سدايا: إدراج نموذج «علّام» كأفضل نظام توليدي للغة العربية ضمن منصة «IBM Watsonx»
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، اليوم، عن إدراج نموذج "علّام" التابع لها ضمن منصة Watsonx في شركة IBM بوصفه أحد أفضل النماذج التوليدية باللغة العربية في العالم، وذلك خلال مؤتمر (IBM Think 2024) الذي بدأت أعماله في مدينة بوسطن الأمريكية، ويستمر 3 أيام.
وتم اختيار نموذج "علّام" التوليدي للغة العربية في مرحلته التجريبية بعد مطابقته للمعايير العالمية في الذكاء الاصطناعي التوليدي في منصة watsonx التي يتعامل معها المطورون في العالم كونها أهم المنصات العالمية، فيما يعكس هذ الاختيار مدى المستوى المُتقدم الذي وصل إليه نموذج "علّام" من حيث القدرات التقنية في توليد المحتوى العربي بكامل مساراته المتعلقة بمختلف المجالات: التقنية، والثقافية، والأدبية، والعلمية، وبقية مجالات العلوم الإنسانية الأخرى، ليكون ضمن أفضل النماذج اللغوية العربية عالمياً.
وخضع نموذج "علّام" لاختبارات صارمة ومعايير دقيقة لتجهيز بنيته التقنية والتدريبية؛ ليكون مؤهلًا لمُنافسة النماذج التوليدية الأخرى؛ وهو ما توّج هذا اليوم من خلال إتاحته بنسخته التجريبية في منصة watsonx التابعة لشركة IBM لإخضاعه لمزيد من عمليات التقييم الاحترافية والتسريع بإطلاق قدراته الكاملة سعياً إلى الوصول لنموذج احترافي يتمتع بتنافسية عالية في هذا المجال.
وتتواءم جهود "سدايا" مع المساعي التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة اللغة العربية إقليمياً وعالمياً ونشرها وتمكينها والمحافظة على سلامتها، وإبراز مكانتها من خلال إثراء المحتوى العربي في المجالات كافة لزيادة التنوع الثقافي بين الشعوب عبر مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية المتاحة في العالم ليستفيد من اللغة العربية جميع المجتمعات البشرية على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وتعليمهم.
كما تنسجم هذه الجهود مع مُستهدفات رؤية السعودية 2030 بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ـ حفظه الله -، في ظل دعمه المستمر لجعل المملكة مركزًا تقنيًا عالميًا لأحدث التقنيات المتقدمة والتقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ويعد نموذج "علّام" أول نموذج وطني يقوم بالإجابة والرد على استفسارات المستفيدين في عدد من المجالات المعرفية باللغة العربية عبر الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتم تدريب النسخة الحالية منه على مجموعة بيانات باللغة العربية ضمن أكبر مجموعات بيانات عالمياً بالإضافة إلى محتوى متنوع باللغة الإنجليزية، ويمكن للمستخدمين كتابة النصوص أو (تسجيل الاستفسار بشكل صوتي)، ويقوم بمعالجة المدخلات والإجابة عن الاستفسارات بشكل نصي (أو صوتي) حسب رغبة المستخدم من خلال اختيار مجموعة من أهم مصادر المعرفة الموثوقة في المملكة والعالم العربي.
ويأتي نموذج "علاّم" ضمن واحدة من المشروعات التقنية القائمة بين "سدايا" وشركة IBM والتعاون المشترك في دعم برامج التدريب والبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، والعمل على تقديم عدد من مبادرات الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي والعربي والإقليمي بما في ذلك تعزيز تطوير النماذج اللغوية الكبيرة والرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة.
