الوطن:
2024-05-29@00:09:59 GMT

د. أشرف الشرقاي يكتب: فلسطين.. بين نكبة ونكبة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

د. أشرف الشرقاي يكتب: فلسطين.. بين نكبة ونكبة

ستة وسبعون عاماً رسمية من القتل والتشريد والتدمير ومحاولات الإبادة الجماعية، هى جوهر ما نصفه بالنكبة الفلسطينية. فى تلك الذكرى، ربما يجب علينا أن نتوقف ونطرح على أنفسنا أسئلة، قد تكون أثيرت من قبل ولم نهتم بها، ولكن إجاباتها حاسمة فى تكوين فهمنا للنكبة الفلسطينية أو فى توضيح حجم المؤامرة الدولية التى تعرّض ويتعرّض لها الفلسطينيون، والتى تعتبر فى رأيى حملة متواصلة منذ بدايات القرن العشرين حتى الآن، لم تجد زعيماً يحشد الأمة حوله للتصدى لها.

أول هذه الأسئلة: هل كان الاستيطان اليهودى بدعم أسرة روتشيلد فى الفترة من ١٨٤٠ إلى ١٨٨٠ جزءاً من التّجهيز للنكبة؟ ألا يمكن اعتبار وعد بلفور والانتداب البريطانى على فلسطين جزءاً من التجهيز لهذه النكبة؟ ألم يكن الهدف الصريح لوعد بلفور والانتداب البريطانى هو النكبة؟

لا شك أن الإعداد للنكبة يرجع إلى فترة طويلة سابقة على حرب ١٩٤٨، ولكن حرب ٤٨ شهدت بداية التنفيذ الفعلى للنكبة. مع بداية الانتداب البريطانى على فلسطين سُمح لليهود بإقامة مستوطنات فى مواقع استراتيجية، استعداداً للحرب المنتظرة. تم التركيز على فصل الدول العربية عن فلسطين بحزام من المستوطنات، فأقيمت ١٢ مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان وثمانى مستوطنات على حدود مصر، وسبع على الحدود السورية. فى مقابل ذلك لم تكن بعض الدول التى شاركت فى الحرب راغبة فى ذلك، ولكنها دُفعت دفعاً للحرب.

أثناء الهدنة تزوّد الجيش الإسرائيلى بالمزيد من السلاح وتوافد إليه متطوعون من أوروبا وأمريكا، بينما طلب الغرب، خاصة مصر من الجامعة العربية -التى شكلت لجنة خصيصاً لهذا الغرض، كان مقرها دمشق، تحت اسم اللجنة العسكرية الفنية- دعم جيوشهم بالسلاح والذخيرة، ولكن مطلبهم قُوبل بالتجاهل، رغم وجود تمويل خُصّص لهذه اللجنة. وكانت النتيجة هى الترويج الإعلامى لأسطورة القوة الإسرائيلية التى هزمت جيوش الدول العربية مجتمعة.

فى هذه المرحلة جرت مذبحة دير ياسين وقُتل فيها ٢٤٠ فلسطينياً وتردّدت أنباؤها فى كل الإذاعات العربية بشكل أثار فزع الفلسطينيين المدنيين ودفع كثيرين منهم للنزوح أمام تقدّم القوات اليهودية، التى قامت بارتكاب الكثير من المذابح الأخرى لفرض الترحيل الجماعى للفلسطينيين وإخلاء أكثر من مائة قرية ومدينة عربية من السكان تماماً.

وها نحن نرى اليوم أخبار المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تعود لتملأ أجهزة الإعلام العربية الكبيرة لتُفزع الفلسطينيين فيرحلون من غزة، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الثانية من النّكبة. ونرى أعضاء فى الكونجرس الأمريكى، مثل السيناتور ليندسى جراهام يُصرحون بشكل واضح بما حاولنا إخفاءه على مدار سنوات الصراع من أنهم يدعمون إسرائيل، بل ويدعون إلى مهاجمة غزة بأسلحة ذرية، كما فعلت الولايات المتحدة فى هيروشيما وناجازاكى اليابانيتين، خلال الحرب العالمية الثانية، بل نرى الرئيس الأمريكى يُكرّر تصريحاً له صدر وهو عضو كونجرس، بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لسعت الولايات المتحدة لخلقها حماية لمصالحها. وها نحن نرى قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية تشارك فى الحرب أيضاً، إلى جانب إسرائيل وضد غزة، مشاركة فعّالة.

