قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى، إن السياسة الخارجية المصرية تدعم القضية الفلسطينية بشكل واضح، وهو ما ظهر فى وساطتها لمحاولة التوصّل إلى حل سياسى لتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة، وبالأخص بعد السابع من أكتوبر الماضى، وهذا الدور ليس جديداً أو غريباً، ولكنه بدأ منذ أول جولة للصراع المسلح بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال فى غزة.

الدفاع الإسرائيلى ضعيف وخائر ويستند إلى التصريحات التى تبثها دولة الاحتلال حول الدفاع عن نفسها وشعبها

وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الدفوع التى قدّمها الفريق القانونى لدولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية كانت واهية وخائرة وضعيفة.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى الدفوع الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية؟

- الدفاع الإسرائيلى كان ضعيفاً خائراً خادراً يهدف إلى تضليل محكمة العدل الدولية، لا سيما خلال تبرير استعداده لعملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية، متعللاً بأنها للدفاع عن نفسها وشعبها.

وغفل الفريق القانونى الإسرائيلى أن المحتل لا يحق له الدفاع عن نفسه أو حتى استخدام الحل العسكرى أو المسلح، إلا فى حالة واحدة فقط وهى الحفاظ على الأمن والسلام، وفق ما أقرت به محكمة العدل الدولية فى رأيها الاستشارى الذى صدر عام 2004، والذى ينص على الآتى: «لا يحق لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها ضد الشعب الفلسطينى داخل الإقليم الذى تحتله».

وكان هذا الرأي بسبب بناء الجدار العنصرى الإسرائيلى، وحتى محاولة فريق الدفاع التأكيد على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، إنما يغفل أن القانون الدولى وضع معايير مثل الضرورة والتناسب والحيطة خلال الدفاع عن النفس باستخدام القوة العسكرية والمسلحة، وذلك وفق القانون الدولى الإنسانى.

كما أن الفريق القانونى لإسرائيل غفل أيضاً عن أن ممارسات قوات الاحتلال لم تعد مقتصرة على قطاع غزة فقط، بل امتدت إلى الضفة الغربية ومدينة القدس، اللتين يتم تصنيفهما كأماكن محتلة احتلالاً عسكرياً من قِبل إسرائيل، حيث يتم اقتحام المدن وقصف المنازل واعتقال العشرات إدارياً دون توجيه اتهامات محدّدة.

هل قرارات المحكمة ملزمة لإسرائيل؟

- فى ما يخص إلزامية قرارات محكمة العدل الدولية وأوامرها، فهى جميعها بدون استثناء، قرارات ملزمة بشكل قاطع لطرفى النزاع أمام المحكمة، ولا يمكن الطعن عليها.

كيف ترى الدور المصرى فى الوصول إلى التهدئة وإرساء وقف إطلاق النار فى غزة؟

- تدعم مصر القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى من بدء العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وهو ما ظهر فى الجهود الدبلوماسية التى بذلتها من أجل الوصول إلى تهدئة فى المنطقة.

ويجب تأكيد أن لعب مصر دور الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ليس جديداً أو غريباً، لكنه بدأ منذ أول جولة للصراع المسلح بين الفصائل الفلسطينية المسلحة فى غزة وإسرائيل، حيث كانت مصر تلعب أدواراً دبلوماسية واضحة للتهدئة أو المساعى الحميدة لوقف عمليات القصف أو العدوان.

وقد بذلت مصر جهوداً حثيثة منذ حملة إسرائيل عام 2008 على قطاع غزة، وهى مستمرة حتى بعد عملية «طوفان الأقصى»، حيث تسعى بكل ثقلها الدبلوماسى والسياسى للوصول إلى تهدئة من شأنها وقف إطلاق النار فى القطاع بشكل دائم، أو التوصل إلى تخفيف حدة العدائيات العسكرية الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار

لم تصدر المحكمة قراراً بوقف إطلاق النار فى يناير الماضى لأن المحكمة لا تخاطب سوى طرفى النزاع، وفى الدعوى التى أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، كانت الأخيرة فقط هى أحد طرفى النزاع دون الطرف الآخر، لذلك لم تصدر فى 28 يناير 2024 أوامرها بوقف إطلاق النار، لأنها لا تستطيع أن تأمر طرفاً واحداً فى النزاع المسلح دون الآخر، لأنها ليست هيئة سياسية، مثل مجلس الأمن.

