أبو زهري لـ عربي21: جهود الوساطة متعثرة ولا تراجع عن مواقفنا
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالخارج، سامي أبو زهري، تعثر المفاوضات بخصوص الهدنة لوقف الحرب بقطاع غزة، قائلا: إن "ملف الأسرى لن يرى النور إلا بالالتزام بشروط المقاومة وأولها وقف إطلاق النار".
وشدد أبو زهري على أن معركة طوفان الأقصى كانت لها تداعيات عالمية، أبرزها: "تحرير العالم والعقول الغربية من السيطرة الصهيونية وكشف صورته الحقيقية بأنه احتلال وعصابات تقتل الأطفال والنساء".
مفاوضات متعثرة
وقال أبو زهري في لقاء خاص لـ "عربي21": إن حماس وفصائل المقاومة "قبلوا بورقة الهدنة التي تقدم بها الوسيطان القطري والمصري لأجل وقف العدوان على شعبنا، لكن في المقابل ظل العدو يراوغ والجهود متعثرة إلى حدود اللحظة".
وأوضح أن "الورقة التي قبلنا بها هي خلاصة الأوراق السابقة والاحتلال كان يراهن على أن حماس سترفضها وسيظل يستمر في عدوانه على شعبنا، لكن كانت المفاجأة أننا قبلنا بها".
وأضاف: "قبولنا جاء أيضا بغاية كشف حقيقة الاحتلال للعالم وأنه هو من يعرقل جهود وقف إطلاق النار"، مؤكدا أن "ملف الأسرى لن يرى النور إلا بقبول الاحتلال بشروط المقاومة وأولها وقف إطلاق النار".
والثلاثاء، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن هناك عدم وضوح من الجانب الإسرائيلي بشأن طريقة وقف الحرب، قائلا: إن بلاده "ستواصل العمل والضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
"غزة تحرر العالم"
ودعا أبو زهري إلى دعم الشعب الفلسطيني من خلال تكثيف تحرك الشعوب العربية، مؤكدا أن "المقاومة والأنفاق بقطاع غزة بخير".
وأوضح أن ما "تقوم به غزة لم يحرر فلسطين فقط، بل سيحرر المنطقة والعالم ويعيد ترتيب الأوضاع في كامل المنطقة، وتداعيات ذلك عالمية وتعكس إقرارا بدأت تفهمه أطراف عديدة".
وقال إن ما يحدث في شوارع أمريكا وأوروبا من مظاهرات دعم لغزة هو من "أهم مؤشرات التغيير الحاصل. ما نشهده من تدافع دولي عنوانه فلسطين وغزة، خاصة بين الأطراف الشرقية والغرب هو أحد تداعيات هذه الحرب".
وأشار إلى أن "خروج الطلبة في أمريكا وأوروبا مؤشر كبير على حجم التأثير العميق لمعركة طوفان الأقصى، ونعتبر ما يحدث بالجامعات ربيعا عالميا حقيقيا سيؤذن بنهاية السيطرة الصهيونية على العقول في الغرب".
وبين أن "الغرب الذي خضع للتزوير في الوعي بأن الاحتلال هو الضحية اليوم يكتشف أنه محتل، وعصاباته من القتلة يتلذذون بدماء النساء والأطفال".
ويستمر العدوان العسكري لجيش الاحتلال، على قطاع غزة لليوم الـ221 على التوالي، ما خلّف أكثر من 35 ألف شهيد وما يزيد على الـ78 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المنازل والبنى التحتية.
وخلف العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا هائلا، مما أدى إلى مثول الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبته بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس المفاوضات غزة الفلسطيني فلسطين حماس غزة المفاوضات حرب غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار أبو زهری
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.
وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.
149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.
وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.
وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".
ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.
دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية
ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.
في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.
ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.