من جانبه أشاد نائب الرئيس الإقليمي لشركة IBM السعودية أيمن الراشد بالتعاون مع "سدايا"، قائلا: «هذا التعاون هو علامة بارزة في تعزيز اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو يضمن استفادة القطاعين العام والخاص من نشر نماذج اللغة العربية، بما يتماشى مع الاحتياجات الثقافية واللغوية للمنطقة، ويُمكِّن هذا التقدُّم الشركات في جميع أنحاء المملكة والعالم العربي من إتاحته باستخدام خدمات فريدة من نوعها، كما يُعزز مكانة المملكة العربية السعودية كدولة رائدة في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصاً لتلبية المتطلبات الفريدة في سوقها».
فيما أوضح مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، أن النموذج اللغوي العربي (علّام) يعد منصة ذكاء اصطناعي توليدي تخدم المملكة، وجميع الناطقين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم.
وأثنى الوقيت في كلمة له، بحضور رئيس مجلس إدارة شركة IBM ورئيسها التنفيذي أرفيند كريشنا، على القدرات التقنية الفريدة التي توفرها منصة watsonx في تمكين النماذج اللغوية الكبيرة، وتبسيط عمليات تعلمُّ الآلة، وتعزيز الحوكمة والامتثال في مجال الذكاء الاصطناعي، ومرونة نشر السحابة الهجينة، بالإضافة إلى إدراج نموذج (علّام) للغة العربية للاستخدام العالمي الذي يعزز بشكل كبير مكانة "سدايا" كجهة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
وقال إنه في ظل ما تحظى به "سدايا" من دعم غير محدود من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، نبذل في "سدايا" كافة الجهود في سبيل تحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن بين عدد من منتجات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها "سدايا" يبرز نموذج (علّام) بوصفة أحد أبرز النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يرُكِّز على اللغة العربية.
وأضاف أنه من المسلّم به أن النماذج اللغوية الكبيرة المدربة على بيانات نوعية ضخمة عالية الجودة هي أساس التنفيذ الناجح للذكاء الاصطناعي التوليدي، وتم تدريب (علّام) على أكثر من 500 مليار وحدة لغوية باللغة العربية، وسنسعى إلى التوسع في إضافة المزيد من البيانات ذات الجودة العالية والعمل على تحسين دقة النماذج المدربة عليها، مؤكدًا التزام "سدايا" بجعل (علّام) أفضل نموذج ذكاء اصطناعي توليدي في اللغة العربية على مستوى العالم.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: سدايا شركة IBM الهیئة السعودیة للبیانات والذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی الاصطناعی التولیدی النماذج اللغویة باللغة العربیة اللغة العربیة العربیة فی رئیس مجلس
إقرأ أيضاً:
احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف
مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتغلغله في حياتنا على نحو متزايد، يبدو من الواضح أنه من غير المحتمل أن يخلق المدينة التكنولوجية الفاضلة ومن غير المرجح أن يتسبب في محو البشرية. النتيجة الأكثر احتمالا هي مكان ما في المنتصف ــ مستقبل يتشكل من خلال الطوارئ، والحلول الوسط، وعلى جانب عظيم من الأهمية، القرارات التي نتخذها الآن حول كيفية تقييد وتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي.
باعتبارها الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، تضطلع الولايات المتحدة بدور مهم بشكل خاص في تشكيل هذا المستقبل. لكن خطة عمل الذكاء الاصطناعي التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا بددت الآمال في تعزيز الإشراف الفيدرالي، فاحتضنت بدلا من ذلك نهجا داعما للنمو في تطوير التكنولوجيا. وهذا يجعل التركيز من جانب حكومات الولايات، والمستثمرين، والجمهور الأمريكي على أداة مُـساءلة أقل إخضاعا للمناقشة، ألا وهي حوكمة الشركات ضرورة أشد إلحاحا. وكما توثق الصحفية كارين هاو في كتابها «إمبراطورية الذكاء الاصطناعي»، فإن الشركات الرائدة في هذا المجال منخرطة بالفعل في المراقبة الجماعية، وهي تستغل عمالها، وتتسبب في تفاقم تغير المناخ. من عجيب المفارقات هنا أن كثيرا منها شركات منفعة عامة (PBCs)، وهي بنية حوكمة يُزعم أنها مصممة لتجنب مثل هذه الانتهاكات وحماية البشرية. ولكن من الواضح أنها لا تعمل على النحو المنشود.