أما بالنسبة لقرارات دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل، فهى لم تصدر بعد، وما صدر فى يناير الماضى هى قرارات أولية وليست نهائية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محاكمة إسرائيل محكمة العدل الدولية مصر الداعم الأول للقضية دعوى جنوب أفريقيا محکمة العدل الدولیة إطلاق النار فى النزاع الدفاع عن قطاع غزة عن نفسها

إقرأ أيضاً:

نقابة عمال الجيزة: اهتمام دولي بقانون العمل الجديد كتشريع شامل للعدالة

أكد محمد كامل أحمد، رئيس الاتحاد المحلي لنقابات عمال الجيزة ورئيس نقابة النقل العام، أن قانون العمل المصري الجديد يفرض نفسه بقوة في أجندة مؤتمر العمل الدولي بدورته الـ113، المنعقدة حاليا في جنيف، بمشاركة نحو 5000 مندوب يمثلون أطراف الإنتاج الثلاثة (الحكومات، أصحاب العمل، والعمال) من 187 دولة.

وأوضح كامل، في تصريحات صحفية على هامش فعاليات المؤتمر الذي يعقد تحت شعار: "العدالة الاجتماعية وتعزيز الانتقال من الاقتصاد غير الرسمي إلى العمل اللائق واقتصاد المنصات"، أن القضايا المطروحة تعكس الواقع الحالي لسوق العمل، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي ألقت بظلالها على أوضاع العمال حول العالم.

وأشار إلى أن وفد اتحاد عمال مصر يشارك بمحفظة تشريعية متكاملة، تضع حقوق العاملين في الاقتصاد غير الرسمي في مقدمة أولوياتها.

وأكد أن القانون الجديد وفر حماية قانونية حقيقية لهذه الفئة، عبر الاعتراف بحقوقهم وتشريع أدوات دمجهم في الاقتصاد المنظم، إلى جانب إصدار تشريعات تأمينية توفر لهم حياة كريمة عند بلوغ سن التقاعد.

وأضاف كامل أن قانون العمل الجديد يُعد من التشريعات القليلة على مستوى العالم التي تناولت صراحة أوضاع العاملين في اقتصاد المنصات الرقمية، وضمنت لهم حماية قانونية كاملة، ما يعكس حرص الدولة المصرية على مواكبة المتغيرات الحديثة في أنماط العمل، والانفراد بمتابعة حقوقية متقدمة للطبقة العاملة بكافة شرائحها التقليدية والحديثة.

وشدد في ختام تصريحاته على أن القانون المصري الجديد جاء متوافقا مع معايير العمل الدولية، ويعزز مفاهيم الحماية الاجتماعية الشاملة، ما يجعله نموذجا يحتذى به على المستوى الإقليمي والدولي.

طباعة شارك مؤتمر العمل الدولي جنيف قانون العمل الجديد قانون العمل المصري نقابة النقل العام اقتصاد المنصات اتحاد عمال مصر

مقالات مشابهة

  • بن زايد يشيد بدور مصر المحوري في الأزمة الفلسطينية ويؤكد دعم جهودها لوقف إطلاق النار بغزة
  • عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض للإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
  • عضو منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
  • وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أن صادراتها الدفاعية لعام 2024 بلغت نحو 15 مليار دولار
  • نقابة عمال الجيزة: اهتمام دولي بقانون العمل الجديد كتشريع شامل للعدالة
  • “الأحرار الفلسطينية” تطالب بتدخل دولي عاجل للجم عدوان الاحتلال وجريمة الإبادة
  • هل حكم برأة المخرج محمد سامي نهائي أم يجوز الطعن عليه بالنقض؟
  • أبرز القرارات التي تم الاتفاق عليها في اجتماع اتحاد الكرة مع الرابطة وممثلي الأندية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات
  • وزير العدل يشارك في توقيع اتفاقية الوساطة الدولية لحل المنازعات بالصين