الفارق الوحيد الذى ظهر فى هذه المرحلة من الحرب هو مواقع التواصل الاجتماعى التى نقلت إلى العالم ما يحدث على الأرض فعلياً لتتحرّك شعوب العالم لتعترض على الإبادة الجماعية وتحرّك دعوى ضدها فى المحكمة الدولية، وهو المتغيّر الوحيد الذى لم تحسب الدول المشاركة فى النكبة حسابه. ورغم أن أغلب وسائل التواصل الاجتماعى تعاونت فى المجمل مع حرب الإبادة، بل أسهم بعضها عملياً فيها، إلا أن الحقيقة وصلت إلى العالم بشكل أو بآخر. ربما لا يكون اليوم كالأمس. وربما نشهد قريباً بداية نهاية المؤامرة الاستعمارية وتراجع الحملة الأخيرة، وعودة المنطقة بين النهر والبحر دولة واحدة يتعايش فيها أبناء كل الديانات دون تمييز عرقى أو فصل عنصرى أو حملات إبادة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

اجتماع بروكسل.. هل يحقق مطالب الاعتراف بدولة فلسطين؟

أعلن اجتماع عربي إسلامي أوروبي، مساء الأحد، في العاصمة البلجيكية بروكسل دعم إنهاء حرب الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وضرورة "تنفيذ حل الدولتين".

وجاء الاجتماع استكمالا للاجتماع الذي عقد في الرياض يوم 29 نيسان/ إبريل الماضي، بحضور عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية.

وناقشت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة التطورات في قطاع غزة، مع وزراء خارجية وممثلي دول أوروبية، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب بيان للخارجية السعودية.

وذكر البيان أن الاجتماع ترأسه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره النرويجي إسبن بارث.

وبحث الاجتماع "الحاجة الملحّة لإنهاء الحرب في غزة واتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين".


واللجنة الوزارية شُكلت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بقرار من القمة العربية الاسلامية الاستثنائية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض آنذاك، لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقامت اللجنة، منذ ذلك الحين، بعدة جولات في عواصم دول كبرى منها الصين وروسيا، بغرض حشد الدعم الدولي من أجل وقف الحرب على غزة، فيما تعدّ باريس المحطة الـ 11 لها، وبروكسل الـ 12.

وبخلاف السعودية، حضر الاجتماع وزراء وممثلو كل من فلسطين ومصر والأردن، والبحرين والإمارات، وقطر والجزائر، وتركيا والنمسا، وبلجيكا والدنمارك، وألمانيا وإندونيسيا، وإيرلندا ولاتفيا، والبرتغال ورومانيا، وسلوفاكيا وسلوفينيا، وإسبانيا والسويد، وسويسرا وبريطانيا، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

ودعم الاجتماع "الجهود الرامية للتوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى (الفلسطينيين في إسرائيل) والرهائن (الإسرائيليين في غزة)".

كما دعم "إنهاء الحرب في قطاع غزة وجميع الإجراءات والانتهاكات الأحادية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها السيطرة على معبر رفح، ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية".


وناقش الاجتماع "الخطوات الملموسة نحو إقامة الدولة الفلسطينية في سياق حل الدولتين، والانتقال إلى مسارٍ سياسي يدعم حلا مستداما للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".

وشدّد على "أهمية اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، لاعتماد نهجٍ شمولي نحو مسارٍ موثوق به لا رجعة فيه لتنفيذ حل الدولتين".

يأتي ذلك، بينما شهدت بروكسل، الأحد، اجتماع الشركاء الدوليين حول فلسطين الذي ترأسه النرويج بصفتها رئيسة لجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المقدمة للشعب الفلسطيني، ويستضيفه الاتحاد الأوروبي.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

مقالات مشابهة

  • التكامل الاقتصادى العربى بين اليأس والجأش (١)
  • تفاصيل اجتماع مجلس الصحة الإقليمي برئاسة محافظ أسوان
  • فيدان: من غير المقبول إبادة شعب فلسطين بحجة أمن إسرائيل
  • السفير خطابي : الدورة ٥٤ تتابع التحرك الإعلامي العربي في الخارج وتواصل دعم فلسطين
  • إعلان «جائزة غسّان كنفانى للرواية العربية» بدورتها الثالثة للعام 2024
  • أبو الغيط: الاعتراف بدولة فلسطين الخطوة الصحيحة التي يمكن اتخاذها الآن
  • إدانات دولية لمجزرة مخيمات النازحين برفح وسط تحد إسرائيل
  • اجتماع بروكسل.. هل يحقق مطالب الاعتراف بدولة فلسطين؟
  • نكبة المشروع الصهيوني!
  • أعتذر يا فلسطين