استخبارات المخاطر- تهديدات الحوثيين بمهاجمة البحر المتوسط “مجرد ضجيج ودعاية”
تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
“إن تهديدات الحوثيين بتوسيع منطقة عملياتهم نحو البحر الأبيض المتوسط مجرد ضجيج ودعاية، ولا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد”، وفقًا لتقرير المخاطر الاستخباراتي الصادر عن شركة استشارات أوروبية.
في وقت سابق من هذا الشهر، أدلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ببث تلفزيوني قال فيه إن الجماعة توسع نطاق هجماتها على السفن في شرق البحر الأبيض المتوسط (الذي يبعد نحو 1900 كيلومتر (1180 ميلاً) عن اليمن)، حتى “تنسحب فيه إسرائيل والولايات المتحدة من غزة واليمن”.
وقال في الثالث من مايو/أيار: “نحن نستعد لجولة رابعة من التصعيد إذا استمر العدو الإسرائيلي والأمريكيون في تعنتهم”.
وبعد فترة وجيزة، جاءت تحذيرات من شركة ميرسك للنقل البحري، في تعميم للعملاء، مفاده أن “… منطقة الخطر [في البحر الأحمر] توسعت، وأن الهجمات تصل إلى مناطق أبعد في الخارج”.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة ريسك انتليجينس (Risk Intelligence)، هانز تينو هانسن، قلل من أهمية هذا الخطر، قائلاً إنه بدون المساعدة الإيرانية، سيفتقر الحوثيون إلى الموارد اللازمة لتوسيع مجال نفوذهم غربًا.
ويسلط التقرير الجديد للشركة الأوروبية التي مقرها الرئيس الدنمارك الضوء على أن حزب الله، الوكيل الإيراني في لبنان، في وضع جيد لشن هجمات في شرق البحر المتوسط، لكنه لم يفعل ذلك بعد.
ويقول التقرير: “إن هذه القدرات موجودة منذ فترة طويلة”، لكنه يضيف أن الهجمات الفعلية لن تكون مقبولة من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لإيران، مما يمثل “تصعيدًا كبيرًا قد يكون له عواقب غير مقصودة على شبكة إيران من الجماعات الوكيلة وكذلك على إيران نفسها”.
وتابع التقرير أن “الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط يقع نظريا ضمن مدى بعض الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون”. “ومع ذلك، فإن مهاجمة الأهداف المتحركة في البحر على هذه المسافة سيكون أمرًا معقدًا للغاية. علاوة على ذلك، ستحتاج الصواريخ أو الطائرات بدون طيار إلى تجنب أنظمة الدفاع القادرة على ردعها في الطريق”.
ومن بين الصواريخ الذكية والصواريخ الباليستية المعروفة بحوزة الحوثيين، هناك عدد قليل منها قادر على الوصول إلى مدى تشغيلي يصل إلى 800 كيلومتر، وجميعها إيرانية. والباقي نماذج سوفيتية وصينية قديمة، مع نطاق محدود.
لماذا فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم لمواجهة هجمات الحوثيين المتصاعدة؟! (انفراد) الحوثيون يبدؤون حملة مطاردة الموالين للرئيس اليمني السابقوبينما بدأ الحوثيون باستهداف السفن البعيدة عن المياه اليمنية، بما في ذلك سفن في بحر العرب على بعد نحو 600 كيلومتر من البلاد، فإن جميع ضرباتهم الناجحة تقريباً كانت على مسافات أقصر. ويتلقى الحوثيون تدريباً عسكرياً ودعماً استخباراتياً من إيران، وهو أمر بالغ الأهمية عند استهداف الأهداف المتحركة مثل السفن-كما تقول وكالة بلومبرج الأمريكية.
وسيتطلب الاستهداف الدقيق الكثير من المعدات للتنسيق عن طريق الأصول البحرية داخل مسرح العمليات، وهو أمر تمكن الحوثيون من الوصول إليه في البحر الأحمر بفضل سفن التجسس الإيرانية. لكن أداء هذا الدور في البحر المتوسط سيكون أكثر صعوبة.
