دمشق-سانا

المقترحات والحلول لظاهرة هجرة الكفاءات الصحية وأسبابها وتداعياتها الصحية والاقتصادية مثلت أبرز ما تم نقاشه في اللقاء الحواري، الذي عقدته وزارة الصحة اليوم على مدرج مشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب بدمشق.

وتركزت مداخلات المشاركين على أهمية إيجاد موارد مالية لتأمين التحفيز المادي للكوادر الصحية، عبر إعطاء مرونة أكبر في عمل الهيئات العامة، كما ناقشوا التحديات وعوامل الخطر للمنظومة الصحية جراء هجرة الموارد البشرية والكفاءات الصحية، ولا سيما في ظل ضعف وعدم ثبات الدعم من الدول المانحة بما يخدم الأولويات الصحية الوطنية.

وتطرقت المداخلات إلى تأثير العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب على القطاع الصحي، إضافة إلى الهجرة الخارجية واستنزاف الكفاءات، واحتياجات المنشآت الصحية جراء الحرب الإرهابية، وغياب الإدارة الفعالة لنظم المعلومات الصحية، وضعف توافر التجهيزات الطبية النوعية وقطع الصيانة، وأضرار القطاع الصحي نتيجة الأعمال الإرهابية التي تفوق الإمكانات الراهنة.

وسلط المشاركون الضوء على أبرز العوامل المتسببة بهجرة الكوادر الطبية، وهو العامل الاقتصادي وما يتضمنه من تضخم وعدم كفاية للرواتب والأجور ونقص الحوافز والتعويضات مقابل ارتفاع أجور السكن والنقل والمعيشة بشكل عام، إضافة إلى عوامل إدارية تتعلق بتوظيف وتوزيع الكوادر الصحية وتطوير البنى التنظيمية والوظيفية.

واقترح المشاركون لوقف نزيف الموارد البشرية الصحية وهجرتها ضرورة وضع آليات لتحفيز مهنيي الصحة على تطوير أدائهم وتوفير موارد بشرية كفؤة وتطوير نظم إدارة الموارد البشرية، وتعزيز التطور المهني للكوادر العاملة في القطاع الصحي، وإيجاد نظم التحفيز المادي والمتابعة والتقييم.

وزير الصحة الدكتور حسن الغباش بين في مداخلة له أن تداعيات الحرب دفعت الكثير من العاملين في القطاع الصحي إلى الهجرة خارج سورية، وأن لقاء اليوم جاء لمناقشة الأسباب وتداعيات هذه الهجرة على القطاع الصحي، لتقديم مقترحات من قبل الكوادر الصحية بنفسها للحد من هذه الظاهرة قدر الإمكان والحفاظ على الكوادر الموجودة.

وتحدث الوزير الغباش عن الآثار الصحية والاجتماعية لهجرة الكفاءات وكيفية إيجاد حلول للحد منها، داعياً إلى إيجاد ورقة عمل تشاركية من الكوادر نفسها ليتم تقديمها للحكومة، بما يسهم في الحد من ظاهرة الهجرة والعمل للوصول إلى واقع صحي أفضل.

بدوره أوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أن هجرة الكفاءات الصحية خسارة كبيرة، ولكن سورية تستطيع بكوادرها الصحية الموجودة في ساحات العمل إيجاد الحلول وتقديم الخدمات الطبية على أكمل وجه، رغم العقوبات والحصار الاقتصادي على القطاع الصحي.

ودعا القادري إلى إيجاد حلول خلاقة وتلافي الأخطاء للحفاظ على الكوادر والخبرات المتبقية، من خلال تحسين الوضع المادي للكوادر الطبية العاملة عبر تأمين الدخل المناسب والتعويضات.

من جانبه بين نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي أن هناك أسباباً عالميةً ومحليةً لهجرة الكفاءات الطبية، وأن هجرة العقول والكفاءات العربية معضلة مزمنة يعاني منها الوطن العربي وليس فقط سورية، لأسباب مختلفة، منها ما تواجهه الموارد البشرية من صعوبات في بلادها مثل الحروب أو البطالة أو قلة فرص التقدم الوظيفي أو ندرة مجالات البحث العلمي.

نقيب المهن الصحية في سورية يسرى ماليل أكدت ضرورة تطوير البنى التنظيمية والوظيفية للكوادر الصحية، وتوفير موارد بشرية جديدة للنهوض بالقطاع الصحي، موجهة الشكر لفريق العمل الصحي المتكامل الذي صمد في ظل الحرب وتداعياتها وخلال جائحة كورونا والزلزال المدمر.

شارك في اللقاء معاونا وزير الصحة، والمديرون المركزيون في وزارة الصحة، ومديرو الصحة والمشافي ومشافي الهيئات العامة، وممثلو النقابات الطبية.

بشرى برهوم وراما رشيدي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الموارد البشریة الکفاءات الصحیة هجرة الکفاءات القطاع الصحی

إقرأ أيضاً:

"الصحة الفلسطينية" تحذر من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن استمرار انقطاع الكهرباء ونفاذ الوقود المشغل للمستشفيات تسبب في انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم 253 على التوالي.
ولفتت إلى أن 32 مستشفى توقف عن العمل من أصل 34 مستشفى في القطاع، بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي لكل إمدادات الكهرباء منذ بدء العدوان، و منع إيصال الوقود لما تبقى من مستشفيات.
أخبار متعلقة استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال على غرب غزةجوتيريش يؤكد دعم الأمم المتحدة لسكان غزة ووكالة الأونروا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الصحة الفلسطينية" تحذر من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزةتدمير شبكات الكهرباءوأكدت مستشفيات القطاع أن نحو 350 ألف مريض من مرضى السرطان والقلب والكلى والسكر حرموا من العلاج، ما تسبب في وفاة المئات منهم، مشيرة إلى أن 90 % من الأجهزة الطبية دمرها الاحتلال على إثر قصفه للمستشفيات، ما جعل من عودة مستشفيات القطاع لتقديم الخدمات الصحية أمرًا صعبًا ومستحيلًا.
وتشير سلطة الطاقة الفلسطينية، أن قطاع غزة فقد 100 % من مصادر الكهرباء بعد تدمير الاحتلال لكل شبكات الكهرباء، ومنع إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء منذ بدء العدوان، ما دفع سكان قطاع غزة للاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية للحصول على القليل من الكهرباء، كما تسبب انقطاع الكهرباء في توقف مضخات المياه والصرف الصحي.

مقالات مشابهة

  • نصف الشعب اللبناني بلا تغطية صحيّة.. في المجلس النيابي قانون لانصافهم
  • "الصحة" تعلن إلغاء البلاغات الورقية للوفيات وتلزم بالتسجيل الإلكتروني
  • "الصحة الفلسطينية" تحذر من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة
  • هجرة العقول والكفاءات الأردنية: واقع مرير وحلم مؤجل
  • قسطرة دماغية تداخلية تنقذ حياة حاجة نيجيرية من تمدد شرياني منفجر
  • فرق «الصحة» ترافق الحجاج في مطارات الدولة
  • «موارد عجمان» تنظم يوماً مفتوحاً للتوظيف في القطاع الصحي
  • "عبدالغفار" يشهد توقيع اتفاقية للتحقق من شهادات تراخيص القطاع الصحي
  • خالد عبدالغفار يبحث مع سفير الخرطوم سبل دعم السودان في القطاع الصحي (صور)
  • وزير الصحة يبحث مع سفير السودان بالقاهرة التعاون في دعم القطاع الصحي