رفضت قيادة حزب العمال البريطاني إعادة ترشيح الزعيم السابق للحزب جيرمي كوربين على قوائم الحزب في الانتخابات القادمة، رغم الاحتجاجات في الفرع المحلي للحزب.

وكان زعيم الحزب كير ستارمر قد جمّد عضوية كوربين في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بعدما قال إن الشكاوى بشأن معاداة السامية داخل حزب العمال تحت قيادته قد تم تضخيمها.

ولاحقا تمت إعادة كوربين للحزب لكن ستارمر رفض إعادته للكتلة البرلمانية، ما يعني أنه الآن نائب مستقل.

لكن قضية كوربين أثيرت مجددا مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث برزت مطالبات من الفرع المحلي للحزب في شمال لندن، حيث الدائرة الانتخابية لكوربين، بإعادته لقوائم الحزب.

وسبق أن ألمح كوربين بأنه سيخوض الانتخابات كمرشح مستقل عن دائرة شمال إسلينغتون، وهي الدائرة التي يحتفظ بمقعدها منذ عام 1983 ويتمتع فيها بشعبية قوية، حيث فاز في الانتخابات الأخيرة عام 2019 بفارق 36 ألف صوت عن أقرب منافسيه.

وجاء في بيان أصدره مسؤولو فرع الحزب في الدائرة الانتخابية ونشر عبر منصة إكس: "أعضاء دائرة شمال إسلينغتون من حزب العمال أُبلغوا بأن اللجنة التنفيذية الوطنية (للحزب) قد بدأت عملية اختيار المرشح لدائرة شمال إسلينغتون.. نحن ندعم تصريح كير ستارمر بأن أعضاء الحزب المحليين يجب أن يختاروا مرشحيهم للانتخابات.. نحنن نطلب أن يتم احترام الديمقراطية المحلية، وأن نتمكن من اختيار مرشحنا البرلماني المنتظر من كل الأعضاء في حزب العمال ممن هم في موقف جيد".

وأضاف البيان: "إن عملية غير ديمقراطية للاختيار ستكون مؤذية لجهود حزب العمال لهزيمة المحافظين ولتحقيق التغيير الحقيقي الذي يحتاجه هذا البلد ومجتمعاتنا في شمال إسلنغتون بشدة".

ويصوت أعضاء الحزب في الدائرة لاختيار مرشحهم أواخر هذا الشهر، على أن تعلن النتيجة مطلع الشهر القادم. لكن اللجنة الوطنية للحزب هي التي ستختار القائمة المختصرة للمرشحين التي ستعرض على التصويت، ومن المتوقع أن يتم استبعاد كوربين من القائمة.

وقالت وزيرة المالية في حكومة الظل العمالية، راشيل ريفز، إنه رغم هذه المطالبات المحلية فإن كوربين لن يكون مرشح الحزب.

وقالت: "عندما كان جيرمي كوربين زعيما لحزب العمال، كانت معاداة السامية منتشرة داخل حزب العمال وخضعنا للتحقيق من قبل لجنة حقوق الإنسان والمساواة حول معاملة اليهود. وعندما نشر ذلك التقرير جيرمي كوربين للأسف رفض الاعتراف بما حصل في حزب العمال ودوره داخله".

وأضافت: "لدينا عملية مستقبل للشكاوى في حزب العمال.. هو لم يعد نائبا عماليا، ولن يكون مرشح العمال في الانتخابات القادمة".

وإلى جانب كوربين، يرفض ستارمر إعادة نائبة أخرى كانت مقربة من الزعيم السابق للحزب، وهي ديان أبوت التي استبعدت من كتلة الحزب البرلمانية في نيسان/ أبريل 2023، وهي الآن نائبة مستقلة عن إحدى دوائر شمال لندن، التي تمثلها منذ عام 1983 وكانت حينها أول امرأة سوداء في البرلمان البريطاني. وتتمتع أبوت بشعبية كبيرة في دائرتها، حيث فازت في انتخابات 2019 بنسبة 70 في المئة من الأصوات.