وخلص التقرير إلى أنه “مع الأخذ في الاعتبار هجمات الحوثيين غير الدقيقة ضد جنوب إسرائيل في الأشهر الأخيرة، فمن غير المرجح أن تنجح الهجمات ضد السفن التجارية في مناطق أبعد في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
هدد الحوثيون السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأغلقوا بالفعل جنوب البحر الأحمر أمام معظم السفن الغربية، مما أجبرها على تجنب قناة السويس وتحويل مسارها بدلاً من ذلك عبر الالتفاف حول جنوب أفريقيا في رحلاتها بين آسيا وأوروبا. وهذا يضيف أياماً والكثير من تكاليف الوقود والشحن إلى الرحلات.
كيف تعاقب شبكة فساد المجلس الانتقالي الحكومة اليمنية بوقود الكهرباء؟! الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت!لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط تهدیدات الحوثیین البحر المتوسط البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
ما سر ظهور وانتشار “البرك الوردية” في البحر الميت؟ / شاهد
#سواليف
يشهد #البحر_الميت، في الجهة الغربية من #الأردن، تغيرات بيئية متسارعة تُعد من أبرز مظاهر التحولات المناخية والجيولوجية في المنطقة. ومن أبرز هذه التغيرات ظهور برك مائية ذات #لون_وردي غير معتاد على أطرافه، مما أضفى على هذا الموقع الطبيعي طابعا بصريا مدهشا، لكنه يعكس في جوهره تحولات بيئية معقدة.
يرتبط هذا التغير بتراجع منسوب المياه وتشكل برك مائية تُعرف باسم الحفر الهابطة أو الانهدامية، إلى جانب تأثيرات التدخلات البشرية والمناخية. وقد كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها الجمعية العلمية الملكية في الأردن أن اللون الوردي الظاهر في بعض البرك ناجم عن نشاط ميكروبي غير مألوف في هذه البيئة الفريدة.
توصل الفريق البحثي من الجمعية العلمية الملكية إلى أن #الكائنات_الدقيقة المحبة للملوحة، مثل #الأركيا، هي المسؤولة عن هذه الظاهرة، إذ تنتج #صبغات_كاروتينية تُعرف باسم “باكتيريوروبيرين” تمنح #المياه لونها #الوردي.
مقالات ذات صلةتنشط هذه الكائنات في هذه الحفر الهابطة التي تتشكل عند اختلاط المياه المالحة بالمياه الجوفية أو مياه الأمطار، مما يؤدي إلى خفض تركيز الملوحة وخلق بيئة ملائمة لتكاثرها.
تلعب هذه الصبغات دورا بيولوجيا أساسيا في حماية الكائنات الدقيقة من الإشعاع الشمسي، مما يسمح لها بالتأقلم والاستمرار في ظروف بيئية قاسية. ويؤكد الباحثون أن هذا النشاط الميكروبي يقدم نموذجا فريدا لدراسة التفاعل بين الحياة المجهرية وتغيرات البيئة المالحة.
يشرح الدكتور المؤيد خليل السيد، مدير مركز المياه والبيئة والتغير المناخي في الجمعية في تصريحات للجزيرة نت، أن الظاهرة التي عملت عليها الدراسة “ليست نتيجة لأكاسيد المعادن أو الطحالب كما يُشاع في بعض التفسيرات العلمية، بل تعود بشكل رئيسي إلى الكائنات البكتيرية الدقيقة المحبة للملوحة”.
ومع تكرار هذه الظاهرة في مواسم متعددة ومواقع مختلفة حول البحر الميت، يؤكد السيد وهو أحد معدي الدراسة، على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العوامل البيئية الدقيقة المؤثرة، وفهم أعمق لهذا التحول النادر في نظام بيئي يتغير بسرعة.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الكائنات الدقيقة موجودة أصلا في مياه البحر الميت لكن بنسب منخفضة ونشاط قليل، إلا أن التغير في تركيز الأملاح لمياه الحفر الانهدامية نتيجة مياه الأمطار والمياه الجوفية يوفر بيئة مناسبة لهذه الكائنات الدقيقة بالإضافة إلى تغيرات الإشعاع الشمسي بالمنطقة الذي يعمل على تحفيز إنتاج الصبغة في هذه الكائنات لحماية نفسها من هذه الظروف القاسية.