كانت هيكلة شركات الذكاء الاصطناعي على أنها شركات منفعة عامة شكلا ناجحا للغاية من أشكال الغسيل الأخلاقي. فبإرسال إشارات الفضيلة إلى الهيئات التنظيمية وعامة الناس، تخلق هذه الشركات قشرة من المساءلة تسمح لها بتجنب المزيد من الرقابة الجهازية على ممارساتها اليومية، والتي تظل مبهمة وربما ضارة. على سبيل المثال، تُـعَـد xAI التي يملكها إيلون ماسك شركة منفعة عامة تتمثل مهمتها المعلنة في «فهم الكون». لكن تصرفات الشركة ــ من بناء كمبيوتر خارق مُـلَـوِّث في السر بالقرب من حي تقطنه أغلبية من السود في ممفيس بولاية تينيسي، إلى إنشاء روبوت محادثة يشيد بهتلر ــ تُظهر قدرا مزعجا بشدة من عدم الاكتراث بالشفافية، والرقابة الأخلاقية، والمجتمعات المتضررة.
تُعد شركات المنفعة العامة أداة واعدة لتمكين الشركات من خدمة الصالح العام مع السعي إلى تحقيق الربح في الوقت ذاته. لكن هذا النموذج، في هيئته الحالية ــ خاصة في ظل قانون ولاية ديلاوير، الولاية التي تتخذها معظم الشركات العامة الأمريكية مقرا لها ــ مليء بالثغرات وأدوات الإنفاذ الضعيفة، وهو بالتالي عاجز عن توفير الحواجز اللازمة لحماية تطوير الذكاء الاصطناعي. لمنع النتائج الضارة، وتحسين الرقابة، وضمان حرص الشركات على دمج المصلحة العامة في مبادئها التشغيلية، يتعين على المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس المطالبة بإعادة صياغة شركات المنفعة العامة وتعزيز قدراتها. من غير الممكن تقييم الشركات أو مساءلتها في غياب أهداف واضحة، ومحددة زمنيا، وقابلة للقياس الكمي. لنتأمل هنا كيف تعتمد شركات المنفعة العامة في قطاع الذكاء الاصطناعي على بيانات منافع شاملة وغير محددة يُزعَم أنها توجه العمليات. تعلن شركة OpenAI أن هدفها هو «ضمان أن يعود الذكاء الاصطناعي العام بالفضل على البشرية جمعاء»، بينما تهدف شركة Anthropic إلى «تحقيق أعظم قدر من النتائج الإيجابية لصالح البشرية في الأمد البعيد». المقصود من هذه الطموحات النبيلة الإلهام، لكن غموضها من الممكن أن يستخدم لتبرير أي مسار عمل تقريبا ــ بما في ذلك مسارات تعرض الصالح العام للخطر. لكن قانون ولاية ديلاوير لا يُـلزِم الشركات بتفعيل منفعتها العامة من خلال معايير قابلة للقياس أو تقييمات مستقلة. ورغم أنها تطالب بتقديم تقارير كل سنتين حول أداء المنفعة، فإنها لا تلزم الشركات بإعلان النتائج. بوسع الشركات أن تفي بالتزاماتها ــ أو تهملها ــ خلف الأبواب المغلقة، دون أن يدري عامة الناس شيئا. أما عن الإنفاذ، فبوسع المساهمين نظريا رفع دعوى قضائية إذا اعتقدوا أن مجلس الإدارة فشل في دعم مهمة الشركة في مجال المنفعة العامة. لكن هذا سبيل انتصاف أجوف، لأن الأضرار الناجمة عن الذكاء الاصطناعي تكون منتشرة، وطويلة الأجل، وخارجة عن إرادة المساهمين عادة. ولا يملك أصحاب المصلحة المتضررون ــ مثل المجتمعات المهمشة والمقاولين الذين يتقاضون أجورا زهيدة ــ أي سبل عملية للطعن في المحاكم. وللاضطلاع بدور حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون