازتها، على سبيل التجربة على أطفال، و لم يتم أخذ موافقة أولياء أمورهم، وهذا عيب خطير في البحث العلمى، و قد قامت المجلة بسحب المقال نهائياً عام ٢٠١٠ ، أي بعد نشره بإثنتي عشرة سنة، حدثت خلالها موجة من تفشّى مرض الحصبة الحمراء في بريطانيا عام ٢٠٠٨, و موجات أخرى في بؤر سكانية في أمريكا و كندا .

هنا نلاحظ ، أن المعلومات المغلوطة لها تأثير مدمِّر على الصحة ، والأمر الأخطر هو ما تم اكتشافه فيما بعد ، فقد تبين أن الباحث قد تلقى تمويلاً من محامين لأولياء أمور بعض الأطفال ، يريدون الضغط على الشركة الصانعة للتطّعيم طلباً للتعويض ، وهذا عرّض الباحث لعقوبة شديدة و تعليق عمله ، لأنه لم يعلن عن تلقيه هذا الدعم ، ومن المعلوم أن الاعلان عن تمويل الدراسة ،أو الحصول على أى مساعدة ،يجب أن يكون مكتوباً في البحث الأصلي.

نلاحظ أن منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أن عدد الوفيات بسبب الحصبة الحمراء قد بلغ مائة وأربعين ألفا عام ٢٠١٨، وكان معظم الضحايا من الأطفال. وخلال شهر مايو الجاري ٢٠٢٤ ،أعلن في أمريكا أن عدد الإصابات بالحصبة الحمراء خلال نفس العام بلغ ١٣١ حالة، كما حدثت عدة بؤر من تفشّى الحصبة الحمراء عام ٢٠٢٣ ، و من المعلوم أن القضاء تماماً على الحصبة الحمراء يستلزم أن يكون ٩٥ ٪ من السكان قد تلقوا التطّعيم ، بينما لم يتلق التطّعيم في أمريكا حالياً إلا حوالي ٩٢٪ فقط.

كل هذا يظهر أهمية الإلتزام بالتطّعيم ، خاصةً إذا علمنا أن الحصبة الحمراء قد تنتهى بالتهابات في الجهاز العصبي ، و في الرئة، و قد يؤدى إلى بقاء إعاقات سمعية و بصرية مع المصاب.
-نسأل الله العافية-.

SalehElshehry@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

لحظة حصول ديابي على البطاقة الحمراء .. فيديو

ماجد محمد

حصل الفرنسي موسى ديابي، لاعب نادي الاتحاد، على البطاقة الحمراء بعد نهاية المواجهة أمام النصر.

وحسم الاتحاد كلاسيكو الدوري السعودي أمام النصر بنتيجة (3-2) في الجولة 30 من دوري روشن للمحترفين.

ورفع الاتحاد رصيده إلى النقطة 71 في صدارة جدول ترتيب دوري روشن، بينما توقف رصيد النصر عند 60 نقطة في المركز الرابع.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/X2Twitter.com_GkCizNLrEuyUS1e7_360p.mp4

مقالات مشابهة

  • بين التشكيك والوفاء: الأردن وغزة… حكاية لا يكتبها الزيف
  • «حكاية الـ 60 دقيقة».. ماذا حدث داخل المحكمة في نزاع مرتضى منصور والخطيب؟
  • أبو الباجات.. حكاية شاب تمسك بإرث عائلته المهني ودخل قلوب الزبائن (صور)
  • جمال عارف: الخيبري كان يستحق الحمراء
  • لحظة حصول ديابي على البطاقة الحمراء .. فيديو
  • زيارة الرئيس السيسي إلى اليونان| حكاية مشروع مصري عملاق يخدم أوروبا بـ 4 مليارات يورو.. خبير يكشف
  • حكاية ضبط راقصة شهيرة جلبت زيت الحشيش إلى مطار القاهرة
  • حلم الخبيئة بين النصب والحقيقة.. حكاية صفقة أثار «مضروبة» في القاهرة
  • رئيس جامعة بني سويف يستقبل وفداً اكاديميا صينياً على هامش الملتقي العلمى بكلية علوم الملاحة
  • حكاية مدينة دمروها بالقنابل وانتصرت بصمود شعبها