وكانت أبوت قد استبعدت مجموعة الحزب بعد اتهامها بالتقليل من شأن العنصرية ضد اليهود، في أعقاب رسالة نشرتها في صحيفة الإبزورفر. ورغم أنها سحبت تعليقها وتقدمت باعتذار، إلا أنها ما زالت نائبة مستقلة في البرلمان.

ومع استبعاد عدد من الأعضاء المحسوبين على كوربين والجناح اليساري في الحزب، تعرض ستارمر لانتقادات مؤخرا مع قبوله عضوية النائب ناتالي إلفيك، المحسوبة على الجناح اليمين في حزب المحافظين والتي أعلنت انشقاها عن الحزب لتنضم للعمال.

وتعيد مساعي ستارمر لاستبعاد المحسوبين على كوربين، وهم من المؤيدين لفلسطين والمنتقدين لإسرائيل، التذكير بنتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي أظهرت أن حزب العمال فقد عددا كبيرا من الأصوات وخصوصا في المناطق التي تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين؛ بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل في حربها على غزة ورفض الدعوة لوقف إطلاق النار.

وبناء على هذه النتائج فإن التقديرات تشير إلى أن الحزب قد لا يتمكن من الفوز بالأغلبية في البرلمان القادم كما كانت تشير التوقعات سابقا، وإنما سيحتاج للتحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة إذا جاءت الانتخابات ببرلمان معلق. ولذلك، فقد صدرت دعوات من أعضاء بارزين في الحزب لاستعادة ثقة المسلمين قبل الانتخابات العامة، لكن لا تظهر مؤشرات على أي تغيير في نهج قيادة الحزب حتى الآن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حزب العمال كوربين الانتخابات بريطانيا انتخابات حزب العمال مرشحين كوربين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال فی حزب

إقرأ أيضاً:

حزب العمال يدفع ناشطيه إلى دوائر يخشى فيها خسارة أصوات المسلمين

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، أعدّته تشاميندا جافانتي، قالت فيه "إن حزب العمال أرسل ناشطين لـ 13 دائرة انتخابية، يخشى فيها خسارة أصوات المسلمين، بسبب موقف الحزب من الحرب على قطاع غزة". 

ويقول التقرير، إن "الحزب وجّه جهوده باتجاه المقاعد التي تعيش فيها أعداد كبيرة من المسلمين، بسبب مخاوف من نفور الناخبين من الحزب نتيجة للحرب. وفي الوقت الذي ركّز فيه الحزب جهوده على مقاعد المحافظين والحزب الوطني الاسكتلندي؛ طلب من الناشطين استهداف 13 مقعدا عماليا يعيش فيها مسلمون ويشكلون خمس الناخبين". 

وأضافت الصحيفة، أن" فوز جورج غالوي في منطقة روتشيلد هذا العام وتراجع شعبية الحزب بين الناخبين المسلمين الذي تخلوا عن الحزب بسبب موقفه من الحرب وتعليقات  زعيمه، كير ستارمر، في تشرين الأول/ أكتوبر بمقابلة أجرتها معه إذاعة "إل بي سي" عندما قال إن "إسرائيل لها الحق بمنع المياه والكهرباء على غزة".

وأوضح ستارمر موقفه لاحقا بأنه يدعم حق دولة الاحتلال الإسرائيلي بالدفاع عن نفسها ولكنها يجب أن تلتزم بالقانون الدولي الإنساني. ويدعو حزب العمال على صفحته على الإنترنت، المشاركين المحتملين لتقديم الرمز البريدي، فيما يقترح عليهم ثلاثة دوائر انتخابية مستهدفة في مناطق تبعد أحيانا آلاف الأميال عنهم. 

يشار إلى أنه من بين 28 دائرة انتخابية، يشكّل المسلمون فيها نسبة خمس السكان، وكلها فاز فيها حزب العمال في انتخابات 2019، بما فيها روتشيلد؛ وجّه الحزب الناشطين القيام بحملات انتخابية في 13 دائرة، بما فيها أربع دوائر في بيرمنغهام ودائرتين في لوتون واثنتين في برادفورد. 

وفي لندن وجّه الحزب الناشطين للعمل في دائرة واحدة من بين 11 دائرة، وهي بيثنال غرين وبو والتي فاز فيها سابقا غالوي في عام 2005 وبعد حرب العراق. 