نموذج «شركات المنفعة العامة» أكثر من مجرد درع للسمعة. وهذا يعني تغيير كيفية تعريف «المنفعة العامة»، وحوكمتها، وقياسها، وحمايتها بمرور الوقت. ونظرا لغياب الرقابة الفيدرالية، يجب أن يجري إصلاح هذا الهيكل على مستوى الولايات. يجب إجبار شركات المنفعة العامة على الالتزام بأهداف واضحة، وقابلة للقياس، ومحددة زمنيا، ومكتوبة في وثائقها الإدارية، ومدعومة بسياسات داخلية، ومربوطة بمراجعات الأداء والمكافآت والتقدم الوظيفي. بالنسبة لأي شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، من الممكن أن تشمل هذه الأهداف ضمان سلامة نماذج المؤسسات، والحد من التحيز في مخرجات النماذج، وتقليل البصمة الكربونية الناجمة عن دورات التدريب والنشر، وتنفيذ ممارسات العمل العادلة، وتدريب المهندسين ومديري المنتجات على حقوق الإنسان والأخلاقيات والتصميم التشاركي. الأهداف المحددة بوضوح، وليس التطلعات الغامضة، هي التي ستساعد الشركات على بناء الأساس للمواءمة الداخلية الجديرة بالثقة والمساءلة الخارجية. يجب أيضا إعادة تصور مجالس الإدارة وعملية الإشراف. ينبغي لمجالس الإدارة أن تضم مديرين ذوي خبرة يمكن التحقق منها في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والسلامة، والأثر الاجتماعي، والاستدامة. يجب أن يكون لكل شركة مسؤول أخلاقي رئيسي يتمتع بتفويض واضح، وسلطة مستقلة، والقدرة على الوصول المباشر إلى مجلس الإدارة. ينبغي لهؤلاء المسؤولين أن يشرفوا على عمليات المراجعة الأخلاقية وأن يُمنحوا سلطة وقف أو إعادة تشكيل خطط المنتجات عند الضرورة. وأخيرا، يجب أن تكون شركات الذكاء الاصطناعي المهيكلة كمؤسسات منفعة عامة مُلـزَمة بنشر تقارير سنوية مفصلة تتضمن بيانات كاملة ومصنفة تتعلق بالسلامة والأمن، والتحيز والإنصاف، والأثر الاجتماعي والبيئي، وحوكمة البيانات. وينبغي لعمليات تدقيق مستقلة ــ يديرها خبراء في الذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات، والعلوم البيئية، وحقوق العمال ــ أن تعكف على تقييم صحة هذه البيانات، بالإضافة إلى ممارسات الحوكمة في الشركة وتواؤمها في عموم الأمر مع أهداف المنفعة العامة.
أكدت خطة عمل ترامب للذكاء الاصطناعي على عدم رغبة إدارته في تنظيم هذا القطاع السريع الحركة. ولكن حتى في غياب الإشراف الفيدرالي، بوسع المشرعين على مستوى الولايات، والمستثمرين، وعامة الناس تعزيز حوكمة إدارة الشركات للذكاء الاصطناعي بممارسة الضغوط من أجل إصلاح نموذج شركات المنفعة العامة. يبدو أن عددا متزايدا من قادة التكنولوجيا يعتقدون أن الأخلاقيات أمر اختياري. ويجب على الأمريكيين أن يثبتوا أنهم على خطأ، وإلا فإنهم يتركون التضليل، والتفاوت بين الناس، وإساءة استخدام العمالة، وقوة الشركات غير الخاضعة للرقابة تشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي.
كريستوفر ماركيز أستاذ إدارة الأعمال في جامعة كامبريدج ومؤلف كتاب «المستغلون: كيف تقوم الشركات بخصخصة الأرباح وتأميم التكاليف»
خدمة «بروجيكت سنديكيت»