يُعزى ظهور البرك الوردية في محيط البحر الميت إلى عدة أسباب من ضمنها تراجع المستمر في منسوب مياهه، وهو ما أدى إلى تشكّل ما يُعرف بالحفر الهابطة نتيجة تسرب المياه العذبة إلى الطبقات الجيولوجية الغنية بالأملاح.
تعمل هذه المياه على إذابة الرواسب الملحية، مما يؤدي إلى انهيار الأرض وتكوّن الفراغات المائية. وتشير الدراسة إلى أن هذه التحولات الجيولوجية ترتبط ارتباطا مباشرا بالاضطرابات البيئية المتسارعة في المنطقة.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الحفر تشكّل أكثر من مجرد ظاهرة بصرية مثيرة، بل تمثل “مختبرا بيئيا طبيعيا” فريدا يتيح دراسة تأثير التغيرات في الملوحة وكيمياء المياه على الحياة الدقيقة. ويسهم هذا الفهم في تقديم رؤى مهمة حول مستقبل النظام البيئي للبحر الميت، الذي يواجه تحديات جسيمة بفعل التغيرات المناخية والتدخلات البشرية المستمرة.
وفي هذا السياق، يُشير الدكتور المؤيد السيد، إلى أن البرك الانهدامية المنتشرة في المنطقة تُعد مؤشرا مباشرا على تدهور النظام البيئي، ويرجع السبب الرئيسي لظهورها إلى الانخفاض الحاد في تدفق المياه إلى البحر الميت، لا سيما بعد تحويل جزء كبير من مجرى نهر الأردن -المصدر الرئيسي لتغذيته- من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما أسهم في تراجع مستمر لمستوى المياه.
وفي جانب آخر، يوضح الدكتور ضياء الصفدي، مدير مركز البحوث الصناعية في الجمعية العلمية الملكية، في تصريحات للجزيرة نت أن الأنشطة الصناعية، وخصوصا تلك المتعلقة بإنتاج المعادن، فاقمت من تدهور الوضع البيئي من خلال ضخ كميات كبيرة من مياه البحر إلى برك تبخير صناعية.
ويضيف الصفدي، في حديثه للجزيرة نت، أن مستوى سطح البحر الميت ينخفض بمعدل سنوي يُقدّر بحوالي 1.1 متر نتيجة لنقص الإمدادات المائية وتزايد عمليات السحب الصناعي. وقد أدى هذا الانخفاض إلى انكشاف مساحات واسعة ذات تراكيب جيولوجية هشة، تحتوي على تركيزات مرتفعة من الأملاح وطبقات الجبسوم، ما يجعلها عرضة للانهيار عند تفاعلها مع المياه الجوفية وتغيرات المناخ والعوامل الهيدرولوجية.
ويُتابع الصفدي، وهو من معدي الدراسة، أن هذه البرك تمتلئ بمزيج من المياه الجوفية، ومياه الجريان السطحي، ومياه البحر الميت، مما يُنتج نظاما مائيا جديدا بتركيبة كيميائية مختلفة وملوحة أقل، تتيح بيئة مناسبة لنمو أنواع جديدة ومتنوعة من الكائنات الدقيقة.
ويؤكد الصفدي أن هذه البرك تُعد ملاذا مؤقتا للكائنات الدقيقة المحبة للملوحة، التي لا يمكنها عادة البقاء في بيئة البحر الميت ذات التركيز الملحي المرتفع، الذي يتجاوز 320 غراما لكل لتر. إلا أن تخفيف الملوحة بفعل اختلاط مياه الأمطار أو المياه الجوفية في هذه البرك يخلق بيئة أكثر ملاءمة تسمح بازدهار هذه الكائنات، مما يؤدي إلى تفاعل بيولوجي يُفضي إلى تغير لون المياه إلى اللون الوردي.