ورغم مخاوف الحزب من عدم دعم المسلمين له، إلا أن استطلاع أجراه  مركز "سافتنا" لصالح الموقع الإخباري المسلم "هايفين" وجد أن نسبة 36 في المئة يخططون لمنح أصواتهم للعمال، وهي نسبة لم تتغير منذ الخريف. 

ووجد الاستطلاع أن "أهم ثلاثة موضوعات للناخبين المسلمين في هذه الإنتخابات هي الصحة الوطنية ومستوى المعيشة والاقتصاد"، فيما تابع بأن "نسبة واحد من كل خمسة مسلمين، إن غزة هي مصدر القلق الأهم لهم. وبنسبة 44 في المئة قالت إنها واحدة من خمسة موضوعات مهمة لهم. مقارنة مع نسبة 3 في المئة، و12 في المئة بين الناخبين البريطانيين بشكل عام".

إلى ذلك، قال ساندر كواتلا، وهو مدير معهد بريتش فيوتشر: "من المنطقي كما أرى خوف حزب العمال، والظهور بمظهر الخائف وأن يخصص جهودا. فعلى نطاق المجتمع البريطاني، فهذه المجموعة السكانية التي سوف يعاني حزب العمال، على الأرجح تراجعا في الدعم لا مكاسب في الدعم". 

وأضاف "كان في الإنتخابات المحلية تأثير مدهش. ومن المثير للدهشة أن الأدلة الواردة في الاستطلاعات الوطنية لها تأثير ضئيل، وهذا لأن الناخبين يفكرون بطريقة استراتيجية حول استخدام انتخابات مختلفة". 

وبحسب استطلاع "سافنتا" فإن 86 في المئة من الناخبين المسلمين الذين يعتبرون غزة مصدر قلقهم الرئيسي بإنهم قد يصوتون لمرشح مؤيد لفلسطين. وقامت منظمة اسمها "الصوت المسلم" بالمصادقة على عدد من المرشحين البدلاء عن الحزبين التقليديين في  عدد من الدوائر الإنتخابية التي يعيش فيها المسلمون وبناء على دعمهم لوقف إطلاق النار ودولة فلسطين والعقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي والتحرك ضد إسلاموفوبيا، والتمويل لمعالجة المظالم الاجتماعية وعدم المساواة. 


وقال كواتلا، إن الحزب سيحاول إقناع الناخبين المسلمين من خلال رسالة التغير في السياسة وما سوف يقدمه لهم، وما ورد في البيان الانتخابي من أجل الاعتراف بحل الدولتين. وأضاف بأن "حزب العمال يخسر أصواتا بين المسلمين، وليس بين أي مجموعة سكانية أخرى، ومن المحتمل أنه الأكثر شعبية بين المسلمين وأكثر من أي قطاع انتخابي آخر"؛ فيما يعتقد بأن "الحركة الطلابية المسلمة تتخلّى عن حزب العمال فيما يتمسك الآباء والأمهات بالحزب أكثر". ولم يعلق حزب العمال على ما ورد في التقرير.

مقالات مشابهة

  • تكثيف نشاط حملتي الصوت المسلم والعربي ببريطانيا مع اقتراب الانتخابات
  • حزب "لوبان" يزيل خططا لتعميق العلاقات مع روسيا عن موقعه على الإنترنت
  • حزب العمال يدفع ناشطيه إلى دوائر يخشى فيها خسارة أصوات المسلمين
  • القوات ردت على أحمد قبلان: فريق الممانعة هو من يعطِّل للانتخابات الرئاسيّة
  • ‎مفوضية الانتخابات: نحو 26 ألف مسجل للمجالس البلدية الـ 60
  • ضربوه حتى الموت.. وفاة حاكم مدينة ومرشح للانتخابات في منغوليا
  • ضرب مرشح للانتخابات حتى الموت في منغوليا
  • 23 منها في العراق.. تحديد 344 صندوق اقتراع خارج إيران للانتخابات الرئاسية
  • هل يعترف حزب العمال البريطاني بفلسطين إذا فاز بالانتخابات؟
  • استطلاعات الرأي تتوقع انقراضا انتخابيا لحزب المحافظين البريطاني