لا تُعد البرك الزهرية في محيط البحر الميت ظواهر دائمة أو مستقرة. فهي نتاج ظروف بيئية متغيرة، تتيح في بعض اللحظات فقط ازدهار الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة التي تلوّن المياه باللون الوردي. يعكس ظهور هذه البرك واختفائها تفاعلا معقدا مما يجعلها بيئات مؤقتة تختزن فرصا علمية نادرة لدراسة تكيف الحياة الميكروبية في وجه التقلبات البيئية الحادة، بحسب معدي التقرير.
في مراحلها الأولى، تكون ملوحة هذه البرك أقل من البحر الميت، مما يسمح بنمو الكائنات الدقيقة المحبة للملوحة التي تنتج الصبغات الوردية.
ومع مرور الوقت، تتعرض هذه البرك لمعدلات تبخر مرتفعة بسبب الحرارة والجفاف الشديد، مما يزيد من ملوحتها إلى مستويات لا تتحملها الكائنات الدقيقة، فتتراجع أو تختفي. وهذا يفسر ظهور اللون الوردي في بعض البرك دون غيرها، بل ويُفسر اختفاءه أحيانا.
كما قد تنهار بعض البرك أو تجف تماما خلال أشهر أو سنوات، مما يعني اختفاء الكائنات الدقيقة فيها. لذا، لا تشكّل هذه البرك أنظمة بيئية مستقرة، بل فرصا مؤقتة لدراسة التكيف الميكروبي مع التغيرات البيئية الحادة، وقد تطول فترتها فقط إذا توفرت مصادر دائمة للمياه الخفيفة الملوحة، وفقا للباحثين الدكتور ضياء الصفدي والدكتور المؤيد السيد.
بعيدا عن مظهرها اللافت، قد تكون لهذه الكائنات الدقيقة تطبيقات عملية في العلوم والصناعة، إذ تشير الدراسة إلى أن الصبغات الكاروتينية التي يتم إنتاجها ذات قيمة عالية نظرا لخصائصها المضادة للأكسدة، مما يجعلها محل اهتمام لصناعات الغذاء والتجميل والأدوية.
ويقوم الباحثون في الجمعية العلمية الملكية حاليا بدراسة إمكانات استخدامها في مستحضرات العناية بالبشرة، والإضافات الغذائية، والمكملات الصحية.
تُبرز هذه الظاهرة الحاجة الملحة لحماية النظام البيئي الهش للبحر الميت، إذ يحذر الباحثان من أن التدخل البشري، وتحويل المياه العذبة، وتغير المناخ يعيد تشكيل هذا المشهد الفريد بسرعة أكبر مما يمكننا فهمه بالكامل.
لكن التهديد الأكبر للبحر الميت ليس مجرد تغير المناخ إنما أزمة المياه المستمرة في المنطقة. فقد تم تقليل نهر الأردن، الذي كان يعتبر شريان الحياة له، بشكل كبير بسبب بناء السدود، والاستخدام المفرط، والمصالح المتنافسة.
هذه ليست مجرد قضية بيئية فقد أصبحت واقعا سياسيا. لقد كانت ندرة المياه في المنطقة مصدرا للتوتر لفترة طويلة، ويعتبر البحر الميت من أكثر ضحاياها وضوحا، وفقا للدراسة.
في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تصل ندرة المياه إلى مستويات حرجة، ويزيد تغير المناخ من حدة الجفاف، ويقلل من هطول الأمطار، ويرفع درجات الحرارة، مما يجعل موارد المياه المحدودة أصلا أكثر ندرة.
وتحذر الدراسة من أن عدم اتخاذ إجراءات سيؤدي إلى استمرار انكماش البحر الميت، مما يسرع من تشكيل الحفر الأرضية ويغير توازنه البيئي بشكل دائم، وتقدم الأبحاث العلمية أدلة واضحة حول ما يجب القيام به، لكن الحل لا يكمن في العلوم وحدها، فمستقبل البحر الميت يعتمد على قرار سياسي، ويتطلب استعادة إمدادات المياه الخاصة به تعاونا إقليميا جادا.